أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [6]














المزيد.....

مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [6]


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 17:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-----------------------------------------------
6) كيف يمكن لله أو للكون أن يكونا موجودين دوماً ومنذ الأزل؟
سواءٌ أقلها أنّ الكون كان موجودٌ دائماً ومنذ الأزل، أو أنّ الله هو موجود أزلي، فما زلنا نواجه نفس المشكلة_ شيء ما لابدّ أن يكون موجوداً منذ الأزل.
المؤمن يقول أنّ الله هو الموجود الأزلي، في حين أنّ المادي يقول أنّ المادة التي تكوّن كوننا هي الموجود الأزلي، أيٌ من هذين التفسيرين هو الأصح والأكثر معقوليةً؟

# الله مقابل الكون
~~~~~~~~~~
إنّه لسؤال في منتهى الصعوبة، لأنه ما يزال هناك الكثير من الأمور التي لم نتعلّمها بعد. وفي حين أنه من الصحيح أنّ معظم المادة التي تشكّل كوننا معقّدة وتتطلّب تفسيراً محدداً، هناك أيضاً عدد من الأشياء التي تشير إلى أنّ الكون هو الموجود الأزلي بالفعل، وأنه "كان موجوداً منذ الأزل":
1_ إنه موجود، كما أنه قابل للرصد والملاحظة بوضوح.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فيمكننا التقاط صخرة والقول ((لقد عثرت على قطعة من الكون!))... أمّا من المستحيل رصد روح الله أو اكتشافها أو تأكيد وجودها، لا يمكننا فقط الذهاب إلى أي كنيسة أو مسجد والقول ((انظروا، لقد عثرت على قطعة من الله!))... حسناً، قد يقول الناس ذلك ((لقد عثرت على الله))، ولكن قصدي هنا أنّ ذلك لا يجدي إطلاقاً ولا يصلح كدليل.
2_ الكون أقلّ تعقيداً بكثير من الله
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أذا كان شيء ما "موجود فحسب"، فكون هذا الشيء بسيطاً يبدو أكثر ترجيحاً من أن يكون شيئاً بالغ التعقيد.
سيتطلّب الله وجود قدرة أو قابلية ما لاستيعاب وتخزين المعلومات المعقدة، ولابدّ أن يكون ممتلكاً درجة عالية من الثقافة من دون أن يتثقّف. هذه المعلومات تمثّل نظاماً عالياّ من التنظيم، بيانات ومعلومات معقدة. كيف يمكن لمثل هذا العقل المعقّد والمثقّف " الوجود"؟... في حين أنّ الذرات لا تستلزم وجود أي تعقيد جاد وصارم.
يمكنني تصوّر كيفية تكوّن خلية من الكربون، الهيدروجين، الأوكسجين، والنتروجين وخروجها إلى الوجود ضمن كون غير محدود الاحتمالات مناسب لظهور تلك العناصر. لكن كيف يمكن لعقل ذكي ومطلق أن يوجد من لا شيء؟... من أين يستمدّهذا العقل معرفته؟
3_ غالباً ما يميل الكون إلى المبالغة في الإسراف وعدم الانتظام
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هناك الكثير من الإسراف والتبذير واللانتظام في هذا الكون. لماذا سيخلق الله بعنايته وحكمته الإلهية المطلقة مليارات المجرات إذا لم يكن بحاجة سوى لمجرة واحدة؟ ولماذا يصمّمها، ثم يجعلها تتصادم بشكل عشوائي وفوضوي فيما بينها، أو يقذف بشكلٍ مستمر أو عشوائي الكواكب بمذنّبات وشهب ونفايات فضائية؟ هل يشعر الله بالملل ويزيد بعض التسلية لنفسه؟ إنّ سلوك الطبيعة هو سلوك مبذّر، عشوائي، أعمى، غير مبال، وجميع هذه الأمور لا يمكن توقع مشاهدتها من مصمّم ذكي وعاقل.
4_ الكون ليس بحاجة لخلق شيء من لا شيء
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
إذا كان لابدّ لشيء أن يوجد، فعلى الأرجح أنّ الشيء الموجود هو شيء كان موجوداً دائماً ومنذ الأزل. طبعاً يمكننا هنا إضافة الله إلى المعادلة، لكن عندئذٍ سيتحتّم علينا إثبات وجور كيان غير مادي، ويمكنه التفكير، ويمتلك معرفة من دون مصدر لهذه المعرفة، وأنه قادر على خلق المادة من لا شيء. لماذا كل ذلك؟ لماذا لا يمكننا القول أنّ المادة "الموجودة هي مادة كانت موجودة دوما"؟
_سيتحتّم على المؤمن المتدين أن يقبل:
1- إمكانية وجود كائنات روحانية ماورائية.
2- إمكانية وجود تلك الكائنات بصورة أزلية.
3- قدرة تلك الكائنات الروحانية على خلق مادة وطاقة من لا شيء.
4- إمكانية وجود هذه الكائنات الروحانية خارج إطاري الزمان والمكان.
5- قدرة هذه الكائنات الروحانية على التفكير.
6- تمتلك هذه الكائنات الروحانية احتياجات ومشاعر هي التي قادتها لخلق الأشياء والعالم.
7- أن تمتلك هذه الكائنات الروحانية معرفة من دون أن تكون قد تلقت تعليماً أو تثقيفاً.

# نتيجة
~~~~
لأنّ معرفتنا محدودة جداً، لا يسعنا هنا سوى التخمين والافتراض سواءٌ كان الله هو الموجود الأزلي أم الكون. كلا الفكرتين تبدوان عبثيتين بشكلٍ ما، لكن من أجل أن نوجد نحن، لابدّ أن تكون واحدة منهما هي الصحيحة.
أحمل حجراً في يدي، لا أعرف من أيناء أو ما هو مصدره، لكن من الصعب تخيّل زمن حيث لم تكن عناصره موجودة بعد.
في اليد الأخرى، أمسك جزءاً من الله (هذا إذا افترضنا أنه موجود، وموجود في كل مكان). أنا لا أعرف حقاً إذا كان موجوداً في يدي أم لا، لأنني لا أرى شيئاً ولا أشعر بشيء فيها. من الصعب جداً تصوّر أنّ هناك، وأنه كان موجوداً منذ الأزل، وأنه كان ذكياً دوماً، حتى أنه هو الذي خلق الجحر الذي يدي.
ما أعرفه حقاً هو أنّ الحجر في يدي الآن: فأنا أراه، أشعر به، ألمسه، أتحسّسه بأصابعي، أشعر بوزنه وملمسه في يدي. ووجوده هذا بحدّ ذاته والخاصيات الكامنة فيه تشهد على حقيقة أنه كان موجوداً دوماً. لا أعرف على وجه اليقين ما إذا كان الله موجوداً الآن، أم كان موجوداً منذ الأزل، أو حتى ما إذا كان هذا الكائن بحدّ ذاته وجوده ضروري ومعقول. من السهل الإيمان بطبيعة أزلية للشيء الذي أراه أو أرصده أو أشعر به، أكثر بكثير من الشيء الذي لا أراه ولا أشعر به.

///العقل وليّ التوفيق---



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [5]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [4]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [3]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [2]
- حوار قصيرة
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [1]
- الإلحاد والبروباغندا
- لماذا يرى الناس آلهة، أشباح، شياطين وملائكة
- كل شيء عن الإلحاد [1]
- الأخلاق والقيم الأخلاقية
- العلم والإيمان
- منبع الأخلاق: هل نستمدّ أخلاقنا من عند الله؟
- هل عثر العلم على الله؟
- رد على ردود مقال ((قضية علمية ضدّ الله))
- قضية ضدّ وجود الله
- نهاية الدين
- كتاب ((كيف وُجِدَت الآلهة)) كاملاً
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [6]
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [5]
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [4]


المزيد.....




- أحلى برامج مسلية لأطفالك .. تردد قناة طيور الجنة نايل سات ال ...
- باقري: اغلاق المراكز الاسلامية اجراء مسيّس لخدمة اعداء ضد ال ...
- “طيور الجنة” تغرد في قلب كل بيت: استقبل الآن التردد الجديد 2 ...
- مشاهد ازدراء الأديان بحفل افتتاح أولمبياد باريس تصدم العالم ...
- انتقادات من الأساقفة الفرنسيين لحفل افتتاح أولمبياد باريس
- إيهود باراك: نتنياهو لا يفهم شيئا ويعرض حياة الرهائن للخطر
- هل تمّت -الإساءة- للديانة المسيحية في حفل افتتاح أولمبياد با ...
- باكستان.. حزب -الجماعة الإسلامية- ينوي الاعتصام احتجاجا على ...
- -استهزاء بالمسيحية-.. بيان من أساقفة فرنسا ينتقد عرضا في افت ...
- تعليق علاء مبارك على فيديو سابق لخيرت الشاطر عن تعامل نظام و ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [6]