أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - لايمكن لاي دستور يصاغ في ظل الاحتلال ان يكون دائما














المزيد.....

لايمكن لاي دستور يصاغ في ظل الاحتلال ان يكون دائما


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1242 - 2005 / 6 / 28 - 14:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انطلاقا من ان الاحتلال لايمكن ان يكون دائما، لانه لايمكن لاي شعب ان يرضخ للاحتلال بكل جرائمه التي يقترفها يوميا ، بشكل دائم، فلا يمكن لاي من ادواته مهما عمل لتسويقها ان تكون دائمة. فالحكومة والبرلمان والدستور والقوانين كلها ادوات لتثبيت هيمنته مهما اضفى عليها من سمات الشرعية والديموقراطية. وعلى الرغم من ذلك فان على القوى الواعية ان تعمل من اجل توعية الجماهير باهمية الدستور، لما بعد التحرر والذي بدوره لايمكن ان يكون دائما طالما يبقى المجتمع في تطور دائم من مرحلة الى مرحلة ارقى اقتصاديا واجتماعيا.. وجاء تمسك الشعب العراقي بكلمة الدائم من التأثير السلبي للدساتير المؤقتة التي صاغتها الانظمة الدكتاتورية التي حكمت العراق بعد سلب ثورة الرابع عشر من تموز طابعها الديموقراطي.
ولتكن هذه مناسبة لممارسة الشعب حقه في صياغة الدستور، والعمل على ان يتضمن الدستور المزمع سنه تحت ظل الاحتلال كل الجوانب الايجابية التي تضمن اولا وقبل كل شيء: حق شعبنا في التحرر من الاحتلال والتمتع بخيراته الى جانب الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتساوية بغض النظر عن الجنس والقومية والدين وجميع الحقوق التي تتضمنها وثيقة حقوق الانسان والاتفاقيات الدولية حول الغاء التمييز ضد المرأة وحقوق الطفل والغاء جميع القوانين التي تتناقض مع هذه الاتفاقيات. مع التنبيه ، بناء على تجارب شعبنا سواء بالنسبة للدستور الذي صيغ في العشرينات من القرن الماضي في ظل الاحتلال البريطاني او الدساتير المؤقتة التي تلته، الى :
اولا يجب ان لاتشغل قضية صياغة الدستور القوى الوطنية الديموقراطية عن القضية المركزية وهي: مقاومة الاحتلال بجميع الاشكال والوسائل. وثانيا انه لايمكن ان يكون هذا الدستور دائما ولا قضية مصيرية ولابد من الغائه فور انهاء الاحتلال، وسن دستور جديد ينسجم وطموحات شعبنا و ثالثا ضرورة اليقظة والرقابة الدائمة اتجاه محاولات قوات الاحتلال وادواتها خرق المواد الايجابية في الدستور . فالدساتير السابقة لم تكن قاصرة ولكن خرقها كان دائما وبشكل مفضوح اما قوات الاحتلال فلها من الخبرة والادوات اكثر من جميع الانظمة السابقة في هذا المجال. ورابعا لتكن قضية تطبيق الدستور والالتزام بمواده الايجابية احدى جبهات مقاومة الاحتلال. فقد نص الدستور المؤقت على مساواة المرأة بالرجل في جميع المجالات. ولكن كيف تم خرق ذلك عمليا؟. لقد اطلقت قوات الاحتلال العصابات الارهابية لتختطف النسوة واعتقال واغتصاب المئات والاعتداء على السافرات الامر الذي دفع الكثير من العوائل الى منع بناتهم من الذهاب الى المدرسة والى العمل والى اضطرار حتى غير المسلمات على التحجب وغير ذلك . لقد نص نفس الدستورعلى ان لاتقل نسبة النسوة في البرلمان عن 25%.. حقا اكثر من النسبة في مجلس صدام اللاتي وقعن على كل القوانين التي تبيح قتل المرأة. اما نساء برلمان الاحتلال الامريكي، فقد طالبت بعضهن صراحة باحكام الشريعة الاسلامية والغاء قانون الاحوال الشخصية،والى حق الرجل بضرب المرأة وبتعدد الزوجات، أي العودة بنا الى خمسة عشر قرنا الى الوراء فضلا عن افتعال تمثيليات تثير المجتمع ضد حقوق المرأة باستغلال بعض البرلمانيات للقيام باعمال دنكشوتية لتثير الاشمئزاز من عملية تحرير المرأة والدعوة لتبوئها المراكز الادارية والتشريعية، والاعلان عن اعتراف بعض النسوة بقيامهن بابشع الاعمال الارهابية لاثارة النقمة على المرأة وعلى من يدعو لتحررها .
فالدستور الدائم الذي تعد به قوات الاحتلال من خلال ادواتها الحكومة المؤقتة والبرلمان هو وسيلة :
اولا لاشغال الشعب عن القضية الاساسية وهي مقاومة الاحتلال. وبدلا من عقد المؤتمرات وتوحيد القوى لكتابة دستور يضمن حقوق الجميع، عمل على تثبيت الطائفية والمحاصصة حتى في كتابة الدستور. فضلا عن كسب الوقت لتثبيت قواعده العسكرية والاجتماعية والاقتصادية.
وثانيا ايهام الناس بانه دستورهم الدائم والالتزام به. في حين هي وادواتها يعملون على خرقه منذ لحظة سنه وبناء القواعد الاجتماعية والسياسية والفكرية لخرقه . وتجنيد كل ادواتها ولاسيما الارهاب لحرمان شعبنا من حقوقه.
وثالثا تثبيت هيمنتها وما ترمي تحقيقه من مصالح على حساب شعبنا من خلاله بوضع بعض المواد بصيغ مطاطة او صريحة كما تضمن الدستور المؤقت لادارة الدولة الذي سنه الحاكم الامريكي بريمر في المادة 59 . .
ان سنتين ونيف على الاحتلال وما يكابده شعبنا من تقتيل واذلال وحرمان من اهم حقوق الانسان: حق الحياة الامنة والحرمان من كل وسائل العيش الطبيعية وترسيخ لكل التقاليد البالية والتفرقة العنصرية والطائفية والتهديد الدائم بالارهاب الدموي وبالحرب الاهلية واخيرا بعودة النظام السابق، تدفع شعبنا لمقاومة الاحتلال ومطالبته جميع قواه الحية الى قيادة هذه المقاومة وحمايتها من سعي قوات الاحتلال لاختراقها ودمجها مع قوى الارهاب لتبرر دمغ كل المقاومة بالارهاب مستغلة غياب القيادة الواعية. فلا يمكن لشعبنا ان ينعم بالحرية والديموقراطية والامن مع بقاء قوات الاحتلال باي شكل كان . ولاشك في قدرة شعبنا على تحقيق ذلك تسنده كل قوى البشرية الحية بما فيها الشعب الامريكي الذي اخذت مطالبته بسحب القوات الامريكية من العراق . وعندئذ فقط يمكن اقامة النظام الديموقراطي المتحرر من كل تبعية او وصاية، ووضع احسن الدساتير وتطويرها مع تطور شعبنا خاصة والبشرية عامة.
سعاد خيري
20/6/2005



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وبعض مؤدلجي القرن الماضي
- نداء في يوم الطفل العالمي
- الابتعاد عن النهج الماركسي احد الاسباب الرئيسية لانهيار التج ...
- تطوير الماركسية يحتم تحديد ودحض النظريات التحريفية والتي تجا ...
- التراث الماركسي وتطوير الماركسية
- تحريف المفهوم الماركسي للتعاييش السلمي
- الاحتفال بيوم النصر على الفاشية مهمة كفاحية
- نداء في يوم الشغيلة العالمي نزع سلاح اعداء البشرية المسؤولية ...
- الماركسية سلاح البشرية من اجل التحرر والتطور الدائم
- النضال الجماهيري سبيلنا للتحرر والديموقراطية
- هل اصبح الشعب العراق خارج التاريخ
- ديموقراطية الاحتلال تعلن للعاطلين العراقيين رأس العراقي بمائ ...
- اليوم العالمي للمرأة احد اللبنات الاساسية في بناء العولمة ال ...
- اوضاع المرأة العراقية في بلد الديموقراطية الاحدث
- زكي خيري يرد على اسئلة اليوم
- راهنية مواقف وكتابات زكي خيري الوطنية والاممية بعد عشر سنوات ...
- راهنية مواقف وكتابات زكي خيري الاممية والوطنية بعد عشر سنوات ...
- الانتخابات اول معركة سياسية كبرى خاضها الشعب العراقي ضد الاح ...
- الثقافة العراقية في ظل الاحتلال
- المرأة والسياسة


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - لايمكن لاي دستور يصاغ في ظل الاحتلال ان يكون دائما