أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - مخاطر استمرار الببلاوى وحكومته














المزيد.....

مخاطر استمرار الببلاوى وحكومته


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 23:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن قراءة متأنية للمشهد السياسى العام تشى بمخاطر جمة إذا ما استمر الببلاوى وحكومته، لا على الأمن القومى للبلاد فحسب وإنما على الإنتخابات الرئاسية وتماسك الجبهة الوطنية، وتهدد نجاح المشير السيسى حال ترشحه للرئاسة، وتضعف من قيمة الدولة التى حولتها حكومته ألعوبة فى أيدى الجماعات الإرهابية، ومطمعاً تتطاول على قدرها قيادات غربية خرجت لتوها من متحف الإستعمار القديم.

لقد بدت مصر تحت سياسات الببلاوى دولة بلاحكومة، تتلاعب بها جماعات الإرهاب التى تتحدى الدولة علانية فتقطع الطرق وتنظم التظاهرات وتغتال ضباط الشرطة وتحرق سياراتهم وتحاصر منازل القضاة وتروع أسرهم وتستهدف حرق المنشآت والسيارات وتعتدى على الجنود، والمواطنين، وتخرق قانون التظاهر الذى لم تنفذه حكومتنا السنية "بفتح السين" إلا على النشطاء السياسيين لتشق صف وتماسك جبهة 30 يونيو، وتعربد الجماعات الإرهابية فى سيناء والعريش والشيخ زويد وتضرب فى العمق فى القليوبية والإسماعيلية والشرقية والقاهرة وطنطا والإسكندرية وكأنها فى مأمن من إعمال القانون والحساب والمساءلة. لقد حولت أيدى الإرهاب الآثمة مصر بحدودها وعمقها مسرحاً لعمليات الإجرام والإغتيال والحرائق، وقصارى مايفعله الببلاوى وحكومته الطرية هى بيانات الشجب والتنديد، ولا من إجراء جاد حاسم يعيد للبلد استقرارها وللدولة هيبتها.
الأخطر أن سياسات وممارسات الببلاوى وحكومته التى لم تقدم شيئاً للشعب يشعر معها أن ثورته كانت لصالحه لا وبالاً عليه، فلا قدموا برنامجاً يعيد للإقتصاد عافيته، ولا قدموا أفكاراً نشعر معها أننا على طريق يعفينا من الإستدانة ومد اليد للمساعدات والهبات والمنح، ولاحاولوا إستثمار أموال المعونات العربية فى تشغيل المصانع المعطلة، ولا فى مشروعات بديلة ذات دورة رأس مال عاجلة، ولا تصدوا لمكافحة البطالة، ولا استطاعوا ترويض السوق الذى ترتفع فيه الأسعار كل يوم ويتحكم فيه بارونات التوكيلات العالمية "الكمبرادور" عابر القارات المتوحش، وتركوا الناس فريسة لآليات السوق المختلة والظالمة، تحدثوا عن العدالة الإجتماعية فازداد الناس فقراً وألهبت ظهورهم الموجوعة سياط الإستغلال والإحتكار والتسلط، وبدأت بفضل هذه السياسات الخرقاء موجة عاتية من الإحتجاجات الفئوية التى دفع الناس إليها فى محاولة للعيش والكرامة. وساعد على تنامى كل هذه المشاكل الضعف البادى فى مؤسسة الرئاسة، التى اعتمدت نفس سياسات مبارك فى الشكلانية والإحتفالية وفخامة صياغات الخطاب السياسى مع فقر مردوده وخوائه.

وفيما يبدو أن الببلاوى وحكومته لم يتعلموا درس مبارك ولا مرسى، فى أن هذا الشعب ماعاد يحتمل أن يلاعبه أو يضحك عليه أحد، ولم يعد من السهل تسكين غضبة الناس بإعلان "الإخوان جماعة إرهابية" فهو إعلان شكلى مسكن، لايحمل آليات تنفيذ حاسمة، ولم تقم الحكومة ولا الرئاسة باتخاذ إجراءات قانونية ولا إدارية ولا حتى دبلوماسية فى هذا الإطار، وتعلن المتحدثة الأمريكية بأن سفارتهم فى القاهرة تلتقى وتتشاور بشكل دورى ومستمر مع الإخوان!! فى تحد سافر للدولة، لكنها محقة إذ لم يصلها من الببلاوى وحكومته ولا عدلى منصور وإدارته ما يوجب إعتبار الإخوان منظمة إرهابية، وكان على الخارجية القيام بحملة دولية نشطة ومن خلال منظمات الأمم المتحدة لوضع العالم أمام مسئولياته بدلاً من ترك بلادنا مفتوحة لكل من أراد أن يدس أنفه فى شئوننا الداخلية.
ولقد حذرنا أكثر من مرة أن هذه التوجهات والممارسات إنما هى طعنات فى قلب الثورة، وهى أيضاً خصم مباشر من رصيد المشير السيسى، الرجل القوى فى الدولة والذى فوضه الشعب لمقاومة الإرهاب الذى يستفحل كل يوم، والذى توقع منه الشعب أن يمارس دوره الحاسم فى تحسين ظروف الحياة، الأمن ومستوى المعيشة والكرامة الوطنية، وكلما تأخرت هذه الآمال والمطالب العادلة كلما تناقص رصيد السيسى لدى الناس، وبدأ الشارع يتساءل: هل رهاننا على السيسى رهان خاسر أو ليس فى محله؟ وهل السيسى راض عن سياسات الحكومة ورئيسها؟ وإذا لم يكن راضياً لماذا لم يعمل على إقناع الرئيس عدلى منصور بتغيير فورى لحكومة تخصم من رصيد مصر ورصيده هو شخصياً ومخزون الصبر لدى الناس كل يوم؟ وكلها أسئلة مشروعة نخشى أن تأتى إجاباتها صدمة مدوية فى صندوق الإنتخابات الرئاسية.

الحكومة نقطة ضعف كبيرة فى مستقبل الوطن ومستقبل السيسى الرئاسى، ويخطأ كل من يراهن أكثر من ذلك على صبر الناس، لأن البسطاء والفقراء الذين وجدوا فى السيسى البطل والمنقذ بدت رهاناتهم متأرجحة، والمثقفين وأبناء الطبقة الوسطى والنشطاء الداعمين للسيسى والمصطفين معه فى جبهة 30 يونيو راح أكثر من فصيل منهم إلى أبعد نقطة خارج دوائر السيسى، فمنهم من عاد لخطيئة "يسقط حكم العسكر" ومنهم من راح يؤيد غيره علنا ويحمله باعتباره الرجل القوى فى مصر كل أخطاء وخطايا هذه الحكومة البائسة الفاشلة. وهنا مكمن الخطر، الذى ينبغى إصلاحه فوراً إما بإقالة الحكومة، أو باستقالة السيسى المسببة والعاجلة منها، هذا إذا أراد حسم معركته الرئاسية مبكراً لصالحه الذى هو نفسه صالح الوطن ومستقبل المنطقة العربية كلها.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل -هيكل- الملغزة وغواية الأنا
- إعادة هيكلة الدولة حتم تاريخى لا رفاهية
- السيسى لا يلعب النرد مع -هارى بوتر-
- على من يكون الرهان؟
- طارق البشرى: فراغ باتساع الوطن
- دكتور حسام عيسى والجامعات الخاصة
- حكومة الفرجة فى مسرح العبث
- هل السيسى ظاهرة شعبية لسلطة ملهمة؟!
- إنى أتهم: الحكومة و-المدبلجين- وغيرهم
- التاريخ يستدعى قادته وأبطاله
- مندوب المصالح الأمريكية في الحكومة المصرية
- حتى لاتكون -المفوضية- هى وصفتنا غير السحرية - د. مصطفى حجازى ...
- الأستاذ هيكل فى لزوم مالايلزم
- وهل من الديمقراطية تفكيك مصر وتبديد دولة الحد الأوسط؟
- -خلايا الإخوان النائمة مابين التبرير والتسويغ والتحريض- : طا ...
- -الجبهة الوطنية مابين مسلسلات السياسة و-خرم إبرة- -: ماتيسر ...
- ثورة يوليو وموسم الهجرة إلي الشمال
- معظم الناس هم أناس آخرون‮
- وما اشتكت عيناه إلا بمصر
- الحزن يسكن قلب الوطن


المزيد.....




- مراوح قارب تسحق ذراع شاب أثناء غطسه في البحر.. والسائق معتذر ...
- ترامب يعلن مواصلته عقد تجمعات بأماكن مفتوحة بعد محاولة اغتيا ...
- ألمانيا.. ازدياد شعبية الحزب المعارض لإمدادات الأسلحة إلى ال ...
- -سرايا القدس- تعلن السيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية في خا ...
- فرنسا لا تستبعد ضلوع طرف أجنبي في أعمال تخريب شبكة القطارات ...
- أستراليا تحظر استخراج اليورانيوم من أحد أكبر المناجم في العا ...
- صحيفة أمريكية: نتنياهو بين نارين بعد طلب واضح من قادة الديمق ...
- إسرائيل تقدم للإدارة الأمريكية مقترحا معدلا لصفقة التبادل وو ...
- نعيم قاسم: أعيش أفضل حياة لن أتخلى عنها وحسن نصر الله أسعد إ ...
- سلسلة انفجارات تدوي في مدينة دنيبر الأوكرانية


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - مخاطر استمرار الببلاوى وحكومته