أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فياض اوسو - التلاؤم مع شروط البيئة














المزيد.....

التلاؤم مع شروط البيئة


فياض اوسو

الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 02:17
المحور: المجتمع المدني
    


في القرون الماضية كان سكان هذا الكون يشعرون بتهديد الطبيعة لهم، ويعيشون في دنيا خطرها دائم. ومنذ أن نجح الرجل الحديث ـ بصورة ملحوظة ـ في التحكم في البيئة الطبيعية، بدأ يهتم بعلاقاته بالآخرين، بدل أن كان سلفه يبذل قُصارى جهده واهتماماته بالبيئة الطبيعية.
ان أهم ما يمتاز به القرن الحالي هو سيطرة عوامل الصراع والتطاحن والحرب النفسية، لدرجة أن كثيراً من سكان العالم اصبحوا يعيشون على حافة الهاوية منهم من يهربون من الجوع والحرب ومنهم من يبقون لمصارعة الموت تحت ظرف الحال مهما كان ليبقى على اتصال مباشر بما يجري بالفعل، ومنذ أن ارتبطت حياة الإنسان بحياة أفراد الجماعة، تعرض لمشكلات عديدة، من أبرزها خطراً تلك الأهوال التي يتعرض لها عند قيام الحروب بين أفراد الشعوب المختلفة.
التأقلم والاندماج الاجتماعي ضرورة ملحة للفرد لكي يستمر في الحياة دون عناء مهما كانت الظروف التي يمر بها وذلك بالبحث عما يصله لمبتغاه بجهد اقل و مستقل عن المؤثرات من النواحي العاطفية و الشخصية التي تؤثر بشكل مباشر على نفسية الفرد وهو يمر بحالة غير اعتيادية في حالات الكوارث الطبيعية او ثورات شعبية بانعدام الامن ومورد شرعي ودائم للدخل لمتابعة حياته اليومية ويرتقي به نحو القبول والرضا عن النفس للحفاظ على الثقة تبقيه كما هو باقل تقدير.
إن اضطراب العلاقات بين الناس ـ في أي صورة من صوره ـ سواء أكان نتيجته استغلال الأقوياء للضعفاء، أو ضعف الإمكانيات المادية، أو الضغوط الاقتصادية، أو العوامل الثقافية والحضارية والاجتماعية السائدة في مجتمع من المجتمعات ـ هذا الاضطراب يولد الانعزال الوجداني والفقر العاطفي، والشعور بفراغ الحياة، وفقدان التوازن النفسي، فيشعر الفرد نتيجة لكل ذلك بأنه مهدد قلق، لا يجد من يحميه من شرور العالم.
العوامل السابقة الذكر وغيرها من العوامل الأخرى، جعلت الناس يعيشون في قلق دائم وخوف من الحاضر والمستقبل، وتشاؤم وشعور بالنقص، وتردد، وعدم التحمس للحياة والإقبال عليها. وكل هذه مظاهر دالة على سوء التكيف النفسي والاجتماعي.
فالتكيف هو القدرة على تكوين العلاقات المُرضية بين الفرد وبيئته، والتي تشمل جميع المؤثرات والإمكانيات والقوى المحيطة به والتي يمكن لها التأثير على جهوده للحصول على الاستقرار النفسي والجسمي في معيشته، يحاول الفرد بها مواجهة العوامل الطبيعية المحيطة به ليقوى على متابعة الحياة والحيلولة دون فنائه بحيث تنشأ لديه الخصائص التي تجعله أكثر استعداداً للتلاؤم مع شروط البيئة المحيطة وبالتالي تغيير السلوك لإحداث علاقة أكثر توافقاً بينه وبين البيئة التي تخصه وتحتضنه في حياته اليومية، ونخص بالذكر كل من يمر بمثل هذه الظروف السالفة الذكر، تنطبق نوعاً ما على ابناء الشعب السوري المقهور والمتدهور اوضاع حياته من كل الجوانب الى حد الانتهاك لكرامته دون رؤية أية بوادر في الأفق للحل عما قريب، لذلك يتطلب من الأفراد اللجوء الى البحث عن كافة الوسائل الممكنة لتوفير التكيف الاجتماعي المطلوب والمتوافق للوضع والظرف الذي يمر به هو واقرانه لتجنب مؤثراتها على نفسية الافراد بشكل سلبي يزيد سوءا وتدهورا، سواء كان من الافراد القاطنين في الداخل المنتظرين لآلة القتل أو من هم تسربوا منها الى بلدان اللجوء التعسفي بانتظار الموت البطيء لان وضعهم ليس بأفضل حال من الوضع والمعاناة التي يتعرض لها الباقون في الداخل، على الرغم من نسبية الحالة وتفاقم الوضع لدرجة عدم استيعابها من قبل عامة الناس والتباين فيما بين وجهات النظر، إلا ان الحياة لا بد ان تستمر ويمكن استخلاص المفاهيم و الدعائم والتريث بحكمة وحنكة في التعاطي مع البيئة الحاضنة للظروف بالاعتماد على القدرات الكامنة لدى الفرد في خلق الفرص تمكنه من العيش كإنسان له حقوق وعليه واجبات كبقية الناس أينما وجد وبأية ظروف كانت.



#فياض_اوسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيز التسيب الخلقي في السياسة


المزيد.....




- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فياض اوسو - التلاؤم مع شروط البيئة