أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - هل أتتك أخبار حكومة مهدى جمعة؟














المزيد.....

هل أتتك أخبار حكومة مهدى جمعة؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 10:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لعلّ من مميّزات مسار ما بعد الثورة التونسيّة تعاقب الحكومات المؤقتة بدءا بحكومة محمّد الغنوشى، فالباجى قائد السبسى، فمحمد الجبالى، فعلى العريض وصولا إلى مهدى جمعة، وكأنّ التونسيين الذين عاشوا طيلة عقدين تحت هيمنة الحاكم الواحد، والحزب الواحد، والسياسة الواحدة، قد آلوا على أنفسهم القطع مع الألفة، والاستئناس، وجريان العادة، والرضوخ للأمر الواقع، والرض بالمصير المحتوم: «حاكم غشوم خير من فتنة تدوم».. فها هم اليوم، يمارسون الرقابة، والانتقاد، والاحتجاج، والضغط على كلّ حكومة حتى لا تتصوّر أنّها دائمة، وعلى كلّ رئيس حكومة حتى لا يذهبنّ فى ظنّه أنّه قد نجح فى الاختبار، ونال إعجاب التونسيين فإذا هم يعدّدون فضائله ويُشيدون بمحاسن أفعاله. هيهات قد ولّى ذاك الزمن. فالشعب الذى رفع «ارحل» فى وجه المستبدّ لن يتوقّف عن المقاومة وتكرار نفس التجربة.

ما إن تسلّم رئيس الحكومة مسئوليته حتى انطلقت مبادرة «جمعة ميتر» وهو موقع أطلقته جمعيّة «أنا يقظ» لتراقب أداء الحكومة الجديدة وتقارن الوعود المقطوعة بما سيتمّ تحقيقه. فأين المفرّ؟

إنّه المجتمع المدنيّ يتحرّك، ويجوّد أداءه حتى لا تستفحل الانتهاكات مثلما وقع فى «العهد السابق» مع حكومة العريض: أحداث الاعتداء على التونسيين فى يوم 9 أبريل: عيد الشهداء، وعلى مناضلى الاتحاد العام التونسى للشغل فضلا على أحداث الرشّ بسليانة، واستمرار تعذيب الموقوفين، وغيرها من الأحداث.

31 وعدا التزم مهدى جمعة بتنفيذها أمام المجلس التأسيسى، وتتفرّع إلى محاور رئيسية متعلّقة بالانتخابات والأمن والاقتصاد. وستكون مهمّة المشرفين على الموقع المراقبة، والأرشفة، والمقارنة والتحليل والاستنتاج.. هى إذن عيون يقظة لن يغمض لها جفن حتى تتأكّد من سلامة الأداء، والإيفاء بالالتزامات والوعود والمواثيق، ومدى قدرة الحكومة على إدارة ما تبقّى من المسار الانتقالى، ومدى تحمّل الوزراء الجدد للمسئولية.

إنّ ما يلفت الانتباه فى هذه التجربة الفريدة من نوعها فى التاريخ السياسى لتونس المعاصرة هو أنّها غيّرت ملامح العلاقة بين «السياسيين والمواطنين» إذ لم يعد بمقدور الحاكم أن يحتكر رسم سياسات البلاد بمفرده، ولا أن يصمّ أذنيه، ويستمرّ فى ممارسة العمى مستعليّا، مظهرا نرجسية مفرطة.

لقد استيقظ التونسيون من سباتهم، وغفلتهم، والدهشة التى أصابتهم، خاصّة أثناء حكم حزب النهضة فإذا هم اليوم، يخوضون فى الجدل السياسى، ينخرطون فى الشأن العامّ، يعبّرون عن تصوّراتهم، ويرفعون سقف مطالبهم، ويندّدون بالتجاوزات مستمتعين تارّة بـ«الفضائح» وسقوط الأقنعة، وكشف المستور، متألّمين من مخطّطات الإرهابيين طورا آخر.

لم يعد التونسيون «تحت» حكم الزعيم الأوحد، ولا صانع التغيير، ولا الأب الراعى، ولا الخليفة السادس، و«الحكومة الرشيدة» ولا المهدى المخلّص. ثنائيات من قبيل فوق/تحت، عمودى/أفقى، تخلخلت، وخطابات مشحونة بكلمات من قبيل «شعبى» «مواطنونا» اربكت لتفسح المجال أمام نمط مغاير من العلاقات قائم على استلهام قيم الديمقراطية التشاركية، وخطاب سياسى مختلف يعى أنّ الشعب سيّد نفسه وأهميّة الشفافية والمساءلة والمحاسبة وغيرها.

اكتسب التونسيون وعيا سياسيا جديدا جعل صوتهم عاليا «يسمع من به صمم» ولكن يبقى السؤال إلى أيّ مدى ستكون حكومة مهدى جمعة متطابقة مع ما ارتكز فى المتخيّل السياسى من صور؟ فالخطاب الذى صيغ حول هذه الحكومة يبدو إلى هذه اللحظة، مشيدا بالقرارات الأولى الصادرة عن رئيس الحكومة، ميّالا إلى المدح، ساعيّا إلى التغاضى عن التقصير أو البطء فى الإنجاز والحسم فى قضايا عالقة. فهل هى عين المحبّ كليلة لا ترى إلاّ المحاسن أم أنّ توق التونسيين إلى أداء مختلف، وإدارة حكيمة قادرة على توفير الحدّ الأدنى من الاستقرار والأمن والأمل جعلهم يصنعون صورة مغرقة فى الطوباوية، علّهم بذلك يتناسون ما عاشوه طيلة حكم الترويكا من أحداث أليمة؟

وبين مُشيد بسياسة مهدى جمعة ومشكّك فى «مناقبه» المزعومة ستأتينا الأيام بما نحن فيه اليوم نتجادل.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشويش على الذكرى الأولى لاغتيال الشهيد شكرى بلعيد
- هل دقّت ساعة تقييم الأداء السياسى للترويكا؟
- لله درّه من دستور .. أطلق عنان الذوات
- فى الظروف الحافّة بالتصويت على مواد الدستور
- السياسة..واضطراب المشاعر
- تداخل الفصول
- الإحراج والعار
- الشدّ إلى الوراء.. الشدّ إلى الأمام
- كان لنا حلم.. وضاع
- ليس بالإمكان أبدع مما كان
- سوق السياسة كسوق الرياضة
- النهضة.. وعلاج الوخز بالإبر
- انقلابيون
- هذا ما جنته براقش على نفسها
- لم أكن لأخلع سربالا
- فات المعاد
- أعطنى حرّيتى .. أطلق يديّا
- وتعطَّلت لغة الحوار الوطنى
- هل أُلفت حركة النهضة بين التونسيين؟
- «حقّ مجاهدات النكاح فى هبة أجسادهن للثوّار»


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - هل أتتك أخبار حكومة مهدى جمعة؟