أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - لحظات الخذلان..ولحظات الخيانة














المزيد.....

لحظات الخذلان..ولحظات الخيانة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 315 - 2002 / 11 / 22 - 06:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



   المشترك في ردود افعال ممثلي المعارضة العراقية وممثلي "الشعب" في المجلس الوطني العراقي حول قرار مجلس الامن 1441 هو التخاذل الواضح والصريح تجاه جماهير العراق .فممثلوا المعارضة العراقية، كانوا على احر من الجمر في اصدار ذلك القرار دون حذف بند اللجوء التلقائي الى القوى العسكرية في حالة عدم اصياع العراق للقرار وبالتالي الانتظار بكل حرقة على ان يرفض صدام حسين القرار لتبدأ امريكا بهجومها العسكري . اما ممثلوا "الشعب" فلم يكونوا اكثر من دمى تعلمت ان تتحرك دون وجود من يلعب بخيوطها، فرفضت القرار  تحت عنوان دفاعا عن سيادة العراق وكرامة الوطن .والطرفان لم يكترثا ماذا سيحل بالانسان في العراق  لو شنت امريكا حملتها العسكرية .
السخرية تكمن، بأن كلا الجانبين يدعيا بأنهما ممثلا الشعب ،المعارضة العراقية تؤيد كل اشكال السياسة الامريكية اللانسانية من الحصار الاقتصادي والقصف الجوي اليومي والتهديدات العسكرية  تحت ذريعة التخلص من الديكتاتورية من اجل حرية الشعب طبعا.اما دمى المجلس الوطني  فتقدس الحالة المزرية من فقر وجوع وحرمان بحجة الدفاع عن كرامة الامة العربية .وكلاهما وافقا على شن الحرب لابادة جماهير العراق .
لكن الانعطاف الذي حصل او قمة الدراما المسرحية حول قرار مجلس الامن هو قبول صدام حسين  للقرار دون قيد او شرط ليببن للعالم ان اكثر الوحوش الدمويين في تاريخ العالم المعاصر والفائز على هتلر وبوش الاب والابن في مسابقة الجرائم لابادة البشرية، هو اكثر رافة من ممثلي المعارضة العراقية ودمى المجلس الوطني تجاه جماهير العراق.والذي اضاف حلاوة  على تلك المسرحية عندما طالب عدي صدام حسين المجلس الوطني من خلال وثيقة وزعها على اعضائه بالموافقة على قرار مجلس الامن . فهل يمكن ان يتصور المرأ مثل هذه المهازل بحق الانسانية عندما يكون الجلادين ارحم من الذين يدعون بأنهم ممثلي الشعب العراقي!
وتتضمن تلك الوثيقة ايضا الاشارة الى الاعتراضات والاحتجاجات العالمية ضد الحرب فيما اذا كانت قوتها هي نفس قوة تلك التظاهرات التي كانت تنظم ضد الحرب الفيتنامية او ضد التمييز العنصري في جنوب افريقيا فأنها ستحول دون شن امريكا الحرب على العراق. في المقابل فان اطراف من المعارضة العراقية تظهر استنكارها وشجبها ضد تلك الحركات الاحتجاجية ومتهمة اياها بأن عملاء البعث ورائها .المفارقة تكمن هنا بين مجرم يحتمي بتلك التظاهرات كي لا يطيح براسه وبين من يدين تلك التظاهرات كي يرفع راسه على جماجم مئات الاف من جماهير العراق .ولا ندري لماذا لا تخبرنا تلك الاطراف هل ان عملاء البعث وراء الاحتجاجات ضد الحرب الامريكية على افغانستان ومن قبلها كوسوفو ومن ثم ضد سياسات صندوق النقد والبنك الدوليين وضد الحرب الفيتنامية ,,,!
الكلمة الاخيرة التي اود ان اقولها هنا هي ان التيارات البرجوازية بأنظمتها الحاكمة ومعارضيها واحزابها وسياسيها تعودت ان تقذف تهمة الخيانة على كل من تعاون او تخابر مع الاجنبي او جلب جيش العدو الى اراضيها.فالخيانة لا تتجاوز في عرفهم غير انتهاك المصلحة القومية العليا  والتراب وارض الوطن الذي لا يمتلك فيها المسحوقيين غير الزنازين والمقاصل.
اما خيانة الانسانية ، رمي البشرية في الحروب ، تجويع اطفالها، المساومة على مصيرها وارتهانها تحت رحمة الجلاد والعوز والمرض والجوع، تحويلها الى وقود ومحارق ..فليس في عرف الطبقات الحاكمة خيانة .ان جماهير العراق لم تشهد خيانة وخذلان في تاريخها كما تشهدها اليوم على يد المعارضة العراقية والنظام البعثي الفاشي والغرب بقيادة امريكا .  



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي في معادلة الاوضاع السياسية في ...
- الحظ العاثر لندوة احمد الجلبي عندما تتزامن مع مكرمة صدام حسي ...
- مرحبا بالمدنية والتحضر ..مرحبا بقتل المزيد من اطفال العراق
- ما بين- مكرمة صدام حسين- والحرية السياسية
- ثلاثة رسائل من الحزب الشيوعي العمالي العراقي في تورنتو
- BBC تسبح عكس أتجاه التيار الانساني
- ان كنت تكذب فأصقله جيدا ! لماذا هذا هذا العويل على -الشعب ...
- -الشيطان الاكبر- عراب الاسلاميين في -تحرير العراق-
- في الذكرى الرابعة لرحيل القائد العمالي والشيوعي الرفيق حكمت ...
- الانهزامية والاوهام في ذلك الفصيل من اليسار العراقي !
- رسالة مفتوحة الى الجالية العراقية في كندا
- دول وانظمة وكوفي عنان والانسان العراقي
- في الدفاع عن المجتمع المدني العراقي
- جريمة التكفير ..من المسؤول ؟ من نجيب محفوظ إلى نوال السعداوي ...
- رسالة مفتوحة الى وزير حقوق الانسان في حكومة اقليم كردستان - ...
- الاستفتاء والحصار
- السياسة الامريكية والسيناريو المظلم للمجتع العراقي
- تحالفات المعارضة العراقية والمشروع الامريكي والمجتمع العراقي
- شباب العراق وقود التيار القومي
- الحزب الشيوعي العراقي والحصار الاقتصادي


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - لحظات الخذلان..ولحظات الخيانة