أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - راسل ، مالتوس وفناء الثُلث ..














المزيد.....

راسل ، مالتوس وفناء الثُلث ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 12:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


راسل ، مالتوس وفناء الثُلث ..
قرأت بتمعن الحوار الذي دارَ، ولربما ما زال دائرا على صفحة الاستاذ يعقوب ابراهامي ، ومقاله الاخير المنشور على صفحات الحوار المتمدن ، حول موقف برتراند راسل من الاتحاد السوفياتي . وإذا كان فهمي صحيحا ، فأن برتراند راسل قد طالب أو أيَد ذات مرة قصف الاتحاد السوفياتي بالأسلحة النووية ..!!
للحقيقة لم أقُم ببحث حول صحة الأمر ، وماذا كانت نوايا برتراند راسل ، وهل كان هذا "الاقتراح " مُجرد دعابة ، أم أنه كان يؤمن بذلك بكل جوارحه ؟؟ لكن ما يهُمني في هذا السياق هي ممارسة بعض القوى لسياسة الابادة الجماعية والتي تُبرر لها ، مُنطلقة من مصلحة البشرية ومن مُنطلقات فكرية وعقائدية .
وقد سبق الى هذه النظرية القس الشهير مالتوس ، الذي رأى بأن الفقر ، الامراض والحروب ، هي أُمور "مباركة " وتقضي على أكبر عدد من البشر بسهولة ويسر ، ولأنها "تفسح " كذلك ، أمام الناجين حيزا أفضل للحياة ، تلاه الداروينيون الاجتماعيون الذين شرعنوا كل قتل واضطهاد .
مع كل ما "للفكر" والتاريخ من أهمية ، وما يُتيحه لنا من فرص للاستفادة من دروس وعبَر الماضي ، فأننا نعيش ونُعايش تطبيقات هذا الفكر في واقعنا العربي والاسلامي المُعاصر .
ويزخر التاريخ الاسلامي بالمجازر التي كان أكبر المُشرعنين ، الداعين ، والمُنفذين لها ابن تيمية في فتاواه المُستبيحة لدم المُخالف ، مهما كان نوعه ومُعتقده .
وقد سمعت أحد كبار الوهابية يتحدث عن شرعية قتل الثُلث ، اذا كان فيه صلاح الثلثين . لم أستغرب أو استهجن ذلك ، فمعروف بأن الوهابيين "أوفياء " للنصوص ، ولا بد من وجود قول كهذا في ثنايا الكتب الصفراء .
والمشهد العربي والاسلامي المُعاصر مُمتلئ بالقتل وسفك دماء الاطفال ، النساء ، الشيوخ ، الاسوَد ، الابيض ، الفلاح والعامل ، بدون أي احساس بالذنب أو تأنيب للضمير عند من يقومون بذلك ، بل بالعكس فأنهم يتركون شرائط مُصورة "يُمجدون " فيه هذا القتل ، و"يحتسبونه " في ميزان حسناتهم ، بل ويعتقدون بأنهم "سيلاقون " وجه "ربهم " ويحظون "بجناته " التي "تغص بالحوريات والخُمور " .
وقبل الخوض في "تشخيص " وبناء بروفايل لهؤلاء القتلة ، فقد بحثت قليلا ، ووجدت ما يلي : "قال ابو المعالي الجويني في كتابه (البرهان في أصول الفقه) ج2 ص1113: "وأفرط الإمام، إمام دار الهجرة مالك بن أنس في القول بالاستدلال، فَرُئي يثبت مصالح بعيدة عن المصالح المألوفة والمعالي المعروفة في الشريعة، وجرّه ذلك إلى استحداث القتل،....."
يُخبرنا السيد أبو المعالي ، وكما يبدو فهو مرجع يُعتد به ، بأن مالك والذي يُقدس المصلحة ، وفقه المصالح المُرسلة فقه معروف ويُعتد به ، وصل به الامر (أي بمالك ) في تفضيله للمصلحة ، الى استحداث القتل .
عال ومليح ، ولسنا بحاجة الى عبقرية تفوق المُعتاد ، لنعرف بأن المصلحة التي يدافع عنها مالك ، هي مصلحة الحاكم ، والطبقة الحاكمة وليست مصلحة عامة المُسلمين !! ولم يكتف مالك بالقتل لفرد هنا وأخر هناك بل وعلى ذمة السيد ابو المعالي :" "حتى نقل عنه الثقات أنه قال: أنا أقتل ثلث الأمة لاستبقاء ثلثيها".
وهذا الثلث ، وبناء على التكهن ، هو من المُخالفين ، الثائرين على الحاكم ، وابناء الشعب المقهور ، والا ، إذا كان صالحا فما الحاجة الى قتله ؟
ومُصطلح الصلاح في هذا السياق ، يعني في ظننا ، طاعة الحاكم في المنشط والمكره ، كما يقول فقهاء الطغاة والسلاطين ..
ورغم أن المالكيون ، ينفون عن مالك هذه المقولات ، فالمُهم هو ليس من القائل بها ، بل تجذرها في الفقه الاسلامي ، واتخاذها غطاء لعمليات القتل .
أما كيف يحصل صلاح الثلثين الباقيين ، فيحصل ببث الرعب في نفوسهم ، بعد أن يروا بأُم العين إبادة ثلثهم .. أهلهم ، إخوتهم وجيرانهم !! فيتم صلاحهم وتزداد تقواهم ..!!
وفي مقالة تالية ، سأُحاول بناء بروفايل لهؤلاء القتلة ، لكنني أود ُإنهاء مقالي ، بما قال ابن حزم في (الفصل في الملل والأهواء والنحل) ج ص212-دار الجيل-: "وكمن يقول من الطغاة قتل الثلث في صلاح الثلثين صلاح".
إنه فكر ، نهج وممارسة الطغيان والطغاة حقا ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المُتمدن وإعادة التدوير ..!!
- حجابي كتابي
- أوسَعتُهم سبا وأودوا بالابل ..!!
- أنا وساعي البريد ..!!
- ما هو مسرح البلاي –باك ؟
- الروبوتيكا ، الماركسية وعلاقات الانتاج ..!!
- قصص نساء عربيات ويهوديات على مسرح -البلاي باك-.
- في مديح الظل المُتواري .
- مفاوضات ..؟؟!!
- الاستاذة خديجة صفوت ،ودس السم في الدسم ..!!
- المخاوف الحقيقية...من إلغاء بند الدين في بطاقة الهوية!!
- الوجود : بين الفردي والمُطلق ..
- الماركسية والمشاعر ..
- هل يحق لي -الاختلاف- مع لينين ..؟!
- - نصائح أخلاقية -بالألمانية ..!!
- عبودية مُعولمة حداثية ..
- نور السلف المنير في تحويل البشر إلى حمير
- -اكسترا هيوج -...
- أين هم العقلاء من العرب والمسلمين ..؟؟
- ربيع المرأة الفلسطينية ..؟؟!


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - راسل ، مالتوس وفناء الثُلث ..