أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عقيل الخضري - سارة الجميلة...من يعيدها؟














المزيد.....

سارة الجميلة...من يعيدها؟


عقيل الخضري

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 16:30
المحور: المجتمع المدني
    


في تواصل مع صديق لي في بغداد ، اخبرني قبل أسبوع أن أحد العاملين في ورشته ،أصيب وزوجته في انفجار بمنطقة حي أور، حيث يسكنان ، ولأني أعرف العامل أحمد حسين،هذا الشاب شبه المعوق و المكافح والمناضل للعيش بمحاولات اكتفاء متواضع جدا و ستر لا أكثر، فبقيت أتابع أخباره ، وعلمت انه تعافى من إصابته الطفيفة ، بينما بقيت زوجته سارة في المستشفى تحت العناية المركزة لأصابتها البليغة في الرأس.
سارة ، نقلت بعد الحادث إلى مستشفى الجملة العصبية في الباب الشرقي ويبدو أن زحمة طوابير المصابين منعت الكادر الطبي المناوب من تشخيص دقيق لحالتها ،فعولجت في إصابة تهتك رأسها ودماغها وأهملت الأعراض الجانبية ، ومنها عينها التي اندلقت من مكانها بشكل غريب مما استدعى نقلها لمستشفى مدينة الطب ، حيث أكد الأطباء على ضرورة قلع عينها، والتي كان الممكن معالجتها في بداية الإصابة.
العامل أحمد حسين لامس العوز الحاد بعد توقف عمله لأسبوع ويقول أن هذا لا يهم الآن وحتى لو أكل ترابا ،يحط رأسه بيديه ويجلس كل النهار بباب الردهة التي تضم عروسته وأحلامه وذكرياته، وعائلة سارة عبرت خط الفقر وسكنت تحته وزياراتهم للمستشفى تمزق في ميزانيتهم.
لا أحمد ولا سارة من السياسيين، ولا من الدعاة الدينيين ولا ممن يشدهم هذا العالم أو تلك الأجواء.
سارة العروس الشابة، من مواليد 1991، ترقد في مدينة الطب ببغداد، تنتظر قلع عينها الجميلة. أحمد وأهلها والجيران الذين كلهم طيبة وبساطة، يبتهلون إلى الله وإلى الأئمة وإلى الصالحين لينزلوا بمعجزة ما تحول دون قلع عين سارة الجميلة...سارة نسيت الكلمات ونست الأسماء ،وباتت في عالم آخر من اللاوعي والهلوسة.
سارة و أحمد، رقم من الأرقام التي تمر كل يوم، أرقام عابرة لحالات جرحى، لا تشد الانتباه ولا التوقف، ولا الـتأمل.
لِمَ..؟!
إنني حزين جدا...الحزن يحتلني وصورة هذه العائلة الصغيرة تركد في وعيي،فأنا أعرف أحمد حسين، كان ضحية عدم توافق أبويه فافترقا منذ كان في سنته الأولى، تزوج والده وأهمله بل رماه على أمه التي كانت قد تزوجت هي الأخرى ولم يعد في بيتها ولا في حضنها مكانا لأحمد الطفل الأعمش...الولد لم ير دفء عائلة حتى وجد سارة...من يعيد سارة لأحمد ؟ الحزن يعمني وأنا أرى ان اللعب السياسية تستخدم كل الأدوات التي عجزت الشياطين الافتراضية في الجمع بينها، كل الأدوات بمسمياتها الطاهرة أو الداعرة للوصول إلى غاياتها...حي على الجهاد !! و أي جهاد ينتهك حياة أحمد وسارة !؟
إنني حزين في ظل عجزي عن تقديم أي شيء ليعيد البهجة لهذه العائلة.وما الذي يعيد البهجة لسارة ولأحمد!



#عقيل_الخضري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!
- مكافحة الخوف الفردي...تجربة وتداعيات
- مطالبة الحكومة العراقية بالإلتزم بواجبها الوطني والأخلاقي تج ...


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عقيل الخضري - سارة الجميلة...من يعيدها؟