عدنان جواد
الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 14:51
المحور:
المجتمع المدني
المكتب الذي أكل أصحابه
عدنان السباهي
تنفس العراقيون الصعداء عندما رفع الكابوس عن صدورهم وانهار صنم العهد الدكتاتوري البائد، وتخيل الناس بأنهم سوف يحيون حياة الرفاهية ويشبعون وينسون الحرمان المطبق لسنوات طويلة، دون أن يحسبوا إن معركتهم قد بدأت للتو، لان الذي تهدم واحرق لايمكن أن يبنى بيوم وليلة، وهناك من يقول إن الشعب بريء من أفعال النظام لماذا يأخذ بجريرة غيره، لنتركة يستعيد عافيته لكن العكس حدث، وتضافرت الجهود لإفشال التجربة الجديدة ، فكان العراقيين في سجن كبير، وكان اعتى المجرمين وخاصة السراق والمفسدين واصحاب السوابق في سجون النظام الذين تم اطلاق سراحهم جميعا قبل عام 2003، وربما البعض يقول ان مؤسسات الدولة كانت محترمة ليس لاحترام القانون لكن خوفا من العقاب ، اضافة الى تطبع البعض على اسلوب الوشاية والرشوة والتهديد والوعيد بالحصول على الاموال لانه كان من ضمن اجهزة النظام السابق وخاصة الحزبية التي كانت تمارس مثل هذه الامور، وبعد دخول القوات الاجنبية الى العراق وانهيار النظام ، فان بعض الحركات والاحزاب الدينية والتي ورثت تعاطف الشعب ومزيدا من الاحترام لانها وقفت بوجه النظام ونشرت الوعي الديني، لكنها وقعت في خطا لم تتنبه له ، الا بعد وقوع المحذور،بادخالها من هب ودب في صفوفها من دون النظر لخلفياته وسوابقة، وبعد ان تم سرقة اموال الدولة ومؤسساتها اصبح البعض من النكرات اصحاب شان، بامتلاك الشركات والمناصب التي منحت للبعض من دون استحقاق فتم استهداف كل من يعترض على تصرفاتهم او يخالف منهجهم ، ولكي يبرروا تصرفاتهم المشينة تستروا خلف مكاتب تحمل اسماء دينيه محترمة وقاموا ببعض الاعمال الخدمية، فتم التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة باسم المكتب وتم اهانة الطبيب واستاذ الجامعة والتعدي على دوائر الدولة وقوانينها باسم المكتب، بل وصل الامر الى حد القتل والتصفية لمن يقف بطريق المكتب الذي اصبح واجهة لشركات ومؤسسات مالية ضخمة جمعت بطرق غير مشروعة ، فانتشر كره الناس للمكتب بعد ان كانت الناس تحترم بل البعض منهم يقدس من يحمل اسمه، ومع الاسف وبعد فوات الاوان اكتشفوا اولي الامر ماكانت عليه مكاتبهم ، فقررو اعتزال السياسة اكثر من مره للحفاظ على رمزيتهم ، لكن المصالح والامبراطوريات واهل المناصب تجبرهم للعودة ويبدو ان هذه المرة الاخيرة لان المكتب اكل اصحابه وقضى عليهم
#عدنان_جواد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟