ماجد عبد الحميد الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 00:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد اثبت العلماء النجباء ! والمحدثون الصادقون ! ان الحديث : (اطلبوا العلم ولو كان بالصين ) والذي كان ينسب الى الرسول الكريم (ص) لم يكن صحيحا بل هو ( من الأحاديث الضعيفة عند جمهور أهل العلم. وقد حكم عليه ابن حبان بأنه باطل ، وابن الجوزي بأنه موضوع. أما قول الحافظ المزي رحمه الله : إن له طرقًا ربما يصل بمجموعها إلى الحسن ، فليس بجيد في هذا المقام ؛ لأن كثرة الطرق المشتملة على الكذابين والمتهمين بالوضع وأشباههم ، لا ترفع الحديث إلى الحسن )!!.
لذلك فان العثور على قائل هذا الحديث يعد فتحا مبينا لمدرسة الحديث العشوائية ونصرا لرجال الدراسات الفقهية العتيدة . ومن هنا استطيع ان ابشرهم اني قد عثرت على القائل الحقيقي لهذا الحديث. انه السير وليم جونز ، العالم اللغوي البريطاني و الفيلولوجي المتواضع والمرحوم ( يوسف اكسفوردي) ، المدفون في مقابر كلكتا الهندية . فقد رصع (اكـــسفوردي ) الصفحة الاولى من كتابــــــه الموســــوم : (Dissertation sur la Litérature Orientale, a brief survey and defense of Persian and Arabic literature)
والصادر في لندن عام 1771م باللغة الفرنسية - بهذا الحديث الذي خط بعربية واضحة تدلل على بياض اليد التي اختطته ، وصفاء روح صاحبها الذي افنى حياته القصيرة بالبحث عن اصول اللغات و الاداب الشرقية قبل الغربية. هذا العالم الجليل قد اهتدى بوحي مضمون الحديث واتخذه منارا له في حياته التي لم تتجاوز الاربعين ربيعا بكثير. لقد شدَ يوسف اكسفوردي رحاله لطلب العلم قادما من اقصى بقاع الارض ، عابرا القارات والمسافات والبلدان ليستقر به المطاف في الهند بعدما زار الصين و اتقن لغتها. فكان اكسفوردي صادقا مع نفسه ، ومؤمنا بانسانيته التي فاضت مشاعر طيبة على الاخرين و القت في روعه الطمأنينة والوداعة.
حقا ان هذا الحديث ينطبق على (وليم جونز) ، وهو ليس بجيد في مقام الكذابين والمتهمين بالوضع و اشباههم من الأعراب الاجلاف ، الذين اتخذوا من الغزو مهنة شريفة وباعوا دينهم بدنانير بخيسة.
#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟