مصطفى الصوفي
الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 05:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس اول مره و لن تكون الاخيره حينما يتعامل معي احد بناءاً و أحتساباً على ال( طائفة ) الاخرى التي لا ينتمي اليها (هو ) !. أضعف الايمان (اسمك مصطفى الصوفي ) الصوفي يعني متصوفة , يعني مذهب , ثم يبدأ اطلاق الاحكام ! .
من الأمثلة الاخرى على الموضوع هي : انت تنتقد مفاهيم المذهب الشيعي يعني انت وهابي , انت تخالف الرأي القائل بكذا يعني انت من فلان طائفه . فمره يكون الحكم من منطلق شيعي , مره اخرى من منطق سني , مره فلسفي , و مره عشائري. المكرر دوما هو تصنيف الاخر ضمن طائفه و قطيع بشري بدون اي احترام لخصوصية هذا الفرد وعقله وتجاربه الشخصية وقراءاته للواقع ! .
اخر التصنيفات التي وردتي هي اني (سني من الانبار ) بسبب ما طرحته ما اراء اخالف بها الرأي العام والسائد لدى مثقفينا في الشارع العراقي , يجهل من صنفني اني وراثيا "محسوب " على فئة تختلف تماما عن تصوراته بسبب ارائي ! ..
من اكثر الحوارات المزعجة هي الحوارات الشخصية مع بعض اصدقائي الذين اختلف معهم , لأنها غالبا ما تبدأ بعبارة (انتم ) , (نحن ) , وهي اقرب للاسلوب (الشخصي العشائري الجمعي) وليس اكثر من الاسلوب الفكري الخلافي .
دوغما الطوائف وثقافة التعميم التي تعيش بها غالبية عقول العرب فهي دوما مستعده لخلق هويات وقبائل وعشائر لبدأ الطرح الاثني واستحضار "التاريخ القديم " للصراعات القديمة , وبصراحه هم متعودون ولا يلامون على ذلك الاسلوب لان يدرك احدهم خطئ ما يقع به هذا المنطق .
الثقافة العامة دائما ما تكون شموليه و غالبا ما يخضع الانسان الشرق اوسطي و يندرج ضمن فئات تحدد مصيره وحياته وأفكاره , فنجده يدافع عن فئته و افكارها وأيدولوجياتها التي ورثها وينال بشراسه من الفئات الاخرى التي (ورثها ) الاخرون على الاغلب ايضاً .
ستجد الكثير من مستخدمين هذا المنطق عاجزين عن اجابتك بعقلانية حينما تواجههم بالسؤال : على اساس يكون انسان واحد مسؤول عن تصرفات وعقول الاخرين الذين تحسبه عليهم اعتباطاً كبديهية للحديث معه , هل انا مسؤول عن اوزار من تحسبني عليهم رغم اني لم افتعلها ولا اؤمن بهذا الخطأ الذي يمارسوه , الا تدرك اني فرداني اؤمن بعقلانيتي الفردية وليس لدي دخل في ثقافة القطيع فربما اليوم اختلف معك وربما غدا اتفق مع ثقافتك و عقلانيتك الغير مستقله لتأثرها بآراء عشيرتك او طائفك او اثنيتك ؟!.
الامر يتجاوز هذا , انه يصل للشعور بالتهديد والشخصنه ان تم انتقاد الثقافة الشموليه التي تربطه بالاخرين فكريا !. وربما ذلك هو لب المشكلة ! اننا لا ننظر للافكار على انها افكار بل ننظر لها كأنها جزء من اعضائنا الحيوية , لاننظر اليها كوسائل , انما كغايات , لذلك اي حديث عن تلك الافكار سيؤخذ على محمل شخصي وليس من منطلق فكري اختلافي ! .
مدونتي على البلوغر :
http://mindadvent.blogspot.com/
#مصطفى_الصوفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟