صائب خليل
الحوار المتمدن-العدد: 1245 - 2005 / 7 / 1 - 13:38
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مساء احد الايام في دنهاخ (لاهاي) في هولندا, قبل بضعة سنين, كنا نستمع الى الدكتور نصر حامد ابو زيد يحدثنا عن الديمقراطية. وعندما يتحدث الدكتور نصر, فانه يترك في ذاكرتك عبارات لايسهل التخلص منها. ومن هذه التعبيرات التي بقيت لدي, قوله في بداية محاضرته, وعلى قدر ما تسعفني ذاكرتي من دقة:
"الفرق بيننا وبين الغرب, اننا حاولنا ان "نحل" خلافاتنا, ولما لم نجد طريقة لذلك, بدأنا في الشرق ولم نزل في محاولة القضاء على المخالفين لنا بالرأي, معتقدين أننا بذلك "نقضي على الخلافات".
لكن الخلافات عادت للظهور طبعا, واستمرت الحرب والدماء بين المختلفين. وبينما كنا مشغولين بتكرار تجربة الحل العنيف لخلافاتنا, كان الغرب قد ادرك مبكرا ان "الخلافات" مسألة ثابتة في صميم المجتمع الإنساني, وانها لايمكن ان "تحل" وتختفي, لذلك توقف عن محاولة القضاء عليها وبدأ يبحث عن طريقة ل "ادارة الخلافات" فتوصل الى الصيغة الديمقراطية.
بهذه الطريقة امكن للناس المختلفين في الاراء ان يتعايشوا, وان يحصل كل منهم على فرصة للتعبير عن رأيه والسير فيه.
انظروا الى اضوية المرور..انها تعبير عن ثقافة الديمقراطية في الغرب, حين تعطي الفرصة للسيارات والناس ان تسير في اتجاهات مختلفة متقاطعة, لكنها تديرها بحيث لايصطدم هؤلاء ببعضهم, في حين لم يجد حكام الشرق من حل لتلك المشكلة الا ان يسير الجميع في اتجاه واحد, الاتجاه الذي يقرره الحاكم بالطبع"
لا ادري ان كانت العبارة من ابتكار الرجل, لكني ممتن له ايصالها الي على الأقل. انا مدين منذ ذلك الحين الى الدكتور نصر بذلك الوحي الذي تنشره تلك العبارة المركزية الجميلة, عبارة "ادارة الخلافات", على مجمل ما افكر فيه سياسيا وشخصيا.
#صائب_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟