أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ئازاد توفي - عقلية الحاكم العراقي















المزيد.....

عقلية الحاكم العراقي


ئازاد توفي

الحوار المتمدن-العدد: 4378 - 2014 / 2 / 27 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عقلية الحاكم العراقي ..

منذ تأسيس الدولة العراقية (1920) على يد الملك فيصل الاول وتحت ظل عرش الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، مرت الدولة العراقية بمناهج سياسية مختلفة، لم تستطع الدولة من خلالها النهوض والرقي كباقي دول العالم، وان تثّبت اقدامها وتبؤ لنفسها مكانة في عالم السياسة الخارجية بشكل عام، وفي السياسة الداخلية كطابع خاص يتسم بالتصالح والتعايش السلمي ليرتقي بالشعب العراقي الى ارفع الدرجات مقارنة بباقي شعوب المنطقة.
ففي العهد الملكي كان البلد يتمتع بنوع من الاستقرار وبعض الحرية مثل المبادرات السياسية للاحزاب والكتل الوطنية والتي كانت تتحرك ضمن الاطار الذي كان يحدده صاحب الجلالة الملك والدستور واحيانا اوامر خارجية للتحرك المطلوب عند تشكيل الحكومات وفرض السياسات سواء على الشعب او السياسة الخارجية، والاهم من هذا كان هناك مجلس الاعيان العراقي وكان يمثل الكل او على الاصح اغلب المكون العراقي دون الرجوع الى الحديث بانها كانت طائفية ودينية او قومية شوفينية او.....
لم يرد في التاريخ العراقي الحديث اي دلالة على المكون السني، الشيعي، المسيحي، اليهود، صابئي، عربي، كردي، آشوري وغيرها من المصطلحات المستعملة الان في قاموس السياسة العراقية الحالية، وان ظهرت بعض الشوائب في تلك الفترة دون ان تسجل في التاريخ الحديث كأزمة عدا تلك الاحداث التي مرت على العراق في عهد الوصاية وظهور الحركات التحررية القومية ضد الاستعمار، وبداية تاريخ جديد لحركات الانقلابات العسكرية المتسلسلة وآخرها انقلاب عبدالكريم قاسم الذي اعتلى العرش بالدم باسم الوطنية والقضاء على الملكية واعلان العراق جمهورية وسجل حدث جديد في تارخ العراقي المعاصر.
أثناء وصاية عبدالاله رجع بالعراق مرة اخرى الى اعتماد السياسة المتبعة في عهد الامويين والعباسيين وتشربت بالكثير من مقومات العهد العثماني وادخل العراق الى مآزق سياسية وظهر ساسة وقادة تشربوا بمنطق القوة والعصيان وللاسف كانت هوية القتل وسحل الشعب على الشوارع والنهج بطرق عسكرية مشينة، وكل هؤلاء واكثرهم كانوا ضباط الجيش العراقي الذين تشربوا من فنون القتال ليس دفاعا عن العراق بل لتجربتها على الشعب بكل اطيافه ومكوناته.
وعند دراستنا للتاريخ الحديث لاتخلو صفحة منها الا وكان الدم العراقي هو العنوان، ففي عهد عبدالكريم قاسم كانت المناورات السياسية كلها تصب على القوميين تارة، وعلى الشيوعيين تارة اخرى واخذ منحى التآلف والاندماج معها تتحول نحو الاكراد بين التآلف والانقلاب عليهم.
فسياسته المخيفة وغير المدروسة اوصتله الى الاعدام المتلفز بيد البعث .
سقط الملك، سقط مؤسس الجمهورية، وبدأت رحلة الموت مع البعث العفلقي وكان القادة ايضا عسكريين وبكفاءات عالية ومعهم كل اسباب فشل القادة السابقين وخبرة لا تضاهي للحكم البعثي الجديد وبداية الانقلاب على الانسان العراقي من انواع القتل والفتك والهتك واهانة للكرامة والذات وبداية تحول العراق الى ساحة صراعات وحروب وبالاخص مع الشعب الكردي كقومية ومع الشعب العربي في الجنوب كطائفة، واستمرت ظاهرة البعث بعد دخولها حروب مع دول الجوار والقوى الكبرى وباجماع عالمي تم اطفاء شمعة البعث الدموية في 2003 كنهاية حقبة دموية.
وعقب 2003 ظهر نظام جديد للحكم وهو توزيع الادوار بشكل طائفي وقومي على شكل حصص للفئات القومية والطوائف الدينية باسم الديمقراطية الجديدة فنرى حال العراق بقي على ما هو عليه من قتل وفتك وسحل العراقي بل ما زاد الطين بلة في هذه الفترة ظهور عملية جز وقطع الرقاب باسم الدين والمذهب، وتم اعتلاء العرش باستغلال الدين والاتباع للسيطرة على الحكم واقصاء الآخرين ليس عن طريق الانقلابات بل باستحداث نظرية جديدة وهو تفسير الدستور العراقي الجديد على هواه من قبل رئيس الوزراء او بامر من الدولة التي تدعمه طائفيا وافتعال الازمات مع المكونات الاخرى بين فترة واخرى كالذي يحدث الان مع الاكراد في الشمال والحرب على المكون السنى من حين لآخر وتهميش بني جلدته في الجنوب العراقي ومحاربة الساسة الذين يقفون ضد سياسات رئيس الوزراء بمطالبات قضائية ناهيك عن شراء الذمم بالمال العراقي لإستقواء جبهته ولاستمرارية وجوده.
في حقبة عبدالكريم قاسم كان الدم والحصار والاقصاء هو العنوان للشعب العراقي، وفي حقبة البعث كان الاكثر دمويا على شعبه لاكثر من 35 سنة أما الآن فالمالكي والطائفية في سباق مع البعث الدموي في قتل وسحق العراقي وهذه المرة مع طرق واساليب جديدة قديمة، وباتباع نفس الاساليب والادوات والفنون منذ نشوء الدولة العراقية .
عرف العالم منذ القدم بان العربي اصله وموطنه كانت شبه الجزيرة العربية (السعودية حاليا) وكان من صفاته القتل وقطع الرقاب والسطو والاغارة على بعضهم البعض والسيف والدم كانا رمزا لوجود ذلك العربي وبفضل الله انزل الله عليهم سكينته ومنّ عليهم بالاسلام دينا سمح..وبعدها جاءت الفتوحات الاسلامية دورها في توغل العرب من الجزيرة وانتشارهم الى مختلف الاصقاع منها ما يسمى حاليا بالمغرب العربي التي لم تكن يوما عربية الا بالسيف العربي البدوي باسم الاسلام السمح والمشرق العربي ايضا، وكان عنوان ذالك البدوي الدم والقتل والنهب لكن باسم الله والدين، وانتشرت هذه الثقافة العمياء بين عرب البادية وتم توزيعها على كل البدان التي تأسلمت ودخلت الى الاسلام بالسيف، ودين الاسلام براء من العرب من هذا الهتك باسمه.
كل هذا نرى بان الحاكم العراقي اخذ القوة من سلفه القديم وتم تطعيم الدين في حكمه وفي الوقت الحاضر ايضا يتم تطعيم المذهب الذي ينتمي اليه دون التفكير بمعطيات الادب السياسي او الخوض بمسائلة نفسية للذات هل هذا الحكم الذي يرتقي به الانسان العراقي جيد او صالح للحكم؟ وكيف سيحكم عليه التاريخ من حكمه؟ وغيرها الكثير من الاسئلة التي يجب على الحاكم ان يضعها نصب عينيه.!.
للاسف الشديد الحاكم العراقي بقي هو هو لم يتغير وان تغيرت الاسماء والوجوه والنظام هو هو وان تغيرت الاساليب والكل يسير باتجاه قتل الذات العراقي بغض النظر عن مكونه الشخصي وتم تدمير عقل الفرد والمواطن العراقي لسبب واحد فقط هو تأليه الحاكم العراقي لنفسه دون وازع يردعه.
السبب الاهم او الدور الذي يؤدي الى تأليه الحاكم لنفسه هو الشعب ايضا، عند تحول البلد من حكم العراق نرى وبسرعة البرق من يتملق له
ويسير في تمجيد هذا القائد الفذ الميمون وتبدأ مرحلة ظهور الابواق الاعلامية لتمجيد هذا القائد والتقرب الى اشخاص السلطة من اجل سلب المغانم والهبات، بمعنى الفرد العراقي ايضا له دور كبير في تأليه القائد الجديد وهذا يقودنا الى مقولة ( العراق يحكمه اما بالسيف او الدينار ) وهذه المقولة لم يتورع في استخدامها حكام العراق من الحجاج الى يومنا هذا حجاج العصر المالكي .
يبقى علينا ان نقول متى سيتغير اويأتي من يحكم العراق بالعدل والحكمة ؟ ومتى الشعب العراقي سيبتعد عن التزلف والتملق وتمجيد الحاكم؟ لم يبقى على موعد تغيير عقلية الحاكم الا ايام قلائل لاقتراب موعد الانتخابات القادمة (30/4/2014 ) فهل في هذا الموعد سيتم الاعلان عن حقبة جديدة من العدل والمساوات وحقوق الانسان ؟ ام نحن ماضون بما رسمه لنا اسلاف العرب الجاهلية من البادية في عرفهم القديم؟؟؟
بقي علينا ان ننتظر قليلا الى موعد الفصل من قبل الشعب العراقي ... !!

AZAD TOVI



#ئازاد_توفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الى اليسار والاشتراكية كحل دائم
- الانكسار والهزيمة وافتعال الازمات !!
- البوصلة االآبوجية والجهات الاربع..


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ئازاد توفي - عقلية الحاكم العراقي