سالم لعريض
الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 22:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل الحديث عن اسباب فشلهم لنبدأ بأسباب شعبيتهم.
تشكيل الشخصية وبناء الهوية يتم عن طريق التأثير الاجتماعي والتلقين الثقافي. ويلعب الدين اكبر الادوار في ذلك في المجتمعات الإسلامية بحيث تتمحور الشخصية حول تعاليمه. وضمن اطار الدين نفسه تتم عمليات غسل الادمغة التي تمارسها المنظمات المتسترة به مستخدمة اسلوب التأثير الديني القائم على تكرار الاذان(الشعار) والآيات (التعاليم) والصلوات (الطقوس البدنية) مع وجود تأثير المال السياسي و الذي يأخذ شكل الإعانات و الهبات و بمسميات مختلفة كالزكاة و التكافل و غيرها من الأسماء النبيلة و لكن المراد بها شراء الضمائر و الذمم. وحسب دوركهايم " فان الامة التي لا علوم لها يكون الدين علمها الوحيد .وبغياب القراءة والتفكير الحر المستقل يصبح غسيل ادمغة المواطنين و المواطنات و الشباب و الشابات من اسهل الامور وأكثرها فعاليه وذلك بتضمين منظومة التلقين الديني الفعالة افكارا منتقاة بعناية لزرع افكار هذه الحركات ، سواء لتبرير سعيهم نحو الحكم والسيطرة على مفاصل المجتمع او لزرع العداء والبغضاء وتبرير القتل والاعتداء باسم الله.
وبمجرد وصولهم الى السلطة عبر الانتخابات أرادوا كحزب شمولي، السيطرة على مفاصل القوّة والثروة في البلدان التي وصلوا فيها للحكم وفرض انفسهم وتوجهاتهم عبر اخونة الدولة، من اجهزة الثقافة والإعلام والتعليم الى الأمن و الجيش، الى القضاء و المال والصناعة والتجارة الى العمل الاجتماعي العام والاتحادات والنقابات...الخ.
و كانوا يعلمون أنه لكي تفرض توجها وحيدا على مجتمع ما امر لايمكن تحقيقه إلا بالقوة والعنف من خلال الجيش أو الأمن لذلك حاولوا السيطرة عليهما اولا وقبل كل شئ أخر و لما عجزوا في ذلك إلتجأوا لجناحهم العسكري أو ما يسمى زيفا الجهاديين و كونوا ميليشياتهم و أطلقوا عليها العديد من الأسماء كرابطات حماية الثورة تشبها بحرس الثورة الإيراني سيئ الصيت. و أمام لجوئهم مرّة للخديعة و ذلك بالتعيينات العشوائية لعناصرهم في كل الإدارات و المؤسسات و اختراق الأجهزة الأمنية و العسكرية و مرّة أخرى للقوّة لفرض السيطرة كليّة، و لكنهم في مصر و في تونس و في ليبيا و في اليمن و السودان جوبهوا برفض فعّال من كل قوى المجتمع عسكرية ومدنية ودينية لمحاولاتهم للهيمنة التي تهددهم جميعا، فتمكنوا فى مصر و تونس من اسقاطهم بسرعة قياسية و ستلتحق بقية البلدان بركب رفض حكم الإخوان.و الوصول بالثورات لبرّ الأمان إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية الإجتماعية و المتفتحة على الحضارات و المكاسب الإنسانية ويحافظون عليها من كل ردّة أو تفسّخ.
#سالم_لعريض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟