أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - لحسن ايت الفقيه - «هكذا تكلمت درعة» بإقليم زاگورة بالجنوب الشرقي المغربي














المزيد.....

«هكذا تكلمت درعة» بإقليم زاگورة بالجنوب الشرقي المغربي


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 16:57
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عن «منشورات القصبة»، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتحت إشراف الأستاذ عبد العزيز الراشدي، صدر عام 2013 الطبعة الأولى من «مشروع توثيق التراث اللامادي بواحات وادي درعة» سمته «هكذا تكلمت درعة». ولقد أهداني نسخة من الكتاب أحد الأصدقاء الأعزاء، وإني سأنكب عليها وسأعتكف طويلا، لما للعمل من أهمية. والمشروع كتاب في 550 صفحة من الحجم الكبير، رسمُه عربي محض، ولو في الفصول التي حوت الأمازيغية ذات صلة بمصمودة [إمزموطن] !
انتظم الكتاب، فضلا عن المقدمة، في ثلاث عشرة فصلا، ثلاثا منها مخصصة للتراث الأمازيغي، ولا شيء، في الغالب، عن الحسانية التي تعد مكونا ثقافيا بمنطقة درعة، وكل النصوص أشعار، ولا أمثال ولا نثر. والغاية من المشروع، كما ورد في المقدمة، تدوين «تراث إنساني عميق مهدد بالزوال»، وبث هذا التراث، ريث، جمعه، في نطاق واسع. ذلك أن هناك مجهودات الطلبة الفردية، لكنها محفوظة في رفوف خزانات الكليات، وقلّ ما تصل القارئ. والكتاب «أول تجربة لجمع هذا الكم من النصوص، بهذا التنوع، وبهذه الغزارة». ذلك أن منطقة درعة التي لحقها الإهمال، والذي تدركه العين المجردة في نظرة أولية لمنظر من«القصبات والقصور والأبنية التي تركت عرضة للإهمال، تفعل فيها الطبيعة فعلها، وينحت التاريخ فيها مجراه، لتدوب وتصبح هشيما تدروه الرياح»، وهذه، حسب ما ورد في مقدمة الكتاب، «صورة أخرى، لإهمال يطول الإنسان والثقافة والموروث عموما». ذلك أن عدم الانتباه «للتراث المادي واللامادي، يجعل أهم ما تمتاز به درعة، وهو الموروث الثقافي، وأهم مقومات تثمينها، خارج دائرة الاهتمام». إن الإقدام على جمع التراث الشفاهي عمل جبار، ومبادرة لا يمكن القول عنها سوى، أنها حسنة، وهي تجسيد لحلم طالما أزعج الغيورين في الجنوب الشرقي المغربي، لأن هم جمع التراث الشفاهي ثقيل. لقد كاد كل شيء أن يزول سوى التاريخ والحضارة التي صنعها الإنسان، كما ورد في المقدمة، منذ العصور الرطبة، وإلى التحولات المناخية التي حملت معها شريطا صحراويا يعزل أفريقيا جنوب الصحراء، عن أفريقيا شمال الصحراء، وإلى وصول جمل إيران، سفينة الصحراء، لفك العزلة عن المنطقة، ابتداء من القرن الخامس الميلادي. ولا يجب أن ننكر حضارة واد الزيتون الذي أصبح يسمى (درا)، أو درعة، لما شاء القدر أن يعرّب. ويغلب على الظن أن لكلمة (درا) الأمازيغية علاقة ب(تادراويت)، أي: الإشتراكية. وإذا لم تكن الدلالة صحيحة، فمنطقة درعة لا تزال تحمل قيم التضامن والتعاضد، والتآزر. وكلنا يعلم أن القيم التي نشأت في واد الزيتون لا تزال حاضرة في الجنوب الشرقي المغربي، وهي في حاجة إلى الرصد والتدوين. نعم، لقد كاد كل شيء أن يزول سوى «أهمية الكلام. إن نصوص درعة كلام مفيد، يعطي صورة واضحة عن الماضي والحاضر، لقد أنتج الدرعيون كلامهم في سياقات متداخلة: في الفرح والحزن، والسلم والحرب، والرخاء والضيق»، حسب المقدمة، لذلك فجمعه وتدوينه يقضي تصنيفه بشكل موضوعاتي في فصول معنونة وموسومة، ولا يمكن أن يكون إلا كذلك جريا على التصنيف الأدبي. لكن الحال أن التصنيف الذي يقضيه جمع التراث الشفاهي، بما هو حفر لا يقل أهمية عن الأركيولوجيا، يحتم اعتماد معايير أخرى. لقد تضمن الكتاب أخطاء شكلية، كنا ارتكبناها عن غير قصد، ريث إقدامنا، كفريق معلوم أعضاؤه، على تدوين التراث الشفاهي بمنطقة تافيلالت، في بحر سنة 2007. ولا غرو، فالعمل في كلتا المنطقتين، درعة وتافيلالت، وإن كان يهون الصعاب على الباحثين، فإنه مجرد من أي تصنيف إثنوغرافي قبلي، ولم تتحكم فيه الجغرافية الثقافية، إن صح هذا التعبير. ذلك أن البحث من نوعه، يقضي بيان الموضع والهوية الثقافية، فوق أن التراث الشفاهي متصل بالذاكرة، وبالهوية الثقافية، وبالتالي، ليس من الشرط أن يكون متنه موضوعيا، ما دامت الذاكرة الجمعية [المصطلح المفيد هنا] ذاتية، بقدر ما يشكل أساسا لبحث علمي يعقبه، بحثٍ ليس بالضرورة أن يكون ذا صلة باللغة والآداب. وبالتالي، ظل من الصعب تحديد المناطق التي لحقها المسح، والتي تنتظر مزيدا من الجهود، في المستقبل المنظور. وقد لوحظ غياب الحسانية، والتراث الصنهاجي لأيت عطا. إن العمل من نوعه في حاجة إلى تضمينه في خريطة، إن لم تكن كارتوغرافيا، وهذا هو الصواب، فيمكن أن يشار إلى مكان القصيدة في الهامش، بما هو نطاق سوسيوثقافي (تينزولين، إليكتيون، إمزموطن، أيت عطا...). وقبل ذلك، خلت الفصول من مقدمات صغرى، أو بالأحرى من كلام الباحثين والمحققين، التي تموضع سمة الفصل، وتحدد كل أبعاده. وغاب في المشروع ما يفيد وجود صيغ أخرى للكلام المدون، لأن النص الشفاهي متعدد لا يستقيم في صيغة واحدة، ولو أشير في مقدمة الكتاب إلى أن الباحثين واجهتم صعوبات من ذلك وجود «النصوص المتشابهة والمختلفة جزئيا، وغالبا ما يكون الاختلاف، في سطر أو كلمة». إن الوقوف عند الصيغ المتعددة للنص، إن تمكن الحفر من العثور عليها، سيمكن من تملك أدوات التكييف السائدة في الوسط، وبالتالي، وجب الاستدراك إن كتب لهذا العمل أن يطبع ثانية. ومعلوم أن وجود النصوص الشفاهية برواية أخرى، لا يرتبط فقط ب«تعدد الرواة الذين يميلون إلى كلمة دون أخرى، وقت روايته»، كما ورد في المقدمة، بل يرتبط، أيضا، بتعدد الأنساق الثقافية. وإن من النصوص ما لا يمكن الفصح عنها لارتباطها بأحداث فرُض عليها أن تكون مسكوت عنها. وهناك غموض في الغايات، ذلك أن تدوين التراث الشفاهي يقضي استحضار، غاية مقاومة الزمان. ومعنى ذلك وجب الاقتصار، في أحسن الأحوال، على شفاهية مهددة بالنسيان. لذلك، وجب جمع ما حافظت عليه الذاكرة، في الحال، ويمكن تشجيع الشعراء الأحياء على تدوين أشعارهم، وإصدار دواوين لهم، وإلا أضحى مشروع جمع التراث الشفاهي، مناسبة لنشر إبداعات جديدة، عاصرت عصر انتشار التدوين.
وفي جميع الأحوال، إنها مقدمة حسنة «لمشاريع أخرى كثيرة» من نوعها. نأمل المواظبة والاستمرار، والأخذ بيد الفريق الساهر على إخراج هذا المنتوج إلى الوجود.



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النسيج الجمعوي للتنمية والديموقراطية بمدينة زاگورة يواجه بال ...
- قبيلة أيت موسى وأزمة الهوية السوسيومجالية بالجنوب الشرقي
- التنمية المحلية وحقوق الأطفال والشباب بإقليم زاگورة
- حقوق الإنسان بالجنوب الشرقي المغربي في مرآة الصحافة في عام 2 ...
- أفاق الشراكة بين اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزا ...
- أي تمثيلية نسائية في ضوء مشروع الجهوية المتقدمة وروح الدستور ...
- أكادير: ندوة حول «إعمال اتفاقية حقوق الطفل ببرامج الجمعيات و ...
- سياق التشاور بين اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان والمصالح الإقل ...
- برنامج تقوية لتأهيل الجمعيات بإقليم الرشيدية
- مهرجان بوعنان للثقافة الأصلية بالجنوب الشرقي
- الرشيدية: إعلان الجنوب الشرقي على هامش لقاء «الحركة الجمعوية ...
- النسخة الثانية من منتدى أرض الجموع بالجنوب الشرقي بمدينة ورز ...
- الأمازيغية في السياسة العمومية، أي حصيلة ؟ وأي أدوار للفاعلي ...
- ملوية العليا وإشكال أسس العلاقة بين الإنسان والأرض
- «من أجل مشاركة فاعلة للمتدخلين المحليين في تدبير الشأن المحل ...
- المناظرة الجهوية حول الحركة الجمعوية بالمغرب ورهانات البناء ...
- موسم أو المغني بجبال الأطلس الكبيرالمغربية، بين تعديل الموعد ...
- الوقع الاجتماعي للتكنولوجيا الحديثة على الحرفية التقليدية لس ...
- اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات: الاستئناس با ...
- آفاق التنمية بحوض كير بالجنوب الشرقي المغربي


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - لحسن ايت الفقيه - «هكذا تكلمت درعة» بإقليم زاگورة بالجنوب الشرقي المغربي