أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد عبد الستار - التانغو الاخير لصدام














المزيد.....

التانغو الاخير لصدام


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1243 - 2005 / 6 / 29 - 12:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اليوم مساء قرأت بسرور بالغ خبرا نقله احد المواقع الالكترونية مفاده مثول المجرم طارق عزيز وزبانية النظام السابق امام المحكمة الجنائية العراقية . يقول البيان :
( مثل المتهم طارق عزيز في الأسبوع الماضي أمام أحد قضاة التحقيق في المحكمة الجنائية المختصة للتحقيق معه حول أحداث عام 1991 ، و كذلك مثل المتهمون صابر عبد العزيز الدوري و سلطان هاشم أحمد و علي حسن المجيد أمام قاضي التحقيق و بحضور محاميهم و أعضاء من الادعاء العام للتحقيق معهم حول استخدام الاسلحة الكيميائية خلال عمليات الانفال العسكرية عام 1988).
وبالقدر الذي يشعر فيه المواطن العراقي بالسرور لمثل هذه الا خبار الا انه يصاب بالاحباط للاجراءات الماروثونية التي تسير بها هذه المحاكم السلحفاتية .
ولو اجرينا حسابا بسيطا، لوجدنا ان الجريمة التي ارتكبت عام 1988 قد مضى عليها مايزيد على سبعة عشر عاما بالتمام والكمال ، وان هؤلاء المجرمين، وكبيرهم الذي علمهم السحر - صدام - في قبضة العدالة منذ عامين ، وهم من المجرمين المعروفين للصغير والكبير، وسجلاتهم معروفة ومكتوبة على كل حجر ومدر في العراق ، لا بل حتى خارج العراق، فلم يسلم احد من سوط الجرائم التي ارتكبوها، واقوالهم واعمالهم موثقة بالصوت والصورة في اغلب اشرطة تسجيل المحطات الفضائية وارشيفاتها، فلو تتبعنا ارشيف قناة الجزيرة الفضائية ، لاحصينا اغرب تصريحات من فاحش القول ودنئ الافعال للمجرم صدام وطارق عزيز ، وقل مثل ذلك عن عزت الدوري ومحمد حمزة الزبيدي وعلي كيمياوي ومن لف لفهم.
ان الامر المستغرب ان تطول هذه المحاكمات كل هذا لوقت، وكأن هؤلاء المجرمين ارتكبوا اخطاء في المدرسة الابتدائية ، وان أحدهم نسي واجبه المدرسي أو لم يكتب وظيفته ، ولذلك فان القاضي يرأف به ، ويريد مساعدته في اكمال واجباته ، ولا يحتاج الى اكثر من جرة اذن !
ان هؤلاء المجرمين ارتكبوا من الاثام والمعاصي ماتهتز له الجبال وترتج له السماء ، فان دماء الآلاف بل مئات الآلاف من العراقيين الابرياء في رقابهم ، فمن يستطيع نسيان الجرائم التي ارتكبت بحق ابناء مدن بكاملها مثل كربلاء والبصرة والسليمانية واربيل ، او بحق علماء النجف والكاظمية من ال الحكيم والصدر والخوئي وغيرهم ، او من الكرد في حلبجة او من عرب الاهوار او التهجير الذي راح ضحيته الاف الكرد الفيليين ، او الانفال التي طالت الاف البرزانيين؟
المؤسف في الامر ما يظهر لنا من مجرى الاحداث ومسارها، فالمحكمة الجنائية المختصة غير مستعجلة في اصدار الاحكام العادلة بحق هؤلاء المجرمين ، ولربما تريد ان تلعب معهم لعبة القط والفار، كي تطيل الامر الى اجل مسمى قد يساعد في اطلاق سراحهم او ايجاد طريقة لتهريبهم خارج القضبان ، وعلى هذا المنوال يصدق المثل العراقي في اداء المحكمة الموقرة : جيب ليل واخذ عتابة.
وليس من شك ان الامر لايحتمل الكثير من اللعب، فقد بلغ السيل الزبى ، وان لم يحاكم ازلام صدام باسرع وقت وينالوا جزاءهم العادل فستكون هناك فسحة واسعة للارهابيين كي يعيثوا في البلاد فسادا، ولربما لم تكن تصريحات السيد رامسفيلد دون معنى حين يقول كلما يطل علينا في برنامج تلفزيوني او في تصريح اعلامي : ان الارهاب سيكون اعنف وانه سيستمر لسنوات اخرى . فياللعجب ! هل هي ارادة رامسفيلد ام هي نبوءة منه؟ ألم يسأل نفسه هذا الوزير الدفاعي المغوار عن اسباب استشراء الارهاب في العراق ؟ ألم يدفع الشعب العراقي ما يكفي لقاء القاء القبض على صدام في حفرة تافهة؟ وهل يصعب على الشعب العراقي معالجة مشكلة الارهاب لو اتيحت له الوسائل الكفيلة بتنفيذ ارادته مثلما يريد دون تدخل من رامسفيلد وامثاله الذين قد يعرفون كل شيء الا احوال العراق وشعابه وشعوبه.
ان القوى السياسية العراقية في الجمعية الوطنية مدعوة لمناقشة الامر بكل جد وهمة وصراحة ، لان عدم استكمال الاجراءات القضائية بحق هؤلاء المجرمين واصدار الاحكام العادلة بحقهم يسلب الشعب العراقي ارادته، وسيستشري الخراب في البلاد ، ولا بد من طرق الحديد وهو ساخن.
ومع ان عنوان هذه المقالة مقتبس من الفيلم الشهير التانغو الاخير في باريس ، الا ان من اللافت للانتباه مقولة علي كيمياوي عن محاكمتهم انها فيلم هندي ، وهي مقولة تثير الكثير من التساؤلات ، فاذا كان المجرمون في قبضة العدالة ، وجريمتهم مسجلة ، معروفة ، وموثقة ، فلماذا كل هذا التأخير والتهاون في انزال القصاص العادل فيهم ، وهل هي حقا فيلم هندي ؟!



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة العراقية
- هلموا لنحاكم المجرم صدام حسين
- المسؤولية التاريخية في مواجهة الارهاب
- كونداليزا رايس ... ماهكذا تورد الابل
- اللور في كتابات مينورسكي ... ملاحظات واشارات
- تحايا بلون البنفسج الى هؤلاء الشيوعيين الاماجد
- ذكريات في رحاب السيد المسيح عليه السلام
- مؤتمرات القمة العربية ... في ميزان الفشل والنجاح
- استحقاقات مستعجلة للمرأة العراقية بمناسبة يوم المرأة العالمي
- الكرد الفيليون .... نحو مشاركة ايجابية اوسع في الانتخابات ال ...
- نتائج الانتخابات: مبروك للعراقيين .... مبروك للفائزين
- من اغتال رفيق الحريري
- الشعب العراقي مدعوالى تأييد ترشيح المناضل جلال الطالباني لمن ...
- أصابع بلون البنفسج .... دبكات كردية
- النخبُ الاول من أجل الانتخابات
- تضامن الكورد في الانتخابات دليل على وعيهم السياسي لتحقيق أما ...
- لماذا خرجت قناة الجزيرة عن طورها
- لماذا لاتنتخب بعض المحافظات العراقية
- تطوير ثقافة الاكراد الفيلية مساهمة في تطوير الثقافة العراقية
- لا دفاعا عن ايران..... ولا زغرا بالشعلان


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد عبد الستار - التانغو الاخير لصدام