أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - الفوائد الجمة للسيجارة الفلسطينية














المزيد.....


الفوائد الجمة للسيجارة الفلسطينية


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1243 - 2005 / 6 / 29 - 12:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


أنا أصدق كل ما أسمع، وذلك على الرغم من أنني في واقع الأمر لا أصدق شيئاً مما أسمع. وهذه حالة فلسطينية نموذجية للتبجح ضد أرسطو والاستهانة بقوانينه المعروفة. لكن من ذا الذي يستطيع أن يلومني؟ فلقد طورت، خصوصاً منذ أسلو، عادة عقلية مبتكرة، مفادها أن كل شيء ممكن من حيث"المبدأ والواقع" في الشرق الأوسط. وخصوصاً في الجزء الذي نقطن من هذا الشرق الأوسط.
كل شيء أصبح ممكناً وممتنعاً في نفس الوقت. ومن ذلك: أن الدولة قامت دون أن تقوم، وأن السلام حل دون أن يحل، وسنغافورة جاءتنا إلى غزة ورام الله دون أن نشاهد لها أثراً، والديمقراطية والأمن يخيمان على جو الزمان وسيلان المكان. كل شيء، كل شيء قد تحقق دون أن يتحقق شيئاً. تلك اللعبة الفلسطينية المبتكرة لا فضل لي هنا سوى الإشارة إليها، أما الأيادي المبدعة فهي كثيرة، وما على القارئ الكريم إلا أن يفتح أي ملف فيجد كل النجاح مقرونا بعدم تحقيق أي شيء يعيشان معا في لغة نساء ورجال: الصحة والتعليم والسياسة والاقتصاد و..
إنه زمن التناقض الذي أنبأ عنه هيزنبرج ومن قبله هيغل وماركس. الواقعة المعاشة في الطبيعة والتاريخ متناقضة بامتياز؛ وأفضل مثال على صحة الموقف الجدلي هو الساحة الفلسطينية. ولذلك صار كل ممكن ممتنعاً وكل ممتنع ممكناً ببركات التميز الفلسطيني الذي لا يستطيع تقليده أحد.
ترفض الجريدة اليومية الفلسطينية بصورة عامة أن تمنح للكاتب المحلي أية مساحة معقولة ليترك لخياله أجنحة الطيران، بينما يتمتع التاجر بكل امتيازات الإعلان عن سلع ضارة ومفيدة أو ضارة وغير مفيدة. ومن العجيب أن بلداً كفلسطين وشعباً كشعب فلسطين ٌتقرأ احتياجاته في الصحف في ثلاثة نواقص أساس: أولها مواد التحريض الجنسي، وثانيها مواد التنحيف – الضرورية لخدمة التواصل الجنسي- وأخيراً مواد الاتصال الإعلامي من هواتف نقالة وخدمة انترنت وما لف لفها وهي المهمة جداً لتحقيق تواصل عام يكون ميسراً لإنجاز التواصل الجنسي.
يستطيع الراغب في الحصول على إحدى السلع السحرية أن "يتصل بالرقم ومندوبنا يصل لعندكم خلال خمس ساعات." لا محل ولا عنوان ولا من يحزنون، وإذا مات المتعاطي فإن ذنبه على جنبه.
كل ذلك يجري ولا رقيب ولا حسيب. لكن ما طم الوادي على القرى على رأي العرب العاربة، هو أن مؤسسة تابعة للحكومة تدخل في نزاع مع مهربي السجائر من المستوطنات إلى السوق المحلية. ولست بصدد تبني موقف من هذا النزاع الذي لا أعرف حيثياته. لكن المدهش أن ُيسمح بنشر كلام يزعم أن السيجارة المهربة تضر بالصحة. ويشهد بصحة ذلك أن المستوطنات لم تك يوماً صديقاً صدوقاً للشعب الفلسطيني. ترى هل يمكن أن يوجد ما هو أكثر استخفافاً بعقول البشر من ذلك؟ ثم إذا كان المواطن ساذجاً إلى هذه الدرجة ألا يتوقع أن يقع تحت تأثير وهم مفاده أن السجائر التي دمغت بدمغة "الضرائب مدفوعة" هي سجائر مفيدة للصحة؟ أو ليس من الممكن منطقياً وواقعياً التفكير في حجج أخرى لمقاطعة السجائر المهربة تسمح بعدم الوقوع في فضيحة الزعم بأن سجائرنا ملائمة للصحة عكس السيجارة المهربة الملعونة، التي تجلب الأمراض المعروفة وغير المعروفة على السواء؟



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مسلسل قتل النساء
- في عيادة الأمعري
- في دراسة للمفكر مشتاق خان: ليس لإسرائيل أية مصلحة في السلام
- اجتماع الخبير مع لجنة حقوق الإنسان
- في الفرق بين الجن والشياطين
- هكذا تمت عملية الانتخابات
- لو أن حماس تصوت لمصطفى البرغوثي
- واقع الفلسفة في فلسطين
- يحيى الفخراني ما بين الدراما والميلودراما
- الديمقراطية والمؤسسات لفتح خاصة وفلسطين عامة
- سقوط أيديولوجيا حقوق الإنسان
- حول انتهاء إضراب العاملين في وكالة الغوث
- حول المقاومة العراقية وحرب العصابات
- لا مكان للاعتدال في إدارة بوش
- من رام الله إلى الفلوجة
- جونسون روح،نيكسون جاء
- رعب المواطن من غياب - أبوعمار-
- أسس الحرية في الذهنية الفلسطينية
- كيف تمت عملية التسجيل للانتخابات الفلسطينية؟
- ميتافيزيقا التفجيرات في طابا


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - الفوائد الجمة للسيجارة الفلسطينية