|
هل لله قلب
أحمد عفيفى
الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 02:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الله؛ بكل الميثولوجيات، بما فيها الميثولوجيا الإسلامية، كهل مهيب حكيم، ولم نعرف حتى الآن على وجه الدقة، لماذا توغل الميتافيزيقيات وتشترك بتصوير الله كهل، رغم أنه قياسا على أبديته وأزليته المفترضتين، شاب أو راشد، وليس بالضرورة شيخ أو كهل، وهو ما يؤكد بشرية الله أو بشرية صناعته وتصوره، يتبع تلك التصورات والتهويمات انه رحيم، ونظرة واحدة على تاريخ الحياة سوف تثبتان، أنه أي الله، بحال وجوده؛ هو المخلوق الأغبى والأقسى عبر التاريخ، بدء من الفقر مرورا بالجهاد وصولا للسرطان، وأي رئيس وزراء أوروبي هو كائن احكم وارحم من جلالته، بل ربما تجاوزه اوباما بغباءه ومحدوديته في الذكاء والرحمة، حيث انه لا يوجد مواطن أمريكي الآن قادر أو غير قادر لا يتمتع بتأمين صحي كامل، أتاه الله من فضله أو نسى كعادته بحكم السن ولم يؤته.
الله بقرآنه المتناقض؛ أكثر من كتاب عكف على تأليفه سكّير، يخبر الملائكة المساكين الذين يعرفون مسبقا الغيب، تماماً مثلهً، انه سيخلق فيها من يقتل فيها ويسفك الدماء ولا يبالي، هكذا بمنتهى البرود؛ لا يبالي، قطعا منتهى الحكمة والصدق والرحمة، ثم ينزعج المسكين المغدور به، ويفاجأ وهو السميع العليم البصير الفشيخ، عندما يأكل آدم من شجرة تفاح تافهة، ويعاقبه على تفاحة ولا يعاقب الشيطان على مصيبتين؛ المعصية والغواية، بل يتركه خالد، ويخسف بآدم وذريته القتله الأرض، أي تناقض أو علم أزلي أيها الله وأنت تعرف مسبقا انك ستخلق عصاه قتله ولن يكون مصيرهم ومستقرهم الجنة وان الشيطان افسد عليك خططك ولم يقتنع بهراءك، وجعلك رغما عن انفك أضحوكة، بل جعلك تتركه خالد بصلاحيات اقرب لصلاحياتك، ودعني أخبرك من موقعي على الأرض هنا، إن كنت فقدت الصلة بالأرض أو انقطع عنك الانترنت، الشيطان محبوب أكثر منك لأنه صريح وصادق وواضح ولا يقمع شهوات الناس وغرائزها ولا يجبرهم عليها بل يتركهم يجربون ويقررون، عكسك أنت أيها العتيق الأناني المتشدق، الذي لا تدرك شيئا عن تطور الناس والحياة، يا من تسكن ببرج عاجي أو طيني لا اعلم، وتراقب من بعيد كمن اقترف جرماً.
ودعني بعد كل ذلك أفترض؛ كما سوف اغونان يفترض، بعد سيل من كتاب الموتى المدعو بالقرآن، وآياته السخيفة السقيمة المضحكة المملة، أن لله قلب، حسنا، تلك سوف تكون مصيبة أكبر، بل إن شئت الحق كارثة، فلو أن لله قلب، يرى به ويشعر، فحتماً، لابد يتخير أطول وأمضى سكين بمطبخ الجنة، حيث يذبحون لحم طير مما يشتهون، ويغمده بقلبه حتى المقبض، حتى يرتاح ونرتاح، يرتاح من بؤسه وغباءه وضعفه ومسئولياته التي لم يضطلع بها يوماً، ونرتاح وأطفال سوريا ونساءها المتجمدون والمتجمدات على الحدود بين العراء والبرد، والنساء الأرامل اللائي يترددن على جمعية رسالة الخيرية لتلقي العون المادي لأنهن بلا عائل ولا مال وأحيانا بلا مأوى، والفتيات اللائي يعملن براتب يكفي طعامهن وكسوتهن بالكاد، وتخطين الثلاثين دون رجل يُرضي ويطمئن غريزتهن وأمومتهن، والرجال العجائز الذين ألقاهم آل زهايمر دون حول منهم ولا قوة بعنبر رقم 26 شيخوخة بمستشفى العباسية للأمراض العصبية و النفسية، ودعني لا أذكر لك عدد النساء الغارمات بسجن القناطر، ممن يعُلن صغارهن وهن بالسجن، لظروف حياتية بالخارج، أبشع من السجن.
كل ذلك؛ ولله قلب، أعتقد، إن لم أكن على يقين، أن قلب هُبل، كان أرق من قلب الله، فلم تكن توجد بالجزيرة وبالعالم بعد ذلك كل هذا الخراء الإسلامي وقرون من تعطيل الغريزة والعقل، ومن يتربص بكلامي، عليه مراجعة تاريخ العرب قبل الإسلام للأستاذ الدكتور الباحث جواد العلّي، حتى يدرك عن مصادر ووثائق، أن هذا الدين مقيت، ومشروع طموح نجح، ليس أكثر من مشروع محمدي طموح نجح، فاسد لكنه نجح، وطوبى لمعاوية وذراريه حينما لم يصدقوا هذا الهراء من مبدأه لمنتهاه، ولست بشيعي أو علوي أو جن أزرق، ومعاوية وعلى وعمر كلهم رجال أعمال بمشروع طموح فاسد نجح، بالقوة والجبر والقهر نجح، بالسيف والسبي والعنف نجح، بالغاية تبرر الوسيلة نجح، المصيبة والكارثة أنه نجح، كما نجح هتلر باجتياح العالم، وهو قطعاً على خطأ، والعرب قبل ذلك المشروع الانتقائي الانتقامي ألتوريثي، كانوا أهل طيبة وكرم ومسئولية، تكاد تقترب من مجتمعات المدن المتحضرة الآن، تجارة وزراعة وعمل، وليس حرب وجهاد وغنيمة، كالصعاليك وقطاع الطرق وزعماء العصابات.
لو أن لله قلب؛ ولو أن هذا القلب به قطرة من دم، فيجب أن يشنق الله نفسه، تكفيراً عن جرائمه بحق الحياة و الناس، أو يقدم نفسه للمحاكمة، إن واتته الشجاعة، وأشك أن تأتيه، حتى تتم إدانته، ويُسجن مدى الحياة، تكفيراً أيضاً عن خطاياه وتكاسله وتخاذله بحق الناس والحياة، فطبقا لكتابه المتهافت – كما تدين تدان – وكما سيحاسب هو الناس على أخطائهم، فليحاسب هو نفسه قبلا على أخطاءه.
#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مهاترات عفيفي
-
الله والجنس
-
آهورا مزدا
-
أخ علي
-
الآن زوروها
-
الله أكبر كذبة
-
يضر ولا ينفع
-
الميّتة
-
روح الله
-
الإمام العفيفي
-
قلب الله
-
الله الشبح
-
الله البشري
-
الحيرة الحمقاء
-
عقل المُلحد دليلُه
-
فصيل وثني
-
تاريخ زائف
-
الرب الشرقي
-
هل أتاك حديث الزنديق
-
تحصيل حاصل
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|