أصبح من المعلوم بأن المؤتمر المؤجل للأحزاب و القوى القومية و الدينية و والزمر المتشكلة من قبل أمريكا سوف ينعقد متبنيا لوثيقة مقدمة من قبل أمريكا، أواسط الشهر المقبل في لندن.
لاتخاذ الموقف من المؤتمر لا يحتاج المرء الى مراجعة برنامج و اوراق عمله. فبغض النظر عن المضامين الرجعية لبدائل القوى والاحزاب المشاركة، يمثل الهدف الحقيقي من ذلك الاجتماع شئ اخر غير ما سيتم تناوله واقراراه. ليست نتائج المؤتمر فحسب، و أنما مجرد عقده في هذه الظروف يكشف جوهره و الهدف الحقيقي من ورائه. أنه ميدان آخر من الميادين التي تستكمل فيها أمريكا أستعداداتها لفرض الحرب و المجازر على جماهير العراق. فأمريكا تريد أضافة نكهة عراقية لجريمتها. انه مؤتمر أضفاء الشرعية على جرائم قتل أطفال العراق و المدنيين العزل. انها تظاهرة أعلامية يراد منها تسويق خطط أمريكا و مجابهة الاحتجاج العالمي المتنامي ضد الحرب. انها مؤامرة رخيصة يعد لها و بالتعاون مع الاعلام المأجور في الغرب لاضافة مشاهد و خدع هوليودية الى سيناريو "تحرير جماهير العراق عن طريق ابادتهم" .
لا يشك منصف في ان الاحزاب و الاطراف المشاركة في المؤتمر لا تمثل و بأي وجه أهداف و تطلعات جماهير العراق. و هناك ضمن المدعوين عدد غير قليل من المسؤولين السابقين و الضباط الذين سياتون الى الى المؤتمر ، في وقت يلاحقهم لا العشرات بل المئات من أصحاب الدعاوى الفردية المقامة ضدهم بأعتبارهم مسؤولين عن جرائم حرب و أبادة جماعية. لن ينخدع أحد بأسماء و القاب الزمر المشاركة، فهناك من المشاركين المحتملين من لا يمثل بالكاد حتى أعضاءه المسجلين. و لكن ليست تلك هي القضية لا بالنسبة لهم و لأمريكا و لا للأعلام الماجور. فأهمية هؤلاء هي في انهم لاشيء، رأسمالهم هو أفلاسهم السياسي. هؤلاء مجاميع من الكومبارس في مسرحية الدم الامريكية تنتهي مهمتهم مع أنتهاء المذابح، لا يمكنهم أن يتحولوا الى أبطال لأي تغيير جدي في العراق. انعدام الاهمية و الافلاس موهبة تفتح أيديهم و تجعلهم يلعبون، دون خوف من أضاعة شيء، الادوار المرسومة لهم.
أن السعي المحموم لتلك القوى لشغل المقاعد و الادوار في السيناريو الامريكي لا يعبر بأي شكل من الاشكال عن تطلعات و آمال الجماهير للتخلص من النظام البعثي الفاشي، كما لا يمكن لأمريكا خداع الجماهير و خلط الاوراق و تغطية أهدافها المفضوحة من الحرب بمسألة أسقاط صدام الذي يمثل أمنية عزيزة في قلوب جميع الاحرار ليس في العراق فحسب بل في سائر أنحاء العالم.
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي سيقف في وجه تلك المؤامرة. سنطلع الرأي العام العالمي على المضامين الحقيقية لها، و ندعو الجماهير و الاحرار لأفشالها. اننا نعلن بأن أي حزب سياسي في العراق له أدنى اهتمام و مسؤولية بحياة و أمن الجماهير، عليه ليس مقاطعة المؤتمر المذكور فحسب، بل اتخاذ موقف ادانة و استنكارله. اننا ندين محاولة اضفاء الشرعية على المجازر الامريكية ضد الجماهير، كما ندين المشاركين في تلك المؤامرة و نفضح تجار الحرب و دعاتها.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2002-11-21