أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - وجوه أجدادي














المزيد.....

وجوه أجدادي


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 08:36
المحور: المجتمع المدني
    


قبل ثلاثة آلاف عام، 1250 ق م، صنع المصريون وحدهم تلك الظاهرة المعمارية الفلكية المذهلة، بالحفر في صخر الجبال: معابد رمسيس جنوب أسوان، أو “أبو سمبل”. وقبل خمسين عامًا، 1964 م، تحالف علماءُ العالم لأنقاذ معابدنا بنقلها من موقعها القديم الذي غمرته مياه النيل، إلى موقع آخر آمن، في أضخم وأعقد عملية نقل معلم أثري بتاريخ البشرية، بتكلفة 50 مليون جنيه وآلاف من ساعات العمل الشاقّ وسواعد آلاف المصريين والإيطاليين والسويسريين والإنجليز وغيرهم. لم يكن هدفهم، وحسب، تفكيك ونقل ثم إعادة تركيب أعظم أثر تاريخيّ عرفته البشرية، دون أن تتهشم قطعة مما لا يُقدّر بثمن، إنما كان الهدف الأخطر، هو الحفاظ على معجزة الفراعين الفلكية في إجبار الشمس على إنارة وجه الملك رمسيس الثاني، وجواره إله الشمس "رع حور أختى"، وإله طيبة "آمون رع"، على أن تتجاهل التمثالَ الرابع "بتاح"، إله "مَنْف"، راعي الفنون، لأنه إله العالم السفلي، والظلامُ يليقُ به. تماثيلُ أربعةٌ، ثلاثة آلهة، وملك عظيم، يجلسون مرفوعي الرأس في "قدس الأقداس" في ظُلمة الصخور داخل عمق الجبل. كيف خضتِ الشمسُ لأوامر أجدادي الهندسية والفلكية فظلّت تتسلّل، آلاف السنين، كل هذا العمق بمسافة ثمانية وأربعين مترًا في جوف الجبل، ولا تخلف موعديها أبدًا في كل عام؛ رغم دوران المجرّة التي تحملنا، وتمدد الكون، وانحناء شعاع الضوء كما أثبت آينشتين؟ إنها عبقرية أجدادي وسلفي العظيم الذي أفخر به، وأشكر الَله كلَّ يوم على نعمة أن أكون مصرية. أجدادي سبقوا العالم في معرفة النظام الفلكي الذي يقرُّ بأن شعاعَ الشمس، في رحلة شروقه وغروبه، يتطابق مع كل نقطة على محيط الدائرة ال 360 درجة فقط مرتين في العام. ثم كيف تم تفكيك هذا الصرح النحتيّ العملاق (200 ألف طن) ونقله ثم تركيبه في مكان آخر؟ إنه احترامُ العالم لأجدادنا الأفذاذ وحضارتنا الأسطورية التي شقّت فجر التاريخ وشكّلت بزوغ الضمير الإنساني.
شاهدوا في هذا الفيديو كيف تمّت معجزة نقل معابد أجدادنا:
http://www.youtube.com/watch?v=EKhb-7QO1oY

أكتب إليكم الساعة السادسة صباح السبت 22 فبراير، في لحظة تاريخية مُلغزة، تُحيّر علماء الدنيا، وتتكرر مرتين كل عام في فبراير وأكتوبر، تزامنًا مع بداية موسم الزراعة وبداية موسم الحصاد، كما عرفه المصريون القدامى.
أولئك أجدادُنا الذين علينا أن نتأمل تاريخهم لنفخر بمصريتنا، ثم نبنى على أمجادهم أمجاداً جديدة، لكى يفخروا بنا كما نفخر بهم. وليس علمُ الفلك لدى السلف المصرىِّ، إلا غيضًا من فيض، إلى جوار علوم الطب والتشكيل والآداب والموسيقى والرقص والنحت والهندسة والتقويم والفيزياء والسياسة وغيرها من عبقرياتٍ أذهلتِ العالمَ المتحضِّر، فانحنى أمامها إجلالاً. فمتى نُجِلُّها نحن؟



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا أجدادي الحزانَى
- المستشار النبيل، وامرأة الكفيف
- الغراب والفراشة على بوابة جهنم
- أيها النحيلُ، سلامٌ عليك!
- أول لص فى التاريخ
- مَن يخافُ فيلم-حين ميسرة- ؟
- الفرح يليق بك يا فينسنت
- زنقة الرجالة
- صانعُ الفرح، وصُنّاع الهلاك
- ليلةٌ تضيئُها النجوم - فان جوخ
- إخناتون والعياط
- رأس نفرتيتي، أسرقُها؟!
- العوار والعماء
- كنْ صوت من لا صوتَ له
- العياط وأمهات مصر
- لغة أجدادِنا
- لماذا خدع يعقوب بسطاءنا؟
- ابتسامة جورج سيدهم
- موعدنا في كاتدرائية المسجد
- الدستور والسلفيون


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - وجوه أجدادي