ثامر ابراهيم الجهماني
الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 15:05
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
الحلقة التاسعة :
الفرع الثاني : موقف النظام الرأسمالي من مفهوم الارهاب .
بداية لابد من الاشارة الى أن مصطلح ( الرأسمالية ) هو مصطلح اقتصادي بحت ، ولكن لم نجد مصطلحاً أكثر تعبيرا ً لوصف الدول الامبريالية وعلى رأسها الولايات الامريكية .
ومن نافل القول أن الولايات المتحدة الامريكية وبصفتها زعيمة الرأسمالية العالمية وباعتبارها زعيمة العالم ( النظام العالمي الجديدة) – وحيد القرن – في نهاية القرن العشرين ، فإن أدبياتها تنص على نقض الإرهاب ومحاربته . ويظهر سؤال جليّ هنا !أي إرهاب تعني أمريكا ؟! .فأدبياتها تنص على الرفض القطعي للارهاب ومحاربته ، أما الممارسة العملية فالعكس تماماً . في معرض الحديث هنا نجد أن الكاتب المحافظ ( جورج ويل ) طرح عنواناً " حرب إلى الابد " ، أكد فيه أن الحروب هي القاعدة التي تحكم العلاقات الدولية ، أما السلام فهو استثناء .واستشهد بدراسة تؤكد أنه من أصل /3421/ سنة من تاريخ البشرية المعروف فإن /268/ سنة فقط سادها السلام ، أما الباقية فقد كانت مسرحاً للحروب ( 39) . وفي سؤال طرحته صحيفة " واشنطن بوست " الامريكية ..كم تبلغ نفقات " البنتاغون " – وزارة الدفاع الامريكية – في الثانية الواحدة ؟ . وتولى " مركز المعلومات العسكرية " في واشنطن الاجابة ، التي جاءت فيها : إن هذه النفقات تصل إلى مبلغ /8612/ دولار في الثانية وإلى /516/ ألفاً و /720/ دولاراً في الدقيقة وإلى ما يزيد على /3/ ملايين دولار في الساعة الواحدة (40) .
إن أمريكا لها قانون طبيعي في تعاملها مع العالم وهو القانون الذي تسير عليه الحياة في الغابات ، وهو قانون ( البقاء للاقوى ) ، رغم أنها وصلت إلى القمر واستخدمت الذرة والحاسوب و....إلخ !!.
وموقف النظام الرأسمالي من مفهوم الإرهاب سوف نراه فيما يلي : حيث تقدم الوفد الأمريكي إلى الامم المتحدة في الدورة 28 لعام 1973 باقتراح حول مسألة الإرهاب معتبراً هذه الظاهرة ( الإرهاب ) كل فعل يقوم به :<< كل شخص يقتل آخر ، في ظروف مخالفة للقانون ، أو يسبب له ضرراً جسدياً بالغاً أو يخطفه أو يحاول القيام بفعل كهذا ، أو يشارك شخصاً قام ، أو حاول القيام بفعل كهذا (41) .
إن هذا التحديد لمفهوم الإرهاب يحصره بأنه عمل فردي معزول عن الصفة السياسية ، أولاً ولا يشير التعريف بأي حال من الأحوال إلى إرهاب الدولة المنظم ، كما أنه يغفل ويستخف بحقوق الشعوب المكافحة من أجل حريتها واستقلالها . ولو نظرنا إلى التاريخ وبالتحديد بعد اكتشاف الأرض الجديدة ( أمريكا ) نجد كيف كان المهاجرون ( البيض ) يفاخرون بحفلات المطاردة والقتل الجماعي لأصحاب الأرض الأصليين ( الهنود الحمر ) . فكان من باب أولى ، وتبعاً لمفهوم القياس أن يكون هؤلاء البيض هم الارهابيون .
#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟