أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - رد على بيان المثقفين السعوديين الجديد















المزيد.....

رد على بيان المثقفين السعوديين الجديد


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 316 - 2002 / 11 / 23 - 04:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


رد على بيان المثقفين السعوديين الجديد (فزعة عربية)

 

 

 

قبل أسابيع نشرت الشرطة الدينية السعودية (المطاوعة) بياناً ضد خلاص شعبنا من الحكم الجائر وقد وصف موقعو البيان الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي ب(الفئات الضالة). ولا يخفى على القارئ المعنى الطائفي البغيض من هذا التعبير. وتصدى العراقيون الأشاوس من مختلف انتماءاتهم، إلى ذلك البيان المسموم وفضحوا الغرض الحقيقي منه وهو حقدهم على شعبنا وحرصهم على إبقائه مقموعاً من قبل النظام الجائر إلى الأبد من أجل مصالحهم. واعتقدنا أن الأمر قد انتهى عند ذلك الحد.

إلا إننا فوجئنا بنشر بيان جديد لهم في صحيفة الحياة اللندنية يوم 21/11/2002 تحت عنوان (التهديدات الأمريكية للمنطقة) وقَّعه 209 من المثقفين العرب والمسلمين، ثلثاهم من السعودية ومن أكثر الناس الذين استفادوا من الحماية الأمريكية. أدعى هؤلاء أن الغرض من بيانهم هو حماية الشعب العراقي والمنطقة من الغزو الأمريكي، وطالبوا فيه الحكومات والشعوب الإسلامية والمثقفين المسلمين الوقوف بحزم ضد أمريكا، يحذرون من المخاطر بالويل والثبور وعظائم الأمور. وكالعادة، لجئوا إلى الاستشهاد ببعض من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة لدعم ادعاءاتهم تلك.

من حقنا أن نسأل الموقعين على البيان: ما الغرض الحقيقي من وراء حملتهم هذه وفي هذا الوقت بالذات؟ هل حقاً هو خوفهم من التواجد الأمريكي والهيمنة الأمريكية على المنطقة كما يدعون؟ فالقوات الأمريكية متواجدة في دول الخليج منذ الحرب الخليج الثانية أو حتى قبلها ولم يعترضوا عليها طيلة 12 عاماً.

السبب الحقيقي هو خوفهم من زوال النظام وخلاص شعبنا من محنته وتمتعه بنظام ديمقراطي. لقد عاش الشعب العراقي أكثر من ثلاثة عقود تحت تسلط النظام الفاشي الجائر، عانى وما يزال يعاني من حملات القتل والتنكيل والتشريد والأنفال والجوع والقهر والإستلاب والإبادة من حروبه الداخلية والخارجية وبدعم من أغلب الأنظمة العربية ومنظماتها الحكومية وغير الحكومية وأجهزتها الإعلامية، مادياً ومعنوياً، ولم يحرك هؤلاء المثقفون السعوديون والعرب والمسلمون وغيرهم من مثقفي الكوبونات ساكناً، بل كانوا يباركون للنظام جرائمه ضد الإنسانية وحتى يفلسفونها بأنها ضرورية لحماية البوابة الشرقية للأمة العربية وأن الشعب العراقي يحتاج إلى حكومة صارمة تحكمه بالقبضة الحديدية، إلى أن انقلب السحر على الساحر، فقام الجلاد بغزو الكويت وعندها انتبه هؤلاء لفعلتهم وكلما عملوه هو إبعاد أنفسهم عن النظام ولكن إلى حين..

وحتى بعد غزو الكويت، لزم المثقفون السعوديون والإسلاميون جانب الصمت عن جرائم النظام، رغم علمهم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس. وبعد التحولات الجديدة في عالم ما بعد كارثة 11 أيلول/سبتمبر 2001، التي قام بها أتباع السعودي أسامة بن لادن من السلفيين والذين هم نتاج ذات الثقافة التي يروج لها موقعو البيان المذكور، رأت المعارضة العراقية فرصتها في إستثمار الوضع الدولي الجديد لخلاص الشعب العراقي من هذا النظام الجائر. وقد أكدت إدارة جورج بوش مراراً وتكراراً إن الضربة، إن حصلت، فهي موجهة ضد النظام وأجهزته القمعية وتهدف إلى خلاص الشعب العراقي منه ومعالجة الأوضاع القاسية ضد إنسانية التي عاشها خلال 35 عاماً، وتوفير الفرصة ولأول مرة للعراقيين لإنتخاب حكومة ديمقراطية لهم تلتزم بحكم القانون والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. فلماذا هذا الغضب من قبل من يسمون أنفسهم بالمثقفين السعوديين والمسلمين؟

إذا كان خوفهم على المنطقة من الخطر الأمريكي، فالقوات الأمريكية والبريطانية موجودة أساساً في أغلب الدول الخليجية ومنها السعودية والكويت، فلماذا لم يصدروا مثل هذا البيان العتيد ضد "التدخل الأمريكي" في حرب الخليج الثانية التي حررت الكويت من الغزو الصدامي البغيض؟

أما قولهم أن غرض أمريكا في إسقاط النظام هو السيطرة على نفط العراق وهدف استراتيجي بعيد المدى، فنقول الحمد لله أن في العراق شيء يغري أمريكا لتحريره من النظام الجائر وهو نفطه وموقعه الجغرافي الإستراتيجي. وما الخطأ في ذلك؟ وما الخطأ في إستراتيجية أمريكية بعبدة المدى إذا كان من أهدافها تحقيق الديمقراطية للعراق والمنطقة كلها؟ فإلى متى ترضخ الشعوب العربية إلى حكم الطغاة كالأغنام؟ وماذا استفاد العراقيون من نفطهم غير شراء الأسلحة والتي يدفعون الآن تكاليف دمارها وإلى مستقبل غير منظور.

كذلك من حقنا أن نسأل: لماذا لم يصدر هؤلاء مثل هذا البيان لإدانة جرائم شارون ضد الشعب الفلسطيني؟ وضد صدام حسين عندما شن حربه الظالمة ضد جمهورية إيران الإسلامية ومسح عدداً من المدن الإيرانية وأباد مئات الألوف من المسلمين الإيرانيين بالكيمياوي كما يبيد الحشرات؟  ومن ثم غزوه للكويت؟ ولماذا لم يدينوا النظام على جرائم إبادة الجنس واستخدامه أسلحة الدمار الشامل ضد الشعب العراقي، سواءً من خلال حملات الأنفال ومجزرة حلبجة أو إبادة عرب الأهوار في الجنوب؟ أين كان هؤلاء عندما أعدم النظام المئات من رجال الدين المسلمين في العراق ومن جميع المذاهب الإسلامية؟

ليس لأول مرة يحصل هذا التضامن السلفي الرجعي غير المقدس في الدول العربية ضد الشعب العراقي، بل حصل في الماضي عندما كانت في العراق حكومة وطنية مخلصة من صميم الشعب بعد ثورة 14 تموز المجيدة، حيث تحالفت الحكومات والمؤسسات العربية هبة رجل واحد (فزعة عربية) كما يقال، ضد تلك الحكومة إلى أن نجحوا في اغتيالها في إنقلابهم الدموي الأسود يوم 8 شباط 1963. ومنذ ذلك اليوم لم ير العراق غير الحكومات المغولية الجائرة والتي بلغت الأوج في الظلم في عهد الجلاد صدام حسين.

وما أن بدت تباشير الخير تلوح في الأفق تبشر بخلاص الشعب العراقي من هذا النظام الجائر حتى عادت ذات القوى المعادية لشعبنا في تحالفها لنصرة صدام حسين ونظامه الجائر وكما أدعو أيام ثورة تموز أن هدفهم كان تجنيب العراق والمنطقة من الخطر الشيوعي، رفعوا هذه المرة نغمة جديدة وهي تجنيب العراق والمنطقة من الخطر الأمريكي. سبحان مغير الأحوال.

وبهذه المناسبة، أود أن أذكِّر اليسار العراقي الغارق في مثالياته وما زال يعيش في عهد الحرب الباردة ويجتر ذات المفردات، والمصاب بالإدمان في عدائه للغرب وأمريكا خاصة، أن يعيدوا النظر في مواقفهم ليروا أنفسهم أين وصلوا ومع من التقوا. أنهم في نفس الخانة مع السلفيين السعوديين. قال لينين: إن الفارس الأصيل هو الذي يعرف كيف يقفز ليمتطي ظهر الفرس. أما الذي يندفع في قفزه أكثر مما يجب، سواءً نحو اليسار أو نحو اليمين، فكلاهما يسقطان ويلتقيان عند حوافر الفرس. ليتكم التقيتم مع اليمين الأوربي المتحضر، بل التقيتم مع غلاة اليمين السعودي السلفي المتحجر. وكما يقول المثل العربي (وافق شن طبقة). ومهما اختلفت أسباب هذا اللقاء، فالنتيجة واحدة وهي تمديد عمر النظام الفاشي وإطالة عذابات شعبنا ومهما كانت النوايا التي تقود عادة إلى جهنم.

ولا غرابة أن كتبَ أحدهم متباهياً، أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لإسقاط النظام. ولم لا، طالما كان هؤلاء يتمتعون بكافة الضمانات المعيشية التي وفرتها لهم الدول الغربية "الإمبريالية" التي يشتمونها ليل نهار. أما الشعب المسكين الذي تسحقه عجلات القمع الفاشي، فليصبر وليتحمل المزيد من العذاب والإنسحاق والتشريد والغرق في البحار. ففي كل يوم لنا تايتانيك عراقي وهذا لا يحرك لهم جفنً بل يكتفون بكتابة المناحات على الضحايا وشتم النظام من أجل تبرير موقفهم ضد الضربة. أقول لهؤلاء ومهما كانت إنتماءاتهم، أنهم سوف يفاجئون إذا ما وقعت الحرب، سيشاهدون من على شاشات التلفزة طيف سيستقبل العراقيون الجنود الأمريكان كمحررين لهم من حكومتهم الجائرة لا كمحتلين. فالذي رجله في النار ليس كمن رجله في الماء.

وختاماً نقول لأصحاب البيان السعودي والمثقفين العرب والمسلمين، ورغم كل حملات القمع التي تعرض لها الشعب العراقي ومهما دافعتم عن النظام الصدامي ومهما كانت النوايا والمبررات، فإن النظام الفاشي ساقط لا محال، وشعبنا (باق وأعمار الطغاة قصار) والنصر لشعبنا حتماً وسوف تندمون على موقفكم المتخاذل هذا وربما ستنكرون ما قلتم اليوم.

 



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقاً أمريكا تريد الديمقراطية للعراق؟
- هل يبقى العراق موحداً بعد صدام؟
- مناقشة هادئة لشعار: -لا للحرب.. لا للديكتاتورية
- تحية للمثقفين الكويتيين على تضامنهم مع شعبنا
- موقف العراقيين من الضربة الأمريكية للنظام!
- شكراً لجورج بوش على موقفه لنصرة الشعب العراقي
- إعلان شيعة العراق.. ما له وما عليه!!
- العراق بعد صدام مثل ألمانيا بعد هتلر
- سجال حول الشرعية الأمريكية لضرب النظام الصدامي
- هل سيعيد التاريخ نفسه في حرب تحرير العراق؟
- العرب والقضية العراقية.. وبرميل البارود!!
- دبلوماسية.. أم توبة بن آوى؟؟
- يكفي العراقيين ما بهم.. فلا تحملوهم المزيد
- قراءة في كتاب رياض العطار: إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق
- ثورة 14 تموز لم تكن إنقلاباً فاشلاً
- ثورة 14 تموز وموضوعة تسييس العسكر في العراق
- ثورة 14 تموز وموضوعة الديمقراطية
- ملاحظات حول كتاب عزيز الحاج: شهادة للتاريخ


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - رد على بيان المثقفين السعوديين الجديد