أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لينا سواحلي - القتل باسم الله














المزيد.....


القتل باسم الله


لينا سواحلي

الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 23:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في سوريا! القتل باسم الله

صورة مثيرة للسخط وبعيدة عن القيم الأنسانية، وهو رجال من القاعدة في سوريا يحملون مجموعة من الرؤوس لضحايا سوريين مدنيين ،تم أعدامهم في فوضى الحرب الدائرة بين قوى الثورة السورية والنظام والجماعات الأسلامية المتطرفة.
ما يثير حفيظتي هو تدفق الجهاديين لسوريا باسم الجهاد وحلم بناء دولتهم الأسلامية أو الخلافة المزعومة . لكن السؤال هل هؤلاء فعلا يؤمنون بالله؟ أو متلزمون بعقيدة الأسلام ،وهم يعكسون صور القتل والأرهاب وممارسة انتهاكات بحق الأنسانية ؟
من المعروف أن المجتمع السوري في غالبيته مجتمع مدني ، علماني ، ليبرالي ،ويضم في شرائحه الأجتماعية والشعبية أقليات تصل لنسبة أكثر من 45 % والسنّة السوريون هم علمانيون في تاريخهم ،وبعيدون عن التكفير أو التطرف الديني. لكن مع الثورة السورية والحرب الدائرة والتدخل الدولي والأقليمي ،وعدم سيطرة الدول المجاورة على حدودها مع سوريا كان السبب في تدفق القاعدة والأسلاميين المتطرفين لسوريا ومحاولاتهم تدمير سوريا وتحويلها لأفغانستان ثانية ،وهذا ما يصطدم بثقافة السوريين ومجتمعهم المطالب بالدولة المدنية ورفض القوى الظلامية من المجموعات الأسلامية الأرهابية التي تستعمل الدين واسم الله عبر فتاوي عبثية تمنح لنفسها وعناصرها ومنظماتها بممارسة القتل والأعدام وقطع الرؤوس وتدمير الدول والمجتمعات ،وثقافة التكفير المشوهة للدين الأسلامي ولحقوق الأنسان والحريات، وحق الأنسان في الحياة وحرية ممارسة العقائد والعبادات دون أكراه أو عنف.
الكثير من المشايخ في الدول المجاورة لسوريا حرضوا على الذهاب لسوريا ،من خلال فتاوى مجنونة تدعوا للجهاد في سوريا ،دفعت بعناصر القاعدة والجماعات السلفية بالتوجه لسوريا واحتلال بعض المدن بقوة السلاح وفرض هيمنتهم على السكان ،مما أشعر الشعب السوري بخطورة هؤلاء على المجتمع السوري المدني المتعدد الأديان والقوميات والتنوع الشعبي المتسامح .
الحقيقة أن هذه الجماعات تمارس تشويها بحق العقيدة والأسلام الذي يدعو للتسامح والحوار واحترامه للمذاهب وتعدد الشعوب،في حين يقوم الجهاديون ومنظماتهم بتفسير آيات القرأن الكريم على هواهم لأجل خدمة أجندتهم وأسلامهم السياسي الذي يخدم قوى ودول تدعم التطرف والقوى الظلامية لأجل تحقيق مكاسب سياسية أو صناعة الفوضى في الشرق الأوسط ،وهذا كله يجري سرّا وفي الغرف المظلمة.
صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، نشرت تحليلا في سبتمبر 2013 عن الجماعات المتطرفة في سوريا ،أن أكثر من نصف أعداد الجماعات التي تقاتل في سوريا هم من السلفيين والحركة الجهادية.

وذكرت الصحيفة أن ما يقرب من 58 بالمائة من بين ال600 فصيل مسلح الأقوي في سوريا (والتي تضم كلا منها أكثر من 50 مقاتلا) تتبني رؤية متشددة للغاية وظلامية للإسلام.
اليوم يشعر السوريون أنهم في مواجهة قوى شريرة غريبة عن سوريا ،وتحمل جنسيات مختلفة ،تقطع رؤوس السوريين بالسكاكين وتنشرها عبر فيديوهات مخيفة ،ولهذا نجد أن هذه الجماعات لن تنجح في خططها داخل سوريا ،لأن بنية المجتمع السوري المدنية والألفة بين مكونات المجتمع السوري لن تسمح لهذه القوى المتطرفة أن تتغلل في سوريا ،لكن جذر المشكلة يكمن أيضا في صمت المجتمع الدولي على ما تمارسه هذه الجماعات بحق السوريين ،واعلانهم سوريا أرض الخلافة ،أو دولة العراق والشام الأسلامية ، أو أمارة تابعة للقاعدة قد يحكمها أحد أمراء القاعدة من أفغانستان ؟ المثير للغرابة أن المجتمع الدولي الذي يعبّر عن مخاوفه ورفضه لوجود هذه القوى في سوريا ،لم يتحرك أبدا في السيطرة عليها ، أو محاولة محاربتها ، في حين وقف السوريون لوحدهم في مواجهة هذه القوى المتطرفة ،لتتحول سوريا لساحة حرب ( النظام – الثورة – القاعدة – جبهة النصرة – دولة العراق والشام الأسلامية – الجماعات الأسلامية ...) .
رغم هذا المشهد الدموي والمخيف في سوريا ،ألاّ أنّ السوريون هم أصحاب القرار في تقرير مصيرهم ،واختيار شكل دولتهم ونظام الحكم السياسي في بلادهم ،وهو أن تكون سوريا دولة مدنية تعددية ديمقراطية تحترم كافة الأديان والمكونات القومية والمذهبية ،بعيدا عن القوى الظلامية وأفكارها المعادية للمدنية والانسانية، التي ستفشل في سوريا كما فشلت في كثير من الدول ،وأسائت لله وللدين الأسلامي .



#لينا_سواحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتل باسم الله


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لينا سواحلي - القتل باسم الله