أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - ماؤنا مالح كدمعنا














المزيد.....


ماؤنا مالح كدمعنا


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 13:49
المحور: المجتمع المدني
    


على الرغم من السرعة العالية التي كنت اقود بها سيارتي لأصل بها فندق البصرة الدولي واحضر ورشة العمل الدولية المخصصة لمعالجة ملوحة المياه في البصرة بوقتها المحدد ، الا اني توقفت وانا ارى الصهريج الذي يزود منزلي بالماء العذب واقفا عند منزل فخم لاحد المسؤولين ويسقى بالماء الذي وعدني به حديقته الواسعة، لم تكن حماقته الاولى ولن تكون الاخيرة ، لكني لا املك خيارا اخر ، فالشارع المؤدي لمنزلي مليء بالمطبات وهو الوحيد الذي رضي ان اكون في مؤخرة قائمته وفي الاحتياط مقابل سعر يقترب من الضعف، ما زاد من غلياني وسخطي عليه أن زواج أخي بعد يومين مما ضاعف حاجتنا للماء واضطرني لنقل الماء بسيارتي المتهالكة ، لم اتمالك نفسي و انا اراه يبتسم غير آبه بموعده وبمعاناتي، فمزقت بطاقة دعوته للعرس قبل ان انزل من السيارة وأعاتبه عتابا شديدا ، وقبل صعودي السيارة رفعت بأكفي بالدعاء للعزيز القدير أن يزيل عنا هذه الغمة وان تكون ورشة العمل فاتحة خير على البصريين .
غادرته محبطا ، وانا اقترب من الفندق بدا الامل يأخذ حيزا في تفكيري ويكبر كلما اقتربت ، وكأن من داخل قاعة الفندق هم ملاذ للخلاص من صاحب الصهريج وامثاله الانتهازيين وعديمي الضمائر ، لكن سؤالا محيرا ظل يخالج مخيلتي طول الطريق وهو " ما تخرج به الورشة من توصيات هل تكون ملزمة للحكومة ، بمعنى هل ان الكرة اضحت بملعب المختصين وصار لهم القول الفصل ؟ "لحل مشكلة لازمت البصرة وارقت اهلها لعقود .
في قاعة الفراهيدي استمعت لطروحات واقعية تهدف الى اقتلاع المشكلة من جذورها وأخرى تحدثت عن كيفية التعايش مع المشكلة عن طرق معاملات للتربة الزراعية او المياه والثانية وهي من ولدت عندي بعض الاحباط وبدت كما لو انها تقلب رماد الاشياء للبحث عن بارقة امل، لكن خيبة أملي وصلت ذروتها وانا استمع على هامش المؤتمر لاحد المختصين وهو يتحدث عن الخزانات العملاقة والسدود التي أنشأت مؤخرا في تركيا وما ينتج عنها من شح للمياه القادمة من هناك في المستقبل القريب وقد تدخل العراق في قائمة بلدان العجز المائي ، وهذا ما دعاني للخروج من القاعة قبل نهاية الاستراحة والاتصال بأخي طالبا منه أن يخصص أكثر من بطاقة دعوة لصاحب الصهريج ليصحب معه من يشاء الى العرس ، فلقد تيقنت باني كنت مستعجلا جدا بتقطيعي لبطاقة الدعوة ، وحتى أن اثمرت الورشة عن نتائج حقيقية فقد تحتاج لأعوام لتدخل حيز التطبيق ،كان علي ان اكون دبلوماسيا وان ابتسم في وجهه رغم كراهيتي له ان اقتضت مصلحة من هم في ذمتي لا مصلحتي مثلما يفعل بعض السياسيين ، وهذا هو خياري الوحيد فليس من المعقول ان يكون عنادي بهذا الحجم وانا ارى طفلي الصغير يعاني احمرارا جلديا من الماء المالح او ان ارى نخلة منزلي الوحيدة مصفرة السعف بائسة ، او سيارتي التي أصداها الملح وملابسي التي تريد ان تلقي بما علق بها من اوساخ بمساحيق تعمل ، امام كل هذا وغيره لا املك الا ان اغازل صاحب الصهريج الى أن التمس شيئا حقيقا على ارض الواقع وعندها سيكون لكل حادث حديث .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصرتنا لا تزرع الشوك
- فؤاد المهندس
- من البصرة الى اسطنبول
- السراق وبائع الملح
- لم يقطفوا سوى الثمار الجوفاء
- الواحد أكبر من الاربعة
- أحذروا.. الديناصور يبتلع البصرة
- خارج أسوار الحياة
- الكهرباء تدخل موسوعة غينس
- ناصر(أبو الجرايد) سياسي بامتياز
- لصوص الليل والنهار
- لنتعلم من الصبور
- جسر المقام نهاية حلم
- سهرة لا تنسى
- ملايين البصريين ينتظرون جواب الشرط من مجلس المحافظة
- مراعيهم ومزابلنا
- من يمسح دمعة البصريين
- انقذونا من ملائكة الرحمة
- مهندس في الصباح حمال في المساء
- في معرض الزهور ذكرى لبوسطن وبغداد


المزيد.....




- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...
- جدل في لبنان حول منشورات تنتقد قناة محلية وتساؤلات عن حرية ا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - ماؤنا مالح كدمعنا