أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - اشتروا -زمنا- لا -مكانا- في فتح














المزيد.....

اشتروا -زمنا- لا -مكانا- في فتح


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 01:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


الوضع السياسي و مأزق المفاوضات والانقسام والإحباط كانت معاناتنا الكبرى.
تفجير الخلاف الفتحاوي الفتحاوي الاقصائي والاستئصالي الأخير أصبح الهاجس الأكبر من تلك المعاناة لشعبنا وهو بالتأكيد يؤرق الفتحاويين والوطنيين وحتى الاسلاميين لأنه يتعلق بمستقبل الجميع.
كيف ينظرهؤلاء جميعا للغد الذي من المفترض أن يكون أفضل ويرفع من قيمة المسئولية لديكم بعد كل سنوات الانقسام وتلك اللطمة الكبرى التي تراجعت خلالها المسئوليات الوطنية والحزبية.
هذا الهاجس الذي هو أكبر من المعاناة كما قلنا وضاعف من حالة الاحساس بالخطر والاهتزاز الداخلي للناس هنا في غزة على الأقل وهم يشاهدون "اهتزازا وارتداداته" وهي تتسع دوائرها في الحركة الأم حركة فتح ولجنتها المركزية ومجلسها الثوري وأقاليمها، فهل يشعر بذلك الفتحاويون وويقدرون الخطر الذي يشعر به الفلسطينيون جميعا تجاه اهتزاز فتح التي تستأسد على بعضها ؟
حركتكم " فتح " في خطر كبير في ذهن المقيمين في قطاع غزة بالذات والخصوص فالناس يريدون خلاصا من العنف ليفاجأوا بأنكم أصبحتم في داخلكم في منتهى القسوة والعنف وتنقسمون على فكرة باطلة فيما بينكم، فكيف ستتعاملون مع الشعب لو عدتم للحكم ؟
نعم عندما يكون الفتحاويون بخير يكون الوطن بخير، وعندما يمرض الفتحاويون يمرض الوطن، فما بالك، والفتحاويون أصبحوا لأول مرة استئصاليون واقصائيون في داخل تنظيمهم وهنا لابد لكل فلسطيني أن يتحدث عن فتح، رضي الفتحاويون، أم، لم يرضوا، لأنكم تحت المجهر مرة أخرى في كشف صلاحيتكم لحكم الناس من جديد بعد كل ما حدث لنا.
كانت فتح وكان الفتحايون يتحاكمون بقانون المحبة وحدث ما حدث للبلد قبل سبع سنوات، فكيف هو المستقبل بحالكم الجديد الاقصائي الاستئصالي العنيف المرئي فيكم الآن؟
هل فتح منقسمة بهذه الحدة كما نرى إلى تيارين بغض النظر عن الأحجام؟
غريب هذا الانقسام الثنائي في مقابل أسبابه ولا نرى انقساما حادا بهذا الشكل عبر التاريخ إلا في ظروف عنصرية فقط ولكن نحن جميعا من عرق واحد.
وأين هم أعضاء الحركة المخلصون بعيدا عن هذين التيارين لكي يستشيطوا غضباً على ما وصلت إليه الحال, و يكون لهم موقف أكثر اتزانا ليصلحوا ذات البين ويوازنوا بين الحق والباطل وخاصة في قطاع غزة الذي يشكل المخزون الحيوي للتنظيم ليفهم الناس أن بكم رادع من داخلكم لكي لا تذهبوا بعيدا كما ذهبتم سابقا فأطيح بكم وأطيح بالبلد والقضية.
حقيقة هناك حالة من التغيير على وشك أن يحسمها الناس في ذهنيتهم, و هي مؤشر خطير، يجب أن تنشغل فيه فتح بدل الانزلاق في الحالة الجديدة والتي ستقلل من شعبيتكم لأن شعبنا قد مل ما أنتم متغيرون نحوه من عنف واستئصال في داخلكم، و يبدو أن هذا الخطر غير وارد بحجمه الحقيقي في أذهان وتصرفات قادتكم حتى الآن, و لم تظهر للناس بوادر حركية تدل على فهمكم لجمهور غزة الجديد ما بعد الانقسام، حيث أن بوادر التصحيح هي جزء لا يتجزأ من خطة المفترض وجودها لتنظيم كبير ومطلوبة للنهوض والتعافي ولكن هذه البوادر الحالية التي شاهدناها ونشاهدها تمهد لحالة اشتباك واقتتال وانقسام داخلي لا محاله وليست لنهوض وتعافي.
على ما يبدو أن كمية و شخصيات ونوع العمل المطلوب بعد سبع سنوات من الغياب عن غزة لا تتناسب مع الخطر الذي تعاني منه فتح بل إن الغوص في الاقصاء والاستئصال على ما يبدو هو سيد الموقف في قيادة الحركة.
الصراع الجاري في هذه الحركة، هو ليس سيطرة تيار أو شخصيات معينة على مجريات الأمور في فتح بل هو استمرار غياب ديمقراطية حقيقية في داخل الحركة فالشعب في الانتخابات الاخيرة قد يأس من اصلاحكم لذاتكم وكنتم أقل عنفا من الآن فما بالكم بالقادم، وعلى ما يبدو ستعيدون تقديم هدايا في انتخابات قادمة للآخرين.
أردت بمقالي هذا أن أنبه لشيء أعتبره في منتهى الخطورة بشأن الفتحاويين، تفكيرهم، وعقليتهم، وثقافتهم التي تغيرت وتطرفت وهو ما يجعلني وكثيرين مثلي يتمنوا ألا تعود فتح لحكم الشعب الفلسطيني من جديد ونشعر بالإحباط من هذه الفتحاوية العنيفة التي نرى ملامحها بوضوح يفلق الرأس لكل ذي عقل سليم.
إذا كانت هذه هي العقلية التي سيعود بها الفتحاويون الي السلطة فنحن لا نريد فتح هكذا ونحن سلفاً لا نريد حماس لأنها مارست ما أنتم قادمون لممارسته على شعبنا بهكذا عقليات ولم يعد المواطن منا يخشي من أي سلطة كانت، سابقة أو حاضرة أو لاحقة، لأننا هنا في غزة قد غيرنا التحدي والقسوة والصبر الطويل كثيرا.
هل اتعظتم حقيقة، وحدث التغيير الايجابي في إداراتكم بعد عاصفة غزة أم مازلتم شلل ومجموعات مناطقية فإن كان كذلك فالجمهور سيلفظكم في مدة أقل بكثير مما كانت في جولة الخطايا الأولى إذا عدتم للحكم من جديد.
الواضح أن الأسباب والصراعات التي أطاحت بغزة لم تزل تفعل فعلها، بل، وذهبت الي أبعد مما كان ، والكثير الكثير منها كان أوهاما قد صنعتموها، أو صنعها نهجكم السابق لتبرير التنافس علي المواقع، وأنتم جميعاً تدركون الباطل الذي تتصارعون من أجله الآن، ولكن، لا أحد منكم يجرؤ على الإفصاح عنه، لأنكم تعرفون أنه خطأ، ولكن الكفر عناد، فاشتروا زمنا قادما جميلا لفتح بإنكار الذات والشفاء من الأحقاد وقدموا فتح على المكاسب والمواقع والفرقة والتصنيف، ولا تشتروا مكانا ومكانة وحقدا في فتح فتدمروها.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دحلان هو الرئيس
- لا يا د. إبراهيم أبراش ما بنيت عليه هو وهم خاطئ
- أنا أعظم من شارون
- مرحلة - قد -
- لحظتها سيتوقف الكلام
- أبكيك أم أبكي عليك يا وطن لا يشبهنا
- بعد لقائه هنية .. الشريف يطالب حماس بعودة نواب فتح إلى غزة و ...
- حلولنا اللغز يا قادة الفشل
- عودة إلى سفر تكوين أوسلو (3-3)
- تصريح صحفي على خطاب هنية
- عودة إلى سفر تكوين أوسلو (2-3)
- عودة إلى سفر تكوين أوسلو (1-3)
- دحلان .. القوة الصاعدة
- ثورتنا الفلسطينية الثانية حياة
- حا خلينا إِنْخَلِع
- سندفع الثمن مرتين ونصف
- مثقفون واعلاميون وقيادات العمل الوطني ونواب من المجلسين الوط ...
- طاهر النونو يخون ويدعو لقتل الكتاب المعارضين
- هل هو - مؤشر تمرد - ناجح على حماس ؟!!
- كل التضامن مع الدكتور خضر محجز وكل الأحرار


المزيد.....




- CNN من منزل الرسام الروسي تحصل على أول لمحة عن لوحة ترامب ال ...
- بعد وفاة البابا: الإرث وملامح المستقبل
- قضية التآمر على أمن الدولة في تونس: تصفية سياسية أم محاكمة ع ...
- ترامب يقوم بجولة شرق أوسطية تشمل السعودية وقطر والإمارات من ...
- -حماس- تدعو الأردن إلى الإفراج عن موقوفي -خلية الصواريخ-.. و ...
- بدل السمك.. أعداد كبيرة من الأفاعي السامة تعلق في شباك صياد ...
- -وفا-: حركة -فتح- دعت -حماس- إلى التوقف عن اللعب بمصير الشعب ...
- وزراء الكابينيت يناقشون توسيع الحرب على غزة وتحديد مهلة نهائ ...
- لماذا يؤجل الرجال الذهاب للأطباء حتى تتفاقم الأعراض؟
- صورة ترامب تتسبب بإقالة قائدة عسكرية أميركية


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - اشتروا -زمنا- لا -مكانا- في فتح