ثائر زكي الزعزوع
الحوار المتمدن-العدد: 1245 - 2005 / 7 / 1 - 13:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثمة ما يعتمل في صدورنا، ما يجعلنا نعيش حالة تخبّط لا نهائية، يشغلنا كثيراً ما الذي يمكن أن يحل بنا، وإلى أين ستبلغ بنا الراحلة التي تتحرّك دون رغبة منا.
هكذا نبدو، بمرور الأيام، عبارة عن تائهين، ضائعين. ليس لدينا أي موقف مهما يكن حجمه تجاه أي قضية مهما يكن حجمها.
ولا نجد جواباً على أي من أسئلتنا، لا في الدين، ولا في السياسة، ولا في التاريخ ولا في الثقافة.
يبدو ضياعنا استثنائياً، فنحن، المقهورين، نحاول لملمة شتاتنا. لكن أي شتات، هذا ليس شتاتاً بل تفتت.
هذه الكتابة ليست كتابة متشائمة، فليس التشاؤم ما يحرك الصورة، ولكنها كتابة واقعية، الواقع ذو شكل غريب، يجعل رائحة الوردة تفوح عفونة.. ويجعل زقزقة العصافير، صباحاً، وكأنها نواح ممتد منذ كربلاء..
طوائف بهذا الاتساع، شعارات بهذا الاتساع، ثقافة بهذا الانغلاق.
وحيثما حللت يطلب منك أن ترسم ابتسامة على شفتيك، أو أن تقهقه أحياناً كي تضحك لك الحياة، ها.. تضحك الحياة إذن.. أنفقنا قروناً ونحن نكاد نتمزق ضحكاً، حتى صرنا أضحوكة الحياة ولم يعد لديها شغل يشغلها سوى أن تفتح شدقيها وتضحك علينا.
يختفي في مجتمعاتنا تماماً ذلك الهاجس للتفكير، ويكثر ويزدهر الانشغال باستيراد الأفكار والمبادىء التي بذلت شعوب سوانا دماء وتواريخ في سبيل صناعتها وتطويرها.
كم من الدم العربي سال من أجل الديمقراطية، والحرية، والفكر المتنور، قليل قليل..
ولكن الغرب أفنى الكثير لأجل الوصول إلى ما وصل إليه.. وما زال (السود) يناضلون من أجل الوصول..
نريد طعاماً جاهزاً سهل الهضم، وإن توفر لنا من يأكله عنا.. فيا الله كم أنت تحبنا!!..
#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟