أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد الحلبي - هل كذب من قال (الدين لله والوطن للجميع)؟















المزيد.....

هل كذب من قال (الدين لله والوطن للجميع)؟


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 11:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم أنني لا أملك حساباً على تويتر، غير أن صحبي يتهمومنني بأنني (أغرد) خارج السرب، وذلك بسبب المواضيع التي أتطرق إليها عندما يلح علي قلمي أن أكتب، ورغم أنني لا أنجو في معظم الأحيان من نقد يتراوح بين العتب، واللوم حد التعنيف، إلا أن طبيعتي التي تدفعني إلى ارتياد مواضيع يتحرج من التطرق إليها غيري، هذه الطبيعة هي المسؤولة حتماً عن حرماني من ثقة بعض من أحب وأحترم، وأجزم صادقاً أنني في هذه (الشطحات) التي أتهم بارتكابها، لا أقصد أن (أخالف فأعرف)، إذ من السهل أن يعرف المرء دون أن يخالف، غير أن ارتياد جملة من الآراء والمواقف، والتي أصبحت بمرور الأيام مقدسات لا يجب الاقتراب منها، يحمل في طياته – وهذا من طبيعة الأمور – خطر سوء الفهم أو تقصد إساءته، وفي الحالتين احتمال تعرض من يجرؤ على إخضاع هذه الآراء للنقاش والمجادلة إلى التشكيك في نواياه الطيبة حداً هو وسط ما بين الجهل والتخوين.
(شطحة) اليوم تتعلق بمناقشة ازدواجية المعايير عند الغالبية العظمى الشعب العربي، وهي كثيرة لا تكاد تحصى، أخص منها بالذكر العلاقة بين الغالبية المسلمة والأقلية المسيحية، فعند مناقشة هذه العلاقة، تبادر الأغلبية إلى التشدق بوجود المساواة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد الذين يجمعهم أصل عرقي مشترك ولغة واحدة وتاريخ واحد، لا فرق بين مسيحي ومسلم، فالجميع إخوة. هذا الكلام نظرياً موجود وصحيح، أما على أرض الواقع، فالتمييز لصالح الأكثرية على حساب الأقلية أوضح من أن ينكره حتى فاقد البصر، وبمجرد الخوض في هذا الحديث، يتنطح البعض لكي يذكرنا بمسيرة الشيخ فارس الخوري وكيف أنه، مع أنه مسيحي بروتستانتي لبناني المولد، فقد وصل إلى مناصب رفيعة في الدولة السورية أثناء الانتداب الفرنسي وعقب الاستقلال، ومنها رئاسة المجلس النيابي ورئاسة الوزراء عدة مرات، وكذلك تمثيل سوريا في الأمم المتحدة، وكأنه لم يوجد في تاريخ سوريا مسيحي واحد يستحق المساواة سوى مسيحي واحد هو المرحوم الشيخ فارس الخوري، إذ أليس من الغريب ألا يتسلم أحد المسيحيين السوريين غيره وبعده مثل هذه المناصب؟.
ولو عدنا بإنصاف إلى تاريخ العرب المسيحيين في الجزيرة العربية، لوجدنا أن قبائل عربية كثيرة، منها إياد وتميم وحنيفة، كانت تدين بالمسيحية قبل ظهور الدعوة الإسلامية في مكة، ويدل تاريخ قريش على قيام علاقات وثيقة بينها وبين مسيحيي الجزيرة العربية، حتى أن بعض هؤلاء المسيحيين العرب تسلم مناصب دينية رفيعة في مكة، ومنهم زيد بن عدوان التميمي، الذي ولته قريش شؤون (الإفاضة ) إلى منى بعد نحر الهدي الذي كان يهدى في الجاهلية إلى الأصنام الموجودة حول الكعبة، وقصة الملك اليهودي ذو نواس، الذي حفر الخندق وألقى فيه بالمسيحيين في نجران، ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)، فانظر إلى وما صف الله تعالى به مسيحيي نجران بأنهم (المؤمنين) وأن ذو نواس، ملك نجران اليهودي، انتقم منهم لأنهم آمنوا بالله العزيز الحميد، وقصة مسيحيي نجران عندما وفدوا على مسجد الرسول ص في المدينة وحان وقت صلاتهم، طلب منهم ص أن ينتحوا في جانب من مسجده ليقيموا صلاتهم، وعندما هرب المسلمون الأوائل من بني جلدتهم من قريش، طلب منهم نبيهم ص أن يلجأوا في الهجرتين الأولى والثانية إلى نجاشي الحبشة المسيحي لأنه (ملك لا يظلم عنده أحد). هذا في الجزيرة العربية، أما في بلاد الشام، فلا شك أن أجدادنا العرب الأوائل هناك، والذين كانوا إما يهوداً أو وثنيين، دخل قسم كبير منهم في المسيحية، وكان اشتراكهم مع الرومان في الدين سبباً للتقريب بين الجانبين، لكن عندما وفد أبناء عمومتهم العرب المسلمون من الجزيرة العربية، لم يجد الجانبان صعوبة في الاندماج والتفاهم، خاصة وأن المسلمين الأوائل كانوا يتبعون وصية خليفتهم الأول أبي بكر الصديق بعدم التعرض للمرأة والطفل والشيخ والمتعبد في صومعته، وعندما قام الأمويون بتعريب الدواوين، كان المسيحيون العرب في بلاد الشام هم ساعدهم الأيمن في ذلك، وبالتالي فإن لمسيحيي بلاد الشام، في العروبة والمواطنة، أسبقية على العرب الذين جاؤوا مع الفتح الإسلامي.
هذا العرض السريع لسيرة مسيحيي المشرق أكثر من كافية للتدليل على أن حقهم في الوطن والمواطنة لا ينازع، وكل من ينازعهم فيه إما جاهل لم يقرأ التاريخ، أو أحمق متعصب.
ربما جرني إلى هذا الموضوع استشراف ما ينبغي أن تكون عليه سوريا بعد انتصار شعبها على التسلط والدكتاتورية التي دامت نصف قرن من الزمان، ذاق خلالها المسلمون والمسيحيون مرارة العيش تحت سلطة نظام أحمق، وربما كان من أبسط حقوق المسيحيين السوريين، والذي لا جدال فيه ولا منة، هو أن تفتح أمامهم الطريق واسعة لتسلم أي منصب حكومي حسب الكفاءة والمقدرة، من رئاسة الدولة إلى رئاسة الوزراء، نزولاً إلى وزارة الدفاع وقيادة الجيش ورئاسة الأركان. هو حمق ما بعده حمق أن يعطى المسيحيون حقوقهم بالعبارات الرنانة فقط، بينما يحظر عليهم الوصول إلى أي منصب رفيع في الدولة، وإذا كان المرحوم الشيخ فارس الخوري قد أخذ حقه كاملاً كمواطن سوري، فإن هناك في مسيحيي الشام عشرات الآلاف أمثال فارس الخوري، وتمنياتي على من سيتولى حكم سوريا مستقبلاً أن يفتح المجال أمام جميع السوريين للترشح لجميع المناصب بغض النظر عن الدين، بل بحسب الكفاءة، وكفانا تشدقاً بالشعار القائل (الدين لله والوطن للجميع)، هذا الشعار الذي فقد معناه على أرض الواقع. كما أنه ليس في منع المسيحيين من الترشح لرئاسة الدولة السورية انتقاص من حقهم فقط، بل هو انتقاص كذلك من حق الذين يؤيدون هذا الحق، والذين يرغبون في انتخاب رئيس مسيحي لسوريا، وأنا منهم، فهل هناك أفضل من جورج صبرا أو ميشيل كيلو أو غيرهما من أسماء الإخوة المسيحيين الوطنيين السوريين، وهم كثر، لتسلم هذا المنصب الرفيع، وهل بهذا تعود سوريا إلى احترامها بين الأمم، فعندما وصل فارس الخوري إلى رئاسة الحكومة السورية، كتبت الصحف عن ذلك يومئذ:( وإن مجيئه إلى رئاسة الوزراء، وهو مسيحي بروتستانتي، يشكل سابقة في تاريخ سوريا الحديث بإسناد السلطة التنفيذية إلى رئيس غير مسلم، مما يدل على ما بلغته سوريا من النضج القومي، كما أنه يدل على ما اتصف به رئيس الدولة "المقصود شكري القوتلي" من حكمة وجدارة).
فهل ستخيب سوريا ظننا، فتثبت أنها كانت منذ سبعين سنة أكثر نضجاً وقومية ووعياً مما هي عليه الآن؟.
21 فبراير 2014



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ف ، ح ، و (فلسطينيون، حملة، وثائق)
- من المسؤول، مرسي أم السيسي
- (شرم الجنيف)
- ثواب وعذاب
- أمة العبقريات
- وكر الشيخ
- نظارة من فييتنام
- وزراء الدفاع،،، عن مصالحهم
- وداعاً يا عرب
- القداسة المزيفة
- كفٌّ حنون
- اعرف عدوك
- بغل أبي فيصل
- استنتاجات خنفشارية، من المظاهرات المليونية
- حصاد اسبوع من الحقل المصري
- قطرات الزمن المهتريء (شتتت النكبة الفلسطينية الأسرة الواحدة ...
- المعارضة المصرية: ما لها، وما عليها
- هل في الحزبية والأحلاف ديمقراطية؟
- الدفاتر القديمة
- لكل أمة طباع


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد الحلبي - هل كذب من قال (الدين لله والوطن للجميع)؟