كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 15:04
المحور:
ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014
لا شك ان الصورة التي قدمتها الاديان عن المرأة، سببت احدى اهم اسباب تردي وضع المراة الحالي والانتقاص من مكانتها وقدرها، ولكن على مايبدو بدأ بعض رجال الدين المتنورين، باعادة النظر في موضوع المرأة، وبالتالي رفع الاجحاف والتشويه الذي اصاب المراة على امتداد قرون.
وعلى هذا فبالرغم من كل الظلام الذي يحيط بالنظرة الى المرأة، الا ان هناك تفاؤل بدأت تظهر ملامحه من خلال الدعوات الصارخة لرفع الغبن عن المرأة، واعادة الشأن لها، لان بقاءها في العتمة لم ينتج الا مزيدا من العتمة.
يقال ان الدين اتى اساسا لاجل الرجال وليس لاجل النساء، وفي الامر الكثير من الحكمة، فالمرأة كائن فهم سر الكون والتكوين، لانه يحتوي الخلق بداخله، وهي على وعي كامل بذلك، بينما بقيت نظرة الرجل قاصرة وغارقة في الجزئيات فكان لا بد من تنويره اذا صح القول، ومن هنا جاء الدين له، لكنه بدل ان يستنير به استغله ليحقق به سلطته ومصالحه المادية وكان اولها اخضاع الكائن الاكثر مقدرة منه، الكائن المتفوق عليه، المرأة، اخضعه له.
ولان الدول العربية سنت بغالبيتها تشريعاتها ودساتيرها من الدين، بل تحديدا من النظرة الذكورية للدين، نتج عن ذلك اقصاء المرأة، وتقليص مكانتها. بدون شك ان تأسيس دول علمانية سيساهم في تعزيز مكانة المراة ودورها، لان ممارسة القمع باسم المقدس، امر لم يعد منطقي ومقبول في هذا العصر، حيث الاصوليات لم تعد مقبولة عند اكثر الرجال فكيف من قبل النساء، وخصوصا ان هذه الاصوليات تسعى الى سلب المرأة ماناضلت قرونا في الحصول عليه.
في عالم اليوم الذي يئن بالحروب والتهديد، يجب ان يطلق صراح المرأة، ليس لاجل المراة فقط بل لاجل الانسانية عامة، علّ حكوماتنا تستجيب للنداء، وعلّ الاذهان الذكورية المتغطرسة تلين، ويتم اشراكها بمختلف جوانب الحياة الخاصة والعامة.
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟