السيد الصرخي... بالأنوار الأصولية يُثبت بطلان الإستدلال على مدح المختار

طالب الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 22:56
المحور: المجتمع المدني
    

يتميز المجتهد الأعلم بالدقة والعمق والإحاطة والإلتفات الى ما لا يلتفت إليه غيره من المجتهدين , من قرائن حالية ومقالية وعقلية والظروف الموضوعية التي تحف بالروايات(سنداً ومضموناً ومعناً ), فتكون نسبة تشخيصه للواقعة او الحدث او الحكم بدرجة عالية جداً, فيكون نظره وتحليله دقيقاً , وخلف ذلك الانوار الأصولية والقواعد الكلية والخريطة الذهنية الحاضرة عند المجتهد الأعلم , تتبعها الدقة التطبيقية لها على الموارد الناظر اليها والملازمات العقلية , فيظهر النتاج قيماً سلساً عميقاً تاماً واضحاً محسوساً وملموساً بالوجدان الذي هو أوضح وأجلى دليل , ولكل طالب علم ومنصف وباحث عن الحق والحقيقة ان يجد ذلك في المحاضرة الثالثة لسماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله (تحليل موضوعي للعقائد والتاريخ الاسلامي ) وهو يناقش الرواية الواردة في وفي أمالي الطوسي ,التي تضمنت إرسال رؤوس قتلة الامام الحسين عليه السلام من قبل المختار الى محمد بان الحنفيه عليه السلام والتي وصلت بعدئذ الى الإمام السجاد عليه السلام ومن ثم الى ابن الزبير ! والتي قال عنها السيد الصرخي الحسني دام ظله (هذه الرواية اذا كانت تنظر الى هذه الحيثية ويراد منها ان تكون مدحاً للمختار فهذا الإستدلال بهذه الرواية باطل لأننا أثبتنا ان إرسال الرؤوس لشخص ما لا تدل على مزية بهذا الشخص..) حيث جاء في الرواية (.............. وخرج المختار إلى الكوفة وبعث برأس ابن زياد ورأس حصين بن نمير ورأس شرحبيل بن ذي الكلاع ، مع عبد الرحمن بن أبي عمير الثقفي وعبد الله بن شداد الجشمي والسائب بن مالك الأشعري ، إلى محمد بن الحنفية بمكة وعلي بن الحسين يومئذ بمكة ، وكتب إليه معهم: أما بعد فإني بعثت أنصارك وشيعتك إلى عدوك يطلبونه بدم أخيك المظلوم الشهيد ، فخرجوا محتسبين محنقين آسفين ، فلقوهم دون نصيبين فقتلهم رب العباد ، والحمد لله رب العالمين... وقدموا بالكتاب والرؤوس عليه فبعث برأس ابن زياد إلى علي بن الحسين ، فأدخل عليه وهو يتغدى ، فقال علي بن الحسين :أُدخلتُ على ابن زياد وهو يتغذى ورأس أبي بين يديه فقلت: اللهم لاتُمتني حتى تريني رأس ابن زياد وأنا أتغدى ، فالحمد لله الذي أجاب دعوتي . ثم أمر فرمي به ، فحمل إلى ابن الزبير فوضعه ابن الزبير على قصبة فحركتها الريح فسقط فخرجت حية من تحت الستار فأخذت بأنفه... فأمر ابن الزبير فألقي في بعض شعاب مكة) ,
وانقل لكم هنا الطريقة الاستدلالية بالإنوار الإصولية لسماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله , فطرح مثالاً اصولياً للتوضيح والتقريب وتمهيداً للنقض في تعليقاته التي سأذكرها , فقال دام ظله
(( كل خمر حرام (كبرى )..أأتي الى هذا السائل هل خمر أم ليس بخمر هذه (صغرى) ..اذا ثبت عندك انه خمر فيحرم , واذا لم يثبت عندك انه ليس بخمر لايحرم ,..هل إرسال الرؤوس المقطوعة الى شخص الى زيد من الناس هل يعني ان ذاك الشخص هو إمام ؟هو مفترض الطاعة ؟هو على خير, هو على صلاح, وان المِرسِل هو من أتباع ذلك الشخص من شيعة ذلك الشخص من موالي ذلك الشخص, هذه (كبرى )؟ ألآن نطبق مَن هو الشخص المرسَل إليه هذه (صغرى) هل ابن الحنفية او السجاد او شخص آخر ؟ الظاهر ان الشخص المرسَل إليه هو شخص أخر لا (الإمام السجاد ) ولا (ابن الحنفية )؟ من هو الشخص الثالث في الرواية التي ذكرت ؟
التعليق 15 : لا أعرف هل إن إرسال الرؤوس الى شخص يعني ان المختار من موالي ذلك الشخص ؟ ومن أنصاره ؟وممن يعتقد بإمامته ؟وانه قد حصل على الإذن منه ؟, فان قلت نعم فيقال لك , اذن الرواية تشير بوضوح الى إعتقاد المختار بإمامة ابن الحنفية وانه مطيع له وعالم بإمره وقد إخذ الإذن منه مسبقا قبل ثورته في الكوفة !
التعليق 16: وتفريعاً على ماذكر في التعليق السابق ..ان المصيبة أكبر من ابن الحنفية وإمامته بل تتعدى الى ابن الزبير وإمامة ابن الزبير حيث ان ظاهر الرواية ان المحط الأخير للرؤوس هو ابن الزبير فظاهر الرواية ان نفس الاشخاص الذين نقلوا الرؤوس من ابن الحنفية .... الى الامام السجاد عليه السلام هم أنفسهم نقلوها الى ابن الزبير وهنا احتمالان
الأول: أما المختار يعتقد بإمامة ابن الزبير ووجوب طاعته وأخذ الأذن منه في أي تحرك وثورة
الثاني: أو ابن الحنفية يعتقد بابن الزبير هو الإمام المفترض الطاعة وهو ولي الأمر ولهذا أرسل الرؤوس إليه ,وان اعترضت على ذلك (لا ابن الحنفية ولا ابن الزبير ) : فلا يبقى الا الإمام السجاد عليه السلام هو من أرسل الرؤوس الى ابن الزبير باعتبار ابن الزبير إماماً يفترض طاعته ؟ إنا لله وإنا اليه راجعون ؟!
فأي مزية وأي مكرمة وأي حسنة وأي طاعة من إرسال رؤوس الى شخص ما ؟
(إذا أبطلنا النتائج فتبطل المقدمة )
هذه الرواية اذا كانت تنظر الى هذه الحيثية ويراد منها ان تكون مدحاً للمختار فهذا الإستدلال بهذه الرواية باطل لأننا أثبتنا ان إرسال الرؤوس لشخص ما لا تدل على مزية بهذا الشخص )).
http://www.youtube.com/watch?v=cYab0a-AFEo#t=3894
الدقيقة السابعة بعد الساعة

#طالب_الجابري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات