أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [7]














المزيد.....

مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [7]


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4379 - 2014 / 2 / 28 - 14:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [7]
-----------------------------------------------
7) لماذا لا يستطيع الله رفع ليرة في الهواء؟
أقدّم لكم هنا تجربة ممتعة بإمكانكم إجراؤها في المنزل. إبدأ التجربة باختراع إله جديد خاص بك وحدك، أي إله، وليكن إله "المتّة" مثلا. اذهب واصنع لنفسك كأساً من المتّة، ضعه على الطاولة وضع بالقرب من الكأس عملة معدنية، ولتكن ليرة على سبيل المثال، ثمّ صَلّي لإله المتّة ليرفع الليرة عن الطاولة ويعلّقها في الهواء للتأكيد على وجوده. فإذا نجح الأمر، هنيئاً لك، فإلهك حقيقي وموجود فعلاً! ... لكن إذا لم يحدث شيء، اسأل نفسك: ((لماذا لم يحدث شيء؟)) الجواب واضحٌ تماماً ومثل عين الشمس: لأنّ إله المتّة غير موجود بكل بساطة. لقد اختلقته بنفسك!
الخطوة التالية: قم بإجراء التجربة بالصلاة لمختلف أنواع الآلهة التي يؤمن بها البشر، والتي اختلقوها بدورهم مثل: زيوس مثلاً. لقد آمن البشر فعلياً بزيوس في زمنٍ مضى، وكانوا يعتبرونه إلهاً حقيقياً، بل زعيم الآلهة ورئيس مجلس الأولمب، إذن لابد أنّه يمتلك مقداراً من القوة. هل استطاع زيوس رفع الليرة؟!... لما لا؟ على الأرجح لأنه غير موجود ومختلق شأنه شأن إله المتّة خاصتك.
أخيراً، صَلّي لإله إبراهيم واطلب منه رفع الليرة في الهواء. هل فعل ذلك؟!... لما لا؟... لابد أنّ السبب منطقياً شبيه بالأسباب السابقة، لكنّ أغلب الناس لا يعلمون ذلك.
إذا سألت مجموعة من المؤمنين عن سبب فشل إلههم في رفع الليرة، ستراهم على الأرجح يقدّمون مجموعة من الأعذار والتبريرات الواهية. لكنّ اختلاف التبريرات والأعذار أخر سهل للغاية بسهولة اختلاق الآلهة. لكن هل هي أعذار جيدة؟... أم أنها مجرد أعذار واهية؟... السبيل الوحيد لاختبارها ومعرفة ما إذا كانت صحيحة أو جيدة هو عن طريق تطبيقها على أيّة آلهة أخرى، علي سبيل المثال:
_زيوس لم يشأ رفع الليرة.
_إله المتّة لا يشغل باله بأمور تافهة وسطحية كرفع الليرة.
_رع يريدك أن تؤمن به بالتسليم والإيمان الأعمى فقط.
_براهما سيغضب كثيراً إذا اختبرته.
_لا يحب الله أن يختبره عبده.
_رفع الليرة سيقوّض إيماننا ببعل.
_هل سيترك يهوه جميع أمور الكون ويرفع الليرة فقط لتؤمن به؟
إذا قبل المؤمنون أن تكون هذه الأعذار مبرّرات منطقية لإلههم، فعليهم أيضاً أن يقبلوا بها كتبريرات وافية وصحيحة للدفاع عن الآلهة الأخرى. أمّا إذا لم يقبلوا بذلك، فإنهم يكونون عندئذٍ ازدواجيين ويقعون في فخّ المعايير المزدوجة.
هذه أيضاً إشكالية منطقية (مغالطة) تعرف باسم "الطلب الخاص". من غير المنطقي قبول تفسير ما على أنه صحيح ومقبول عندما يخدم فرضيتك، وترفضه عندما يخدم الفرضية الأخرى المعاكسة لفرضيتك.

# نتيجة
~~~~~
إذن لماذا لا تستجيب هذه الآلهة لطلبنا البسيط هذا؟ فكل دينٍ يؤمن أتباعه أنّ إلهه قد خلق كل هذا الكون بطريقة إعجازية. ولا يستطيع أن يلبي لنا هذا الطلب البسيط؟! إذن هناك عُدّة احتمالات:
1- أنها جميعها غير موجودة.
2- أنها موجودة، لكنها تتجاهل طلباتها.
3- يوجد هناك إله واحد أو عدة آلهة هي الحقيقية، وقد أخطأنا الإيمان بالإله الصحيح.
4- يوجد إله، لكنه غير مبالٍ بنا وباختبارنا.
المؤمنون سيختارون الجواب رقم 4، لكن مرة أخرى، نفس الأمر ينطبق على الآلهة الأخرى عند الدفاع عنها (بمعنى: إنّ إله المتّة هو الإله الوحيد الصحيح، وهو غير مبالٍ بنا وباختبارنا، واختار تجاهلنا).
لكنّ المشكلة الأساسية في اللامبالاة الإلهية وتجاهل ذلك الإله لطلباتنا لنتأكد من وجود ذلك الإله حتى أنها تجعل من المستحيل بالنسبة لنا أن نميّز الفرق بين الآلهة المزيفة وبين الآلهة الحقيقية. عندئذٍ سيكون علينا أن نبحث عن دلائل وإشارات أخرى أكثر إثارة للجدل (ذلك النوع من الدلائل التي تنطبق على الآلهة الأخرى، ثم نقع ضمن دائرة مفرغة من الدلائل والآلهة).
الحقيقة هي أنّ أغلب المؤمنين طلبوا إشارات أو علامات من الله، أمّا طلبي الشخصي فكان أن يرفع الله الليرة ويعلّقها في الهواء لبعض الوقت، لكنه لم يفعل ذلك، بالرغم من أنّ الكثير من الروايات تزعم أنّ الله قد استجاب لطلبات أكثر سخفاً وسطحيةً من طلبي. لذلك كان عليّ استكشاف الدليل الآخر الذي مَثُلَ أمامي لتقييم المزاعم التي يقوم عليها ديني. ولو يوصلني ذلك سوى لنتيجة واحدة، أنّ الله غير موجود، أو أنه، إذا كان موجوداً، مختلف تماماً عن ذلك الإله الذي تصفه لنا جميع الديانات والأنبياء المزيفون.

والعقل وليّ التوفيق



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [6]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [5]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [4]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [3]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [2]
- حوار قصيرة
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [1]
- الإلحاد والبروباغندا
- لماذا يرى الناس آلهة، أشباح، شياطين وملائكة
- كل شيء عن الإلحاد [1]
- الأخلاق والقيم الأخلاقية
- العلم والإيمان
- منبع الأخلاق: هل نستمدّ أخلاقنا من عند الله؟
- هل عثر العلم على الله؟
- رد على ردود مقال ((قضية علمية ضدّ الله))
- قضية ضدّ وجود الله
- نهاية الدين
- كتاب ((كيف وُجِدَت الآلهة)) كاملاً
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [6]
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [5]


المزيد.....




- أحلى برامج مسلية لأطفالك .. تردد قناة طيور الجنة نايل سات ال ...
- باقري: اغلاق المراكز الاسلامية اجراء مسيّس لخدمة اعداء ضد ال ...
- “طيور الجنة” تغرد في قلب كل بيت: استقبل الآن التردد الجديد 2 ...
- مشاهد ازدراء الأديان بحفل افتتاح أولمبياد باريس تصدم العالم ...
- انتقادات من الأساقفة الفرنسيين لحفل افتتاح أولمبياد باريس
- إيهود باراك: نتنياهو لا يفهم شيئا ويعرض حياة الرهائن للخطر
- هل تمّت -الإساءة- للديانة المسيحية في حفل افتتاح أولمبياد با ...
- باكستان.. حزب -الجماعة الإسلامية- ينوي الاعتصام احتجاجا على ...
- -استهزاء بالمسيحية-.. بيان من أساقفة فرنسا ينتقد عرضا في افت ...
- تعليق علاء مبارك على فيديو سابق لخيرت الشاطر عن تعامل نظام و ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [7]