أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عوني المشني - التطبيع ، النضال في الوسط الاسرائيلي ، اوجه الشبه والاختلاف















المزيد.....


التطبيع ، النضال في الوسط الاسرائيلي ، اوجه الشبه والاختلاف


عوني المشني

الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 21:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


قيل ان الثورة الفيتنامية انتصرت في شوارع واشنطن ونيويورك قبل ان تنتصر في هانوي ، وهكذا ايضا الثورة الجزائرية فقد شكلت حركة مناهضة الاستعمار في فرنسا عنصرا مؤثرا ساهم في القرار الفرنسي بالجلاءعن الجزائر ، وقيل ايضا وفق رأي فرانتز فانون في كتابه "معذبوا الارض "عن الاستعمار الفرنسي والثورة الجزائرية ان التماهي مع الاستعمار احدى عقد النقص الذي يعناني منها المستعمرون ( بفتح الميم ) وان نجاح الاستعمار في السيطرة على عقول المستعمرين ( بفتح الميم ايضا ) يشكل اخطر اشكال الاستعمار
ودائما وابدا كان هناك اشكالية في الفهم والممارسة ما بين النضال في الوسط المعادي والتطبيع فالشعرة الرفيعة جدا ما بين الاثنين ليس بالسهولة التقاطها وفي الكثير من الاحيان تختلط الاشياء والمفاهيم ليصبح التمييز بين المفهومين فيه الكثير من الصعوبة ، فاللغة والمفردات واساليب العمل تتشابه ، واحيانا تجد ان هذا التشابه يصل الى حد التطابق ، والاهم من هذا ان كثيرا من وجوه الاستسلام والانتهازية يستخدمون مفهوم النضال في اواسط العدو كمدخل او رداء ليمارسو ابشع اشكال التطبيع والتماهي مع الاحتلال 
من المؤكد انه من البغيض جدا ممارسة التطبيع تحت حجج واهية ، لكن من البغيض ايضا اقفال باب نضالي ضروري وحيوي تحت عنوان محاربة التطبيع ، خاصة اننا نخوض معركة مصيرية تعتمد على النضال الشعبي والمقاطعة وحشد رأي عام واسع ضد نظام الفصل العنصري الاسرائيلي ،هذا يفرض علينا الوقوف بجدية ومسئولية امام هذا الموضوع وتحديد الفروقات ما بين هذين المفهومين . 
اولا : العلاقة بحد ذاتها مع اسرائيليين ليست مرفوضة من حيث المبدأ وفق كل المفاهيم الوطنية او النضالية او الدينية ، ولا يوجد فصيل الا ومارسها بشكل او باخر ، والاهم اننا كشعب نمارسها كتجارة وعمل وسياسة بشكل تلقائي ، لهذا فان الخلاف ليس على العلاقة بحد ذاتها وانما على مضمون وحدود العلاقة ومخرجاتها ، العلاقة مع الاسرائيلي قائمة بالضرورة وفي جزء منها مفروضة قسرا ، وهنا المسأله كيفية استخدام العلاقة وتوظيفها بما يخدم شعبنا .
ثانيا : ان العنصر الحاسم في تحديد العلاقة بين اسرائيليين وفلسطينيين ليست الشخوص الذين نتعامل معهم وانما الرؤيا التي تحكم العلاقة ، فنحن لا نقتصر بعلاقتنا على حزب بذاته او مجموعه بذاتها وانما علاقتنا منفتحة ويحكمها البرنامج السياسي الذي تقوم عليه العلاقة وفي العلاقة السياسية انت لا تبحث في الطرف المعادي عمن يقفون الى جانبك فحسب بل وعن المترددون الذين بجهدك يمكن ان يقفو معك وعمن هم ضدك ولكن بجهد ما يمكن ان يخففو من درجةعداءهم ، وبمعنى اخر فان اطراف تستطيع ان تستميلها واخرى تحيدها وطرف ثالث تخفف عداءه ، فالعمل السياسي ليس مع الاصدقاء فقط وانما مع الاعداء ايضا ، ومن يقول ان الحكاية ليست اقناع بل مصالح فهذا صحيح على مستوى النخب ولكن على المستوى الشعبي فالقناعات مهمة وهي جديرة بالعمل من اجل تغييرها . وتشكيل لوبي ضاغط على المستوى السياسي يشكل مدخلا يستحق العمل من اجله . 
ثالثا : ان الفيصل الاساس في العلاقة هو البرنامج والرؤية السياسية ، بمعنى ان علاقة قائمة على كنس الاحتلال ورفض كل تجلياته هي العلاقة المقبولة بينما علاقة تشرعن الاحتلال وتكرسه وتتصالح معه فهي بالتأكيد هي التطبيع المرفوض بعينه وهي العلاقة التي يدخل في اطارها العمل الانتهازي والربحي والاستسلام . وما بين تلك العلاقتين المتناقضتين تلك عناصر تشابه واختلاف ، قد يكون في الشكل هناك اكثر من عنصر تشابه لدرجة ان الامور جدا تختلط ولكن التناقض صارخ وكبير في جوهر كل من تلك العلاقتين ، بالجوهر هناك علاقة تعزز نضالنا الوطني وتقوم على العمل الدؤوب لكنس الاحتلال ، وعلاقة يستخدمها الاحتلال لشرعنة وجوده وخلق تصالح معه . وفي سياق العلاقة فان من تتطابق معه بالبرنامج يشكل دوما الجانب الاسهل في العلاقة ، لكن تعقيد العلاقات مع اطراف اخرى تختلف معها في مواقف وتتفق معها في مواقف اخرى وهنا يأتي التداخل والاختلاط بين التطبيع والعلاقة القائمة على رؤيا نضالية ، ان من يتوهم ان الطهارة كافية لخلق وجهات نظر مختلفة في الوسط المعادي مخطئ ولكن فتح ثغرة في جدار العداء والرفض الاسرائيلي للحقوق الوطنية يحتاج الى ما هو اكثر من الطهارة . 
رابعا : ان تسارع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى اللحظات المصيرية التي تحدد مستقبل الصراع عبر الموقف من الحلول المطروحة يستدعي جدلا مكثفا وصاخبا احيانا عند الطرفين ، ويزداد الجدل حدة كلما اقتربنا اكثر من لحظة الحقيقية ، والجدل احيانا يختلط ليصبح جدلا عاما يشارك به الطرفين معا وسويا ، ويتحول ليضع اسرائيليين وفلسطينيين معا في جبهة واحدة ضد جبهة تقف في موقف الرافض لاي حل سياسي ، وهنا تصبح العلاقة معقدة الى حد كبير وغياب القطاعات الفلسطينية عن هذا الجدل يشكل انسحابا طوعيا من ساحة نضالية ، ويلحق اذى بقضية شعبنا ، لكن بالمقابل فان المشاركة بهذا الجدل يجب ان تكون محسوبة ولا تقدم تنازلات مجانية تحت عنوان حسن النية او اختبار الحلول ، ان جدلا عاما لا يؤذي ما دام لا ينحدر الى مستوى تقديم ونازلات مجانية
خامسا : اخطر من في العلاقة مع الاسرائيليين هي العلاقة الدونية القائمة على عقد النقص عند البعض الفلسطيني وتضخيم عقد التفوق الاسرائيلية ، وهذا الحسم الادراكي الذي نجح فيه الاسرائيليين لدى بعض اواسط الفلسطينيين المهزومين في ذاتهم وقناعاتهم يشكل اسوأ اشكال التطبيع لانه قائم على التسليم بالتفوق الاسرائيلي عقلا ومنهجا ونمط حياة ويعتبر العلاقة مع الاسرائيلي بحد ذاتها مكسبا . ان الاسرائيلي يمتلك عناصر قوة ، ولكنه لا يمتلك بالمطلق عناصر التفوق لا العقلية ولا النفسية والفلسطيني بنقاط ضعفه يمتلك من امكانيات القوة ما يستطيع من خلالها ان يكون ندا مساويا واحيانا متفوقا على الاسرائيلي ، يمتلك الفلسطيني قوة الحق اولا ويمتلك الكثير الكثير من المقدرة على التأثير والفعالية امام اعداء ينقصهم اليقين الوجودي. ان التفوق التقني لا يعكس تفوقا فكريا او اجتماعيا والتخلف التقني العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص لا يعني ان حضارة عربية ضاربة في العمق يمكن ان تقف موقفا دونيا امام الغرب الاستعماري ، لهذا ان الندية لها مبررها ويمكن فرضها في العلاقة مع الاخر ايا كان 
ان خطر التطبيع يكمن في انه يقدم مبررا لقوى عربية واقليمية لتستثمر علاقات الفلسطينيين باسرائيليين وتدخل من هذه البوابة لتقيم علاقات وتحالفات مع الاسرائيلي ويكفيهم القول لسنا اكثر ملكيين من الملك فما دام الغلسطينيين يقيمون علاقة مع الاسرائيلي لماذا لا تنكرو هذا علينا ؟!!
ان العلاقة القائمة بين الفلسطينيين واسرائيل هي علاقة تنطلق من قاعدة الاختلاف والصراع لتأكيد او نفي مواقف او في احسن الظروف للوصول الى توافق يحقق مصالح الطرفين لكن العلاقات العربية الاسرائيلية تأتي من موقع التسليم بالواقع الذي الذي فرضته اسرائيل في المنطقة لهذا تختلف شكلا ومضمونا دعوات التطبيع العربية عن علاقة الفلسطينيين مع اسرائيل ، ولا تقبل المقارنة . 
ان حقيقة ان التطبيع خطر سياسي وسسيولوجي ووطني امرا لا جدال فيه ويفترض ان يبقى حاضرا في اذهان من يقيمون علاقة مع الاسرائيليين ، ولكن لا يقبل ان ان يبقى هذا التخوف حائلا دون اقامة علاقات تساهم في تعزيز الرواية الفلسطينية للصراع وطرق حله . ان الرواية الاسرائيلية للوضع بدأت بالتآكل وها هو زيفها ينكشف رويدا رويدا في اوروبا والعالم ولكن ان نساهم بانكشاف وهم وزيف هذه الرواية للجمهور الاسرائيلي ، هذا هو المهم وهذا الذي يفترض ان يكون هدفا للعلاقة مع التسرائيليين وهذا هو معيار تقييم هذه العلاقة 



#عوني_المشني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الديمقراطية الواحدة على ارض فلسطين التاريخية : الهدف ...


المزيد.....




- -لا مؤشرات على وجود حياة-.. مشاهد صادمة تلاحق الفلسطينيين مع ...
- كيف تضغط العقوبات النفطية الأمريكية على أساطيل الظل لروسيا و ...
- رؤساء سوريا عبر التاريخ: رئيس ليوم واحد وآخر لأكثر من عقدين ...
- السودان.. حميدتي يقر بخسائر قواته ويتعهد بطرد الجيش من الخرط ...
- الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي تم رصده م ...
- برلماني مصري من أمام معبر رفح: الجمعة القادمة سنصلي في تل أب ...
- السودان.. قوات الدعم السريع تتوعد بـ-طرد- الجيش من الخرطوم
- السلطات النرويجية تبلغ السفارة الروسية بعدم احتجاز طاقم السف ...
- الخارجية الأمريكية: إدارة ترامب تعتبر قناة بنما أصولا استرات ...
- قوات كييف تهاجم مدينة إنيرغودار مجددا حيث تقع محطة زابوروجيه ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عوني المشني - التطبيع ، النضال في الوسط الاسرائيلي ، اوجه الشبه والاختلاف