أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة عودة أبو عراق - العلمانية ونشأتها














المزيد.....

العلمانية ونشأتها


سعادة عودة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 18:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- العلمانية ونشأتها
العلمانية ، ذاك المصطلح الغامض القابع في اللاشعور لدينا كفوبيا مخيفة لا ندري مصدرها ، هذه الفوبيا التي تقض مضجع بعض الناس ، فتثير حميتهم لصون الدين وديار الإسلام من هذا ا الوباء الذي يهب علينا.
يمكن أن نُرجع هذا التخوف إلى سببين اثنين أولهما عدم وضوح معنى العلمانية عند مؤيديها وعند مناوئيها على السواء ، والسبب الثاني هو ما ورثناه من هجاء الأزهريين لكمال أتاتورك حيث قام عنوة بسحب المجتمع التركي من تاريخه الإسلامي ، أو سحب الغطاء الإسلامي والهوية الإسلامية عن المجتمع التركي ، وما ظلت تردده الجماعات الإسلامية منذ العشرينات من القرن الماضي من ندب متواصل تقوم به ، ولعن للعلمانية والقومية اللتان كانتا وسيلة أتاتورك لتنفيذ مآربه.
بداية يجب أن نقوم بفهم الدلالة اللغوية لمصطلح (علمانية ) ،فأحدهم يقول عِلمانية بكسر العين ،وهي مشتقة من العلم والثانية عَلْمانية بفتح العين وهي مشتقة من العالم وكلا اللفظتين ترجمة لكلمة سيكيولارزم secularesim))، فالاختلاف ليس في الترجمة الحرفية بل باشتقاقها ، فالمصطلح الفرنسي للكلمة. تعني النزعة العلمية، لذلك ترجمت عِلمانية ، أما المصطلح الإنكليزي فهو مشتق من الكلمة اللاتينية( seculum) وتعني الفئة الدنيوية المادية أو الزمنية المغايرة للفئة الروحية .
العلمانية بفتح العين وليس بكسرها ، ليست فلسفة ولا أيديولوجيا ولا مذهب اجتماعي أو ديني أو سياسي ، إنما هي توجه كان لا بد منه للمجتمعات الأوروبية حينما وجدت نفسها مقيدة بسلطات دينية لا تدرك ما يجري من تطورات حدثت بعد سقوط الأندلس وما تلاها من كشوفات أثرت على المجتمع ، وأن السلطات البابوية لم تعد لها القدرة على الإمساك بزمام التغيرات الحضارية ، وأن الطبقة البرجوازية قد تجاوزت نظام الإقطاع, وخلقت لنقسها من العمال طبقة لها رؤاها وتفكيرها ومصالحها، وكان مرافقا لذلك أيضا ظهور علماء وفلاسفة في أوروبا مثل ديكارت ونيوتن وكوبرنيكس وغاليلو وغيرهم , ما فتح العقول على أشياء جديدة مفيدة جعلهم يعزفون عن معلومات الكنيسة الموروثة.
لم تولد العلمانية مرة واحدة ، بل هي على فترات قرون اربعة ، ولم تكن خيارا سهلا، بل كانت ذات كلفة عالية من الألم والتضحيات والصراعات والحروب، والتي كانت في سبيل معالجة قضايا اجتماعية مهمة ، كمفهوم الحرية والعبودية والتقدم والتغيير نحو الحياة الأفضل والمساواة بين البشر ، والحروب العنصرية والدينية والصراعات السياسية والتكالب الإستعماري على الاستحواذ أراضي العالم الجديد والقديم ، فكان لا بد من استخدام العقل في فض الاشتباكات الفكرية والعقائدية والتمكين للطبقة البرجوازية من تحقيق مآربها وأهدافها ، وان ما تملكه الكنيسة لم يعد صالحا لهذه الإشكاليات المستجدة, بالإضافة إلى تجرؤ الأمراء والملوك وتمردهم على سلطة البابا الروحية والاحتماء بالقوميات ، وهذه المبادئ ترجمتها الثورة الفرنسية بمبادئها الثلاث؛ عدالة، حرية، ومساواة.
من هنا نرى أن ظهور العلمانية في أوروبا لم يكن معاداة الدين أو الكنيسة مقصدا بذاته ، إنما هو نوع من تحديد صلاحيات الكنيسة وتحديد صلاحيات السياسيين، بحيث لا يطغى أحدها على الآخر ولا يلغيه، ذلك أن مجال السلطة الدينية هو المجال الروحي الإيماني الذي تقف حدوده عند الدعوة إلى الإيمان ، أما السلطة الدنيوية فإنها بحاجة إلى إعمال العقل والتفكير وجعل الحياة ممكنة وممتعة ، وهذا يتطلب كفاءات متخصصة في كل مجال ، وهذا ما لم تستطع المؤسسة الدينية القيام به ، لذلك فإن اعترافها بعجزها عن القيام بالعمل الدنيوي قد اخذ وقتا طويلا حتى استقر الوضع على ما هو عليه الآن.
إذن فإن أحدا لا يملك القرار النافذ كي يذهب بشعب عربي أو شعب مسلم أو أمة إسلامية إلى العلمانية ، فالعلمانية هي ضرورة تقتضبها المشكلات الاجتماعية والحضارية والسياسية والتقنية، التي يغدو فيها المنهج العلمي هو المنهج الأقوم في علاج كافة القضايا ، ويقوم بالتخطيط والتنفيذ أناس مختصون في مجالاتهم ، بالقدر الذي يكون رجال الدين مختصون بالأمور الدينية،
إن الذهاب إلى العلمانية يكون مقبولا حينما تكون العلمانية ثقافة عامة ، وتحكم تفكير وسلوك المجتمع ، وألية فكرية لحل القضايا الناشبة ، ذلك أن أهداف العلمانية هي التالية :
1- إن حق المواطنة هو الأساس في الانتماء بصرف النظر عن الدين والجنس واللون .
2- الحكم يكون بواسطة الدستور، الذي يساوي بين جميع المواطنين ويكفل عقائدهم.
3- إن المصلحة العامة والخاصة هي هدف التشريع وأساسه .
4- نظام الحكم مدني ، يستمد شرعيته من الدستور، ويسعى لتحقيق العدالة من خلال القانون ، ويلتزم بميثاق حقوق الإنسان



#سعادة_عودة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العار
- لماذا لا يحتفل المسلمون بميلاد السيد المسيح
- غيفارا-بن لادن-بلاك ووتر
- قليل من الشك يوقف التهور
- هل لدينا وقت للأحلام ?
- الحركات المستهدفة من الحركات الإسلامية والماركسية
- الخمار
- المرأة ومشكلة الإبداع الشعري
- الاقتصاد الإسلامي واقتصادد الإخوان المسلمين
- هل ورثنا علما في السياسة


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة عودة أبو عراق - العلمانية ونشأتها