|
مذكرات يوم للوطن والحرية في دمشق - حلقة 2
علي محمود العمر
الحوار المتمدن-العدد: 1245 - 2005 / 7 / 1 - 13:44
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
" 1 " - في مساء السبت 27/5/2005 انعقدت جلسة منتدى الأتاسي للحوار الديمقراطي . ولم أكن مطلعا على مجرياتها . لكني كنت معبأً بنفحات الحرية التي حملتها انتخابات جمعية حقوق الإنسان وهمسات أبو القاسم الشابي في صبيحة نفس اليوم . ومستعداً للذود عنها بكل الأشواك التي تملكها وردة جوري بلدية أو برية ، في حديقة بيتنا أو حواكير بلدتي . - كانت الجلسة أوراقا قدمها 15 طيف سياسي سوري . ومن بينها ممثل لحزب البعث الحاكم . وأسعدني هذا حقيقة ، فأغمضت عيني لأحلم بوطن يصبح وطناً أختاره وبيتاً أسكنه وجيراناً أرتضيهم بملء العين ! .. كانت الأوراق حول الإصلاح السياسي في سورية . ومع خوفي الممض أن أسمع نشازاً من هنا أو هناك ، كانت سعادتي لا توصف (تماماً كما هي ساعات الصبيحة ) لأن الأوراق جميعاً أكدت حلماً مشتركاً ومشروعا لحمته وسداه وطن يتألف من بشر خلقهم الله ليكونوا أحراراً ، فجعلهم على صورته ، التي هي في أحسن تقويم ! - لن أعرض حلم الوطن ومشتركاته في هذه الأوراق ، لأنها أصبحت ناراً على علم . يكفي القول أنها حقوق المواطنة وحرية الضمير والاعتقاد ، وتداول السلطة والمؤتمر الوطني ، والتغيير الديمقراطي السلمي .. إلخ . وهذا يعني من زاوية أوثق : أنسنة السلطة والأحزاب ، السياسة والإيديولوجية ، العقائد والاقتصاد .. من أجل جعلها جميعاً في أحسن –أو ربما في أضبط- تقويم ! .. أذكر أن هذا (المشترك) كان حلماً دعوت له فتلقيت العض لأجله ممن هم أحوج مثلي إليه . وكانت حجتهم آنذاك أن دعوتي لهذا المشترك تؤلف خروجاً عن الملة والعقيدة ، والثوابت والإيديولوجية التي لا يأتيها الريب أو النقص . وبما أن بعض هؤلاء آلت به الأيام إلى حيث المنتدى الآن ، فلم يفتني –إنصافاً للحلم وليس الانتقام- أن ضممته هامساً : ألم يكن حرياً إذن .. أن لا نهدر كل هذه السنين الطوال !؟
" 2 " - وكان بين الأوراق المقدمة واحدة غاب أصحابها عن الندوة (هم جماعة الأخوان المسلمين) . وأثلج صدري أنها تضمنت إصرار الجماعة على التمسك بخيار الديمقراطية .. وحاكمية الأمة .. وصندوق الانتخاب .. ومدنية الدولة والسياسة والحزب .. إلخ . ناهيك عن أن هذه الورقة استضافها منتدى يفترض أن أطيافه تدور في فلك (الحداثة والعلمانية) كما يقولون ! - ولأني أتحدث بلغة البوح وليس الجرح . فلطالما اعتبرت أن غياب (الأخوان) عن هذا الطرح يتعدى التغييب القسري بفعل الاستبداد . لأنه فوق هذا غياب طوعي فرضته طرائق الاعتقاد الديني التي تجعل الديمقراطية كفراً .. وعصياناً للدولة الدينية وحاكمية الله .. إلخ . وأياً كان نصيب ظني من الخطأ أو الصواب فقد كان له ما يبرره في أجواء الثقافة الوحدانية الاستئصالية التي لم يبرأ منها أحد من الأحزاب والاتجاهات الدينية والدنيوية معاً (فضلاً أن ثمة الكثير ممن ما زالوا يروجون لها في عالمنا العربي ومن بينهم جماعات يحسد نعيقها الغربان !). ولطالما ألحقت هذه الثقافة الظلم والحيف بأتباعها الصالحين قبل الغرباء .. !؟ .. منذ ذلك الحين أدركت أن ما يواجه شعوبنا ليس الأفكار والمعتقدات ، بل طرائق التفكير والاعتقاد . وبالأحرى كيفية النظر إلى أنفسنا .. وأفكارنا ومعتقداتنا وأحزابنا وعالمنا ، وكيفية التصرف بها . لهذا مكثت أنتظر قدوم (أحزابي) جميعاً لنبدأ كلمة البدء هذه ، وهي الحرية . بما فيها الحزب الوطني ، والقومي ، واليساري ، والليبرالي ، والديني (وبين هؤلاء بالطبع جماعة الأخوان) . .. وأنا أعلم كم كانت كلمة (أحزابي) هذه تثير شهوة البعض لإطلاق صواريخ التخوين والتكفير بحجة الزوغان عن عقيدة الملة وثوابتها ووحدتها . لأنهم ألفوا أن الحقيقة واحدة ، والعقيدة واحدة ، والملة واحدة ، والطليعة واحدة .. إلخ . وجميعها تتصف بالتمامية والمركزية التي لا يأتيها الريب دون الأغيار جميعاً . وهذا بالضبط ما عنيته بكلمة (أحزابي) لأنها تشير إلى طينة ثقافية وطور واحد من النمو العقلي والأداء السياسي وطريقة النظر للذات .. والمعتقدات .. والمشترك البشري .. وحتى للخالق أيضاً . لهذا فهي تعني بنفس القدر حاجة هذه الأحزاب جميعاً لعبور طور جديد من النمو الذي يجعلها تحترم قواعد العقل والنسبية وسط فضاء الحرية والمسؤولية والشراكة الحقيقية التي تربطها مع أبناء جلدتها بواسطة عقد اجتماعي يصون قيمة الإنسان (الذي خلقه الله من نفس واحدة) ويرعى حقوقه الجوهرية وحرياته الأساسية . - ولأن الكرة الأرضية لم تكن يوماً مركز الكون ثم جاء كوبرنيكوس فجعلها قشة تدور في فلك غيرها . بل هو كشف حقيقتها التي نزعت وهم استرخاء البشرية في حضن مركزياتها البدائية (بدءاً من مركزية الطوطم والعرق والقبيلة وانتهاءً بمركزية الأرض) .. وبهذا تحققت ثورة البشرية الأولى في استقلال العقل عن أوهامه (وربما تتماهى هذه الثورة مع حكمة الطرد من الفردوس أو من أحشاء الأم أوالطبيعة .. إلخ) . ومنذ ذلك الوقت باشرت البشرية ثورتها الثانية لامتلاك الحرية التي تحقق لها التقدم وأخذ مصيرها بيدها . وها هي تتعاظم حاجتها الآن لتحقيق ثورتها الثالثة التي توفر للتقدم نفسه أهدافاً نبيلة تصون كوكب الأرض من الضياع وتصالح الإنسان مع أبعاده الروحية والمادية .. دون التفريط بالعقل والحرية !! - عليه يتضح إن محور هذه الثورات جميعاً هو الزمن الذي يخترق الأمكنة والخصوصيات ، لأنه أشبه بسلم التنمية التي تتصدره استحقاقات العقل والحرية وحقوق الإنسان والمواطنة والدولة المدنية التعاقدية .. إلخ . وهذه الاستحقاقات تؤلف مشتركاً يخص البشرية كلها ويحدد درجة النمو الذي حققته – أو لم تحققه – جماعاتها المختلفة ! .. وفي حين أن الغرب قطع شوطاً كبيراً على طريق الثورتين الأولى والثانية ، وما زال يتلمس الاهتداء لثورته الثالثة التي تحرر التقدم من مخالب المكيافيلية وتضعه في خدمة الأهداف الإنسانية . وهذه الثورة تتصف أكثر من كل ما سبقها بطبيعة عالمية تستلزم تضافر قوى البشرية الحية جميعاً .. غير أن عالمنا العربي ما زال يقف متعثراً عند أبواب هذه الثورات مجتمعة . محجوباً عن اقتحام متطلباتها التي أصبحت مركبة متلازمة . معاقاً بصورة خاصة تحت إغراء ثبوتيات مركزية يستند عليها الاستبداد لحجبه عن تحقيق مصيره والانخراط في مصير البشرية . وأكثر من هذا جعله معيقاً للقوى الحية في المجتمعات الأخرى ، وسيفاً مسلطاً عليها تحت عباءة الحروب الدينية وغيرها .. عوضاً عن تقويتها والاستقواء بها لتصويب مسيرة البشرية !!
" 3 " - بهذا المعنى يتضح خطر ابتزاز النزاع مع قوى الاستعمار والهيمنة الغربية لتحقيق مآرب تتعدى حدود هذا النزاع وغاياته الأصلية ، وهي حرمان شعوبنا من نيل استحقاقاتها المعطلة على سلم الأزمنة والتنمية البشرية . فهذا النزاع هو في جوهره سياسي يخص الحقوق والمصالح الوطنية لشعوبنا التي تتعرض للسلب والاعتداء . ولا يوجد سبب واحد في الدنيا يسوغ التخلي عنها . وربما يصح القول إنها تؤلف -ضمن هذه الحدود – صراعاً بين أمكنة .. ودول .. وهويات ثقافية ودينية وطبقية .. إلخ ، تكافح لنيل التحرر والاستقلال والسيادة الوطنية . أي أنها تشكل ركناً أساسياً من حقوق الإنسان والشعوب يعيدها لموقعها الأصلي على سلم الأزمنة والحرية والتنمية البشرية ! .. من هذا المنطلق يتبين خطر ابتزاز المشاعر القومية والدينية والثقافية لإخراج النزاع مع الغرب عن أهدافه وجعله صراعاً دينياً –جوهرانياً يطال مجتمعاته ومعتقداته ، وعلى رأسها منظومة القيم العقلانية المدنية الديمقراطية !! والواقع إن توجيه الصراع ضد هذه القيم وصدها عن شعوبنا (تحت حجة الشرك والكفر والعلمانية ..إلخ) يتعدى حاجتنا لمقارعة الدوائر الاستعمارية والصهيونية . لأن الغرب من وجهة هذه القيم ليس مكاناً .. أو عرقاً .. أو طوطماً يخص قبيلة معادية ، بل هو (زمن) بكل معنى الكلمة . هو خطوات حقيقية قطعها على سلم التنمية الذي يخص البشرية كلها ويشكل ممراً لطموحاتها . وحتى لو أن الغرب ضلت به سبل تحقيق ثورته الثالثة التي تجعله من فصيلة الملائكة ( وهذا المطلب عبثي تماماً) .. أو أن القوى المكيافيلية بين صفوفه استثمرت هذا التقدم لدوس الشعوب الأخرى ، بل دوس القيم والأديان جميعاً بما فيها قيم الحضارة الغربية نفسها ، فإن مواجهة كل هذا لا تتم خارج سياق التحرر والتنمية الذي يحقق خلاص شعوبنا ويشكل رافعة أيضاً لشد أزر القوى الحية والشريفة داخل المجتمعات الغربية نفسها . وعكس هذا فإن توجيه الحرب الدينية والعنصرية ضد الغرب وقيمه المدنية ، وتدويرها خلسة أو صراحة ضد استحقاقات الصحوة والإصلاح الديمقراطي في العالم العربي (كما تفعل دوائر إعلامية وظلامية مختلفة) .. أقول إن هذا لا يجعلنا معادين للإمبريالية والصهيونية بل أعداء أنفسنا فحسب . أعداء زمننا وعالمنا واستحقاقاتنا التي نحن أحوج ما نكون إليها على سلم التنمية البشرية . وربما يكون هذا من أبرز تدابير الدوائر الإمبريالية والصهيوينة للالتفاف على مأزقها الذي أخذت تتضح معالمه وسط مجتمعاتها وخارجها . وفي نفس الوقت فهو أكثر الأسلحة فتكاً لإطالة عذاب مجتمعاتنا وطعن صحوتها في الصميم تحت عباءة محلية !! .. ومن المؤسف أنني لا أقول هذا على سبيل المبالغة . لأن مشهد العالم العربي يكشف انفلات دعوات التكفير والاستئصال مدفوعة بثقافة الموت والكراهية ، التي يغذيها الاحتقان الناشيء عن سياسة الاستبداد الداخلي والخارجي ، ناهيك عن طبول الدعاية الإعلامية التي هي أشبه بإخراج سينمائي لإبراز هذه الجماعات وإظهارها كفرسان تنبثق من غياهب التاريخ لقيادة حرب دينية مقدسة !!
" 4 " - كنت أعيش هذه التداعيات خلال سماعي ورقة الأخوان المسلمين يتلوها بالنيابة شاب من أرضية الاتجاه القومي وعضو في إدارة منتدى الأتاسي (هو علي العبد الله ) . وكم أسعدني تأكيدها على نبذ الوحدانية والاستئصال والعنف لصالح الديمقراطية والإصلاح والمصالحة والدولة المدنية .. إلخ . ولا أنكر أنها جعلتني أتشوق انتظاراً لظهور صوت المعارضة (المسماة علمانية) الذي يحسن استقبالها لتكتمل سعادتي . ولم يخيّب ظني ممثل حزب العمل الثوري (الذي يفترض أنه ألد خصوم الأخوان من ناحية أيدلوجية ) إذ أنه لم يستقبل ورقة الأخوان جيداً فحسب ، بل تضمنت ورقته مسبقاً دعوة حارة وصريحة لعقد مصالحة تاريخية مع الأخوان ، والاتجاه الديني عموماً على أرضية الوطن والمواطنة ، الإنسان والديمقراطية !! .. إنها لحظات عظيمة حقاً قرأت فيها دخول الشرق في سن الرشد الذي تأخر كثيراً . مستحضراً معه الأزمنة والاستحقاقات وثورات التنمية المعطلة جميعاً ، وعلى رأسها : ثورة العقل والعقلانية ، ثورة الحرية وتقرير المصير . وفوق هذا ثورة الأخلاق والتضامن البشري التي ربما تضيف جيداً للخروج من نفق الاستبداد الطويل ، مع شد أزر قوى البشرية الحية .. التي أضناها انتظارنا هناك خلف البحار !! - كان يحق لي أن أكون متأثراً لحد التفتيش عن ثلاثة أقبلهم وأهمس في إذن كل منهم على التوالي : 1- علي العبد الله ( نيابة عن ورقة الأخوان ) : ما زال الله أمامنا لنشخص إليه . وما كان لرحمته الواسعة أن تضيق عن دولة عادلة ديمقراطية لعباده ، بحسب ما أراد أن يفعله الظالمون والظلاميون. 2- فاتح جاموس (ممثل حزب العمل الثوري) : ما شككت يوماً إن الإنسان يكون جيداً أو رديئاً ، وليس مؤمناً أو كافراً ، وإن قلب الإنسان الجيد وعقله يستطيعان الاتساع لله على الدوام ، ومن جديد . 3- ممثل حزب البعث الحاكم : ليس معقولاً ألا يفعل الطيبون شيئاً طيباً لقلب هذا الوطن وعقله ، فيستحقون مفخرتين معاً عوضاً عن معصيتين . إن قلب وطني وعقله يحتاج الآن لشيء طيب يفعله بعثيون طيبون ! .. ووسط همساتي هذه ظهر ضيف دمشق (أبو القاسم الشابي ) الذي كان متوارياً وراء تداعياتي وبين الجموع . كان حانياً وربما متأثراً أيضاً . فبششت له سائلاً : كيف رأيت ؟ .. هكذا فتح السؤال حواراً لا يتسع له نصيبي في هذه النشرة ، آملاً أن تتسع له نشرةٌ أخرى تحت عنوان : "حورات أبي القاسم الشابي في دمشق"
المحامي علي محمود العمر عضو جمعية حقوق الإنسان في سوريا
#علي_محمود_العمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|