|
إدانات دولية واسعة ضد الإعدامات السرية بحق الناشطين العرب الأهوازيين
صالح الحميد
الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 20:46
المحور:
حقوق الانسان
أعربت المفوضة السامية لحقوق الإنسان عن القلق البالغ إزاء التقارير التي تفيد بارتفاع عدد عمليات الإعدام في إيران منذ بداية العام لاسيما الاعدامات السرية بحق نشطاء اهوازيين. ووفق ما صرحت به رافينا شامداساني المتحدثة باسم مكتب المفوضة السامية لحقوق الانسان بإن ثمانين شخصا على الأقل قد أعدموا، وإن بعض المصادر الموثوق فيها تفيد بأن العدد وصل إلى خمسة وتسعين. وأضافت في مؤتمر صحفي في جنيف "طبقت غالبية تلك الإعدامات عقوبة لجرائم مرتبطة بالمخدرات، بما لا يفي بالحد الأدني المنصوص عليه في القانون الدولي لتعريف (أكثر الجرائم خطورة) التي يمكن تطبيق عقوبة الإعدام بشأنها. كما أعدم عدد من الأشخاص سرا، ونفذت العقوبة ضد سبعة أشخاص على الأقل في العلن أمام العامة خلال العام الحالي. " وأعربت شامداساني عن القلق بوجه خاص إزاء الإعدام السري الذي طبق ضد هادي راشدي وهشام شعباني المنتميين للشعب العربي الأهوازي. وقالت المتحدثة إن التقارير تفيد بأنهما أعدما في شهر يناير كانون الثاني عقب إجراءات لم ترق إلى المعايير الدولية للمحاكمات العادلة. وأضافت "ارتفاع عمليات الإعدام، بما في ذلك المطبقة ضد المعتقلين السياسيين والأفراد المنتمين للأقليات العرقية، كان ملحوظا في النصف الثاني من عام 2013. ونأسف لأن الحكومة الجديدة لم تغير نهجها بشأن عقوبة الإعدام، ولمواصلتها تنفيذ العقوبة على نطاق واسع من الجرائم." وحث مكتب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الحكومة الإيرانية على وقف عمليات الإعدام على الفور والالتزام بالتعليق الطوعي لتطبيق تلك العقوبة. هاشم شعباني، وزميله هادي راشدي تم اعدامهما بتهم «محاربة الله والفساد في الارض وانتهاك الأمن القومي» في محاكمة أدينت من كل المنظمات الحقوقية الدولية، بصفتها لم توفر للمتهمين أدنى مستلزمات الشفافية والعدالة حيث لم تتح لهما الفرصة في الدفاع عن نفسيهما و تم اخذ اعترافات قسرية منهم تحت التعذب في المعتقلات السرية التابعة لوزارة الاستخبارات الايرانية في الاهواز و من ثم جرى بث اعترافات متلفزة لهما بدا جليا أنها سُجّلت تحت الضغط و التعذيب. يذكر أن هاشم شعباني هو شاعر وأستاذ عربي كان أحد مؤسسي نشرية البصيرة الطلابية، وكتب أشعارا و مقالات حول الشعب العربي الاهوازي، كما كانت لديه مدونة ينقل فيها اخبار انتهاكات حقوق الانسان في الاهواز على يد النظام الايراني فاتُّهم بأنه يحارب الله، فأُعدم و زميله هادي راشدي بسرية وفي ساعة مجهولة. وأضافت الناطقة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن السلطات في إيران أعلنت عن إعدام 80 شخصا خلال الأسابيع السبعة الماضية، فيما تؤكد التقارير الموثقة أن عدد المتهمين الذين نفذ فيهم حكم الإعدام يصل إلى 95 مضيفة أن القضاء في هذا البلد أعدم أكثر من 500 متهم العام الماضي، ومن المحتمل أن يكون هذا العدد 625 فيما وصل هذا العدد في عام 2012 إلى 314.
و لقد تواصلت الادانات في الاسابيع الاخيرة من قبل منظمات حقوقية و شخصيات و مجموعات مختلفة من نشطاء و مراقبي حقوق الانسان ضد إعدام إثنين من الناشطين و المثقفين من عرب الأهواز الشاعر هاشم شعباني و المهندس هادي راشدي و هما معلمان من الاعضاء المؤسسين لمؤسسة الحوار الثقافية. و اخذت عملية اعدام الشاعر هاشم شعباني اهتماماً واسعاً في الآونة الأخيرة نظراً لخلفية الضحية و هو شاعر و معلم ينتمي لعرب الأهواز و ذات تعليم اكاديمي عال كما ان محدودية نشاطه كما في جاء في رسالته الموجهة من السجن كانت في المجالات الثقافية و الإجتماعية و النضال السلمي لصالح الشعب العربي الاهوازي. و قد أدانت مؤسسة " نادي القلم الدولي"، إحدى اقدم المؤسسات المدافعة عن الحريات و حقوق الإنسان في العالم، و بشدة عملية الإعدام الأخيرة و التي نفذت بحق شعباني. و قد جاء في موقع المؤسسة على الإنترنت: " ان اعدام هاشم شعباني، و هو شاعر و معلم ينتمي للأقلية العربية الأهوازية في ايران، يبين الفجوة الموجودة بين سعي ايران لتحسين علاقاتها الدولية و وضعية حقوق الإنسان فيها. و يحث نادي القلم الدولي السلطات الإيرانية لوقف جميع عمليات الإعدام و اطلاق سراح جميع الكتاب و الشعراء و الصحفيين و المدونين الذين ترتبط اعتقالاتهم لجهودهم المبذولة سلمياً في حقهم بحرية التعبير. " و قد صرحت ماريان بوستفورد فريزر، رئيسة لجنة الكتاب المعتقلين في رابطة القلم الدولية في بيان: " ندين عملية الإعدام التي طالت زميلنا الشاعر هاشم شعباني، اضافة إلى ذلك فإن هناك مخاوف جدية من تعرض هاشم شعباني للتعذيب بعد اعتقاله للضغط عليه لتقديم "اعتراف" متلفز و التي اذيعت على القنوات الإيرانية، و بذلك تكون محاكمته بالغة الجور." و أضافت: "بينما تم الترحيب بخطوة الإفراج عن كتاب بارزين كالمحامية نسرين ستوده و الكاتبة جيلا بني يعقوب في العام الماضي، ألا يجب على السلطات ان تظهر التزامها الحقيقي لحق حرية التعبير و حقوق أساسية أخرى." يذكر ان مؤسسة "نادي القلم الدولي" ترصد و تتابع احوال ما يزيد عن عشرون كاتباً موقوف او يواجه السجن في ايران. منظمة العدالة من اجل ايران، و التي قدمت تقريراً متكاملاً حول نشطاء مؤسسة الحوار الثقافية الأهوازية، اكدت على عدم قانونية عمليات الإعدام و قد جاء في تقريرها: "ان القاضيان محمد باقر الموسوي و رضا فرج اللهي لم يقوما يتحقيقاً مستقلاً حول ادعاءات المتهمين حول انتزاع الإعترافات من خلال التعذيب، بل العكس فقد اعتمد حكمهما و بشكل متعمد على التقارير الذي صرح كلا المتهمان بأنه انتزعت منهما من خلال التعذيب. و فضلاً على انهما من خلال اهمالهما لهذه النقطة فإنهم قد قدموا الحصانة للأشخاص المسؤولين عن تعذيب المتهمين. كما ان صدور احكام قاسية و التي اعتمدت على تلك الاعترافات المنتزعة قسراً وضعت كلا القاضيان المذكورين اعلاه ضمن المنتهكين لحقوق البشر". و على صعيد متصل بالموضوع، اكد الخبير المختص بالشؤون الإيرانية بمنظمة العفو الدولية دريواري دايك ان اعدام هاشم شعباني لا يمكن فصله عن دوره كمدرس و شاعر عربي اهوازي، و هو من الأشخاص الذين حاولوا تعزيز ثقافة مستقلة لأقليته بالرغم من الظروف الصعبة. و اضاف:" ان اعدامه السري – و هو مأساوي بحد ذاته - جزءً من سلسلةٍ طويلة من عمليات القتل القضائية لأبناء الأقلية العربية الأهوازية في ايران. و لكن هذه بالذات جاءت على اعقاب زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للمنطقة العربية في الأهواز، حيث - و للمفارقة - ندد بالتمييز العرقي حينها. الباحث الإيراني المتخصص في منظمة مرصد حقوق الإنسان الدولية( هيومان رايتس واتش) ، فراز صانعي اكد من جانبه ان اعدام هاشم شعباني و زميله هادي راشدي يعتبر إستهزاء بالعدالة لأسباب متعددة: أن الحكومة الإيرانية اعتقلت المتهمان و وضعتهما رهن الإحتجاز المسبق لفترة طويلة من الزمن و منعتهما من التمثيل القانوني السليم، ثم اخضعتهما لسوء معاملة جسدية و نفسية شديدة، قبل ان تشنقهما سرا و الآن، ترفض ان تسلم جثمانهما لأسرهم لدفنهم بشكل لائق. "خلف الإعترافات المتلفزة، و المرجح انها انتزعت تحت التعذيب، فإن الحكومة الإيرانية لم تقدم دليلاً على ان المتهمين كانا اكثر من ناشطين في مجال الحقوق القومية و الثقافية، و اللذان انتقدا و بشدة سياسات الحكومة الإيرانية بحق الأقلية العربية في ايران. ان اعدام شعباني و راشدي هو تذكير مأساوي آخر للأجواء الأمنية الوحشية التي تخيم على نشطاء حقوق الأقليات، و للوتيرة المتصاعدة لعمليات الإعدام المنفذة من قبل السلطة القضائية في ايران". *** اما من الناحية الأدبية، فالكاتب الفرنسي جريجوري هاك، عبر عن أسفه لإعدام الشاعر هاشم شعباني من خلال تقديم قراءة تأبينية مقتبساً من قصيدة غينيا للشاعر و المخرج الإيطالي الشهير بيير باولو بازوليني، نشرها على موقع اليوتيوب الإلكتروني تحت عنوان تحية إلى هاشم شعباني (Hommage à Hashem Shaabani). كتب الصحافي البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك مقالا في صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية الخميس حول قضية اعدام شاعر وناشط اهوازي كاشفا ما يعانيه النشطاء الاهوازيون وغيرهم في ظل الجمهورية الإسلامية.
يشبه فيسك في مقاله، وهو الأول له من نوعه حول الاهواز والأكثر انتقادا لسجل ايران في مجال حقوق الانسان، المجتمع الإيراني وما يجري في ايران من كبت للحريات وقتل للمواهب الشابة بـ "جمعية الشعراء الموتى" ربما في إشارة الى الفيلم الأميركي الشهير الذي يحمل نفس الاسم وهو بالانكليزية "Dead Poets Society" وفي ما يلي نص المقال:
"في ايران يجب تشكيل جمعية باسم "جمعية الشعراء الموتى"، او بالاحرى "جمعية الشعراء الشهداء"، لتضيف لصفوفها أحدث عضو اهوازي من عرب ايران أعدم اخيراً بتهمة "الفساد في الأرض" وهو واحد من مئات أعدمتهم الثورة الإسلامية منذ عام 1979. و يضيف فيسك في مقاله الذي نشر بشكل واسع في الصحافة الغربية و العربية: كل شيء حول هاشم شعباني يصرخ بالعار ضد جلاديه: اشعاره السلمية، تعليمه الاكاديمي، رعايته لوالده العليل – الجندي المعاق الذي أصيب بجروح خطيرة اثناء الحرب العراقية - الإيرانية مدافعا عن ارضه – وحبه لزوجته وطفله الوحيد. وها هو قد تحول الان الى جثة سياسية، والجناة هم ليس سوى وزارة الداخلية وقاضي محكمة الثورة المدعو محمد باقر موسوي. على مدى اكثر من عامين كان الحرس الثوري ورجال وزارة الداخلية عرضة للتفجيرات في محافظة الاهواز ذات الغالبية العربية. ان حس الثأر والانتقام لديهم مطلق. اتهم شعباني بمساعدة "المقاومة"، ربما بكتابته الشعر بالعربية او ترجمته الشعر الفارسي الى العربية وهو يكفي في ما يبدو لالصاق تهمة التخريب بكاتب في ايران هذه الأيام. كان شعباني بعث برسالة من السجن يقول فيها انه لا يستطيع ان يبقى صامتا إزاء "الجرائم البشعة التي ترتكبها السلطات الايرانية ضد الاهوازيين وخاصة الاعدامات التعسفية الجائرة ... حاولت ان ادافع عن الحقوق المشروعة التي يجب ان تتمتع بها كل الشعوب في هذا العالم وهي الحق في العيش بحرية وبحقوق مدنية كاملة. لكني مع كل هذا الشقاء والمآسي لم أستخدم سلاحا لمحاربة هذه الجرائم الوحشية سوى قلمي". يذكر ان هاشم شعباني اعدم إلى جانب زميله الآخر المعلم هادي راشدي، بعد ان ادين في السابع من يوليو 2012 بتهم "محاربة الله" و "الفساد على الأرض" و "التجمع و التواطؤ على الدولة" و "نشر الدعاية ضد النظام" من قبل الفرع رقم 2 لمحكمة الثورة في الأهواز. و قد ايد الحكم من قبل المحكمة العليا في يناير 2013. و قد اكد والد الضحية و هو من سكان خلف آباد او الخلفية كما ينطقها الأهوازيون العرب، انه قد تم ابلاغه في التاسع و العشرون من فبراير 2014، ان ابنه قد اعدم قبل ثلاثة او اربعة ايام فقط. و قد تم نقل في السابع من ديسمبر 2013 إلى مكان مجهول من سجن كارون في مدينة الأهواز حيث سبق ان تم احتجازه. و قد القي القبض على كلاهما اوائل عام 2011 إلى جانب ثلاثة آخرين وهم: محمد علي عموري، سيد جابر آلبوشوكة و سيد مختار آلبوشوكة و الذين حوكموا بالاعدام ايضاً إلى جانب شعباني و راشدي، و يظهر ان ذلك له علاقة بنشاطهم في المجال الثقافي لصالح الأقلية العربية الأهوازية في ايران. و لم يعطى الحق لأي من المتهمين الخمس أن يوكلوا محامياً او الالتقاء بأسرهم في التسعة اشهر الأولى من اعتقالهم، و تفيد التقارير انه تم تعذيبهم او تلقوا ضروب من سوء المعاملة قبل و بعد صدور الحكم.
#صالح_الحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نصف مليون قارئ متابعي موقع الباحث الأهوازي جابر أحمد
-
إحتدام النقاش حول معارضة التيار الشوفيني الفارسي لمشروع تدري
...
-
ملفات عالقة و أزمات و قضايا داخلية تضع شعارات روحاني على الم
...
-
إستراتيجية حكومة روحاني في التعامل مع القضية الأهوازية- الجز
...
-
إستراتيجية حكومة روحاني في التعامل مع القضية الأهوازية - الج
...
-
أزمة القضية القومية في ايران
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|