أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - لحسن أمقران - في ذكرى تأسيس اتحاد مغاربي موؤود














المزيد.....

في ذكرى تأسيس اتحاد مغاربي موؤود


لحسن أمقران

الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 23:11
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تحل هذه الأيام مناسبة الاحتفال بذكرى مرور خمسة وعشرين سنة على تأسيس اتحاد أريد له أن يكون تعسفا "اتحاد المغرب العربي" ، هي إذا مناسبة سانحة لتقييم ربع قرن من تأسيس اتحاد ولد ميتا لكونه تأسس بناء على فلسفة الإقصاء والانتصار للقومية الضيقة، ولا أحد سيجادل في كون الحصيلة – إن وجدت أصلا - لم ترق إلى مستوى طموحات شعوب دول شمال إفريقيا، مما يجعل مسألة التسريع بترميم هذا الصرح الإقليمي وفق تصور وفلسفة ومنظور جديد أمرا ملحا، خصوصا أن التحديات السياسية والثقافية والاقتصادية والحقوقية بعد الربيع الديمقراطي ازدادت وتقوّت.
إن فشل ما يسمى باتحاد المغرب "العربي" يعزى إلى كونه جاء استجابة لرغبات نزويّة غير مؤسّسة لحكام مهووسين بجنون العظمة، ومن تبعهم في ضلالهم من القوميين الغاصبين لحقيقة المجتمع المغاربي وتاريخه، شرذمة جمعتهم المزاجية وتجاهلوا الانتماء المشترك الذي يجمعهم مع غيرهم من الأطياف الفكرية والإيديولوجية، فاصطنعوا لشمالنا الإفريقي هوية ما أنزل الله بها من سلطان .
لقد كان الفكر العفلقيّ البعثيّ الناصريّ الأرسلانيّ حقيقة أكبر نقمة على شعوب شمال إفريقيا، والتي تميزت عبر التاريخ بخصوصيتها رغم أن النذر القليل من أبنائها المغرّر بهم لا يزالون يعيشون الوهم، مدافعين عن أطروحة فرّقت الناس عبر الأقطار عوض توحيدهم، أطروحة بئيسة تحكم على كل من يقف أمامها رافضا بالإعدام المادي والمعنوي. وكم كنا ننتظر من هذه الأبواق المزعجة أن تكفّ عن عويلها، وتعتبر من دروس الربيع الديمقراطي وما أتى به، إلا أنها لم تملّ من توهّم مغرب "عربي".
لقد كان التطور الملحوظ في الوعي الشعبي بالشق الهوياتي وضرورة مراجعة الأوراق، مصدر قناعة مغربية بضرورة القطع مع الولاء الأعمى للإيديولوجية المشرقية البعثيّة المهترئة، لذلك أقدم الدستور المغربي على خطوات مقدامة وتاريخية، وهو "يعترف" بالمكون الأمازيغي الأمّ في الهوية المغربية و"يجعل" من اللغة الأمازيغية لغة رسمية، و"يوظف" تسمية المغرب الكبير بدلا عن الوصف الإقصائي لوحدة شمال إفريقيا، متداركا بذلك ثلاثة أخطاء فادحة عمّرت طويلا.
رسميّا، إن المملكة المغربية وانطلاقا من كون الدستور المغربي الجديد الذي تم إقراره قد حذف عبارة "المغرب العربي"، مدعوة إلى رفع ملتمس إلى أعضاء الاتحاد، قصد تغيير اسم وأرضية بناء هذا التكتل الإقليمي، وبث الروح فيه من جديد من خلال ضخ دماء جديدة تستجيب للتحولات الكبرى التي فرضها الربيع الديمقراطي. جماهيريا، يتعين على المجتمعين المدني والسياسي وكل فرد يدعي غيرته و تشبثه بهذا الوطن الكفّ عن توظيف هذه العبارة الإقصائية التي تعتبر مساسا أخلاقيا بحرمة التنوع التي ما فتئنا نتغنى بكونه سمة شمال إفريقيا.
لقد كشف الربيع الديمقراطي تفشّيَ الشذوذ الفكري وتجذر الدعارة الإيديولوجية في مجتمعات شمال إفريقيا، وإلا كيف نفسر إصرار بعض التيارات على مغالطة نفسها واختزال مصير شعوب المنطقة في الولاء و الطاعة لمرجعيات أضحت في خبر كان؟؟؟ إنها فوبيا قاتلة وخبيثة تستلزم العلاج النفسي الآني لمُنظريها.
اليوم وليس بعده، يجب أن يدرك الجميع - وآن للمغرّر بهم أن يتداركوا - أن ضرورة بناء اتحاد شمال إفريقيا حتمية لا محيد عنها، أن يدرك الجميع أن شمال إفريقيا لكل أبنائه، ولا يحق لأيّ كان أن يجبرنا على التطبيل و التزمير لأي فكر إقصائي قومي فاشي معدٍ أتت به العواصف العفلقية المشؤومة، لنقل وبكل صراحة إن الأوان قد آن إذا وأكثر من أي وقت مضى للقطع مع الأباطيل التي طالما عشنا فيها خضوعا لإرادة طغمة متجاوزة ومتقادمة، وبالتالي إعلان التصالح مع الذات، مع التاريخ، ومع واقع شمال إفريقيا الجديد وتاريخها وجغرافيتها.
إننا باعتبارنا سكان شمال إفريقيا، نتطلع إلى اتحاد حقيقي، متين الأسس ومتعدد الآراء والأصوات، ملؤه التعايش والتسامح وسمو القيم الإنسانية، شمال إفريقي يؤمن بالتاريخ وبالمصير المشتركين، نحيا فيه جميعا بكرامة وفي كرامة ونصحح ما أفسده "عقيد" معقد اشترط القومية الضيقة، فمسخ السهل والجبل وعرّب المحلّ والأهل واصطنع أمورا واهية لخلق صراعات مفتعلة استنزفت طاقتنا وخلقت عداوات خلّفت جروحا لن تندمل في الأمد القريب. إن شمال إفريقيا قوي بتنوعه، قوي بفسيفسائه الفكرية والإثنية والمرجعية، إن إيماننا بالانتماء إلى هذا الوطن الكبير يجعلنا وبدون استثناء نؤمن بالاختلاف والتعدد، يجعلنا نصنع التغيير ونكون في مستواه.

إن هوية المغرب الكبير لم ولن تكون باللغة أو العرق، إنها هوية الأرض التي لا تنطق لكنها لا تموت، ألم يحِن لحكّامنا، مفكرينا، ساستنا، مثقفينا وعموم شعبنا الشمال إفريقي أن يقول بصوت واحد: "كفى من المسخ... كفى من المغالطة... كفى من الطمس..." هويتنا الشمال إفريقية هي الكفيلة بضمان وحدتنا وتماسكنا وتكتلنا. لا نريد إيديولوجيات مُستقدَمة دخيلة، لا للشرقنة ولا للتغريب. لنمدّ أيدي بعضنا للبعض و نقول معا: عاش شمال إفريقيا،عاش شعب شمال إفريقيا العظيم، سُحقا لدعاة المسخ والولاء المقيت لإيديولوجيات غربية غريبة عنا في كل شيء، وأخرى شرقية تعاني في عقر دارها .



#لحسن_أمقران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغية تتبرأ من تصابي المكديّين وتهافت المهرطقين.
- عبد المالك أوسادن...وتنطفئ عنا كبرى الشموع.
- -برابرة- الإسلام السياسي
- السنة الامازيغية: العودة إلى الأصل أصل.
- خطأ المقرئ الإدريسي و-صناع الفتن-
- لغتنا العربية...لكن !!!
- المساجد، الأئمة، الامازيغية وأطراف أخرى
- القناة الثامنة...نافذة لزرع اليأس


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - لحسن أمقران - في ذكرى تأسيس اتحاد مغاربي موؤود