أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيف الدين عفانة - رجال الأمن والسّلاح... كيمياء للتّرهيب أم ضرورة قوميّة ملحّة















المزيد.....

رجال الأمن والسّلاح... كيمياء للتّرهيب أم ضرورة قوميّة ملحّة


سيف الدين عفانة

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 19:37
المحور: المجتمع المدني
    



حماية، سجون، شرطة، حرس، ديوانة، جيش ... أحرار البلاد وحراسها. هم أعيننا حين ننام وبهم يكون الإطمئنان.. هم داعمي الحريّة وهم المحافظين على التوازن الإجتماعي.. هم ركيزة هامة وأساسية لهذا المجتمع ولكلّ مجتمع معاصر.
كل من يخالف ذلك لا يؤمن بدولة القانون ولا يعرف معنى الوطن ولايفقه أسس الدولة ولا يدرك معنى الحرية ولا القانون ولا العدل..
وأنا ككل مواطن أؤمن بذلك بشدة. ولكن أؤمن بذلك أنّ هؤلاء الأمنيين، بمختلف اختصاصاتهم ووزاراتهم بشرا خطائين قد يقعوا أحيانا في جبّ الخطأ. وهنا يجب أن نتأكد أن الأمني لا يخطأ فقط إذا قبل بالرشوة أو دعا لها. لكن هناك العديد من الأخطاء التي قد تتجاوز الرشوة في خطورتها لتصل حد الاغتصاب والقتل.

جرائم لا مبرّر لها :

فمنذ قرابة السّنة، قام رجل أمن باغتصاب امرأة من ولاية سوسة التونسية. وقد أحدثت الحادثة ضجّة كبيرة. وللتّأكّد من صحّة الخبر الرجاء الإطّلاع على الفيديو الذي تروي فيه المتضرّرة تفاصيل الحادثة تحت عنوان : ‫-;-بوليس تونسي يرفع السلاح على امراة متحجبة ويغتصبها هو وصديقيه ‬-;- - ( رابط فيديو المرأة المغتَصبة : http://elbecha.com/videos/watch/3HY45BYK3387 ). الحادثة التي اتهمت فيها المتضرّرة السيّد حاتم ص. (وحدات التدخّل) آلمت كلّ التونسيين وأرعبتهم. لأنّ الجاني ليس مواطنا عاديا ولكنه أمني وضيفته الدفاع عن المواطنين وحمايتهم. هذا بالإظافة إلى بشاعة الجريمة التي سلّطت على امرأة معزولة وهي الإغتصاب الذي لا يمكن أن يتصوّره مجتمع متحضّر كالمجتمع التّونسي.
وجه آخر من فساد الأمنيين، فيديو تجدونه على النات بعنوان : ‫-;-بوليس تونسي يترك مهرب بنزين مقابل رشوة قيمتها 350 مليم تونسي‬-;-. رابط الفيديو ( http://elbecha.com/videos/watch/OSYX872A7HGO ). وهذا الفيديو وإن يصوّر عمليّة تلقّي رشوة فإنّه يكشف عن الأشدّ خطورة على الأمن القومي : التّهرييب وإدخال البضائع الأجنبية خلسة وبطرق غير قانونية. والإستنتاج المنطقي الذي نستنتجه بعد مشاهدة الفيديو هو أنّ الذي يستطيع تمرير شاحنة بنزين ببضع الدنانير يستطيع كذلك السماح بعبور الأسلحة. ما الذي يمنعه على ذلك. وما الذي يحول دون السماح حتى بتجارة العبيد ؟
حدث آخر صعق التونسيين منذ يومين جرى بولاية صفاقس حيث اعتدى عون أمن على سائق لواج بصاعق كهربائي. وكان سائق اللواج "مختار مارس" أصيل معتمدية بنقردان مريض بالقلب مما أدى إلى وفاته على عين المكان حسب ما صرّح به السّيد مسعود الغول رئيس لجنة الخطوط الداخلية للنقل بمدنين على لسان سائقي سيارات الأجرة الذين شهدوا الحادثة.
هذه ثلاثة أمثلة للأمنيين الغير شرفاء أو لنقل الذين تجاوزوا صلاحياتهم. وأعتقد أن وزارة الداخلية وكي لاتقع في احراج تقوم بمحاسبة البعض من هؤلاء وتبرّر تلك الأفعال بكلمة شهيرة : ذلك استثناء. ونقول إذا كانت كل الأفعال والجرائم التي ارتكبها رجال الأمن استثناءا فلماذا نرى تلك الحالات " الاستثنائية " تتكرر؟ سؤال بريء ولا نرجوا الإجابة عنه بقدر ما نتمنى أن يحصل الأمنيون على عقوبات أشد إذا ما اقترفوا جرائم كي يكونوا عبرة لمن يفكرون حتى في ذلك.

السلاح: ضرورة قومية أم ضرورة شخصية للأمنيين ؟

نعلم أن رجل الأمن الشريف لا يحصد علاقات سييئة بقدر ما يحصدها أولئك الذين يستغلون أزيائهم لغاياتهم الشخصية انتهازية كانت أم عدوانية... هذا في حياته الخاصة. أما أثناء الخدمة فهذا أمر لا يهم إلا المختصين في وزارة الداخلية التي تحوي كفاءات من شأنها تحديد ذلك. لكني كمواطن أرى أنه إذا تمكن كل الأمنيين من أسلحة خاصة فإنّ ذلك سيهددني مباشرة : إما من خلال خطأ فني وهذا يحدث ولو بنسبة ضئيلة، أو من خلال تهوّر قد أحصد ثماره القاتلة ولو عن طريق الصدفة. كما أنّا كنا نسمع حين كان السلاح بحوزة الأمنيين عن حالات قتل بالصّدفة تحدث داخل عائلات الأمنيين أو حالات انتقام مثل القصص التي تكاد تصبح ملاحم شعبية عن أمنيين قتلوا زوجاتهم الخائنات أو حتى غير المطيعات.
نقطة أخرى في غاية الأهمية وهي أنّ حالات ضياع وسرقة الأسلحة ستدعم دخول أسلحة الداخليّة السوق السوداء وستنعش سوق الأسلحة في تونس وهو أمر خطير جدا إذا ما أضفناه إلى قائمة الأسلحة التي تسربت من ليبيا بعد ثورة 17فيفري.
وخلاصة القول، وباستنتاج بسيط جدا نستطيع إدراك أن رجال الأمن الذين استطاعوا التّغلّب على الأزمات الأمنية طوال فترة حكم الرئيس الأسبق بن علي هم نفسهم تقريبا رجال الأمن الذين يشتكون اليوم عدم حمايتهم الشخصية. فما الذي يغيّر ؟ هل بمجرّد خروج بن علي أصبحوا عاجزين على أن يحموا أنفسهم؟ إذن ماذا عن الشّعب : من سيحميه ؟

إلاّ أني مؤمن أن تحرّكات الأمنيين الأخيرة ستأتي بنتائج لصالحهم. ولهذا أقول مستشرفا ذلك لوزير الداخلية والدوائر المختصّة :
- إذا كنتم لا محالة عازمين فإني أتصوركم في غاية الحرص على أمن هذا الشعب، وأنكم ستحسمون في هذا الأمر بما يضمن أمن الأمنييّن ولكن ليس على حساب المواطني والأمن العام.
- إنّكم الأدرى بترتيب الهيئات وترتيباتها لكن، كمواطن أعتقد أن مسألة تفادي الخطر على الأمن الشخصي للأمنيين مرتبط في أغلب الأحيان بمستوى الأمني ذاته. أبسط ذلك وأقول أنه من غير المنطقي أن يحصل رقيب أو عريف على عداءات مرتبطة بعصابات إرهابية أو غيرها، ولكن من الطبيعي -ولكن ليس من الضروري- أن تقحم عملية أمنية عداءات لضابط أمني شريف وتكون شرسة لدرجة تستوجب حمايته. ذلك أنه بالإضافة إلى كونه أمنيا فإنه مواطن تونسي من واجب الدولة حمايته. ولهذا فقد يكون من الضروري تسليم أسلحة لهيئة الضباط من ضباط أعوان وسامون وضباط قادة، ولكن أعتقد أن ليس من الحكمة أن تقوم الداخلية بتسليم أسلحة إلى أمنيين ينتمون لهيئة الرقباء أو حتّى ضبّاط الصّفّ وذلك لعدّة أسباب أوّلها درجة التكوين النفسي المرتبط أساسا بالتكوين المعرفي والتكوين الأمني الذي لا نرى له وجودا على أي مستوى كان (حسب المعطيات المتوفّرة).


وختاما، يجب أن أعرّج على التكوين وضرورته. التكوين الأمني بطبيعة الحال الذي لا يرتكز على التكوين ذاته بل يتأسس على نقطة هامة لا نرى أن الداخلية مثلا تعيرها انتباها وهي درجة التكوين الأكاديمي لرجل الأمن. ذلك أني من المؤمنين أن يجب على الدولة أن ترسكل مفهوم رجل الأمن وترتقي به وأرى أن أول الخطوات من أجل ذلك هي الارتقاء بالمستوى التعليمي المطلوب إثر كل مناظرة انتداب...



#سيف_الدين_عفانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهدي جمعة للشعب التونسي : شدوني لا ن... عليكم
- الشباب التّونسي قادر... آخر رهان قبل فوات الأوان


المزيد.....




- اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م ...
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
- الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن ...
- وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
- الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال ...
- وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم ...
- عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيف الدين عفانة - رجال الأمن والسّلاح... كيمياء للتّرهيب أم ضرورة قوميّة ملحّة