أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:















المزيد.....



هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 19:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:

رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه:

الدَّجَّالُ... هو ذلك الكذَّاب، الخدَّاع، والمُدَّعي المُضلِّل الذي يموِّه الحقَّ بالباطل؟ وبالتالي، فالدَّجَّال "مطلقاً": يقصد به المسيخ الدَّجّال، وهو شخص يَدَّعي الألُوهيّة، يخرج آخر الزَّمن، يُتّصفُ بالسِّحر والكذِب والتَّمويه على النَّاس، ويُعَدّ ظهورُه إحدى علامات السَّاعة. فالدجَّالون عادةً يكثرون في أوساط الأمِّيِّين والسذج والجهلاء والمارقين. وأصل الدجل هو الخلط والتمويه والكذب والتلبيس، وتغطية الحق بالباطل، والإيمان بالكفر. ويُقال دَجَلَ الرَّجُل بعيره إذا طلاؤه بالقَطِرَانِ وغطى به بدنه كله.
فالشَّخصُ الكاذب هو من أخبر عن شّيءٍ بخلاف ما هو عليه في الواقع، لذا يعتبر غَيْرُ صَادِقٍ في خبره وإخباره، لأنه مُخْتَلِقٌ لِأَقْوَالٍ غَيْرِ صَحِيحَةٍ. فكل قول يخالف الحقيقةَ مع العِلم أو الجهل بها يعتبر إختلاق وإفك محض، إذن ما عجز إثباته بالدليل المادي لاشك يعتبر "كذب وإختلاف"، يقول تعالى: ( وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ),, وقوله صلى الله عليه وسلم: «« إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُور... ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً .. »». وكما يقول العامة " فإن حبل الكذب قصير لا يدوم وسرعان ما ينكشف "، أما الشخص أو الأمر الفَرِيٌّ هو المُخْتَلِقٌ والأشخاص أفرياءُ مختلقون إن شاركوه في إفترائه وإختلاقه.

الكاتب الروائي، هو شخص إمتهن الإختلاق، وتفنن فيه وإشتهر به بين الناس وبالتالي تعتبر الحقائق بالنسبة له مادة خام غير مصنعة، وعناصر خاملة، ومن ثم فهي في الغالب تكون غير مقنعة له إن بقيت كما هي على صدقها، ولا تعكس له أي عمل فني "إبتداعي إختلاقي"، إن لم يركب معها خياله الجامح كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، ولكن بالنسبة له يعتبر سلعة مربحة رائجة يستسيغها من إرتضاها وتجاوبت روحه وفكره وذوقه معها،، فلو لا إختلاف الأذواق لبارت السلع،، ولابد له من أن يركبها تركيباً مزجياً أو كيميائياً أو فيزيائياً أو إلكترونياً، ليخرج منها مركباً لا يمكن إعادته إلى عناصره الأولية التي ركب منها من قبل، وبالطبع تتصاعد غازات من هذا المركب إلى غير رجعة. فهم يطلقون عليه "فن وإبداع"، ونحن "شرعاً" نطلق عليه "كذب وإختلاق"، فمنهم مثلاً من تصور الله تعالى شخصية درامية،، ونسج حول هذا التصور المريض البغيض أفكاراً شيطانية إبليسية تعكس سخاء إبليس مع أعوانه وأقرانه فيجود عليهم بما عنده من خبث وخبائث وأباطيل، فيصفق له البلهاء والفارغون لدغدغته لمشاعرهم التائهة بين اللذة المحرمة والسفه والعذاب. فالروائي على العكس من المؤرخ والباحث تماماً، لأن الأخيرين يتحريان الوقائع الحقيقية ويؤصلونها بقدر المستطاع، بينما الأول يحرص دائماً إلى قلب الحقائق وتزويرها ومزجها بسيل من خياله ولعابه الذي يعج بالأباطيل والإفتراءات والإختلاقات، لأن سنام توجهه وغايته هو الإثارة والتشويق بغض النظر عن النتائج السالبة التي قد تكون مدمرة، ماحقة للقيم الإنسانية والأخلاق بالأسوة السيئة، وخادشة للحياء في بعضها وخائضة في الدين والأعراض أيضاً.

كثير من الروائيين المشهورين، يعتبرون المرأة منجماً من ذهب، يدر عليهم فيضاً من الشهرة والمال الوفير، تدور أقلامهم في دائرة مركزها السرة، وفراغها حثالة البشر من المشعوذين والمجرمين والقتلة والزناة والسفلة،، فكل أحداث الرواية تتمركز في الغالب حول الجريمة والخيانة والجنس والتي في الغالب باعثها ومحركها هو "الزنا" والعلاقات المحرمة وسرقة وتدمير الأعراض.

فالكاتب المصرى أسامة أنور عكاشة مثلاً،، ختم حياته بفرية لو مزج نتنها بماء البحر لأفسدته، فقد خاض في نفر من الذين قال الله تعالى فيهم "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، فقال فيهم: (هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الاسلامية، فلا غرابة ان نرى الدماء تلون كل اوراق تاريخنا). وقد ظلم نفسه وخالف قول الله تعالى (... ولا تنابذوا بالألقاب بئس الأثم الفسوق بعد الإيمان ...)،، وقال (... ولا تجسسوا، ولا يغتب بعضكم بعضاً،، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه...). وقال أيضاً (وقد خاب من حمل ظلماً). وقال أيضاً (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم،، مناع للخير معتدٍ أثيم،، عتل بعد ذلك زنيم...).

فهذا الكاتب اصبحت سلعته كاسدة،، فقد كان يكتب للإثارة والتشويق وتحريك الغرائز لتعويض المحرومين من حرمانهم وإيجاد مادة مطلوبة للمراهقين في بداية تحولهم إلى مرحلة الشباب التي تتفجر فيها ثورة عواطفه،، وللمراهقين في أواخر مرحلة شيخوختهم. أما في عصر الإباحية المطلقة اليوم التي عمت وطمت في الجاهلية الأخيرة في حضارة الغرب بدعوى حقوق الإنسان فأصبح الخيال والتشويق لا يُسْمِنُ ولا يُغْنِي من جوع،، بعد أن إنكمشت الدائرة حول محورها وقصر قطرها الذي أصبح إمتداده ما بين الركبة والأنف في الغالب. فتحول التشويق إلى تفعيل ومباشرة حقيقيةً دون أدنى حرج أو مساءلة لا من قانون ولا من عرف ولا من شرع أو حياء، خاصة في غياب الكرامة والنخوة والشرف، فأصبح الأخ يتزوج أخته والأب يخادن بنته التي من ظهره، والأم بين مضاجعة الإبن ومسحاقة البنت، حتى الحيوانات لم تسلم من شبقهم الشهواني الحيواني المريض المجنون، ثم تخطوها إلى غيرها من الأشياء البدائية والتقانية.

هذا الواقع بلا شك قد خلق فراغاً مهنياً خطيراً لأمثال هؤلاء الروائيين المستنفذين المفلسين،، فلا بد لهم من إيجاد مادة مشوقة تتناغم من متطلبات العصر لتعيدهم إلى مسارهم الذي إمتهنوه بحيث تفر لهم لحمة ليحركون بها وعبرها رواكدهم لإنعاشها وإخراجها من غيبوبتها، فإذا كانت ورقة المرأة قد أحرقت بعد أن نافسها المثليون والسحاقيات وكثير من الحيوانات في ذلك، إلَّا أن باقي العناصر التي تدور حول المحور ذاته لا تزال متواجدة في الساحة تترمم على الجيف البشرية، بل زاد زخمها وتضخمت ثقافتها الهابطة المتدنية، ولكن متطلباتها تجاوزت المرأة بكثير،،، وهي الآن في معسكر محاربة الفضيلة والطهر والعفاف والسلوك القويم إينما وجد حتى لا توقظهم من وقت لآخر وتذكرهم بحالهم وأحوالهم ومآلهم المتردي المخزي،، قال تعالى (تشابهت قلوبهم ...). فمثلاً لما قال لوط عليه السلام لقومه: («« أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ »» بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ 55)، فماذا كان جوابهم ؟؟؟ هو نفس جواب أمثالهم في الجاهلية الآخرة اليوم: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا « أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ » «« إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ »» 56). فوجد القاسم المشترك بين هؤلاء القوم وتلك العناصر هو محاربة الإسلام والكيد للمسلمين،، لأنه قد أصبح الدين الوحيد "الآن" بلا منافس، الذي يحمل صدقه وقوة حجته وبرهانه في داخله، وقد حجب الله تعالى عنه عبث العابثين من الجن والإنس رغم محاولاتهم المستميتة على مدى أربعة عشر قرناً، وقد أعجزهم في تحديه لهم بأن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو حتى سورة واحدةً من مثله فتكسرت كل رماحهم وسيوفهم وقنابلهم النووية والباليسية دونه، فلم يبق لهم بد من أن ينازلوا "ظله"، بالسباب والإساءة والغوغائية الفارغة التي تؤكد ضعفهم وإنهزامهم وإحباطهم، فأصبحوا يتخبطون في كل الإتجاهات فلا يجدون إلَّا صخرة جلمود صماء شامخة قاهرة. ليس لأن الدين الإسلامي فيه ما يقولون ويدعون – وهم يعرفون تماماً إنهم لكاذبون – وإنما لأنه يذكرهم دائماً بقيمهم الحقيقية بكل المعايير الإنسانية التي قد ماتت لديهم وأنتنت في وجدانهم، وعفى عليها الدهر فأكل وشرب. فالحل الوحيد أمامهم هو خطين إستراتيجيين لن يتخلوا عنه ما دامت السموات والأرض، هما:
1. إضعاف المسلمين، مادياً ومعنوياً وسلوكياً، ببذر الفرقة والتخالف والتحزب والتشرذم، والبدع وتمويل ودعم أهل الفتن وإثارة المذهبية والطائفية والعنصرية وشهوة الحكم والتسلط،، ثم الجهل والتجهيل والتهميش وهي المعاول الهدامة ذات الفعالية العالية،، ثم تحريك المنافقين نحو الصدارة والقيادة والثقافة والتعلم.
2. إبعاد الناس عن القرآن الكريم، وقتله في دواخلهم،، بصرفهم عنه وتوجيه وجهتهم إلى كتب السيرة والتفسير وهي أصلح بيئة لهذه المهمة، فأصبح المدعين بأنهم علماء لا يذكورن قول الله تعالى إلَّا من خلال قول (الطبري، وابن كثير، والبغوي،،، الخ). فكأنما قيوميتهم على الكتاب أقوى وأظهر من قيومية كتاب الله عليهم. وقد أفلحوا في ذلك كثيراً،، فالآن نرى أشرس وأعتى المحاربين للإسلام هم من غثاء السيل المحسوبين عليه.

حاول هذا الروائي أن يدلو بدلوه ليوجد له موطيء قدم في حملة الإفك والحرب الشعواء التي يتزعمها إبليس اللعين، فلجأ إلى العصر الجاهلي ليبحث فيه عن الإثارة التي أصبح مغبوناً فيها، فكانت أول فرية له أن حاول خلط الماء بالزيت، وقارن البعرة بالأتْرُجَّةِ، والوهم بالسهم. إنه فكر وقدر، فقتل كيف قدر،، ثم نظر ثم عبث وبثر، ثم أدبر وإستكبر..... فقال!!! ولبئس ما افترى وقال: ((-- اشتهر الزنا عند العرب في الجاهلية و «« الاسلام »» على حد سواء --)), ثم سكت "دهراً"، ولم يستطع أن يتمادى في إدعائه المغرض بأحداث متسلسلة تؤيد إفكه الهزيل، فهو يقول إن الزنا قد إشتهر أيضا في الإسلام على حد سواء، ظلماً لنفسه أولاً، وعدواناً على غيره من الأطهار ثانياً،، وهو لا يعلم أنه قد أدخل نفسه في ورطة كبيرة لم تبق له معها أي مصداقية بعدها أو أي أمانة علمية فقد عجز عن تقديم الأدلة والبراهين على هذا الإدعاء المفترى الكاذب، وفي حالة عدم تقديمه لما يثبت صدق ما يدعي، كان هذا دليلاً قاطعاً مؤكدا على أنَّ قولنا ورأينا فيه هو الأصوب. وهذا لا يعني تبرءتنا للمجتمع الجاهلي بأي حال،، ولكن الذي نعترض عليه هو القول بدون برهان، والتخصيص المغرض الخبيث الذي يقصد به الإساءة إلى الآخرين فحسب.

الفرية الثانية الهزلية يقول فيها: ((-- يروى ان قبيلة لما ارادت الاسلام سالوا الرسول الاعظم (ص) ان يحل لهم الزنا لانهم يعيشون على ماتكسبه نسائهم --)). ثم سكن هنا أيضاً "دهراً" ونطق "كفراً"، ظاناً أنه كما إعتاد في كتاباته الروائية الخيالية التي من البديهي ومن غير المتوقع أن يحاججه فيها أحد أو يطالبه بأدلة أو براهين أو منطق،، ولكنه نسي أو تناسى أنه يتحدث في مواجهة قرآن كريم من عند الله يتلى وسيرد عليه هذا القرآن وسيكذبه بكل أنواع البراهين المادية والبيانية والكونية. مرة أخرى نقول له ما قاله الله تعالى في أمثاله من المدعين المختلقين الكاذبين: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، فإن لم يأتِ "ولن يأتِ به مطلقاً" لا هو ولا من خلفه في الإفك وتبنى طرحه الأثيم، فهذا تأكيد منهم وإعتراف ضمني بأنه قد إفتراه وأنَّ مَنْ نقله عنه أيضاً مفترِىً ويشاركه صاحبه في الإفتراء أيناً كان ذلك الشخص. فيكفي أن الله تعالى وصف أمثالهم بالفسوق في قوله تعالى في سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا «« إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا »» أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ « فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ-;- مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ » 6). وعليه،، فالذي يأتي بنبأٍ ما،، سيكون الحكم عليه مطلقاً بأنه فاسق مهما علا شأنه وعظم أمره،، فلا يكون أمامه أي مخرج من هذا الفسوق إلَّا بالتَّبَيُّنِ من صدقه وذلك بتقديمه الأدلة الدامغة والبراهين المقبولة التي تؤكد صدق نبئه. فهل هذا الروائي أو حتى صاحب المصدر الذي أخذ منه هذا التأريخ الماجن الخائض في أعراض الناس يستطيع الإتيان بالأدلة على ما قالوه سوى "قيل"، و "روي"، و "ويحكى أن..."، وكل هذه الأدوات المستخدمة في النقل توصم مستخدمها – بجانب الفسوق – بالكذب، والكذاب فيه مكونات النفاق. فإن كان هؤلاء الظالمين لأنفسهم مسلمين حقاً،، جاز فيهم تطبيق حد القذف،، عليهم، لأن القول بالزنا يلزمه أربعة شهداء عدول،، فإن إختل شرط واحد إقيم الحد على الشهود بجلد كل واحد منهم ثمانين جلدة، ثم بعد ذلك "لا تقبل لهم شهادة أبداً".

أولاً: عندما تتحدث عن الإسلام،،، ليس في أدبياته ومنهجه إستخدام أو قبول عبارتي "يروى" أو "يزعم"، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (كَفَىْ بالمَرْءِ كَذِبَاً أنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَاْ سَمِعَ) وقَالَ النَّوَوِيّ: فَإِنَّهُ يُسْمَعُ فِي الْعَادَةِ الصِّدْقَ وَالْكَذِبَ،، فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ لإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ, وَالْكَذِب الإِخْبَار عَنْ الشَّيْء بِخِلَافِ مَا هُوَ، وَلا يُشْتَرَط فِيهِ التَّعَمُّد. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله حرم عليكم « عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات » - وكره لكم « قيل » و « قال » وكثرة السؤال وإضاعة المال). والزَّعْم قَرِيب مِنْ الظَّنِّ ... فهو أَسْوَأ عَادَة لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَّخِذَ لَفْظَ زَعَمُوا مَرْكَباً إِلَى مَقَاصِدهِ فَيُخْبِرُ عَنْ أَمْرٍ "تَقْلِيدًا" مِنْ غَيْر تَثَبُّتٍ فَيُخْطِئُ وَيُجَرَّبُ عَلَيْهِ الْكَذِب. وقال عمر رضي الله عنه : ( إياكم والفتن فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف). وقال تعالى في سورة الحجرات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين 6). الآن هم عند ربهم،، وإنقطع الأمل في التوبة،،، فهل أصبحوا على ما فعلوا نادمين؟؟؟

ثانياً: من هي تلك القبيلة التي إدعى أنها سألت الرسول الكريم أن يحل لهم الزنا لانهم يعيشون على ماتكسبه نسائهم... وأيضاً سكت "خبثاً"، ليوهم القاريء أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وافقهم على ذلك السؤال، "ولو ظناً". فواضح أنه لم يستطع أن يخرج من وهدة الروائية المزمنة التي فطر نفسه عليها. وعلى أية حال،، من حق أي إنسان اراد الدخول في الإسلام أن يسأل ما يريده بل وله أن يشترط أيضاً،، ولكن هل كل ما يطلبه تتم الموافقة له عليه؟ وكل ما يشترط يقبل من القادم إلى الإسلام دون تمحيص؟؟؟
إذن غاية الروائي هذا هي إلصاق أكبر قدر ممكن من المآخذ المخزية بالإسلام ومؤسسيه الكرام وعلى رأسهم رسول الله الخاتم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلَّا وحي يوحى،، علمه شديد القوى. ولكنه على ما يبدوا قد أسكرته الفكرة فأتبع سبباً.

أيضاً،، وإمعاناً في روايته الجديدة "وقالت الجاهلية" بعد أن "سكت البحر"،، قال: ((-- انه ليس من الصدفة ان يبدا الصراع في الجاهلية بين اولوا الشرف من العرب كبني هاشم ومخزوم وزهرة وغيرهم وبين من اشتهر بالعهر والزنا مثل بني عبد شمس وسلول وهذيل والذي امتد هذا الصراع الى مابعد دخول كل العرب الاسلام --))،، كلام مرسل سخيف مغرض.
أولاً: سأتغاضى عن ملاحقة الأخطاء اللغوية المذهلة في هذا النص كرفع المجرور مثلاً،، والتراكيب البلاغية المعيبة،، لأن الموقف أكبر من تقييم النص فنياً فهو صراحةً لا يستحق بذل أي مجهود في تتبع قيمته الأدبية الهابطة وتوثيقه المعطوب وغايته المتدنية إنسانياً وفكرياً وموضوعياً.

ثانياً: هنا،، أيضاً لم يتخلَّ الروائي عن خصلة الترقيع والترميم،، والتجميع للعبارات المتنافرة المتناقضة وضمها إلى بعضها كتناقض قصاصات الخياط أو (الخائط)، التي يجمعها الجنس ويفرق بينها النوع والسمات الأخرى.

ثالثاً: يتحدث الروائي عن صراع بين نقيضين إجتماعيين صنفهما بهواه وبمعاييره الخيالية تصنيفاً هو مسئول عنه "أدبياً وأخلاقياً" بين الناس وعند الله تعالى، فظن أنه قد قدم شيئاً مفيداً ذي معنى ومغذى،، ولكنه في واقع الأمر وللأسف قد ترك الموضوع معلقاً كعادته، فلم يكلف نفسه ذكر نوع وماهية هذا الصراع، فتخيل له أنه إمتد إلى ما بعد دخول العرب الإسلام. أهكذا أيها الروائي المبجل يكون التأريخ والتأصيل والتوثيق؟ ألم تلحظ أنك كنت تجري على سير رياضي منزلق، فخيل إليك أنك قطعت الفيافي وإجتزت المسافات البعيدة مع أنك لم تراوح مكانك رغم أنك تلهث جهداً وتتصبب عرقاً؟؟؟ فلو فطنت للسير نفسه تحت قدميك لوجدته متخلفاً،، يجري إلى الوراء إلى لا شيء في حلقة مفرغة تنتهي حيث بدأت.

قبل أن نتابع تحليلنا لمقال الروائي الخبيث، علينا أن نلقي الضوء على حالة الجزيرة العربية قبل الإِسلام. فالعرب هم قوم سكنوا الجزيرة العربية منذ أقدم العصور. وكانت حالتهم الاقتصادية ليست بأحسن حالاً من حالاتهم الاجتماعية والسياسية. إذ أنهم قد عملوا في بعض الأعمال والنشاطات التي من أهمها التجارة ،، فقد كانت مكة ملتقى طرق القوافل من أنحاء الجزيرة العربية، مما جعل أهلها يعملون بالتجارة، وكانت هناك رحلة الشتاء والصيف. والزراعة،، فقد عملوا في زراعة الفاكهة، والنخيل، والحبوب، في يثرب والطائف واليمن واليمامة. وإهتمهوا بتربية ورّعي الحيوانات كالغنم والإِبل.

إجتماعياً – وفي أعلى درجات طهرهم وعفتهم - كان الرجل الجاهلي يتزوج عدد من النساء دون تحديد أو ضوابط أو معايير، بأنماط زيجات كلها غير شرعية، وبعضها في الغالب زنا صريح، بل أبشع منه بكثير. فمعلوم أن الزنا يتم "خلسة"، وفي السر دون أن يعلم أحد بالزناة،، بينما هذه الأنماط الفاجرة تتم في العلن وليس على مرتكبيها أي مآخذ أو تبعة، بل تتم بتحريض من الزوج نفسه أو الولي،، ولكن إلى جانب هذه العادات السيئة المخزية كانت هناك بعض العادات الحسنة كالكرم، والشجاعة، وحسن الجوار، والوفاء بالعهد إلى حد ما "وفق ما سطره التاريخ". أما الديانة فكانوا وثنيين في الغالب، يعبدون الأصنام التي وضعوها حول الكعبة وقد بلغ عددها 360 صنماً، قال تعالى في سورة النطم: (أفرَأَيْتُمُ اللاّتَ والعُزَّى. وَمَناةَ الثَّالثَةَ الأُخْرَى)، وقد كانوا يدعون أنهم يعبدونها تقرباً إلى الله،، قال تعالى في ذلك: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاّ ليُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى).

وهناك من كان على حنفية إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، أمثال زيد بن عمرو بن نفيل. ومنهم عُبَّادُ الكواكب والنجوم "كالشمس والقمر وبعض النجوم"، التي إتخذها بعضهم أرباباً من دون الله تعالى، مثل قبيلة خزاعة التي كانت تعتبر نجماً إسمه "الشعرى"،، فقال تعالى عنهم في سورة النجم: (وأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى)، فهو ليس رباً من دون الله. هذا بجانب اليهودية في خيبر ويثرب، والنصرانية في نجران واليمن، الذين إنتشروا في الجزيرة العربية قبل الإسلام. فأغلب هذه الطوائف والملل المكونة لمجتمعات جزيرة العرب قد أخفقت في الإلتزام بالدين الحق، في أنفسهم أو التأثير في غيرهم، لذا فهم مسئولون مسئولية مباشرة عن ترك الناس على تلك الجاهلية، تماماً كمسئوليتهم عن الجاهلية الآخرة اليوم،، ولم يعملوا على إخراجهم منها لربما لأن أديانهم لم تكن عالمية كالإسلام،، فالأميِّيْن الوثنيين ليس عندهم دين حقيقي يعتمدون عليه فكانت حياتهم مبنية في الأساس على « ما وجدوا عليه آباءهم »، وقد ورثوا منهم كل أنواع الضلال والإضلال والفساد من خمر وميسر وقتل وإقتتال وزنى متفشي بصورة كارثية، على الرغم من أنهم كانوا حريصين على أعراضهم دون أعراض الآخرين ليس تديناً أو كرم أخلاق،، وإنما مخافة المعرة،، لذلك تفشت بينهم جريمة "وئد البنات، البشعة ودفنهن أحياء" خشية أن يكبرن فيجلبن لهم العار بممارسة الزنى الذي أصبح خارج نطاق السيطرة "كما هو الآن في جاهلية الغرب المتحضر وأوروبا وأتباعهم من الذي إنقلبوا على أعقابهم"، خاصة وأنه ليس لديهم أي مرجعية تعيدهم إلى الحق، وتصحح مسار حياتهم البدائية، كما أصبح الأمل مفقوداً في أغلب أهل الكتاب، الذين حادوا كثيراً عن التوراة والإنجيل، وتفشى بينهم الشرك والخلافات والإقتتال والإبادات الجماعية المروعة بين اليهود والنصارى من جهة، وبين النصارى والنصارى من جهة أخرى، والذين قد أصبحوا أقرب للشرك منهم للإيمان، لأن كتابي التوراة والإنجيل رغم أنهما يتضمنان شرع الله الكامل الذي فصل فيه كل شيء،، ولكن للأسف إعتراه شيء من التحريف في أغلب النسخ التي كانت متداولة بأيدي أحبارهم ورهبانهم، ولم يبق إلَّا المحفوظ لدى القلة في القلوب بالتواتر الذين منهم "ورقة بن نوفل" رضي الله عنه. وبالتالي أصبحت المرجعية غير خالية من الدس والتحريف والتأليف، أما العلاقات المحرمة فحدث فيها ولا حرج، فقد تفشى زنا المحارم، لدرجة أنهم إتهموا به حتى الأنبياء والرسل، والرهبان،، فما بالك بالرعية،، ويكفي أن فساد الجاهلية وفجورهم كان تحت سمعهم وبصرهم ومباركتهم دون القيام بواجبهم نحوهم كأهل كتاب لديهم منهج الله تعالى أوحاه الله إلى رسولين من أولي العزم من الرسل. ولكنهم هم أنفسهم كانوا في أمس الحاجة إلى النصح والهداية لأن حالهم لم يكن بأفضل من حال الأميين في حالات كثيرة. لذا فكان لا بد من أن تتدخل السماء لتصحح مسار البشرية "كفرصة أخيرة"، قبل تدمير الكون بمن فيه ونصب الموازين القسط. لذا،، تدخلت لإصلاح ما أفسده الناس من التوراة بالتحريف، فأرسل عبده ونبيه ورسوله عيسى بن مريم عليه السلام "مصدقاً لما بين يديه من التوراة"، ثم أعطاه معه كتاباً كريماً آخر هو "الإنجيل"، وأيده بروح القدس، وبآيات بينات تؤكد لبني إسرائيل صدق رسالته، ولكن ما لبث هذا الكتاب أن إعتراه أيضاً التحريف من النصارى أنفسهم بعد أن إختلط عليهم الأمر وتفرقت بهم السبل، فوجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع اليهود الذين لم يعترفوا بعيسى نبياً ورسولاً وخاضو في نسبه وعفة أمه مريم الصديقة البتول رضى الله عنها، الذين وقعوا في فتنة كبرى عندما أشكل عليهم أمر عيسى عليه السلام حين توفاه الله ورفعه إليه، لإنقاذه من المتربصين به لقتله من بني إسرائيل فشبه لهم شخص غيره به فقتلوه ظناً منهم أنهم قتلوا عيسى عليه السلام. ومن ثم ظهرت البدع الخرافات التي من أعظمها وأبشعها قولهم بألوهية عيسى وبنوته لله تعالى وأنه ثالث ثلاثة إفكاً لم ينزل الله به من سلطان. فكانت حتمية نزول الرسالة الخاتمة التي أوحى الله تعالى بها لآخر ذرية أبي الأنبياء إبراهيم "خليل الرحمن" آخر الإصطفاءات الأربع. وتبين ذلك تفصيلياً سورة "البينة". قال تعالى: هُوَ الَّذي بَعَثَ في الأميينَ رَسُول مِنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزكِّيهمْ ويُعَلِمهُم الكِتَابَ والْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مبينٍ)، وقال أيضاً: (لَقَدْ مَنَّ اللّه عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهمْ رَسُولاً مِنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِم آياته وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمَهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وإنْ كانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ).

ما هي أنواع الزواح في الجاهلية،، وما مدى عفتها وشرعيتها؟؟
أولاً: زواج الاستبضاع : يتم ذلك للرجل أذا أراد تحسين نسل عائلته فينقطع عن زوجته بعد انتهاء فترة طمثها مباشرة ثم يدفع بها الى رجل أخر غيره يختاره هو، بحيث تكون فيه كل المميزات التى يراها تنقص عائلته ومتوفرة فيه، قاصداً بذلك أن تحمل زوجة من ذلك الرجل المختار ثم تعود إليه بعد التحقق من حملها،، وبعد أن تلد ينسب الزوج هذا الطفل اليه. وهذا زنا من الدرجة الأولى وبإمتياز.
ثانياً: زواج (نكاح) المخادنة : كانت المرأة قبل الاسلام لها أن تصداق رجل أخر غير زوجها يكون عشيقها ولا يكون للزوج حق الاعتراض. وهذا أيضاً زنا وسفاح بإمتياز.
ثالثاً: زواج (نكاح) البدل: ويتم فيه تبادل الزوجات بشكل مؤقت بين رجلين وذلك ليستمتع كل واحد منهم بزوجة الآخر، دون حرج أو مانع شرعي أو غيرة. وهذا سفاح، وثمرته لا بد من أن تكون لقيطاً.
رابعاً: زواج (نكاح) المضامدة : ويتم بأن تتزوج المرأة زوجا اضافيا بالاضافة الى زوجها (تجمع بين زوجين). وهذه معاشرة ليس فيها أي رباط شرعي،، وبالتالي تثمر لقطاء من سفاح.
خامساً: زواج الرهط :ويتم بأن يجتمع عدد من الرجال - أقل من عشرة - فيدخلون على المرأة كلهم فى يوم واحد فاذا حملت ثم وضعت طفلها بعثت اليهم جميعهم ليجتمعوا عندها دون أن يكون لأحدهم الحق في رفض الحضور ثم تذكرهم بأمر تلك الليلة وماحدث فيها معهم، ثم تختار أحدهم وتقول له إنَّ هذا الطفل هو ابنك،، فلا يملك أن يمانع، بل يعترف به ثم نسبه اليه. مع أن هذا الطفل ثمرة زنا صريح، إشترك فيه رهط من الرجال.
سادساً: زواج السِّرِّ : ويتم فى السر بين أحد الأشراف وامرأة أقل منه فى الطبقة الاجتماعية فاذا حملت منه أعترف بها وبالحمل منه.
سابعاً: زواج الشغار : ويتم بأن يتزوج الرجل بنت أو أخت الرجل الآخر "بالبدل" مقابل أن يتزوج الرجل الآخر بنت أو أخت الرجل الأول،، فتكون كل إمرأة منهن مهراً للمرأة الأخرى.
ثامناً: زواج المساهاة: ( المسامحة)، ويتم بأن يفك الشخص الرجل من الأسر بأن تكون فدية فك الأسر بمثابة صداق لأخت أو ابنة أو قريبة الأسير بدون أن يدفع لها صداق. وكانت تلجأ اليه بعض القبائل الفقيرة .
تاسعاً: زواج الضيزن أو (المُقْتِ) :ويتم بأن أكبر أولاد المتوفى أحق بزوجة أبية من غيرة كما أنة أولى منها بنفسها فيبقي ثوبه عليها ويرث نكاحها وهو حر فيها إن شاء عضلها فمنعها من غيرة ولم يزوجها حتى تموت فيرث مالها إلا أن تفتدي نفسها منه بفدية ترضيه أو يتزوجها بعض إخوته بمهر جديد ولقد استمر هذا الزواج حتى جاء النهي عن ذلك في قوله سبحانه وتعالى في سورة النساء: (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً 22). وهذا بجانب أنه زنا محارم، فهو زنا صريح وثمرته من سفاح.

عاشراً: الزواج /النكاح الشرعي المعروف حاليا : ويتم بأن يتقدم الرجل لأهل المرأة وبعد قبول أهلها و كذلك هى له يدفع صداقها ويوفر لها المسكن والنفقة ولا تتخذ معه أزواج أخرين أبدا.
كل هذه الزيجات التي كانت معتمدة لدى عرب الجاهلية إعتبرها الإسلام كلها فاسدة ومحرَّمَة، ونهى عنها تماما ماعدا الزواج الشرعي المعروف حاليا، فهذا يعني أنها داخلة في دائرة "الزنا" والحرام، الذي هو أي علاقة معاشرة بين الرجل والمرأة بطريقة غير شرعية. فما بالكم بالعلاقات التي تتم في الجاهلية والتي يعتبرونها هم أنفسهم علاقة غير صحيحة "زنا". إذاً مسألة الأنساب الصحيحة في الجاهلية مستحيلة، في ضواء ما تقدم من كل تلك الأنكحة الفاسدة. وأنا أود تذكير العنزي إلى أنه ينحدر أسلافه أساساً من هذا المجتمع الجاهلي قبل الإسلام،، ومع ذلك فهو يتبنى على ما يبدوا فكر الروائي المصري ويحاجج به.

نعود إلى قول الروائي وما أغرب ما قال: ((-- ولم تكن من قبيل الصدفة ان اغلب من التحق بالركب الاموي كانوا ممن لهم سوابق بالزنا والبغاء --))... لذا نقول له في ذلك وبالله التوفيق:
أولاً: أنت بذلك تخصص عموميات إما جهلاً أو تجاهلاً وتحاملاً لحاجة في نفس يعقوب. ومفهومك هذا لا يستقيم إلَّا إذا كان في تصورك أنَّ (الاستبضاع، والمخادنة، والبدل، والمضامدة، والرهط، والشغار، والمساهاة، والضيزن) كل هذه ليست زنا في نظر الشرع الإسلامي.

ثانياً: قولك (إن أغلب من إلتحق بالركب الأموي كانوا ممن لهم سوابق بالزنا والبغاء)، فهذا إدعاء يعوزه الدليل والتوثيق، ولعله لا يعرف أنه بهذا يكون قد رمى كل هؤلاء بسوابق الزنا والبغاء،، فهل لديه القدرة والجرأة على أن يثبت على هؤلاء هذه التهمة ، وأنهم فعلاً زناة وبغايا،؟؟ وإن كان قد إعتمد في ذلك على كتب المؤرحين، فهل تستطيع أن تؤكد صدق أولئك المؤخين؟؟ خاصة وأنهم لم يؤرخوا أمجاداً لضحاياهم،، بل أرخوا لمخازيهم ومآخذ عليهم،، مما يرجح غاية الكيد والتجني والسعي للتحقير والإساءة؟؟ فهل إرتضى لنفسه بأن يشارك هؤلاء المعتدين السفلة في فجورهم؟؟؟

أما قوله: ((-- فهذه المهن تورث الكراهية والحقد لكل من يتحلى بالعفة والطهارة, اضافة الى انها لاتبقي للحياء سبيل وهي تذهب العفة وتفتح طريق الغدر والاثم --))، فأين هذه العفة في الجاهليتين الأولى والآخرة؟؟؟.
هذا كلام مرسل سمج وتعبير إرتجالي أجوف، غير مسئول،، وتخبط لا ندري مقاصده وما علاقته بأصل ما تقدم من الموضع حتى الآن؟؟؟ والغريب في الأمر أن الراوي يتحرى ألعفة والطهارة والحياء في أمة شرعها وعفتها إستبضاع ومخادنة وبدل ،،، وضيزن،، فما هو معيار العفة في رأيه يا ترى؟؟؟ على أية حال يكون هو ،، ثم من إرتضى نهجه في الإفتراء مديناً أمام ألقراء ومطالبون بتفصيل لذلك بعد بيان وجهة نظرهم إن إستطاعوا لذلك سبيلاً. ولكن الملاحظ كالعادة في كل النقاط التي أثارها، تركها معلقة بين السماء والأرض دون أن يحسم أمرها وما لبث أن قفذ قفذات الضفادع إلى نقطة أخرى ليس لها علاقة مباشرة ولا غير مباشرة،، والدليل على ما نقول أنظروا كيف تحول إلى النقطة التي أصلاً إنطلق من أجلها فقال بدون أي مقدمات: ((-- .. لنرى بعض ماانجب البغاء --))،، وطبعاً غايته هي الهمز واللمز بأكبر قدر ممكن على صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،، أنظروا معي هذا الخبث النوعي المخزي المقذذ:

أولاً: بدأ بأبي سفيان ومعاوية فقال ((-- حمامة « ام ابي سفيان » وهي زوجة حرب ابن امية بن عبد شمس وهي «« جدة معاوية »», كانت بغيا صاحبة راية في الجاهلية. ودليله على ذلك أنه "روي ..."، أو "يحكى أنَّ ..."، "قبل ..."،،، فحق عليه أن يأتي بأربعة شهود "عيان"، وإلَّا إستحق إقامة حد القذف عليه وعلى أمثاله.

ثانياً: أراد هنا التشهير بمروان بن الحكم،،، فقال: ((-- الزرقاء بنت وهب , وهي من البغايا وذوات الاعلام ايام الجاهلية وتلقب بالزرقاء لشدة سوادها المائل للزرقة وكانت اقل البغايا اجرة , ويعرف بنوها بنو الزرقاء وهي زوجة ابي العاص بن امية , ام الحكم بن ابي العاص(طرده الرسول من المدينة) , « جدة مروان بن الحكم » , يقال ان الامام الحسين(ر) رد على رسول مروان بن الحكم قائلا " يابن الزرقاء الداعية الى نفسها بسوق عكاظ" -–)). أيضاً شاهده "يقال"، فثبتت عليه أحد أكبر آيات النفاق بجدارة،، وهي الكذب.
تصوروا شخصاً محترماً له شيء من إيمان،، يخوض في أعراض أناس قبل آلاف السنين وأهل فترة،، وقد قال الله تعالى،، وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً،، علماً بأنه في بيئة فيها كل أنواع الزنا التي تحدث عنها، وهو قريب من أهلها،، ولكنه لم ينتقدها بل رسخها في رواياته. فقط لغاية خبيثة خسيسة لا تبتناها الكرام عادة.

ثالثاً: أراد هنا التشهير بمروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان،، فقال: ((-- امنة بنت علقمة بن صفوان « ام مروان بن الحكم »،، « جدة عبد الملك بن مروان » وكانت تمارس البغاء سرا مع ابي سفيان بن الحارث بن كلدة --)) ،،، قاتلكم الله أنى تؤفكون هل رأيتم ذلك بأم عينكم،، أو رآه محدثيكم المفترون؟؟؟.

على أية حال،،، نحن لن نقف كثيراً أمام مثل هذه الأخبار التي تدل وتشهد على نفسها بنفسها،، أنها صادرة من عدو متربص يريد أن يدخل على الإسلام من منافذ أخرى وثغرات مفتعلة ولكن نقول لهم خسئتم، ودونكم البرهان والدليل إن كنتم صادقين. ولكننا نقف فقط عند الحديث الموضوع والمفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه "الرافضة" أعداء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الفرية الخسيسة التي مصدرها الأساسي (موقع شبكة الشيعة العالمية)، التي قالوا فيها: ... وهذا مروان هو الذي اتوا به بعد ولادته الى رسول الله(ص) فقال الرسول: (... ابعدوه عني هذا الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون)،، ثم قالوا: وهذا الذي يلعنه الرسول يصبح اميرا للمؤمنين ..!! وعن هذا الإفتراء نقول الآتي:
هل سبق أن رأى أحد أو سمح صيغة تشبه هذه الصيغة الركيكة الشاذة في أي حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؟ فهل هذا إسلوب النبي في الحديث؟؟؟
ألم يحكم الشيخ الألباني على هذا الحديث المفترى - في السلسلة الضعيفة - "بالوضع"؟؟؟ وهناك تحذير عن روايته إلَّا للضرورة القصوى بغرض بيان (وضعه وكذبه) على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

رابعاً: أراد الرافضة الخوض في نسب " ام عمرو بن العاص"، فقالوا قاتلهم الله أنى يأفكون: ((-- النابغة سلمى بنت حرملة وقد اشتهرت بالبغاء العلني ومن ذوات الاعلام وهي « ام عمرو بن العاص بن وائل » ،، كانت امة لعبد اللة بن جدعان فاعتقها فوقع عليها في يوم واحد ابو لهب بن عبد المطلب وامية بن خلف وهشام بن المغيرة المخزومي وابو سفيان بن حرب والعاص بن وائل السهمي, فولدت « عمرو », فادعاه كلهم لكنها الحقته بالعاص بن وائل لانه كان ينفق عليها كثيرا.

خامساً: سمية بنت المعطل النوبية وهي من البغايا ذوات الاعلام وكانت امة للحارث بن كلدة وتنسب اولادها ومنهم زياد مرة لزوجها عبيد بن ابي سرح الثقفي فيقال زياد بن عبيد ومرة يقال زياد ابن سمية ومرة زياد ابن ابيه , حتى استلحقه معاوية بان احضر شهود على ان ابو سفيان قد واقع سمية وهي تحت عبيد بن ابي سرح وبعد تسعة اشهر ولدت صبيا اسموه زياد. ولم يستلحقه معاوية حبا وكرامة ولكن لان زياد بن ابيه كان عامل سيدنا علي (ر) على فارس والاهواز فاراد استمالته.

ثم يستمر هؤلاء التعساء الروافض في غيهم وتجنيهم على الناس لا لشيء سوى لِبَثِّ غلهم الأسود ولإرضاء نفوسهم الخربة،، فيقولون دون حياء أو وازع من ضمير هذه الإتهامات الجائرة التي يستحيل على أي منهم أن يثبتها ويخصهم هم بها "حصرياً"، دون سواهم،، سوى من خلال تلك المصادر الآثمة التي سيلقى اصحابها غياً بإذن الله تعالى، وها هو ذا الروائي محرك الفتن قد لقي ربه وهو يحمل شهادة ذور لن يستطيع إثباتها (حتى إن صدقت) والإحتمال وارد ولكن الجزم مستحيل،، وقد جاء أيضاً في تقريره التعس قوله: ((-- ويستمر البغاء في انتاج رجال الرذيلة ليكونوا سادة العرب --)). ثم ينهي إفتراءه وتخرصه بقوله ((-- هؤلاء هم الرجال الذين اسسوا الدولة الاسلامية , فلا غرابة ان نرى الدماء تلون كل اوراق تاريخنا!! --)).

ألَمْ يقرأ هؤلاء الشواذ تاريخاً من قبل؟؟؟ فهل يوجد أي تاريخ لأي أمة "قديماً وحديثاً" إلَّا وينزف ماضيها وحاضرها دماً مهدراً، وتتلطخ صفحات تاريخها الأسود نجيعاً، وتتزاحم أسطرها وفقراتها وكلماته بأشلاء الابرياء والضحايا من إبادات جماعية وتجويع وتغريب وتعذيب، ودفن للأبرياء أحياءاً وحرقهم في الأتن،، ألم يروا أو يسمعوا بذهور الموت وعطور الأسلحة الكيمائية والجرثومية وكرم المجاعات التي تتفضل بها الأمم المتحضرة المتجبرة على الأبرياء في العراق وأفغانستان وفلسطين، وسوريا غيرها ... ؟؟؟ فهل الإرهابي هو الذي شرع للحياة وصانها وجاهد من أجل إستقرارها، أم الذي يشرع للموت والدمار الشامل والأسلحة الفتاكة، وتحويل بواطن البحار والمحيطات إلى ترسانات اسلحة الدماو الشامل،، الذين يصدرون القوانين الدولية لنشر المجاعات وقتل الأبرياء تحت البند السابع؟

على أية حال،، لن يقف أعداء الإسلام عند هذا الحد،، فلا يطيق الغِلَّ أحد ولو لأيام معدودة، فهي كافية لتحول حياته جحيماً وكوابيس،، فما بالك بمن يحملونه عشرات القرون، متراكماً،، متراكباً، بمتوالية هندسية،، ورغم كل مكائدهم ومكرهم التي يعجز عنها الشيطان نفسه، إلَّا أن الفشل المتلاحق جعل الغبن لديهم لا يطاق،، فسخروا كل خبيث ودنس يحمل قلماً يسترزق منه ليَلِغَ في الإناء لتدنيسه، فهل سلم الأنبياء والرسل من كيدهم ومكائدهم وبهتانهم وإتهاماتهم بل وقتلهم وملاحقتهم بعد القتل أو الموت؟؟؟
تذكروا ماذا قالوا في نوح وإبنه، ولوط وبناته، وداود مع زوجة جاره، وسليمان وكفره، وموسى نفسه وإيذائه، وأخيراً عن عيسى وأمه ما بين حبيب النجار والجندي الروماني بن بديرا،،، الخ. فليس غريباً أن يقولوا في أعدائهم ما قالوه في أنبيائهم ورسلهم ورهبانهم وقديسيهم.

طبعاً الذباب البشري إشتم رائحة النتن الذي زَخِمَ وخَبُثَتْ رائحتُهُ وأَنتَنَت جيفته فتداعى لها من كل حدب وصوب ليشارك في الوليمة القذرة مع بغاث الطير في ترممه. لذا نقول لهم بعد فراغهم من وليمتهم الدنسة،، لا تفرحوا كثيراً،، بل دعونا نتناول الموضوع بالمنطق والعقل لنصل إلى مادة يمكننا الحكم عليها بعيداً عن البروباقاندات والإثارات والتشويقات الفارغة،، ونشر المعلومات بهذه الطريقة الموجهة ذات المنظور الأوحادي، والتركيز على توجيه مجموعة من الرسائل للتأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من القراء. ولكن:
أولاً: ما هو النَّسَبُ السَّليم المتوقَّعُ من ذلك المجتمع الجاهلي المتداعي المتخلف؟، ومن أي الزيجات الفاسدة التي كانت سائدة آنذاك؟

ثانياً: هل الاستبضاع، والمخادنة، والبدل، والمضامدة، والرهط، والشغار، والمساهاة، والضيزن،، بأحسن حالٍ من "زنا" صاحبات الرايات؟؟؟ في نظر الشرع الإسلامي؟ ... أليس هذا يعني أن كل من كان في الجاهلية (حقيقةً)، هو إما زانٍ أو إبن زنا. بدليل أن الإسلام لغى كل تلك النماذج من الزيجات في الجاهلية وإعتبرها ممارسات محرمة وغير شرعية ومن وقع فيها بَعْدُ كان زانياً بإمتياز،، فهل المتوقع من الإسلام أن يحرق ويبيد كل البشر الجاهلي ويخلق الله أجيالاً غيرهم لينزل عليهم وحيه وتوجيهاته؟ أم أن إرادة الله جاءت لإصلاح هذا البشر ومخاطبة عقله والفطرة التي فطره عليها؟؟ فمن كانت فطرته سليمة إستجاب لصوت الحقل والحق والصدق،، ومن كان دون ذلك كان نواةً للفساد وعمقاً تاريخياً وإستراتيجياً للجاهلية الآخرة التي نعاصرها اليوم.

ثالثاً: لنفرض أنَّ إمرأةً الآن (في مجتمعاتكم المتحضرة) كانت تمارس البغاء الصريح، ولها ترخيصاً من الدولة (راية حضارية)، كما هو معمول به الآن في الغرب وأوروبا وبلدان أخرى كثيرة، من إمتهان للدعارة المقننة والمحمية بالقانون في الجاهلية الحضارية المظلمة، ثم هداها الله تعالى وقررت التوبة والدخول في دين الله، هل تقبل توبتها أم يوصد الباب في وجهها؟؟؟ فإذا عَيَّرَهَا أحَدٌ - بعد الإيمان الصادق – بماضيها،،،، هل سيطبق عليه حد القذف "ثمانين جلدة" أم يترك دون عقاب بإعتبار أنه يقول واقعاً حقيقياً من ماضيها؟؟؟ فإذا كانت حضارتكم التي تنادي بالحرية الشخصية التي بلغت ذروتها في الإباحية مع كل شيء وبكل شيء، حتى أنَّ الرجل تزوج من رجل مثله "زواجاً شرعياً"، والمرأة من إمرأة مثلها ، أو من كلبها كذلك،، فلماذا الكيل بمكيالين؟ وما سبب الفورة غير المبررة والحمية التي هبطت عليكم فجأة ؟؟؟ علماً بأن أهل الجاهلية الأولى كان لهم عذرهم، فليس لديهم دين أو مرجعية سليمة تخطؤهم، بينما الجاهلية الآخة تخطت كل الحدود والأديان وتمردت على كل شيء،، فكان جرمها مركباً تركيباً مزجياً، جمع بين ثقافة شيطاني الإنس والجن معاً.

رابعاً: فلنطرح هذا السؤال المباشر لدعاة حقوق الإنسان الذين يجهلون كرامة الإنسان وينتهكونها بإسم حرية نقد الأديان، فنقول (ما رأيكم في إبنٍ أو إبنةٍ، ليس لها ذنب في خطيئة أمها أو أبيها فوجدت نفسها إبنة غير شرعية،،، هل نعاملها بجريرة والديها أم نعاملها بسلوكها الشخصي ونحفظ لها حقوقها كاملة وكرامتها وإحترامها؟؟؟)، على أية حال،، الإسلام واضح في هذه القضية الإنسانية البحتة، حيث يقول الله تعالى - كمبدأ عام لا مجال لتغييره أبداً ما دامت السموات والأرض - (ولا تذر واذرة وذر أخرى)، ويقول تعالى (كل نفس بما كسبت رهينة). ويقول: (من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد). فماذا تقول شرائعكم أيها الغوغائيون اللجادلون؟ ... "أتبغونها عوجاً؟؟؟"

إذاً،، الإسلام كان نقطةً فارقةً في حياة وتاريخ كل الأمم السابقة له، وبدأ التأريخ الحقيقي للمؤمنين، فقد بدأ فيها تاريخاً وشرعاً جديداً للبشرية كافة،، يختلف تماماً عن كل ميراث الأمم السابقة من وثنية أو حنفية أو يهودية أو نصرانية، لذا،، فكل من جاء من الجاهلية إلى الإسلام فهو، إما من جانب المشركين الأميين الذين ليس لديهم شرع أو معايير تحكم عقيدتهم أو إخلاقياتهم المتدنية الهابطة وعلاقاتهم الإجتماعية،، أو من جانب أهل الكتاب، الذين دخلوا في خلافات وصراعات وقتال بشع، وتدابر، ثم طرأت على المنهج إختلافات كثيرة، فبعضهم إحتفظ بالدين سليماً إلى حد ما والبعض الآخر تفرقت بهم السبل فكان هناك تحريف، وإهمال، وشرك في بعض الأحيان.

سوال آخر مهم جداً: يا من تخوضون في أعراض الناس وأبناء ربات الرايات في الجاهلية،، هل ضمنتم أنكم لستم من سلالة إحدى ربات تلك الرايات،، أو حتى المستبضعات،، أو المخادنات،، أو المبادلات،،، ؟ وما هو ضمانكم ومبرراتكم إن كنتم صادقين؟؟؟، على أية حال،، إن كنتم كذلك – وهذا من عاشر المستحيلات - فلا مأخذ عليكم لأن ذلك كان قبل الإسلام،،، ولكن الإحتمال الأصعب،، ماذا إذا كشف عنكم الحجاب فإطلعتم على أحداث القرن السابق مثلاً وعلمتم "يقيناً" أنَّ هناك ربات رايات كنتم أنتم وآبائكم وأمهاتكم ثمرتها فماذا أنتم فاعلون؟؟؟ وإذا كنتم بشخوصكم مسئولين كباراً أو رؤساء دول أو وزراء أو علماء مرموقين أتقياء ورعين عابدين،، يشار إليكم بالبنان،، فتبين لكم بالدليل القاطع أنكم ثمرة سفاح "مركب" ومشهود ومشفوع بالأدلة والبراهين، فماذا أنتم فاعلون؟؟؟ هل ستستقيلون من مناصبكم حتى لا تلوثوا صفحة تلك الدولة الناصعة النقية، أم ستنتحرون لتطهرا المجتمع من دنسكم؟ أم ماذا أنتم فاعلون؟؟؟ فمن كان بيته من زجاج،،، فلا يقذف الناس بالحجارة. وإني لأستحضر قولة النصارى المشهورة التي قالوها عن عيسى عليه السلام (عندما هم بعض الناس بالتشفي من امراءه متهمه بالزنا .. اراد ان يعلمهم الرحمه فقال عيسى عليه السلام "من كان بلا خطيئه فليرمها بحجر"، فلم يجرؤ أحد على رميها،، لعدم خلو أحد من الخطيئة.

المهم أنتم والسلوك الذي يضبط حركتكم في المجتمع وبين الناس،،، على أية حال الشرع الإسلامي يضبطه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الإسلام يَجُبُّ ما قبله، والهجرة تجب ما قبلها، والحج يجب ما قبله)، والتوبة تمحوا الذنب وتبدل السيآت حسنات ثم يضاعفها الله لمن يشاء. وهو لا يؤاخذ أحداً على ما كان عليه في الجاهلية،، لأنه بالإسلام يكون قد صح نسبه. فمعيار الشرع في الإسلام، أنه ييسر ويمهد الطريق للتوبة والإستئناف من جديد بصفحة ناصعة خالية من الذنوب والكثير من الخطايا، فمثلاً عندما حرم الله تعالى بعض الأطعمة تحريماً دائماً، رجع وأحلها إستثناءاً،، "عند الضرورة القصوى" فقال في سورة البقرة: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ « فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ » إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 173). وقوله: (إلا من أضطر وقلبه مطمئن بالإيمان).

الآن دعونا نلقي الضوء على بعض شخصيات أولئك الرجال العدول الذين لاكتهم الألسن ظلماً وعدواناً،،، من أناس لا يخشون إنتقام الله منهم فيبتليهم في أعراضهم إن كانت تلك الأعراض لم تزل تهمهم إلى حد ما، وتلويثها يقضي مضاجعهم ويؤرقهم.

فلو أخذنا مثلاً إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد:
نجد أنَّ عمرو بن العاص من الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم، الذين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم، ومن الذين صحت لهم الفضائل والمناقب العديدة.

ويكفيه فخراً وفضلاً أن النبي قد وصفه بالصلاح وبالإيمان، وكانت جهوده في حروب الردة وفي الفتوحات الإسلامية عظيمة فقد كان من كبار القواد في عهدي الخليفتين الراشدين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهمم وأرضاهم.

فلنستمع معاً إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو يتحدث عن نفسه قبل إسلامه، قال: « لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالاً من قريش كانوا يرون رأيِيْ، ويسمعون مِنِّي »، فقلت لهم: « تعلمون والله اني أرى أمر محمدٍ يعلو الأمور علواً منكراً، وإني قد رأيت أمراً فما ترون فيه؟ » ... قالوا: وما الذي رأيتَ؟ ... قال: قلت،، « رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فإنَّا أنْ نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد، وإن ظهر قومنا فنحن مَنْ قد عُرِفُوا فلن يأتينا منهم إلا خير». قالوا: إنَّ هذا الرَّأيُ .

فقلت لهم: « فاجْمَعُوا له ما نَهْدِيَ له، وكان أحَبُّ ما يُهْدَىْ إليه من أرضنا الأُدُم، فجمعنا له أدُمَاً كثيراً، ثم خرجنا حتى قدمنا عليه،، فوالله إنَّاْ لَعِنْدَهُ إذ جاء عَمْرو بن أمَيَّة الضمري - وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه » ... قال: « فدخلَ عليه ثم خَرجَ مِنْ عنده » ... قال: فقلت لأصحابي،، « هذا هو عمرو بن أميَّة، فلو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربتُ عنقه، فإذا فعلت ذلك رأت قريشُ أنِّي قد أجْزَأتُ عنها حين قتلتُ رسول محمدٍ ». ... قال: « فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع »، فقال: « مرحباً بصديقي، أهديت إليَّ من بلادك شيئاً »؟

قال: قلت،، « نعم أيها الملك، قد أهديت لك أُدُماً كثيراً. ثم قدمته إليه، فأعجبه واشتهاه » ،،، ثم قلت: « أيها الملك، إني قد رأيت رجلاً خرج من عندك، وهو رسول رجل عدوٍ لنا، فأعطنيه لأقتله، فإنه قد أصاب من أشرافنا وأعزتنا» .قال: « فغضب، ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها خوفا منه » . » ثم قلت له: أيها الملك، والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه « . « فقال،، أتسألني أن أعطيك رسول رجلٍ يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله »؟ ... قال: « قلت: أيها الملك، أكذاك هو »؟ قال: « ويحك يا عمرو، أطِعْنِيْ واتبِعْهُ، فإنه والله لعلى الحق، ولَيَظْهَرَنَّ على من خالفه، كما ظهر موسى على فرعون وجنوده » ... قال: « قلت،، أتبايعني له على الإسلام؟ » قال: نعم. « فبسط يده، فبايعته على الإسلام ». « ثم خرجت على أصحابي، وقد حال رأيي عما كان عليه، فكتمت أصحابي إسلامي ».

ثم خرجت عامداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي، فلقيت خالد بن الوليد، وذلك قبيل الفتح، وهو مقبل من مكة، « فقلت: أين يا أبا سليمان »؟ ... قال: « والله لقد استقام المنسم، وانَّ الرجل لنبي، أذْهَبُ واللهِ أُسْلِمُ فَحَتَّىْ مَتَىْ؟» قال: «قلت،، فَأنَا واللهِ ما جِئْتُ إلَّا للإسلام» .. . قال،، « فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبابع، ثم دنوت، فقلت: يا رسول الله، إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي، ولا أذكر ما تأخر» ... قال،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «« يا عمرو، بِايِعْ ، فان الإسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها »». قال: « فبايعت، ثم انصرفت ».
هكذا يصنع الإسلام الرجال،، من حضيض الجاهلية إلى سمو الإسلام وألقه وشموخه.

وقد روى في صحيح مسلم، وغيره عن طريق يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال: « حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت، فبكى طويلاً، وحول وجهه إلى الجدار »، فجعل ابنه يقول: « يا أبتاه، أما بَشَّرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بكذا، أما بَشَّرَكَ سول الله صلى الله عليه وسلم بكذا »؟ ... قال: فأقبل بوجهه،، فقال: « إنَّ أفضل ما نُعَدُ شهادةَ أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ، إني قد كنت على أطباق ثلاث : لقد رأيتني وما أحد أشد بغضاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أحب إليَّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مِتُّ على تلك الحال لكنت من أهل النار »، ... « فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: « ابسط يمينك فلأبايعك »، فبسط يمينه، قال: « فقبضت يدي ». قال: «« مَالَكَ يَا عَمْرو؟ »» قال: قلت: « أردت أن أشترط » .... قال: « تشترط ماذا ؟ » ... قلت: « أن يُغْفَرَ لي » ... قال: «« أمَا عَلِمْتَ أنَّ الإسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وأنَّ الهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا، وأنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ »»؟؟؟ ... ثم قال: « وما كان أحدٌ أحبَّ إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجَلَّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت،، لأني لم أكن أملأُ عيني منه، ولو مِتُّ على تلك الحال لرجوتُ أن أكونَ من أهلِ الجنَّةِ ».

وما ذكر في سنن أبي داود عن الصحابي اللجليل، ماعز بن مالك الأسلمي،، رضى الله عنه:
قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الصَّامِتِ ابْنَ عَمِّ أَبِى هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ جَاءَ الأَسْلَمِىُّ إِلَى نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ فِى الْخَامِسَةِ فَقَالَ « أَنِكْتَهَا ». قَالَ نَعَمْ. قَالَ « حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ فِى ذَلِكَ مِنْهَا ». قَالَ نَعَمْ. قَالَ « كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِى الْمُكْحُلَةِ وَالرِّشَاءُ فِى الْبِئْرِ ». قَالَ نَعَمْ. قَالَ « فَهَلْ تَدْرِى مَا الزِّنَا ». قَالَ نَعَمْ أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مَا يَأْتِى الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَتِهِ حَلاَلاً. قَالَ « فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا الْقَوْلِ ». قَالَ أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِى. فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ فَسَمِعَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِى سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ. فَسَكَتَ عَنْهُمَا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ فَقَالَ « أَيْنَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ ». فَقَالاَ نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ » انْزِلاَ فَكُلاَ مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ «. فَقَالاَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا قَالَ « فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍ مِنْهُ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّهُ الآنَ لَفِى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْقَمِسُ فِيهَا ». فهذا الصحابي الجليل هو عريب بن مالكٍ وماعز لقب له، وهو من قبيلة أسلم الذي يمتاز بإحساسه العميق بالندم على المعصية وطلب التوبة الصادقة حتى لو كانت نهايته فيها ويظهر ذلك في موقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم، على الرغم من أنه كان يكفيه أن يتوب ويستتر،، ولكنه لإيمانه العميق قد نشد "الضمان" قبل مماته، لعلمه بأنه سيلاقي الله ويخشى من العاقبلة.
هؤلاء هم الرجال الذين جاءوا من جاهلية مظلمة فاسدة داعرة،، فأعاد الإسلام صياغتهم فأصبحوا بهذه الدرجة المزهلة من التعفف والخشية من الله تعالى والطمع فيما عنده من نعيم مقيم.

يروي يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب بعض مواقف ماعز بن مالك مع الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: أن رجلاً من أسلم جاء إلى أبي بكر الصديق فقال: « إن الآخر زنى! فقال له أبو بكر: هل ذكرت هذا لأحدٍ غيري؟ فقال: لا. فقال له أبو بكر: فتب إلى الله واستتر بستر الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده »، فلم تقرره نفسه حتى أتى عمر بن الخطاب فقال له مثل ما قال لأبي بكر. فقال له عمر مثل ما قال له أبو بكر. قال: فلم تقرره نفسه حتى جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الآخر زنى: فقال سعيدٌ: « فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مراتٍ، كل ذلك يعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كثر عليه بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله، فقال: "أيشتكي أم به جنة"؟ فقالوا: يا رسول الله إنه لصحيحٌ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبكرٌ أم ثيبٌ"؟ فقالوا: بل ثيبٌ يا رسول الله. فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجم ».
ولما صلوا على ماعز بن مالك ودفنوه, مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على موضعه مع بعض أصحابه, فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين يقول أحدهم لصاحبه: انظر-;- إلى هذا الذي ستر الله عليه ولم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلاب, فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم سار ساعة, حتى مر بجيفة حمار قد أحرقته الشمس حتى انتفخ وارتفعت رجلاه, فقال صلى الله عليه وسلم: "أين فلان وفلان؟", قالا: نحن ذان يا رسول الله, قال: "انزلا, فكلا من جيفة هذا الحمار"، قال: يا نبي الله!! غفر الله لك.. من يأكل من هذا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "ما نلتما من عرض أخيكما آنفًا أشد من أكل الميتة, لقد تاب توبة لو قسمت على أمة لوسِعتهم والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها"

قصة رجم الغامدية، رضي الله عنها وأرضاها:
في سنن الدارمي،، قال: أخبرنا أبو نعيم حدثنا بشير بن المهاجر حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من بني غامد فقالت يا نبي الله اني قد زنيت وأني أريد ان تطهرني فقال لها « اِرْجِعِيْ » فلما كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزناء فقالت يا نبي الله طهرني فلعلك ان تُرَدِّدْنِيْ كما رَدَدْتَ ماعزَ بن مالك فوالله إني لحبلى فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «« اِرْجِعِيْ حَتَّىْ تَلِدِيْ »» فلما ولدت جاءت بالصبي تحمله في خرقة فقالت يا نبي الله هذا قد ولدت فقال: «« اِذْهَبِيْ فَأرْضِعِيْهِ ثُمَّ افْطِمِيْهِ »» فلما فطمته جاءته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت يا نبي الله قد فطمته: « فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فدفع إلى رجل من المسلمين وأمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر الناس أن يرجموها » فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتلطخ الدم على وجنة خالد بن الوليد فسبها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال: «« مه يا خالد لا تسبها فوالذي نفسي بيده
لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغُفِرَ له »» فأمر بها فصلى عليها .
هذه إحدى النساء المؤسسات للدولة الإسلامية،، ممن جئن من جاهلية مظلمة داعرة،، ومن بين ربات "الرايات" بجانب الزيجات الفاسدة,, ولكنهن قد أُعِيْدَتْ صياغتهن في ظلم الإسلام ومدرسة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم،، فكُنَّ آيات مضيئات في التعفف حتى بعد الوقوع في الذنب، في لحظات ضعف، قد تمر بالحليم أو الورع كما هو معروف،، ألم يقل نبي الله يوسف عندما واجه موقفاً من إمرأة العزيز والنسوة معها مخاطباً ربه قال: (... وإلَّا تَصْرِفْ عَنِّيْ كَيْدَهُنَّ،، أصْبُ إلَيْهِنَّ وأكُنْ مِن الجَاهِلِيْنَ). ؟؟؟ . هؤلاء النسوة المؤمنات،، يقعن في الذنب، ولكن سرعان ما يعدن إلى الله بالإستغفار ولا يكتفين به بل،، ويضقن بالحياة مع هذا الذنب فيسابقن الموت قبل التطهير منه، فهنَّ بذلك جديرون بأن يكنَّ من "خير أمة أخرجت للناس". رضى الله تعالى عنها وأرضاها.

أما قصة إسلام أحد ألد أعداء الإسلام بصفة عامة، والنبي صلى الله عليه وسلم بصفة خاصة، وإبن ألد أعدائه، وهو « عكرمة » بن « أبي جهل »،، فقط كان عكرمة من أشد أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم ضراوةً في التاريخ كله، وورث عكرمة العداوة من أبيه عدو الإسلام الأول اللدود،، بل هو فرعون أمة الإسلام بلا منازع، أما عكرمة فقد استمر في تلك العداوة وبالغ فيها وتأذى منه النبي كثيراً،، لدرجة أنه قد أهدر دمه، ضمن مجموعة من أمثاله من المشركين، الذين قال فيهم: «« اقْتُلُوهُمْ وَلَوْ تَعَلَّقُوا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ »». كان عكرمة ممن قاتل في الخَنْدَمَة ضد خالد بن الوليد رضي الله عنه، فبعد هزيمتهم فرَّ هو من مكة، محاولاً الهروب إلى أليمن، "بحراً، بعد أن أصبح مطلوباً دمه. وكان أن ذهبت أم حكيم زوجته "المسلمة" إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتستشفع عنده لزوجها كي يعود إلى مكة آمناً - كما أمَّنَ من قبل صفوان بن أمية. فقالت له: « قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فأمِّنهُ ». فقال لها رسول الله: «« هُوَ آمِنٌ »» ... فخرجت تبحث عن زوجها، فوجدته عند ساحل البحر الأحمر يحاول ركوب سفينة تقله إلى اليمن. فقالت له: « يابن عم، قد جئتك من عند أوْصَلِ النَّاسِ، وأبَرِّ النَّاسِ، وخَيْرِ النَّاسِ، لَا تُهْلِكَ نَفْسَكَ، إنِّيْ اسْتَأمَنْتُ لك مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم ».
عاد عكرمة إلى مكة ... وقبل أن يدخلها إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: «« يَأْتِيكُمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ مُؤْمِنَاً مُهَاجِرَاً، فَلاَ تَسُبُّوا أَبَاهُ، فَإِنَّ سَبَّ الْمَيِّتِ يُؤْذِي الْحَيَّ، وَلاَ يَبْلُغُ الْمَيِّتَ »».
ودخل عكرمة مكة، وجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: « يا محمد، إن هذه أخبرتني بأنك أمَّنْتَنِيْ! ». فقال صلى الله عليه وسلم: «« صَدَقَتْ، فَأَنْتَ آمِنٌ »»
فقال عكرمة: إلَاْمَ تَدْعُو يا مُحَمَّدُ؟ ... وبدأ عكرمة يسأل رسول الله عن الإسلام، فقال له: «« أَدْعُوكَ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَأَنْ تُؤْتِيَ الزَّكَاةَ" وتفعل ... وتفعل ... »»، وأخذ يُعَدِّدُ عليه أمور الإسلام، حتى عدَّ له كل خصاله. فقال عكرمة: مَا دَعَوْتَ إلَّا إلىْ الحَقِّ، وأمْرٍ حَسَنٍ جَمِيْلٍ.
فهذا أحد مؤسسي الدولة الإسلامية الذين ورثوا كل خبائث ومثالب الجاهلية البغيضة، وزيادة على ذلك قد ورث "بصفة خاصة"، أبشع نموذج من العداء والإعتداء، فكان عكرمة إمتداداً مضعفاً لعدوان إبيه أبي جهل، ولكنه بعد ذلك صار من الصحابة الكرام المؤسسين لهذه الدولة التي وقع نورها بين ظلامين دامسين هما ظلام الجاهلية الأولى وظلام الجاهلية الآخرية الأحلك ظلاماً وسوادا.

وقصة إسلام فضالة بن عمير،، الذي كان من أشد أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن شدة عدائه لرسول الله قرَّر أن يقتله في وقت الفتح، والرسول في وسط جيش كبير قوامه عشرة آلاف مقاتل من الصحابة). وهو يعلم يقيناً إن فعلها، فلا شك أنه مقتول، ومع ذلك لم يعبأ،، فمر بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت، فلما دنا منه وهو يحمل السيف تحت ملابسه، قال له صلى الله عليه وسلم «« أَفُضَالَةُ؟ »» ... قال: نعم، فضالة يا رسول الله. (فقد كان يدَّعِي الإسلام في ذلك الوقت)، فقال صلى الله عليه وسلم: «« مَاذَا كُنْتَ تُحَدِّثُ بِهِ نَفْسَكَ؟ »» ... قال: لا شيء، كنت أذكر الله. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «« اسْتَغْفِرِ اللَّهَ »» ... ثم وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه، فكان فضالة يقول: « والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خَلْقِ الله شيء أحب إليَّ منه صلى الله عليه وسلم ». فأسلم فضالة، وحسن إسلامه من أول لحظة من لحظات دخوله فيه، وقد تغير تغيرًا كاملاً بعد ذلك. بصورة مختلفة تماماً عما كانت عليه حياته قبل الإسلام.
هكذا كان الرجال الذين أسسوا دولة الإسلام،، ثم أصبحوا جديرين بقول الله تعالى فيهم "كنتم خير أمة أخرجت للناس ...".

هكذا كان يأتي الرجال إلى الإسلام،، من أسفل سافلين إلى أعلى عليين،، وهذه هي في الأساس غاية الإسلام، وهي إخراج الناس من الظلمات إلى النور. فدخول الإسلام هو إيذان بميلاد جديد للشخص، لأنه يجب ما قبله،، ثم "وجدانياً"، يمسح الله تعالى reformatting كل دنس الماضي ومآثمه ومخازيه وجرائمه، فيصبح العبد "كيوم ولدته أمه"، كامل الأهلية وسليم النسب صحيح الوجدان. بل، ليس مسئولاً عن جرم فعله من قبل في جاهليته أو في ماضي حياته. وبالضرورة ألَّا يكون مسئولاً عما كان عليه آباؤه وأجداده أو ما بقوا عليه من كفر وفسوق ومفساد، وقد بانت العلاقة بينه وبينهم، فلا تصيبه معرة منهم ولا بهم. أما بعد دخوله في الإسلام فتبدأ المسيرة الحقيقية للإنسان بكتابة أعماله كلها وإحصاءها،، إن خيراً فخير وإن شراً فشر،، فيكون المعيار قوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)،، ولكن في ظل الرحمة، وآلية التوبة والإستغفار الذين – ليستا فقط تغفران الذنب – بل وتحولان السيئة إلى حسنة، أدناها "بعشرة أمثالها"، وأعلاها لا حدود لها،، لأن الله تعالى "بفضله وكرمه" يضاعف لمن يشاء ولا يبالي لا بالمغفرة ولا بالإضعاف.

فالعرب،، في جاهليتهم الأولى هم أحسن حالاً من الجاهلية المعاصرة، التي ظنها المتوهمون أنها "حضارة، ورقي، وتقدم،، وحقوق إنسان". فالعرب على الأقل لم يفعلوا زنا المحارم الا انهم كانوا يجيزون تزوج الرجل بزوجة ابيه اذا توفي و كانوا يجمعوا ما بين الاختيين اسوة بأهل الكتاب، اما الزنا بالأخت و الأم و العمة والخالة ،،، فهذا لم يكن موجوداً بينهم. فهم اصحاب شهامة و مرؤة و يعرفون حق الضيف كما يقول التاريخ ... لذلك فان اخلاق العرب كانت مضرب الأمثال في هذا الجانب وهو ما قد إنعدم الآن أو يكاد ... أما زنا المحارم فقد كان متفشياً في القبائل غير العربية، بل ويعتبر ثقافة عند البعض في التاريخ الفرعوني، حيث تزوج الاباء من بناتهم والملوك والأباطرة من اخواتهم وأمهاتهم،، فقد تزوج ما لا يقل عن ثلاثة من اباطرة اليابان من امهاتهم لإعتقادهم في قدسية السلالة الملكية.. فيتزوج الإبن من أمه "الشابة" بعد موت أبيه لكي يظل الملك في داخل العائلة المالكة مثال ذلك الإمبراطورة "هيمياتي" التي مات عنها زوجها وهي في عقدها الثالث فتزوجت إبنها الذي كان في مطلع عقده الثاني من العمر فانجبت منه عدد من الأبناء.
وهناك الاشكارا،، وهي قبائل من الهنود الحمر في البرازيل و البيرو يعتبرون جماع الإبن لأمه عملاً مقدساً حيث يكون أول باكورة ماء له عند بلوغه من نصيب أمه مطلقين عليه (ماء الحياة)، بإعتباره ديناً عليه يجب أن يسدده لأمه خلال فترة تمتد إلى عام كامل، يكون خلالها قد إستنفذ ماء الحياة "بزعمهم"، وبقي ماء الرجال، فله بعد ذلك إنجاب الأبناء منه. كما أن في التيبت قبائل "الشوجان" التي تسمح للرجل بالزواج من عمته وخالته، دون الأم والأخت فقط. أما زنا المحارم وفي جنوب الهند منتشر بشدة و معترف به. وفي فرنسا يذكر انَّ قبائل الغال قديما كانت تسمح للاب أن يفض بكارة ابنته اول مرة قبل زواج. وكذلك الحال،، لدى السكان الاصليين في جزر هواي الامريكية، حيث يمارسون زواج المحارم بصورة أوسع، إذ يتزوج الرجل اخته او عمته او خالته او ابنته ويستثنى من المحارم فقط امه لأنها البطن الذي حمله لذلك فان ملوكهم قد تزوجوا اخواتهم . وهناك مجتمعات في اوغندا وافريقيا الوسطى فالعلاقة بين الذكور والإناس ليس لها أي ضابط أو حدود، فكل الإناث متاحات لكل الذكور دون أي تمييز أو إستثناء،، وليس هناك بالطبع أنساب،، فبعد فطام الأم لوليدها تتبرأ منه وتتركه يكبر دون أن يعرف أمه من بين النساء ومن أبوه من بين الرجال،، فليس مستبعداً وقوعه على المحارم وليس مستهجناً إن وقع. وهناك نماذج كثيرة يتقذذ مها الإنسان السوي المؤمن يصعب حصرها،، وهي بالطبع مع ذلك أفضل حالاً من ممارسات العالم المتحضر المتدهور المتدنس اليوم.

إين الإسلام من كل هذا الركام والحطام والدنس البشري؟ وما هو المنهج الذي أتى به فميزه عن غيره وجعله مهيمناً عليه؟؟ وما تأثير هذا المنهج على الرجال الذين أعاد نور الإسلام صياغتهم بعد أن أتوه من ظلام جاهلية لم تبق لهم في جَرْمِهِمْ أو حولهم أو بينهم أو بين غيرهم شي من إنسانية أو فضل يذكر إلَّا من بعض السمات التي يحكمها الهوى وتحدها وتُقَذِّمُهَا التقاليد الإجتهادية الموروثة والتعصب البغيض؟؟؟. وما هي الوسطية التي تميزه عن كل الأمم السابقة له واللاحقة؟؟؟؟... وما الدليل على كل خصلة أتى بها فأصبح كل ما دونها باطلاً،، "إنَّ الباطل كان زهوقاً"؟؟؟؟؟ إذاً،، دعونا نستفتي القرآن الكريم ونستجوبه ليخبرنا عن كل ذلك فيما يلي:

أولاً: وضع الإسلام البشر، كل البشر تحت لواء واحد يستوي فيه الكل ولا يكون التمايز إلَّا بالتنافس "الشريف" والتسابق في عمل الخيرات لكل البشرية، "تقرُّباً إلى رب الكل،، الله الواحد القهار"، وإستعداداً ليوم الرحيل لميلادهم الحقيقي من رحم أمهم الأرض، إلى حياة سرمدية فاز فيها من فاز وتعس من تعس. الله تعالى في سورة الحجرات خاطب كل البشر بصفة عامة فقال لهم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم - « مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ-;- » ... « وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا » ... «« إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ »» - إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 13). وقال تعالى في سورة الإسراء: (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا 7)، فماذا إذاً يريد المرجفون؟

ثانياً: وضع دماء الجاهلية، فأبطل الثأر، ثم وضع الربا، وأبطل التفاخر بين الناس، قال تعالى في سورة الإسراء: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا 33).

ثالثاً: دعى الكل إلى مكارم الأخلاق، من حلم وأمانة وعدل وإنصاف، وقسط، وتقوى. قال تعالى في سورة النساء: («« وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا »» وَ « بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا » وَ « بِذِي الْقُرْبَىٰ-;- » وَ « الْيَتَامَىٰ-;- » وَ « الْمَسَاكِينِ » وَ « الْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ-;- » وَ « الْجَارِ الْجُنُبِ » وَ « الصَّاحِبِ بِالْجَنبِ » وَ « ابْنِ السَّبِيلِ » وَ « مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ » إِنَّ اللَّهَ «« لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا »» 36)، وقال في سورة فصلت: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ «« ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ »» فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ « كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ » 36)،، وحفذ عليها وشجع بقوله بأن هذه المنزلة الإيمانية الإنسانية تحتاج إلى قدر من الصبر والإيمان يصعب توفره في الكثيرين، فقال: («وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا» وَ « مَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ » 37)، وبين الآلية التي يلتزمها المؤمن ليحقق ذلك الحظ العظيم بقوله: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 38).

رابعاً: إكرام المرأة بصفة عامة والثيب بصفة خاصة، وإعطاءها حقها كاملاً، وقفل كل ذرائع الزنا وغلظ في العقوبة على مرتكبيه،، وفتح كل منافذ وأبواب العلاقة الطبيعية الشرعية العفيفة الطاهرة بين الإناث والذكور،، وأمَّنَها، وشجَّع عليها ويسَّرها ونظَّمَها بعد أن أمهرها بضوابط ومعايير دقيقة، وجازى فاعلها أجراً عظيماً بإعتبارها صدقة. وقد أنزل الله سورةً كاملة من السور الطوال، بها 176 آية إسمها "سورة النساء"، قال في أول آية منها: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ « اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ » وَ « خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا » وَ « بَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً » - وَ « اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ » وَ « الْأَرْحَامَ » - إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا 1)، وقال: (« وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً » - « فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا » 4)، وقال في أنصبة الميراث أيضاً: (« لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ » وَ « لِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ » - مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ - «« نَصِيبًا مَّفْرُوضًا »» 7)، وحمى اليتيم وقوَّاه في ضعفه فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ-;- ظُلْمًا - « إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا» وَ « سَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا » 10)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا «لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا» وَ « لَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ » - إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ - وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ-;- أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا 19). أما فيما يتعلق بالمحرمات من النساء قال: (« وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ » إِنَّهُ كَانَ « فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا » 22)، ثم قال: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ: « أُمَّهَاتُكُمْ » وَ « بَنَاتُكُمْ » وَ «أَخَوَاتُكُمْ » وَ «عَمَّاتُكُمْ » وَ « خَالَاتُكُمْ » وَ « بَنَاتُ الْأَخِ » وَ « بَنَاتُ الْأُخْتِ » وَ « أُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ » وَ « أَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ » وَ « أُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ » وَ « رَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ،، فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ » وَ « حَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ » وَ « أَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ » إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 23). ولكن،، ما الذي يريده الله بكل هذا التشريع الدقيق المفصل بعد إحكام؟؟؟
قال: (« يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ » وَ «يَتُوبَ عَلَيْكُمْ » - وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 26)، («« وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ »» وَ «« يُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا »» 27) ... وقال تعالى في سورة الإسراء: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا 32).

خامساً: حارب الحرابة والقتل والترويع والظلم والتَّكَبُّرَ، قال تعالى في سورة الإسراء: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ « وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ » إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا 33)، وقال: (« وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ » وَ « زِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ » - ذَٰ-;-لِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا 35)، وحذر من الكبر والترفع، فقال: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا « إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ » وَ « لَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا » 37)، لأنه يعتبره سلوكاً شائناً بغيضاً، (كُلُّ ذَٰ-;-لِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا 38)، كما حذر من القول الجارح أو المستفذ الذي يستغله الشيطان ليوقع به بين الناس، فقال: (وَقُل لِّعِبَادِي «« يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ »» إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ «« إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا »»).

سادساً: حفظ للطفل حقه المادي والمعنوي وهو جنين في رحم أمه، وساواه بإخوانه الكبار حتى لو كانوا كهولاً أو شيوخاً. قال في سورة الإسراء: (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ-;- يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا 34)، وحذر من قتل الأولاد خشية الفقر فقال: («« وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ »» نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ «« إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا »» 31).

سابعاً: حفظ للمرأة حقوقها قبل الزواج، وبعده، وقبل الطلاق، وبعده... ووضع أعلى المعايير للرفق بالحيوان، والإعتناء بالبيئة وصيانتها، ووضع معايير لصيانة وإحترام معتقدات الناس. حَرَّمَ الإساءة إلى دور العبادة مهما كان المعبود فيها.

ثامناً: ربط عمل الدنيا بالآخرة. وربط الآخرة بالعمل والنجاة فيها بالصلاح والإصلاح. وربط رحمة الله بالإنسان ورهنها برحمة الإنسان بالآخرين من إخوانه في آدم. وقد إعتبر الإنسان حراً "مختاراً" "كامل الحرية" ما لم تتداخل حريته مع حرية الآخرين. خاصة في المشتركات بينهم بغض النظر عن الدين والتوجه.
تاسعاً: حارب الشر بكل أشكاله وأنواعه المادي منه والمعنوي،، وفي المقابل شجع الخير بكل أنواعه المادية منه والمعنوية، وإعتبر أعلى درجات الإنسانية هي صيانة الخير ومناهضة الشر، فإعتبر هذا جهاداً بشقيه الأكبر منه والأصغر.

عاشراً: إكرام الوالدين والإحسان لهما وتكريمهما،، قال عنه في سورة الإسراء: («« وَقَضَىٰ-;- رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ »» وَ « بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا » - إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا «« فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ »» وَ «« لَا تَنْهَرْهُمَا »» وَ « قُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا » 23)، («« وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ »» وَ «« قُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا »» 24)،

حادي عشر:،، التشديد على إعطاء كل ذي حق حقه سوءاً أكانوا أقرباء أو مساكين أو غرباء أبناء سبيل، ثم نهى عن التبذير، فقال في سورة الإسراء: (رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا 25)، وأمر بالحفاظ على الحقوق وإيتاءها لمستحقيها كاملة غير منقوصة، فقال: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ-;- حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا 26)، لأن التبذير ضرره يتخطى شخصه إلى المجتمع كله لأنه يؤثر في الإقتصاد والأمن الغذائي العام، لذا قال: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا 27).

ثاني عشر: نهى عن الزنا،، وأغلظ عليه فقال: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا 32)،
وأخيراً قال تعالى في حق هذا القرآن: في سورة الإسراء: (إِنَّ هَٰ-;-ذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا 9)، (وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا 10)، ثم قال: (مَّنِ اهْتَدَىٰ-;- فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ-;- وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ-;- نَبْعَثَ رَسُولًا 15).

وتأكيداً على صدق هذا القرآن،، قال: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ-;- أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰ-;-ذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا 88)، وهذا تحدٍ مفتوح ومتاح للجميع إنسهم وجنهم وتقنيتهم،،، الخ فالذي يحترم نفسه حقيقةً،، عليه أن يقبل هذا التحدي ويأتي بمثل هذا القرآن،، فإن لم يستطع،،،،، ولن يستطع فالأكرم له أن لا يريق ماء وجهه ويثبت عجزه بنفسه.

ماذا قال النبي في خطبة حجة الوداع ،، للبشرية كافةً؟؟؟
النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع،، بعباءة "خاتم الأنبياء والمرسلين الذي بعث للناس كافة بشيراً ونذيراً،، فحمل كل البشر المسئولية كاملة وأقام عليهم الحجة أمام الله تعالى، فوضع الإطار العام لحياة البشر الذي لن يقبل الله من أحد أقل منه أو غيره، فهذه الخطبة العصماء تعتبر الدستور الدائم لكافة ولد أدم أفلح من إتبع وخاب من إبتدع،، قال فيها:

(الحَمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِيْنُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوْبُ إلَيْهِ ونَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شُرُوْرِ أنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أعْمَالِنَاْ، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَاْ مُضِلَّ لَهُ ومَنْ يُضْلِلْ، فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ. اُوْصِيْكُم عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَىْ اللهِ وأُحِثُّكُم عَلَىْ العَمَلِ بِطَاعَتِهِ، وأسْتَفْتِحُ اللهَ بالَّذِيْ هُوَ خَيْرُ أمَّاْ بَعْدُ: أيُّهَا النَّاسُ! اِسْمَعُواْ مِنِّيْ مَاْ أُبَيِّنَ لَكُم، فَإنِّيْ لَا أَدْرِيْ لَعَلِّيْ لَا ألقَاكُمُ بَعْدَ عَامِيْ هَذَاْ، فِيْ مَوْقِفِيْ هَذَا).

(««أيُّهَا النَّاسُ إنَّ دِمَاءَ‌كُمُ وأعْرَاضِكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَاْمٌ إلَىْ أنْ تَلَقْوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَاْ، فِيْ بَلَدِكُمْ هَذَاْ، ألَاْ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ اشْهَدْ »») ... («« فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أمَانَةُ فَلْيُؤدِّهَا إلَىْ مَنْ اِئْتَمَنَهُ عَلَيْهَاْ »» ... «« وإنَّ رِبَا الجَّاهِلِيَّةِ مَوْضُوْعٌ، وإنَّ أوَّلَ رِبَا أبْدَأُ بِهِ رِبَا العَبَّاسِ بِنْ عَبْدِالمُطَّلَبِ»» ... «« وإنَّ دِمَاءَ الجَّاهِلِيَّةِ مَوْضُوْعَةً، وإنَّ أوَّلَ دَمٍ أبْدَأُ بِهِ دَمَ عَامِرٍ بِن رَبِيْعَةِ بِنْ الحَارِثِ بِن عَبْدِالمُطَّلِبِ »» ... «« وإنَّ مآثِرَ الجَّاهِلِيَّةِ مَوْضُوْعَةٌ، غَيْرَ السِّدَانَةِ والسِّقَايَةِ»» ... «« والعَمْدُ قَوْدٌ، وَشِبْهُ العَمْدُ ما قُتِلَ بالعَصَا والحَجَرِ،، وَفِيْهِ مَائَةُ بَعِيْرٍ، فَمَنْ ازْدَادَ فَهُوَ مِنْ الجَّاهِلِيَّةِ »») .

«« أيُّهَا النَّاسُ! إنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أنْ يُعْبَدَ بِأرْضِكُمْ هَذِهِ، ولَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ بِأنْ يُطَاعَ فَيْمَا سِوَىْ ذَلِكَ فَيْمَا تَحْتَقِرُوْنَ مِنْ أعْمَالِكُمْ »») ...

(«« أيُّهَا النَّاسُ! إنَّمَا النَّسِيْئُ زِيَادَةً فِيْ الكُفْرِ، يُضِلُّ بِهِ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا يُحِلُّوْنَهُ عَامَاً ويُحَرِّمُوْنَهُ عَامَاً لِيُواطِؤُوْا عِدَّةَ مَاْ حَرَّمَ اللهُ، وإنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والاَرْضِ، وإنَّ عِدَّةَ الشُّهُوْرِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرَاً فِيْ كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والاَرْضِ مِنْهَاْ أرْبَعَةٍ حُرُمٍ " ثَلَاْثَةٌ مُتَوَالِيَةٌ، وَوَاحِدٍ فَرْدٍ - ذُوْ القَعِدَةِ، وذُوْ الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ وَرَجَبُ بَيْنَ جُمَادَىْ وشَعْبَانَ،، ألَاْ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ اشْهَدْ»»).

(أيُّهَا النَّاسُ، «« إنَّ لِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقَاً، ولَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقَاً، حَقَّكُمْ عَلَيْهِنَّ أنْ لَا يُوْطِئْنَ أحَدَاً فَرْشَكُمْ، وَلَاْ يُدْخِلْنَ أحَدَاً تَكْرَهُوْنَهُ بِيُوْتَكُمْ إلَّا بِإِذْنِكُمْ، وألَّا يَأتِيْنَ بِفَاحِشَةٍ، فَإنْ فَعَلْنَ فَإنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ لَكُمْ أنْ تُعْضِلُوْهُنَّ وتَهْجُرُوْهُنَّ فِيْ المَضَاجِعِ وتَضْرِبُوْهُنَّ ضَرْبَاً غَيْرَ مُبَرِّحٍ، فَإذَاْ اِنْتَهَيْنَ وَأَطَعْنَكُمْ فَعَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وكِسْوَتُهُنَّ بِالمَعْرُوْفِ، أخَذْتُمُوْهُنَّ بِأمَانَةِ اللهِ، واسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوْجَهُنَّ بِكِتِابِ اللهِ، فاتَّقُوْا اللهَ فِيْ النِّسَاءِ واسْتَوْصُوْا بِهِنَّ خَيْرَاً »»).

(أيُّهَا النَّاسُ ... «« إنَّمَا المُؤْمِنُوْنَ إخْوَةٌ، ولَا يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ مَالَ أخِيْهِ إلَّا عَنْ طِيْبِ نَفْسٍ مِنهُ. ألَاْ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ اشْهَدْ »» ... «« فَلَا تَرْجَعُنَّ كُفَّارَاً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ فَإنِّيْ قَدْ تَرَكْتُ فِيْكُمْ مَاْ إنَّ أخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوْا: كِتَابَ اللهِ وَعِتْرَتِيْ أهْلَ بَيْتِيْ،، ألَاْ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ اشْهَدْ »»).

(أيُّهَا النَّاسُ ، «« إنَّ رَبَّكُمْ وَاْحِدٌ وإنَّ أبَاْكُمْ وَاحِدٌ، كُلُّكُمْ لِآدَمَ وَآدَمَ مِنْ تُرَاْبٍ - إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقَاكُمْ - ولَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ إلَّا بالتَّقْوَىْ. ألَاْ هَلْ بَلَّغْتُ؟ »» ... قالوا: نَعَمْ. قال: «« فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدَ الغَائِبَ »» ... «« أيُّهَا النَّاسُ، إنَّ اللهَ قَسَمَ لِكُلِّ وَاْرِثٍ نَصِيْبَهُ مِنْ الِميْرَاْثِ ولَاْ تَجُوْزُ لِوَاْرِثٍ وَصِيَّةً فِيْ أَكْثَرِ مِنْ الثُّلُثِ »» ... «« والوَلَدُ لِلْفِرَاْشِ وَلِلْعَاْهِرِ الْحَجَرُ (2)، مَنْ اِدَّعَىْ إلَىْ غَيْرِ أبِيْهِ، وَمَن تَوَلَّىْ غَيْرَ مَوَاْلِيْهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ والمَلَاْئِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِيْنَ وَلَاْ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفَاً وَلَاْ عَدْلَاً. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ »»).

الخلاصة من الخطبة:
قال النبي محمد،، خاتم الأنبياء والمرسلين مخاطباً ألناس، كل الناس،، على حدٍ سواء، مشهدهم على أنفسهم وهو شاهد عليهم، وقد أشهد الله على أنه بلغهم ما أمره الله أن يبلغه إياهم، فأقام عليهم الحجة، قال:
1. إن دماء‌كم وأعراضكم عليكم حرام، وربط حرمتها بحرمة أعلى المقدسات عند الله تعالى،
2. حرضهم وألزمهم بضرورة أداء الأمانات إلى أهلها،
3. أبطل "الثأر"، فوضع كل دماء الجاهلية، وبدأ بدماء أهليه وعشيرته فأبطل ووضع دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، فلا حجة لأحد ولا مبرر في أن يتأسى به.
4. أبطل الربا في الجاهلية وبدأ بربا أهله وعشيرته، فقال (وإنَّ ربا الجاهلية موضوع وإنَّ أول ربا أبدأ به ربا العباس بن عبدالمطلب)، حتى يتأسى به الناس من بعده.
5. وأبطل مآثر الجاهلية فقال (وإنَّ مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية),
6. لغى التفاخر بين الناس.
7. أكد للناس أن الشيطان تيقن من أنه لن يعبد بأرض الإسلام بعد ذلك، ولكنه إرتضى أن يطاع في المعاصي والتجاوزات، في أمور قد تبدوا صغيرة لدى الناس ولكنها ليست كذلك عند الشيطان.
8. حذر من التعامل والإعتراف بالنسيء (وهو الشهور العبرية المفتراة التي إبتدعوها من التقويمين القمري "الحقيقي" والشمسي "المدعى"، فكونوا منها ثلاث عشر شهراً)، بإعتباره "زيادة في الكفر"، لأنه يؤدي إلى تداخل الشهور الحرم مع الشهور الحل،، فيحلونها عاماً ويحرمونها عاماً.
9. أكد على ضرورة إحترام حقوق النساء والإعتدال في تأديبهن بقدر ما يعيدهن إلى الإستقامة دون إفراط أو تفريط. ثم شدد على ضرورة إكرامهن وحفظ حقوقهن كاملة.
10. وأكد على أخوة المؤمنين، وعدم السماح بالتعدي على خصوصيات بعضهم بعضاً من مال إلَّا عن طيب نفس.
11. ألغى كل مداخل التفرقة العنصرية بين الناس،، وأكد أن التماير بينهم ليس بالجنس أو اللون أو العرق أو الجهة،،، الخ وإنما بالتقوى فقط، ومن أهم عناصر التقوى هي عدم التجني على حقوق وخصوصيات الآخرين.
12. ثم تناول الميراث،، وأكد أن لكل وارث نصيبه منه،، وقد تولى الله بنفسه تقسيمه وتحديد أنصبته،، وقد حدد القدر المسموح به "للمورث" أن يوصي به وهو الثلث من الميراث، كحد أقصى ولا يجوز له تجاوزه بأي حال.
13. ثم بين أن الولد ينسب لصاحب الفراش (وهو الوزج)، أما العاهر "الزاني" فله الحجز.
14. وأخيراً أوصى بعدم إدعاء أحد إلى غير أبيه أو موالانه لغير مواليه، وبين خطورة ذلك الذي تصل عقوبته أن عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ والمَلَاْئِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِيْنَ وَلَاْ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفَاً وَلَاْ عَدْلَاً.
هذه الخطبة لا تحتاج إلى أي تعليق،، لذا نتركها كما هي للقراء لأن أي محاولة للتعليق عليها سيفسدها ويقلل من بيانها.

إذاً،، هذه هي البيئة المعافاة التي أفرزت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم العدول الذين مات الرسول وهو راضٍ عنهم كل الرضى،، وقد جاء في سورة آل عمران قوله تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ 6)، (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 7)، (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ 8)، (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ 9). وها هو ذا الله تعالى بذاته يشهد لهذه الكوكبة من الأشاوس العدول بأنهم الصفوة من البشر قاطبة كما شهد لمريم العذراء بالإصطفاء على نساء العالمين،، فقال لهم مباشرةً وبكل وضوح: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ - « تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ » وَ « تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ » وَ « تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ » وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم - «« مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ »» 10)،، ومن أحسن من الله قولاً؟؟؟ وكفى بالله شهيداً. فهؤلاء وضعوا هذه المعايير التي تعلموها في مدرسة "المصطفى الأمين"، نصب أعينهم وعملوا بها وإستيقنتها أنفسهم وعشقوها فكانوا بحق كما وصفهم الله تعالى. ولكن هذا لا يمنع وقوعهم في الخطأ والذنب بعد ذلك،، فهم أولاً وأخيراً "بشر"، وغير معصومين من الخطأ ولا من الوقوع في الذنب مع الورع الذي وصفوا به وثبات وصفاء ودقة المنهج ووضوح الرؤيا وإستقامة المسار، فهذه سنة الحياة، وكل نفس بما كسبت رهينةٌ،، ولكن الفارق بين ذنب وذنب آخر كبير جداً وبينهما بون شاسع. فذنبهم دائماً تلازمه خشية وإنكسار لله تعالى ويتبعه إياب وإستغفار،، وغيرهم ذنبه يلازمه عناد وإستكبار، ويتبعه علو وإدبار. قال تعالى في سورة التوبة: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ-;- عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 105)، وهناك من خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً،، قال تعالى: (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 106)... لذا فإن أصحاب رسول الله يكفيهم فخراً وشرفاً أنَّ الله تعالى قد إمتدحهم كثيراً. فقال عنهم في سورة (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ-;- نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 23)، (لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 24). فكما ترون،، فإن القرآن لا يحابي ولا يداهن بل ينطق بالحق والصدق مهما كان،، فمثلاً في هاتين الآيتين:
1. لم يذكر "المسلمين" مطلقاً،، لأن المسلم قمته "إيمان فإحسان" وقاعه "نفاق وكفر"،
2. لم يشمل كل المؤمنين،، بل إكتفى بالتبعيض،، قال: (من المؤمنين رجال...) وليس كلهم،
3. لم يستبعد أن يكون من بين المؤمنين "منافقين"، فهذا أمر طبيعي ومتوقع، وبالتالي إختص "الصادقين فقط بالجزاء على صدقهم،، أما غيرهم من المنافقين فقد إختصهم بالعذاب شأنهم في ذلك شأن الكافرين من الملل الأخرى. فالإيمان والكفر والنفاق والإلحاد ليست مكونات ذاتية،، وإنما هي سمات سلوكية وأخلاقية مكتسبة، وبالتالي قابلة للتدهور من وقت لآخر خاصة لدى ضعاف الإيمان والمنافقين.

فالقرآن والنبي لم يراهنا على الناس بصفة عامة، فالنبي الكريم لما توفى لم تكن الجزيرة العربية كلها مسلمة، بل وظل الناس كما هم بكل تصنيفاتهم حتى عندما فتح مكة لم يخرج منها أهلها، هذا بالإضافة إلى أن المسلمين أنفسهم لم يكونوا هم الغاية،، وإنما الغاية هي الإيمان "الصادق"، لذا كان من بين المسلمين من هم في الواقع "أعداء متربصون" وخطرهم أكبر من المشركين و"المعتدين" من أهل الكتاب، والذي يريد التأكد من هذه الحقيقة عليه بالآيات من (38 إلى 68) من سورة "التوبة"، ليقف على بشاعة هؤلاء المنافقين الذين إدعوا الإسلام وما هم بمؤمنين. وهؤلاء أمثالهم كغثاء السيل اليوم فهم أكثر وأشرس عدوانا على ألإسلام والمسلمين من غيرهم،، أمثال رشيد المغربي ووفاء سلطان،،، وغيرهم كثر. فهؤلاء قد أعلنوا عدوانهم صراحة،، ولكن الخطر الأكبر من الذين ظلوا يكتمونه، ثم يتصرفون تصرفات الشياطين من فجور وكذب وخيانة وقتل ثم ينسبون كل هذه الخبائث للإسلام فيصدقهم الرعاع والهبل الذي لا يعرفون معنى وغاية مجيئهم للحياة وخروجهم منها، ولا يفرقون بين أنفسهم وأنعامهم، فتلك التي تزوجت من كلبها، وصرحت بأنها لم تجد في رجال جنسها ما وجدته في الكلب الذي وصفته بالأمانة والإخلاص، وبأنه لا يخونها ولا ينظر إلى غيرها فكفاها شر الغيرة.
قال تعالى في سورة التوبة: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ-;- عَذَابٍ عَظِيمٍ 101)، (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 102).

خلاصة القول بأن الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية هو "صفوة البشرية كلها" بلا منازع،، بشهادة الله تعالى ثم رضى النبي الخاتم (أحمد ..... محمد) آخر ذرية أبو الأنبياء،، إبراهيم خليل الرحمن. أما ما أحدثه المسلمون بعد ذلك فهذا ليس مسئولاً عنه الإسلام وهو سلوك منبوذ ومدان من داخل كتاب الله تعالى ومن سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم. فمن أراد أن يتحدث عن الإسلام فعليه بالمصدر الوحيد (القرآن الكريم مباشرة)، لأن كتب التفسير مجرد إجتهادات لأفراد وجماعات غير معصومة ولم ينزل عليها الوحي،، وبالتالي فهي ليست حجة على القرآن بل العكس هو الصحيح فما تعارض معه فهو رد. أما السيرة فهي ليست كلها صادرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي تأريخ وتوثيق في أغلبها، بل وتتضمن الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة وغيرها مما يجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام أعداء الإسلام والمتربصين وقد شاهدنا كل حفريات زكريا بطرس البائسة الفاشلة تحوم حول هذه المصادر بعد أن أعياه وأسلافه الإقتراب من القرآن رغم محاولاته مع زمرة الشر بزعامة إبليس اللعين.

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الحكيم أن يكون عارفاً ... كي لا يسقط:
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
- هل للاسلام إله غير اله اليهود:
- تصحيح مفاهيم خاطئة (جزء 1):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
- فّلْنَعُدْ إلَىْ رُشْدَنَاْ وَنُحَكِّمْ عُقُوْلَنَاْ:
- الجُبُّ والجَّيْبُ والحِجَابُ في أدبيات الكَذَّابَ:
- تعليقنا على: بين اسلام مكة واسلام المدينة:
- تعليق على سامي الذيب - صورة الحمار:
- ردنا على تعليق: أحمد حسن البغدادي - (قل هو الله أحد):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثاني:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الأول:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الثاني:


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية: