عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 19:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
أدي الدكتور حازم الببلاوي دوره ببراعة كما رسمه له الدكتور محمد البرادعي - الرجل الذي كان وراء تقديم ملفه كرئيس لوزراء مصر للقيادة السياسية الممثلة في المستشار عدلي منصور - الرئيس المؤقت للبلاد - حيث أسهم في إبقاءالأوضاع السياسية والاجتماعية تراوح حول نقطة البداية، وبسرعة لا تزيد عن صفر طوال الوقت، وعبر الشهور السبعة التي أمضاها في منصب الرفيع.
اعتبر "الببلاوي" نموذجا للسياسي الذي يفترض أن مصر قد ودعته إلي الأبد، عقب ثورتي يناير ويونيو، من حيث شخصية الرجل الذي بمجرد اعتلائه لمنصبه المرموق يتحول إلي شخصية أخري تناقض ما كان عليها قبل ذلك، فهو "لا يري" إلا تقارير مساعديه، وعندما يتلقي النقد حتي من التلفاز الرسمي، يهمس لنظيرته في منصب وزارة الاعلام كي تطيح من دافع عن حق مواطن بسيط، لازال يقبض من جزانة الدولة عشرة جنيهات شهريا كمعاش (!!)... وهو "لا يتكلم" إلا باللغة التي يخاطب بها نخبة سياسية زائفة، تعرت تماما أمام الشعب عقب الاحداث الجسام المتتالية، التي أنتجت نوعا من الفرز علي مختلف الأصعدة، وهو ايضا "لا يسمع"، لأنين العمال والموظفين والمواطنين عموما، وهو ما ينذر - بحسب تقارير متعددة باشتعال ثورة ثالثة.. ثورة جياع هذه المرة تأكل الأخضر واليابس، بينما ظل الرجل مصرا علي إغراق المصريين في مستنقع القروض الفاسدة - علي وتيرة الأسلحة الفاسدة - لصالح صندوق النقد الصهيوماسوني.
لن ينسي المصريين للببلاوي أنه كاد يعيد البلاد إلي لحظة ما قبل ثورة يناير، عندما ضرب بصراخ العمال عرض جدار الصمت الذي تمسك به حتي لحظاته الأخيرة في منصبه، في وقت تزايدت فيه وتيرة الاضرابات الفئوية في عدد من قطاعات الدولة، في مصانع الغزل والنسيج وشركات الحديد والصلب، وهيئة النقل العام، ما هدد البلاد بحالة من التوتر غير المسبوقة والتي تصب فقط في خانة تحقيق أهداف من يحاولون إيقاف عجلة الثورة المصرية عن الدوران، أو بالأحري إعادتها إلي الوراء، وبالتحديد إلي حقبة النظام الإخواني الذي أسقطته ثورة يونيو المجيدة.
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟