أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعمان الحاج حسين - ثقافة المثقفين العرب














المزيد.....

ثقافة المثقفين العرب


نعمان الحاج حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1242 - 2005 / 6 / 28 - 09:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ثقافة المثقفين العرب

" الوعي الشقي هو الوعي الذي يحمل حقيقة، هو يجهلها، ولا مناص له من الاعتراف بها"
-هيجل-


…من المفاهيم الجديدة التي يتداولها المثقفون العرب ، مفهوما : " المسكوت عنه" و" اللامفكر فيه " ،وحتى إذا كان تداولاً سطحيا ، فإن هذا يعني أن ماتعانيه الثقافة العربية اليوم شيء آخر غير الكبت، طالما أن من الممكن قول كل شيء ، وإن يكن بشكل سطحي (…) . أما الشيء الآخر الذي نعتقد أنه عنوان الأزمة الراهنة فهو مفهوم : (اللامنظّر له) ، الذي لا يتداوله المثقفون العرب، ربما لأننا – كما يقول (أ.ماكليش)- " تعلمنا جميع الأجوبة الممكنة لكننا لاندري أين يكمن السؤال "! ولنستعرض القضايا التي فرضت نفسها على النقاش الثقافي خلال العقدين الأخيرين : الصحوة الإسلامية، تراجع الأحزاب العلمانية، الغزو العراقي للكويت، وصولاً إلى التحقيب بما قبل(11) أيلول وما بعده، وأخيراً.. احتلال العراق..

إن غياب المجتمع المدني يفسر غياب الأحزاب التقدمية ، ولكنه لا يفسر نشاط الحركات الإسلامية ، مع ذلك يخوض المثقفون في الدين وفي التاريخ في جدالهم حول الظاهرة الإسلامية ، مما يمنح هذه الحركات شرعية تاريخية ، كما لو أنها تحلق فوق المجتمع وفوق التاريخ . وهكذا يتلقى المثقفون قضايا ليس لهم أية مصلحة نظرية في بحثها على الشكل الذي تلقوه فيه ، مما يجعلهم في بعض الأحيان يقفون نفس موقف الرجل العادي الذي تتقاذفه الإثارة الإعلامية التي تستهدفه أساساً . في تقرير أذاعته محطة (لندن) سنة 1989 – وهي السنة التي كان يمر فيها خبر يتعلق بعسكرة العراق كل يوم تقريبا كما لو أنه تمهيد لما سوف يحدث في السنة التالية- ذكر التقرير :أن الطبقات الشعبية في البلدان العربية تنظر إلى الرئيس العراقي كزعيم للأمة العربية ، لكنه مكروه من المثقفين العرب ..
..ولكن، ما أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقود تحالفا دوليا ضد العراق في أعقاب غزو الكويت ، حتى دبج العديد من الكتاب العرب مقالات نارية ضد (الغرب) ، تضامنا مع العراق وقيادته التي أسست قاعدة علمية وعسكرية من أجل مقارعة الـ (إمبريالية) والـ(صهيونية) و..كانت تلك اللحظة ، لحظة انهيار العقل العربي واشارة إلى أن الثقافة العربية لم تعد قادرة على مقاومة اللامعقول السياسي ، الذي استمر وصولا إلى اللحظة السياسية الراهنة التي يعرض فيها(بن لادن) هدنة على : القارة الأوروبية(!) بأحلافها ومؤسساتها وقادتها الذين-والحق يقال- رفضوا من جانبهم أية هدنة مع (بن لادن) ؛ مجهول مكان الإقامة، أما المحللون العرب فقد وجدوا في الهدنة بادرة (إيجابية)! لا ينقصها الذكاء لأنها تعزل أوروبا عن الولايات المتحدة ..بأحلافها ومؤسساتها وقادتها وأساطيلها العاجزة أمام (القاعدة)..وفي الحالتين ، الرفض أو القبول ، قدم الإعلام عرض بن لادن على مستوى من الجدية تثير الدهشة ! دون أن ينوه المثقفون إلى السخرية الدموية التي تدفع ثمنها الشعوب.

وليس المقصود بـ(اللامنظرله) الافتقار إلى نظرية ، بل العجز عن تفسير الظواهر الجديدة وفق القوانين التاريخية والاجتماعية ، أو استنباط قوانين تضاف إلى العلوم السياسية والاجتماعية ، وحتى (جورج لوكاش) الذي يستند إلى النظرية الماركسية يقول في حوار مع مثقفين ألمان وجدوا في الواقع الجديد مالا يستطيعون فهمه من خلال النظرية الماركسية (في الخمسينيات) : " …فمن واجبنا، كماركسيين اليوم ، أن نضع نصب أعيننا مهمة دراسة المشكلات الجديدة الكامنة في المجتمع دراسة نظرية وإيجاد نقاط ارتكاز حديثة للإجابة عنها انطلاقا من العمل النظري هذا ."
ليس نقدنا للمثقفين العرب ناتجا عن إسباغ جوهر مستقل يخص المثقفين ، فهم جزء من المجتمع ، يصيبهم ما يصيبه ولكن العقد الأخير شهد (خطابا) ثقافيا يفوق ما تنطوي عليه الهزيمة والعجز إلى الترويج (اللاواعي) للسياسات ( الواعية) التي توظف نقد هؤلاء المثقفين أو تأييدهم لظاهرة ( العنف الجهادى) مثلا بدل التشخيص أو التنظير . والأمر مفتوح للنقاش.



#نعمان_الحاج_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مدفيديف: مارك روته -أطلسي الهوى ومعروف بمعاداته لروسيا- وهذا ...
- بعد محاولة الاغتيال.. الشرطة تقتل شخصا قرب مبنى انعقاد مؤتمر ...
- لافروف يحذر.. واشنطن تدفع بأوروبا للهلاك
- لافروف: واشنطن تدفع بأوروبا نحو الهلاك
- لافروف يجري محادثات مع نظيره البحريني
- مصادر في الجيش الإسرائيلي: -حماس- في وضع يزداد صعوبة والعملي ...
- تسريب مكالمة ترامب مع المرشح المستقل كينيدي جونيور عقب محاول ...
- ليبيا.. مصرع سيدة وإنقاذ عائلات عالقة في تاجوراء وسط تصاعد ا ...
- الولايات المتحدة: هيئة محلفين تدين السناتور روبرت مينينديز ب ...
- تقارير تتحدث عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب وطهران ترد


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعمان الحاج حسين - ثقافة المثقفين العرب