أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فلاح علي - تعثر مفاوضات جنيف 2 لايعني فشل الحل السياسي (2-2)















المزيد.....


تعثر مفاوضات جنيف 2 لايعني فشل الحل السياسي (2-2)


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 15:33
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ماهي عناصر القوة التي توقع كل طرف انه يمتلكها خلال توجهة الى مفاوضات جنيف2 :
1-توجه وفد الأئتلاف الى مؤتمر جنيف 2 وهو يعتبر نفسه ممثلاً للحراك الجماهيري الشعبي السلمي الذي انطلق في مدن سورية منذ 3 سنوات والذي شكل هذا الحراك الجماهيري الواسع بداية لثورة الشعب السوري , المتعطش للحرية والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة . وان بعض اعضاء الوفد ذهب اكثر من ذلك وكأنهم حصلوا على تفويض من الشعب , لتمثيله في هذه المفاوضات وتحقيق طموحاته في حل الازمة السورية وفق رؤية الأئتلاف .
2- يرى الأئتلاف ان لدية قوات على الارض متمثلة بالجيش الحر , ويسيطر على بعض الارياف في حلب وحمص وادلب ودرعا وبعض ارياف دمشق ...... الخ .
3- يعتقد وفد الأئتلاف انه يحظى بدعم اقليمي ودولي , وان هذه الدول تمده بالمال والسلاح والدعم اللوجستي بما فيها التدخل المباشر ان تطلب الامر .
ولكن ما لمسه المراقب على وفد الأئتلاف , بوجود انفصال بين رؤية الأئتلاف للحل وبين تمثيله لمصالح الشعب السوري المتمثله بخيار الحل السلمي , وبهذا ظهر وفد الأئتلاف , كأنه فاقد للقرار السياسي المستقل , وهذه تعتبر من وجهة نظري احد المؤشرات الاساسية , لعدم امتلاك لعناصر القوة الذاتية في هذه المفاوضات . وانطلق في وجهة نظري هذه من المعطيات التالية :
1-توجه وفد الأتلاف الوطني الى مؤتمر جنيف 2 وهو غير موحد الصفوف حيث وفده المفاوض لا يمثل كل المعارضة السورية وبالذات منها القوى الوطنية الديمقراطية واليسارية والليبرالية والتي تناضل لحل الازمة السورية بالوسائل السلمية , ما اكدته تجارب الشعوب ان الحل السياسي السلمي يحتاج الى معارضة سياسية سلمية , تؤمن بالحوار , وتمثل كل قوى الشعب ومنظماته السياسية وممثلي فئات واسعه من المجتمع وبأمتلاكها للقرار السياسي , بهذا يمكن القول انها يمكن ان تمثل المصالح الحقيقية للشعب والوطن .
2- ظهر وفد الاتلاف انه ليس فقط لا يمثل كل المعارضة السياسية ,وانما لا يمثل كل الحراك الجماهيري الشعبي السلمي الذي انطلق قبل 3 سنوات هذا أولاً وثانياً بضعف تمثيله هذا اكد وفد الأئتلاف انه توجهه الى مفاوضات جنيف وهو بلا برنامج سياسي وطني ديمقراطي , وما يؤكد ذلك انه اختزل وثيقة جنيف 1 بجملة واحدة وهي مناقشة تشكيل الحكومة الانتقالية او الهيئة الانتقالية .
3- بهذا ظهر وفد الأئتلاف وكأنه يتبنى أجندات اقليمية ودولية , وانه مع استمرار تدويل الازمة السورية واطالة امدها , وهذا ما تريده هذه الاجندات الاقليمية والدولية . وما يؤكد ذلك هو سرعان ما سربت الادارة الامريكية معلومات انها ستزود المعارضة بالسلاح وسيتم فتح جبهة درعا , لوحظ على وفد الأتلاف المعارض القبول والارتياح في هذا التدخل الخارجي . وتبين للوفد انه بهذا التصريح الاعلامي الامريكي انه سيفوز بالامساك بدمشق وسيتسلم القصر الجمهوري عاجلاً ام آجلاً من الدعم السعودي والامريكي, فركض وفد الأتلاف وراء الوهم والسراب وبالذات رئيسه حيث بشر حاملي السلاح وقادة الجبهات والمجلس العسكري الحر انه سيصل اليهم السلاح المتطورقريباً . هل يعني الحصول على سلاح متطور وفتح جبهة درعا هما كافيان للضغط على النظام واستسلامه وفرض شروط الأئتلاف عليه في حل الازمة السورية؟
4- كان الأئتلاف في تصريحاته الاعلامية ينفي وجود قوى متطرفة , وهي بنفس الوقت تنمو وتتكاثر بشكل سريع , ثم اعترف لا حقاً ان نسبتها قليله لا تصل الى 5% . وهي اليوم تمثل تشكيلات عسكرية كبيرة وتنظيمات متطرفة ومتنوعه ليس فقط داعش وانما جبهة النصره , والجبهة الاسلامية واسماء اخرى . ولكن نجد اليوم ان الجيش الحر يقاتل بعض القوى الاسلامية المتطرفة مثل داعش واجبر الجيش الحر داعش اخيراً من الانسحاب من منطقة اعزاز وبعض قرى ريف حلب , وهذا النجاح من وجهة نظري يحسب للجيش الحر وليس للأئتلاف , ما ذا يقول الأئتلاف للشعب السوري وهو الى الآن لم يفرز هدفه وتوجهاته عن هدف وتوجهات هذه القوى المتطرفة ؟ هل تسمح هذه القوى المتطرفة للأئتلاف بالأيفاء بمصداقية الشعار الذي يرفعه في بناء سورية الديمقراطية ؟ علماً ان هذه القوى المتطرفة هي مع الحل العسكري للازمة السورية وهي تريد دولة دينية .
أما وفد النظام فتوجه الى جنيف 2 وهو يعتقد انه على حق لأنه يدافع عن سيادة البلد واستقلاله , ويعتقد ان وفد الأتلاف متورط باجندات اقليمية ودولية مع وجود قوى اسلامية متطرفة ارهابية يقاتلها الجيش السوري , وان لديه تحالفات اقليمية كما لوفد الأئتلاف تحالفات اقليمية ودولية , كما انه يعتقد ايضاً انه يمتلك عناصر القوة والحسم على الارض . وتتمثل عناصر القوة هذه هو انه قبل وخلال مفاوضات جنيف 2 حصلت تطورات داخلية هامة حسبت نجاحات للجيش وللنظام السوري . من هذه التطورات حصل حدثيين بارزيين هما :
الحدث الاول : نظراً للوساطات التي قام بها وجهاء الاحياء في دمشق وبعض البلدات والقرى في ريف دمشق التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة . نجحت هذه الوساطات في دمشق وريفها من ايجاد تسويات ومصالحات وطنية بين الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة . بدأت في حي برزة البلد ثم بلدة قدسيا ومعضمية الشام وانتقلت الى ريفها في قرية ببيلا واخيراً وليس آخراً ما حصل في مخيم اليرموك . هذه المناطق شهدت معارك بين الجيش ومقاتلي المعارضة ,استمر القتال فترة طويلة , وحصل حصار على المواطنيين المتواجدين في هذه الاحياء , وسقط ضحايا وابرياء وشهداء وأنتج هذا الوضع مآسي انسانية ودمار ,لكن الوساطات نجحت في تحقيق المصالحة الوطنية , حيث يقوم المسلحون بضمانات بتسليم انفسهم مع اسلحتهم بضمان لجان الوساطة والمصالحة , وتسوى اوضاعهم القانونية والحقوقية, ويتم ضمان حقوقهم وحريتهم , ويتم اعفائهم من العقوبة والمسائله ويخرج المقاتليين الاجانب من المنطقة , بعدها تدخل المساعدات الانسانية وتعاد العوائل المهجرة ويبدأ العمل بفتح الطرقات واصلاح البنية التحتية التي دمرتها الحرب . ومن أجل السيطرة على الوضع الامني حسب ما نشرته وكالات الانباء شكلت نقاط مشتركة من الجيش والعناصر المسلحة التي سلمت نفسها , وقد نشرت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي مثل اليوتوب عشرات الصور التي يظهر فيها مقاتلوا المعارضة وعناصر من الجيش يتبادلون الحديث وتظهر على وجوههم الفرحة الممزوجة بمشاعر وعلامات الاسف والندم على الاقتتال الذي حصل , وما نتج عنه من دمار ومآسي وعلى استمرارنزيف الدم بين ابناء الشعب السوري . بعد النجاح الذي حصل في مخيم اليرموك من خروج المقاتليين نتيجة لجان الوساطة والمصالحة التي شكلها ابناء مخيم اليرموك , وعادة الحياة الطبيعية الى المخيم , وتم ادخال المساعدات الانسانية وعودة العوائل المهجرة وشكلت لجان مشتركة لحفظ الامن . هذه التجارب بلا شك ستشجع مجاميع مسلحة في مناطق اخرى للانضمام الى هذه المصالحات مع الحكومة, وقد تكون الحجر الاسود هي مرشحة لحصول مصالحات فيها لقربها من مخيم اليرموك ومناطق اخرى , وقد تتكرر في محافظات اخرى . نجاح وساطات المصالحة ساعدت على اعادة الترابط الاجتماعي بين مواطني هذه المناطق , كما انها اصبحت مناطق آمنه ومكنت الجيش من افراغ احياء في دمشق وقرى في ريفها من المسلحين , وهذا يؤكد من وجهة نظري ان معركة دمشق الكبرى التي كانت تهيئ لها السعودية تضائل اليوم احتمال وقوعها .
الحدث الثاني : خلال مفاوضات جنيف بدأت معركة القلمون , ولمعركة القلمون اهمية استراتيجية وذلك ارتباطاً بموقعها الجغراقي فهي سلسلة جبلية تمتد الى الحدود اللبنانية من جهة قرية عرسال ومنطقة بعلبك وهذه السلسلة الجبلية التي يسيطر عليها المسلحون تترتبط بدمشق, كما ان القلمون تربط ما بين دمشق وحمص بخط سريع. وحسب ما نقلت وكالات الانباء في العملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري في منطقة القلمون تمكن من استعادة قرية جراجير وقرية السحل وكذلك سيطر الجيش على التلال المتاخمة للحدود اللبنانية من جهة عرسال .وتشير الوكالات ان الجيش يسعى بشكل تدريجي للسيطرة على التلال المحيطة ببلدة يبرود في القلمون , لأجل محاصرتها وبالتالي السيطرة عليها. وتعتبر بلدة يبرود من اهم بلدات وقرى القلمون , لقربها من الحدود اللبنانية ولعورة المنطقة ولكثرة المسلحيين فيها . وتؤكد وكالات الانباء ان يبرود فيها ورش كثيرة للسيارات المفخخة التي تدخل الى لبنان من جهة عرسال وكذلك ترسل الى دمشق . ومن خلال يبرود عبر عرسال يتدفق المقاتلون والسلاح والمال الى دمشق .
ماذا تعني معركة يبرود او ما هي اهميتها الاستراتيجية :
ارتباطاً بموقعها الجغرافي من حدود لبنان , ونظراً للدعم السعودي الكبير للمقاتليين في منطقة يبرود , ولأشتراك حزب الله في هذه المعركة , فان معركة يبرود تعتبر نقطة تحول هام في مسار الاحداث , في حالة السيطرة على بلدة يبرود من قبل الجيش السوري , ( سواء بتسليم المسلحين انفسهم او بدخولها بالقوة) . فهذا التطور يسمح للجيش السوري بالسيطرة التامة على طريق دمشق – حمص السريع, وقطع تدفق السلاح والمسلحيين والمال الى الداخل السوري , وانهاء وصول السيارات المفخخة والانتحاريين الى لبنان وسوريا من تلك المنطقة. فأنها ستقلب كل موازين القوى في الحرب لصالح الجيش السوري , وأرى انه بأشتراك حزب الله في هذه المعركة وبوجود دعم سعودي مباشر للمقاتليين الاسلاميين فيها , وهذا ما تؤكده بعض وكالات الانباء حيث المملكة العربية السعودية سلحت ومولت المقاتليين في يبرود , ارتباطاً بذلك فأن معركة يبرود ستكون لها ابعاد اقليمية , السعودية من وجهة نظري لا تقبل بسقوط بلدة يبرود لان ميزان القوى سيميل لصالح حزب الله ارتباطاً بمحاذاتها لبلدة عرسال الذي يوجد نفوذ لتيار 14 آذار فيها . في حالة سقوطها يعني انتهاء النفوذ السعودي في هذه المنطقة وفي منطقة عرسال اللبنانية . وسقوط عرسال تعني للحكومة السورية الكثير منها هو انتهاء اي تهديد عسكري للعاصمة دمشق , وبالتالي تنحصر المعارك في درعا اذا فتحت جبهة فيها وفي حلب التي ستميل موازيين القوى لصالح الجيش السوري في معركة حلب , بعد حسم معركة القلمون , والسيطرة على حمص .
الاستنتاجات :
1- ان حسم معركة يبرود والسيطرة على سلسلة جبال القلمون من قبل الجيش السوري , ارى ان هذا التطور سيشكل ورقة ضغط على بعض الادوار الاقليمية وبالذات السعودية وتركيا , وستجبرها اكثر من اي وقت مضى على عقد صفقة فيما بينها لتسوية الازمة السورية , التسوية ستكون بالاساس ما بين المملكة السعودية وايران وتركيا وقد تشترك قطر فيها . وذلك لأن نتلئج معركة يبرود ستغيير موازين القوى الاقليمية في المنطقة .مع افتراض ان السعودية لن تتمكن من تحقيق نجاحات على جبهة درعا , او لم تتمكن من فتحها , ويبدوا ان المملكة العربية السعودية تدرك تماماً ان حسم معركة يبرود في القلمون ستكون لصالح الجيش السوري , لهذا انها انتبهت بشكل متأخر لفشلها في التدخل في الشأن الداخلي السوري , فأضطرت في الاسبوع الماضي حسب ما نقلت وكالات الانباء من سحب ملف الازمة السورية من المتطرف بندر بن سلطان , السؤال هوهل ستسلم السعودية الملف الى شخصية معتدلة يؤمن بالحل السلمي للازمة السورية . السؤال الآخر هو بأنتصار الجيش السوري في بلدة يبرود والسيطرة على سلسلة جبال القلمون هل تقبل امريكا بالامر الواقع الجديد ؟ وهل ستوافق على التسوية السلمية وتفرض على حلفائها القبول بها ؟
2- ان كان تدخل امريكا والغرب في اوكرانيا وايضاً في فنزويلآ يأتي رداً على الدور الروسي في سورية ولتوجيه ضربة الى روسيا ومحاصرتها وتقويض نفوذها , لا سيما وان امريكا فقدت صوابها و اصابها الوهن من دور اسطول البحرالاسود الروسي , حيث بدأ يجوب معظم بحار العالم , واستقرت منه وحدات عسكرية مع سفن حربية وغواصات وحاملات طائرات في البحرالابيض المتوسط , لوجود قاعدة طرطوس في سورية , وشكلت له قيادة مستقلة عن قيادة الاسطول الاسود, لا سيما وان قاعدة الاسطول الروسي في اوكرانيا في منطقة القرم . من يتابع الدور الروسي الجديد في محيطة الاقليمي وفي العالم , يستنتج من ذلك على ضوء التدخل الامريكي وفي اوكرانيا وقد يتطور الامر في فنزويلا ان روسيا ستكون اكثر تشدداً في موقفها من الازمة السورية هذا اولاً وثانياً ان روسيا قادرة على حماية مصالحها و اسطولها في اوكرانيا ولديها اتفاقات دولية موقعة مع الحكومة الاوكرانية يسمح فيها ببقاء الاسطول الروسي في موانئ اوكرانيا في منطقة القرم لغاية عام 2027 . وثالثاً ان روسيا لا تسمح بتمدد الناتو قرب حدودها من خلال تدخل امريكا و الغرب في اوكرانيا . ورابعاً ان امريكا لم تعد زعيمة العالم كما كانت في العقد الماضي وليس بمقدورها الضغط على الاتحاد الاوربي لمعاقبة روسيا لتدخلها العسكري في اوكرانيا وبالذات في شبه جزيرة القرم القسم الشرقي من اوكرانيا , لسبب اقتصادي ان اوربا تعتمد صناعاتها على النفط والغاز الروسي , اي اجراء روسي لأيقاف ضخ النفط والغاز الى اوربا , فستتوقف كافة معاملها وقطاراتها ووسائل النقل فيها , وستشل الحياة الاقتصادية فيها وتتحول معاملها الى خردة لا قيمة لها بدون الغاز والنفط الروسي الذي يشغلها . ومع هذا ان هذا التدخل الامريكي في التطور الحاصل في اوكرانيا ستكون له تبعات وتغيرات سياسية ودبلوماسية اقليمية ودولية .
3- اكدت الازمة السورية التي طال امدها عن 3 سنوات , ان القوى النيوليبرالية في الادارة الامريكية وفي الكونكًرس ايضاً , وبعض الدول الغربية , ومعهم حلفائهم الاقليميين , وادواتهم المحلية في المعارضة السورية , والقوى المتطرفة في النظام السوري وحزب البعث الحاكم وتجار الحروب , هذه القوى مجتمعة هي التي حرفت وسرقت وشوهت هدف الحراك الجماهيري الشعبي والذي شكل شرارة الثورة والتغيير المنشود . كان الشعار الذي رفعه الحراك الجماهيري الشعبي الواسع الذي انطلق في كل مدن سورية هو المطالبة المشروعة بالحريات الديمقراطية والحقوق ومحاربة الاستبداد والفساد , وكان الحراك سلمياً , وممكن ان يستمر سلمياً لولا تدخل هذه القوى المتطرفة الداخلية والخارجية , ودفعته نحو التطرف وحولته الى صراع مسلح , وسرع من هذا التحول هو استخدام العنف مع الحراك الشعبي من قبل القوى المتطرفة في النظام وحزب البعث الحاكم . ثم دخل بعد ذلك على خط الثورة القوى الاسلامية المتطرفة الارهابية ,بدعم سعودي قطري تركي ومباركة امريكية , وهي التي لا يجمعها جامع مع الثورة ومصالح الشعب والوطن .
4- لم يعد خافياً على احد ان الازمة السورية تمر في منعطف خطير جداً , وذلك في ظل الرهان على الحل العسكري وفي ظل التدخلات الخارجية والحصار الاقتصادي على عدد من القرى والبلدات , فأن الشعب السوري ليس فقط يعاني من خطر الارهاب والمجاميع المتطرفة , وغياب الامن والامان . وانما يعاني ايضاً من تدهور على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والمعيشية والانسانية حيث المجاعة والموت والمآسات والدمار, بلا شك ان النظام السوري يتحمل مسؤولية , والقوى المسلحة المتطرفة والارهابية وحلفائهم الاقليميين والدوليين الذين يتاجرون بمآسات الشعب السوري هي الاخرى تتحمل المسؤولية , وارى من وجهة نظري ان المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان ان تحمل كل هذه الاطراف المسؤولية , عن الكارثة الانسانية والمجاعة والمرض والقتل والدمار والهجرة المليونية في الداخل والخارج التي يتعرض لها الشعب السوري , نتيجة التدخل الخارجي وتفضيل الخيار العسكري لحل الازمة السورية .
5- في ظل تدويل الازمة السورية واستمرار التدخل الخارجي فيها وفي ظل تبني خيار الحل العسكري , ولا سيما بعد حسم معركة يبرود , وتعويل الأئتلاف على فتح جبهة درعا . ارى ان الأئتلاف الوطني سيفقد بالكامل استقلالية قراره السياسي , وسوف يعجز عن تحقيق عدد من القضايا الهامه ومنها :
1- سوف لن يتمكن الأتلاف من توحيد كل المعارضة الوطنية وبالذات مد جسور التواصل والتنسيق المشترك مع القوى الديمقراطية واليسارية والليبرالية في الداخل التي تتبنى خيار الحل السلمي وانهاء التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري . 2 - ان الأتلاف بفقدانه لأستقلالية القرار السياسي سوف لن يستطيع الاحتفاظ بقاعدته الجماهيرية , وسيفقد حتماً الدعم الجماهيري الشعبي له وسيكون بلا حاضنه اجتماعية , وسيتحول الدعم الجماهيري بالكامل لقوى الداخل المطالبة بالحل السلمي للأزمة السورية . ان لم يسارع الأتلاف الى تصحيح اخطائه وتوجهاته ويحافظ على استقلاله السياسي ويتبنى الخيار السلمي لحل الازمة السورية .3- ان الأتلاف بتمسكه باستراتيجية التحالف مع السعودية والولايات المتحدة الامريكية , والسير وفق أجندتهما , سيسهم في التفريط بمصالح الشعب السوري , لأن موازين القوى لاتسمح لهذه القوى ولا للأئتلاف بتحقيق انتصار عسكري على النظام او دفعه للاستسلام وفرض شروطة عليه .
6- ان الحل السلمي هو حاجة وضرورة ينتظرها الشعب السوري , بتحقيقة سينتهي تطرف واستبداد النظام السوري والى الابد , بعد ان حكم البلاد اربعة عقود بالقوة وفرض استبدادة على الشعب , فلا يمكن ان يستمر في حكم البلاد بهذه الطريقة وبمفرده , وسيجبر على اجراء تحولات ديمقراطية بعد تحقيق الحل السلمي , في الحل السلمي سيكون مستقبل النظام في سورية ديمقراطياً تعددياً, بلا عنف ولا ارهاب ولا اقصاء ولا استبداد , كما ان القوى الاسلامية المتطرفة سيتم محاصرتها في الحل السلمي وعزلها وستصبح بلا حاضنة اجتماعية وستهزم هي وفكرها واجندتها .
7- هناك شخصيات وطنية وديمقراطية وليبرالية في الأتلاف الوطني ,لها تأريخ سياسي نضالي معروف على الساحة السورية مثل الاستاذ ميشيل كيلو رئيس الملتقى الديمقراطي وبرهان غليون وجورج صبرا والمالح وغيرهم ,وهناك بلا شك شخصيات وطنية عسكرية ايضاً في الجيش الحر وشخصيات نسائية في الاتلاف, كيف تقبل هذه الشخصيات ان يترأسها شخص يحمل رؤية وتوجهات واجندة سعودية واقليمية ومدعوم امريكياً وغربياً , وهو من دعاة التدخل العسكري الخارجي , من هذا ارى من وجهة نظري ان التاريخ النضالي لهذه الشخصيات لا يسمح لها بالمضي الى مالا نهاية مع المشروع السعودي - الامريكي , وهو مشروع تدميري ليس في صالح الشعب السوري ولا يؤسس لسورية ذات المستقبل الديمقراطي . ان هذه الشخصيات مطالبة قبل غيرها بالعمل على خلق اصطفافات جديدة في صفوف المعارضة وبمد جسور العلاقة والتعاون والتنسيق مع القوى الديمقراطية واليسارية والليبرالية في الداخل التي تناضل من اجل الحل السلمي للازمة السورية , والعمل معاً على عودة شرارة ثورة الشعب السوري الى حاضنتها الاولى وهي الحراك الجماهيري الشعبي السلمي , وبالاعتماد على الشعب السوري , وبالارادة الوطنية , والبرنامج السياسي الديمقراطي ,وبالحوار السوري السوري , يتم التوصل الى الحل السلمي للأزمة السياسية واحداث التغيير الديمقراطي . فهل ستتمكن هذه الشخصيات الوطنية والديمقراطية في الأئتلاف وفي الجيش الحر, من تغيير تركيبة الوفد المفاوض في جنيف 3 بأشراك ممثليين من القوى الديمقراطية واليسارية بوفد مفاوض مشترك ؟ وسيكون لهذه القوى الديمقراطية واليسارية دور كبير في انجاح المفاوضات مع وفد النظام لأنها تؤمن بالحوار والحل السياسي للأزمة السورية والتغيير الديمقراطي السلمي . ارى من وجهة نظري ان تغيير تركيبة الوفد المفاوض في جنيف 3 باشراك ممثلي القوى الديمقراطية واليسارية فيه ليس فقط ان هذه الخطوة ستساعد على نجاح المفاوضات , وانما سيقف الشعب السوري مع الوفد المفاوض لأنه يمثل مصالحة في الحل السلمي . وهذه الخطوة ستهيئ الارضية لأقامة اصطفاف معارض جديد طبيعته ديمقراطية , وسيحضى بالدعم ليس فقط من الشعب السوري , وانما من كل الشعوب العربية وقواها الوطنية الديمقراطية واليسارية والليبرالية والاسلامية المعتدلة, التي تريد مستقبل سورية ديمقراطي تعددي تداولي وتدعوا للحل السلمي للأزمة السورية .وبلا شك ستكون معه كل شعوب ودول العالم , بما فيها روسيا والصين , لأن الاصطفاف الوطني الديمقراطي السلمي يشكل النضال المشروع لكل شعب بما فيها الشعب السوري , في تقرير مصيره وبناء مستقبله الديمقراطي .
1-3-2014



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعثر مفاوضات جنيف2 لايعني فشل الحل السياسي (1-2)
- اليسار العراقي وآفاق وحدة العمل والنشاط المشترك
- عشرة ايام هزت العالم وغيرتهُ وعشرة سنوات هزت العراق ولم تؤسس ...
- الدور الروسي في اقامة التوازنات الاقليمية الجديدة
- فتاوي القتل والتكفير ينتجها اصحاب الضمائر الميتة (2)
- فتاوي القتل والتكفير ينتجها اصحاب الضمائر الميتة
- تحالفات التيار الديمقراطي الى اين
- حل الأزمة السياسية في سورية على ضوء نتائج لقاء بوتين وأوباما
- العدوان الاسرائيلي وآليات تغيير قواعد اللعبة في الازمة السيا ...
- رؤية حول النتائج التي حصل عليها التيار الديمقراطي في انتخابا ...
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
- خيار الحل السلمي للأزمة السورية لا يلبي مصالح امريكا وبعض دو ...
- ليس بالسىلاح وحدة تنتصر ثورات الشعوب
- خريف الاسلام السياسي قادم وفرص المناورة اصبحت محدودة
- التواجد العسكري الروسي في البحر المتوسط وابعاده الاستراتيجية
- رسائل من روسيا الى عواصم العالم تحمل مضامين
- خليفة العراق الجديد هل سيتمكن من تحقيق توجهاته في بناء الدول ...
- وحدةالعمل والنشاط المشترك لقوى اليسار والديمقراطية ضرورة نضا ...
- صور مُشرقة من المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي (2)
- صور مُشرقة من المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي (1)


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فلاح علي - تعثر مفاوضات جنيف 2 لايعني فشل الحل السياسي (2-2)