|
الأهداف بين العقائد والسياسة
محمد مهدي السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 20:23
المحور:
المجتمع المدني
بحث موجز بعنوان ( الأهداف بين العقائد والسياسة ) . العقائد ومفردها عَقدْ تعني الالتزام بوثيقة يُتّفق عليها والالتزام بها وعدم الإخلال ببنودها او مناقشتها ( يختلف الاعتقاد ومستوياته من شخص لآخر * ) حسب فهمه وما عقد عليه الذهن من التسليم والإتقان والمعرفة . ومن الأهمية بمكان ان اذكر هنا ان أفكار الانسان وتوجهاته وبمرور الزمن وبقدر تعلق الموروث البيئي المتراكم في مخيلة الانسان لا شعوريا من الأقوال والأفعال تصبح تلك الموروثات عقائد تؤثر فيه وتقف سدا منيعاً وحاجزا قوياً بوجه الأفكار التي تختلف مع مبتنياته الفكرية بل ويندر من يقابل تلك الأفكار ( التي أصبحت مسلمات بالنسبة له ) التي تعود للآخرين فيرحب بها او يسمح بمناقشتها بتجرد او تخلي عن العاطفة او العصبية لذلك نجد من الخطورة ان تنتقد عقيدة ما او تتطرق الى بحثها فضلا عن محاولة تفكيكها ( باعتبارها مسلمات لا تناقش وفق المنظور العَقَدي لصاحبها ) . ومن وجهة نظر معتدلة عقلائية فان المسلمين اتفقوا على ثلاثة من المعتقدات كمفهوم ثابت وليس كمصداق وهي : التوحيد والنبوة ( القرأن ) والمعاد اما ما خلا ذلك فلن يخرجك من الاسلام ( قلنا ان الاعتقاد يختلف من جماعة لأخرى ) ومع قبول قاعدة ان كل المسلمين اليوم يتفقون على ان الشعب هو مصدر السلطات ( هكذا ورد في دساتيرهم ) وان القرآن الكريم قد أشار الى قاعدة للتعامل مع الجميع في الاية ( قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألّا نعبد ألّا الله ولا نشرك به شيئا ) ال عمران 64 . حيث تختص العبادة بعلاقة الانسان وخالقه وحينما نعرف ان العبادة هي روح الدين حيث أشار القرآن الكريم ( وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون ) الذاريات 56 . وقد انتقد القران حال الامة الاسلامية وتفرقها وتمزقها الى طوائف وملل ونحل ومذاهب فقال عز وجل ( كل حزب بما لديهم فرحون ) المؤمنون 53 . لذا اصبح عسيرا ان تتفق الامة والحال هذه على ما يتناسب وتقدم الامم ومسايرة ذلك التطور وفق مفهوم الدولة المنظمة وبعيدا عن الادارة ورعاية شؤون الامة وكيفية إدارة الحكم والسلطة والقيادة والتنظيم والرعاية وما يعرف بمفهوم السياسة التي تعني علم الادارة والحكم ..... من هنا فان استخدام المعتقد في السياسة وزج الدين او المفاهيم التي تعبر عنه وهي بلا شك مفاهيم ثابتة وراسخة في الذهن أقول ان زج هذه المفاهيم في أتون مجموعة من المتغيرات والعمل القائم على المصالح والتفاوض والمرونة والتقابل في الأهداف والحلول الوسطية ( ربما ) قد اثار الأفكار التي ورثها الانسان من مجتمعه كرواسب بيئية وأفكار أصبحت عَقَديه مترسخة . فمن الخطورة بمكان ان يتحدث السياسي بعنوان الله وإرادته وفق ما يراه هو كمصداق لا مفهوم ثابت ، ومن خلال التاريخ الاسلامي لم نجد نظرية ثابته توضح آلية او كيفية شكل الحكم في الاسلام ( كنظام لإدارة الدولة الحديثة ) .. وارى بل واتفق مع كثير من الباحثين الذين اثبتوا تطور المفهوم السياسي لدى المسلمين باعتبار الشعب مصدر السلطة حيث استطاع هذا المفهوم ان يؤثر بصورة كبيرة على الجمود الفكري واستنساخ الماضي من خلال الإسقاط التاريخي لكل حركة حاضرة ولأننا قلنا ان الأفكار هي مجموعة من المعتقدات ( تختلف من شخص لآخر او من جماعة لأخرى ) وعلى قاعدة (لا ضرر ولا ضرار ) لا بأس ان يكون الاسلام دين الدولة شرط ان يكون وفق المفهوم الذي قلناه وهو ان الدين يعني العلاقة بين الانسان وخالقه . اما الدولة فهي تعتمد الأسس التي تهتم وتحافظ على كل أفراد المجتمع بغض النظر عن اعتقادهم او ثقافتهم وغير ذلك ، وهذا لا يعني الغاء دور المؤسسة الدينية في رفد الدولة بما تحمله من رؤى تساعد في تقويم وتصحيح لخطوات الدولة في إصلاح المجتمع دون التدخل المباشر في سياسة الدولة ونظمها التي ارتكزت عليها في اشاعة السلام وحفظ الحقوق والحريات للأفراد بغض النظر عن قومياتهم او أعراقهم او ثقافتهم وبما يسمى مفهوم المواطنة في الدولة المدنية التي تعتمد الأسس الديموقراطية في الحكم ومن أولوياتها ان تحفظ لكل شريحة حقوقها في الثقافة والمعتقد مشروطا باحترام المعتقدات للآخرين والاختلاف الذي يؤدي الى نسف التعايش المجتمعي والسلام
#محمد_مهدي_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|