أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد إسكندر - الثورة الممنوعة من الصرف














المزيد.....

الثورة الممنوعة من الصرف


أحمد إسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 23:26
المحور: المجتمع المدني
    


إستنفار المعضلات والعقبات من قمقمها الكهنوتي يعد بوابة هزيمتها ،حتى لو جاء الاستنفار مزدهرا وقويا وباطشا ؛ فخروجها من كهنوتها هو كعب آخيلها المميت التى ظلت تخفيه.
هكذا يبدو المشهد التراجيدي على مسرح الثورة المصرية ،الكل يعلن عن نفسه بنفسه فقد إنهزمت الوكالات والواجهات وأصبحت المعارك على المكشوف .
فى اليوم الحادى عشر من فبراير2011 قرر الكهنوت الاعظم للدولة المصرية التخلي عن وكيلهم حسني مبارك فى انتظار تسمية وكيل اخر !!!

ولكن الأمل الذي إنتاب الشباب والذي شعر بالاستحقاق نحو المستقبل والحياة أصبح يطرق كل باب وقمقم مؤصد فى وجه الحرية والحياة . لم يخطىء الشباب فى الميادين عندما اعتبر الاكليشيهات الديمقراطية فى الثلاثة أعوام المنصرمة من عمر الثورة لا تصلح فى التعبير عن التغيير الجوهرى المنشود ، ولم يرضخ لثنائية الاستبداد التقليدي المتملثلة فى اللحية والكاب، وغامر فى استنطاق البعد وربما الرابع والخامس فى معمل جدليته الحر والمتطلع.
ان الثورة المصرية أسست بقصد وبدون قصد الأرضية الواسعة لمفهوم التعددية عندما خرجت دون قيادة وبلا أيدلوجيا تسطو عليها لاحقا كتجارب الشرق المريرة ؛ وقد يبدو للمتعمق فى ثنايا سوسيولوجيا التطورات المتعاقبة على الثورة المصرية ان الانتفاضة الشعبية ضد حكم الاخوان المسلمين هى نتيجة خيبة أمل كبيرة فى الاخوان بسبب غياب مشروع نهضوى يحتضن المجتمع والدولة سويا ؛فجماعة الاخوان كفصيل نخبوي وسياسي إفتقر لمشروع مابعد الثورة بل رأت ان الازمة تكمن فى السلطة فقط وبمجرد تغيير رأس السلطة والنظام ستأتى المنح النهضوية والديمقراطية !!
اليوم ؛ وفى هذا الحراك الثورى المتجدد تحارب الكهانة الاستبدادية التقليدية لترسيخ دعائم شرائعها عبر اعادة تدوير النظام العسكري المرير وإضفاء شرعية ومسحة ديمقراطية والبداية من الدستور .فمشاريع الدساتير التى تعاقبت بعد25يناير لم تجرؤ على إزاحة مقومات الكهانة التقليدية وابعادها المتمثلة فى السياسة والاقتصاد والامن والدين والثقافة ؛بل حرصت الدساتير على ترسيخ أزلي للكهانة وعدم الرغبة فى اجتراح المستقبل وفكرة الدولة التى لم ترى النور فى بلادنا حتى الان .
احدى ساحات المعارك فى صراع الثورة الحالى ضد الكهانة ؛هو منع الثورة من الصرف من خلال التلاعب والتحايل على سيرورتها ، يتجلى هذا فى الكيمياء الغير منطقية التى تحضّر الان رغبة فى اختزال حراك 30يونيو من ثورة شعبية الى صناعة زعامة وديكتاتورية جديدة تحت بند الزعيم المخلّص بل واستخدام تلك الكيمياء الشيطانية فى تجريم 25يناير واعتبارها المضاد الجدلى للثورة الشعبية ضد الديكتاتورية الدينية وذلك من اجل طمس جوهر الثورة ووضع25يناير فى غيابات النسيان وشيطنتها ؛ والاحتيال على الاستحقاق والطموح الحقيقي للثورة.

الحراك الثوري الشبابي يجترح حواسيب جديدة فى معالجة معطيات الحياة والسياسة بعيدا عن حواسيب الجنرالات واصحاب اللحى التى لم تعرف غير قواعد الجمع والطرح فقط ؛ يقول خيري منصور :"تديين الدولة هو افراغها الجذري حتى النخاع من مكوناتها المدنية، واغلاق للأبواب كلها وحظر على طرح الاسئلة كي لا تتحول الى مساءلات، ما دامت الاجابة المعلبة هي ذاتها حتى لو أفقدها التاريخ صلاحيتها وأصبحت سامة.وعسكرة الدولة هي عودة غير حميدة الى حقبة الجنرالات الذين اقترفوا من الحماقات ما لا تقوى أية امة في هذا الكوكب على احتماله وبالتالي تسديد مديونياته.لكن سطوة العمامة تحوّل الخوذة في بعض الأحيان الى مطلب شعبي، فهي الخلاص المرتقب حتى بالنسبة لهؤلاء الذين قرروا أن لا يلدغوا من جحر الخوذة مرتين."
تبدو الوقائع والمشاهد من الميادين المستنفرة أصدق أنباءاَ من الكتب وسجالات النخب والمثقفين الذين عادوا من أول الطريق واستنجدوا بالنار من الرمضاء وقرروا الاستغناء عن وظيفتهم الاساسية فى إستيلاد البعد الثالث والرابع من الرواية كدرع مقاوم لسهام التقريد المنطلق من ثقافة إما..أو، الهاجعة فى اللاوعى الجمعي .
ماحدث بعد11فبراير أن المجتمع ظل حبيسا طرفي الاستبداد التقليدي الدينى/العسكرتاري وان تبادلت الادوار ؛والاستنفار الشعبي بطلائعه الشبابية فى30يونيو هو بمثابة اليوم التاسع عشر للثورة وهو يدرك الان ان متتاليته الثورية لم تنتهى بعد حتى وإن طالت التقاويم الزمانية ، فاليوم الثوري ربما يحتاج شهور واعوام كى ينضج !



#أحمد_إسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي.. خَرِيف النخب والمثقفين
- خَرِيف النُخبْة
- ثورة مصر.... اللامعقول يقود
- التغيير وليس إستدراكه
- علمانيون دون أن ندري!!
- لك أن تتصور رمزية هذا الجدار!


المزيد.....




- -معلومة صادمة- بشأن وضع -الإغاثة- في غزة!
- المجاعة تفتك بأهالي غزة وتقتل 49 طفلاً
- حركة -المجاهدين- ترد على تصريحات بن غفير عن إعدام الأسرى الف ...
- النواب الأمريكي يقلص المساعدات للأمم المتحدة ويدعم -إسرائيل- ...
- داخلية السعودية تعلن إعدام الشاخوري تعزيرا.. وتكشف عن جرائمه ...
- مسئول أممي: 37 مليون طن ركام بغزة بسبب القصف الإسرائيلي تعرق ...
- ارتفاع طفيف بعدد المهاجرين في ليبيا خلال الربع الأول من 2024 ...
- انطلاق جولة مفاوضات لتبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوث ...
- تعذيب الأطفال لأجل العلم.. التاريخ المظلم لعلم النفس وتجاربه ...
- أوروبا تطلب اعتقال إسرائيلي أنشأ إمبراطورية إجرامية إلكتروني ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد إسكندر - الثورة الممنوعة من الصرف