|
الحل لا يكمن في الاصلاح بل الازالة ..
اكرم عبدالمعطى حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 09:28
المحور:
الصحافة والاعلام
ليس من شك في أن الحكومات التي تعاقبت بعد الثورة قد فشلت جميعها في تحقيق أهدافها، فما زال المصريون يترقبون حصاد ثورتهم، ومازالت الروتينية المعقدة هي الحائل بين الإنسان وكرامته، فلم تقض حكومات ما بعد الثورة ولم تحد من إجراءاتها المجحفة، بل زادت حدتها بدعوى مقاومة الفساد وعدم مخالفة اللوائح والقوانين، متناسين أن الظلم نفسه كامن فى تلك الإجراءت المهينة وأن التمسك بها جريمة فى حق الشعب.. ناهيك عن الطوابير أمام المخابز وأنابيب البوتاجاز والتى لا تزال تذكر الشعب بخيبة أمله فى الثورة ، وأن الوصول للعدالة الاجتماعية المنشودة لا يزال محفوفاً بالمخاطر، وعلى الشعب أن يستمر فى ثورته!! ورغم كل هذه المعاناة الملقاة على عاتق النظام والشعب، إلا أن الجميع لم يتلمس الإجابة على سؤال:اين الخطأ ؟ وإذا كان ثمة إجابة على السؤال، فغالباً ما يتم إرجاعها إلى المؤامرة. سواء أكانت مؤامرة من الخارج لتفكيك مفاصل الوطن، أو من الدخل للتمكين من السلطة. فعندما لم يجد الشعب لثورته نتاجاً ملموساً على الأرض، ثار على المجلس العسكرى، متهماً إياه بخيانة الثورة والمولاة لنظام مبارك والرغبة فى الاستمرار بالسلطة وطالبه الشعب بالرحيل. وكأن فى رحيلهم ينضوى الحل. وفى مخرجهم من السلطة بوابة الأمل إلى الحياة المدنية الكريمة، التى تُعنونُها الديمقراطية، وتكون العدالة والموطنة وحقوق الإنسان شعارات أساسية فيها. وخرج العسكر وجاء الإخوان بالصناديق، وما يلبث أن ثار الشعب عليهم وطالبهم بالرحيل، ومن ثم ظهر في الافاق فارس جديد يرتدى الزى العسكري ويبدوا اننا وقعنا بين شقى الرحى اما الدولة الدينية او العسكرية .. اعتقد ان السيسي لن يختلف كثيرا في تحويل الدولة الى بوليسية مثله مثل باقي العسكريين . ربما سيطور الى حد ما المنظومة لكن هل سيطور فكرة الاصلاح . انا لا اعتقد , فالإصلاحيون لن " ينفعونا في شيء " نحن نحتاج الى مطور لا إصلاحي قالها القدماء ببساطة " اللي وقع ما بيتصلحش " اذن فالحل لا يكمن في الاصلاح بل الازالة " “ " فما زالت الغيوم تعربد في السماء، والاتهام بالتآمر والخيانة هو أسهل التهم التي يمكن إلصاقها بأي نظام نرغب في خلعه، وكأن جميع الأنظمة خائنة. وليس بيننا نظام رشيد!! ورغم أن الجميع يرى في إسقاط النظام حلاً للخروج من هذه الانقسامية الشديدة، التي تعمقت في النسيج المصري يبدوا أنى أعترض؛ فالحل ليس في رحيل النظام بل فى مساندته وتقويمه حالة انحرافه عن المسار. وليس الحل فى إسقاط حكومة والإتيان بأخرى، فالحل أن يجتمع علماء الأمة ومفكروها الشرفاء الذين لا ينتمون لأى حزب أو جماعة أو تيار سياسي لوضع خطة استراتيجية لإنقاذ مصر، فلا جدوى لتغيير حكومة دون وجود خطة عمل مدروسة يضعها أهل الخبرة والرأي، ويلتزم بتنفيذها التكنوقراط. فمشكلتنا الأساسية أنه حينما ذهبنا لإسقاط نظام مبارك لم يكن لدينا النظام البديل، ولم نتفق بعد على ملامحه ومعالم الطريق إليه!! وفى خضم هذه المشكلات، لم يفكر أهل الرأي في تكوين جبهة تخطيط للخلاص من الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي المأزوم، بل شكل هؤلاء من أنفسهم جبهة للصياح فى الميادين والخطب على منابر الإعلام، مستهدفين فقط كرسى الرئيس، ففيه تكمن المشكلة ويكمن الحل!! وهذا لا يعفى النظام من المسئولية، فقد انشغل عن أهدف الثورة بتمكين جماعته من السلطة. وفى حين يقيس جماعة الإخوان نجاح الثورة بالإتيان برئيس منتخب ووضع دستور جديد للبلاد، يقيس الثوار فشل الثورة بعجزها عن تحقيق أهدافها الأربعة. فالمصريون لا يهتمون بكون الرئيس نزيها أو شريفاً أو مصليا، بقدر ما يهتمون بقدرته على تحقيق العدل وكفالة الأمن والحرية وصيانة الكرامة الإنسانية، ولا يفهمون فى الدساتير ولا فنون صياغتها، بل يفهمون أكثر فى حصاد تطبيق الدساتير وانعاكساتها على تحسين معيشتهم وصون كرامتهم. والحل يتمثل فى الاتفاق حول المعايير العامة للنجاح والتى تنطلق من أهداف الثورة الأربعة، وذلك لن يتم إلا بتمكن جبهة العلماء من وضع خطة استراتيجية لإنقاذ مصر تنطلق من أهداف الثورة وتعتمد على مواردنا المتاحة، على أن يضمن الرئيس تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة، تمتلك الخبرة والكفاءة وليست الفهلوة فى تنفيذ الخطة والالتزام بأهدافها وجدولها الزمنى، مع وضع مؤشرات مبدئية للنجاح والسير فى الطريق الصحيح ويكون الشارع هو المُقَيّم الرئيسى للنتائج. وبعد وضع الخطة تتحول هذه الجبهة إلى جبهة رقابية ذات سيادة، تظل دائماً خارج الميادين، وبعيداً عن السياسة، تبحث بعين الخبراء وحكمة العقلاء عن مواطن الخلل ومكامن الضعف،
#اكرم_عبدالمعطى_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر .... ورحلة البحث عن - زعيم -
-
المرأة والدستور
-
انا المغيب
-
في ذكرى ميلاد الرسول ( ص )
-
الإخوان .. ومعركة الخلاص .
-
ماذا لو كنت أخوانياً .. أعتقد كان سيكون ذلك مقالى
-
واخيرا تقرر لجنة الخمسين في خبر عاجل. انهاء مجلس الشورى والى
...
-
حتى سقوط مرسي لا يعنى انتصار الثورة المصرية
-
مصر هزت عرش الإخوان
-
لكل ظالم العصيان
-
هل أصبح الرئيس المعزول له شرعية .؟
-
الله لا يخطئ . إذن فهم لا يخطئون
-
الليلة خاتمة الاشياء
المزيد.....
-
5 قتلى و200 جريح.. أحدث حصيلة لضحايا هجوم الدهس بألمانيا
-
من هو السعودي المشتبه به في هجوم الدهس بألمانيا؟ إليكم التفا
...
-
مراسل CNN في مكان سقوط الصاروخ الحوثي في تل أبيب.. ويُظهر ما
...
-
المغنية إليانا: عن هويتها الفلسطينية، تعاونها مع كولدبلاي، و
...
-
هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار
...
-
ناقد للإسلام ومتعاطف مع -البديل-.. منفذ هجوم ماغديبورغ بألما
...
-
القيادة العامة في سوريا تكلف أسعد حسن الشيباني بحقيبة الخارج
...
-
الجيش اللبناني يتسلم مواقع فصائل فلسطينية في البقاع الغربي
-
صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي بلغت 45.227 شخصا منذ بد
...
-
إدانات عربية ودولية لحادثة الدهس بألمانيا
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|