نشأت المصري
الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 20:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مكان الشماس في الكنيسة وسلوكه
و انما هؤلاء ايضا ليختبروا اولا ثم يتشمسوا ان كانوا بلا لوم (1تي 3 : 10)
لان الذين تشمسوا حسنا يقتنون لانفسهم درجة حسنة و ثقة كثيرة في الايمان الذي بالمسيح يسوع (1تي 3 : 13)
تعريفات :ـ
شماس تعني خادم وهي درجة من درجات الاكليروس .
درجات الاكليروس التقسيم الثلاثي هي : الأسقف ـ الكاهن ـ الشماس
لإتمام أي نوع من أنواع اللوترجيات يلزم التناغم بين الدرجات الثلاثة ولا تتم الأسرار إلا بتوافر درجات الكهنوت والشمامسة في إتمام السر.
نستطيع أن نقول أن العلاقة بين الدرجات الثلاثة ليست بتسلط أو تحزب , أو برئاسة كما في الوظائف الحكومية ,, ولكن العلاقة هنا أبوية بوضع أيدي الرسامة ,, يمكن أن نشبهها بعلاقة :ـ
الجد والأب والحفيد
الرتبة هي تقسيم داخل الدرجة الواحدة وهنا نخص بالذكر الشماس لذلك تنقسم درجة الشموسية إلى عدة رتب :ـ
1. الارشيدياكون قيادة الشمامسة والمرتلين والشعب داخل الكنيسة ومعاونة الأسقف
2. الدياكون خادم كامل يشترك في خدمة المذبح , والمفروض في حالة وجوده لا يدخل أحد الهيكل , وفي عدم وجوده الأكبر رتبة ثم الاكبر سناً.
3. الابيدياكون مساعد الشماس وظيفته حفظ النظام بالكنيسة والأبواب والاهتمام بالبخور والشموع والستور والكتب والأواني.
4. الأغنسطس قارئ ويمكن أن يقود الشعب في المردات
5. الابسلتس مرتل يهتم بحفظ الألحان ومردات اللوترجيات والتسبحة يقوم بهذا أثناء الصلاة.
الرتب هنا لتوزيع الخدمة حتى يكون كل شيء بلياقة وليس بتحزب ولا يتزاحم أحد على الخدمة فتتحول الخدمة إلى عثرة.
الفرق بين الرتب في الكنيسة والدرجات الوظيفية في العالم:ـ
1. الدرجة الوظيفية تتقاضى مقابل مادي ولكن خدمة الرتبة لا مقابل لها سوى بركات الخدمة.
2. الدرجة الوظيفية ذات نفوذ فتأمر الأدنى منها لانجاز المهام , ولكن الرتبة أو الدرجة في الكنيسة هي زيادة في الجهاد ليصبح مسئول عن خلاص نفسه والرعية المؤتمن عليها لهذا لا تحمل الراحة والفخر التي توفرها الدرجات العالمية.
3. الدرجة الوظيفية تقبل الترقي وتنتظره ولكن الرتبة غير هذا فهي تعمل دون الطموح في الرتبة الأعلى أو الدرجة الأعلى.
4. الجهاد في الرتبة ليس جهاد عالمي وليس جهاد للحصول على رتبة او درجة ولكنه جهاد في الخدمة من حيث تحقيق التقدم الروحي للخادم والمخدومين (كذلك انتم ايضا متى فعلتم كل ما امرتم به فقولوا اننا عبيد بطالون لاننا انما عملنا ما كان يجب علينا (لو 17 : 10)) لتتحقق صور الجهاد الروحي والرعوي والتبشيري .. إلخ
5. العمل من أجل الحصول على الرتبة أو الرئاسة , يجعلك تكثر النفاق والتودد والمظهرية وهذه الثلاثة لغة الشيطان , وهذا يصرفنا عن خدمتنا الأصلية وهي صلاحية الخدمة لازدياد نجاحها وللحصاد المنتظر من الخدمة.
كيفية اقتناء الرتبة:ـ
يجب أن تكون هناك معايير روحية للحصول على الرتبة وليس الوراثة أو المكانة الاجتماعية أو المالية أو السن أو الرتبة الأعلى أو دفع مقابل مادي أو معنوي أو تهديد بشيء معين أو وساطة وغيرها من التصنيفات فهذا كله يعتبر رتب مدفوعة الثمن أي سيمونية نسبة إلى سيمون الساحر الذي طلب أن يأخذ مواهب الروح بدراهم ( 20- فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت ان تقتني موهبة الله بدراهم. 21- ليس لك نصيب و لا قرعة في هذا الامر لان قلبك ليس مستقيما امام الله.( أع 8 : 20 ـ 21 ) المعايير الروحية الكنسية تعتمد على شرطين شريطة توافرهما معاً :ـ
1. مدى إحتياج الكنيسة .
2. توافر الأهلية والمستوى والكفاءة الروحية لتلك الرتبة أو الدرجة سداً لاحتياج الخدمة لهذه الرتبة أو الدرجة.
لابد أن نفرق بين أمرين التكريم ومنح الرتبة أو الدرجة , لو تفهما جيداً معنى الخدمة نتفهم أن الرتبة أو الدرجة ليست وظيفة أعلى ولكنها كرامة لانجاز مهام محددة تتناسب مع الرتبة أو الدرجة شرط توافر البندين الأول والثاني.
أي أن الاختيار في الكنيسة لابد أن يقوم على مبدأ الاستحقاق العادل بغير مفاضلة بين المتقدمين تتدخل فيها المعايير النفسانية السابق ذكرها الوراثة أو المكانة الاجتماعية أو المالية أو السن أو الرتبة الأعلى أو دفع مقابل مادي أو معنوي أو تهديد بشيء معين.
طبيعة الدرجة الاكليروسية :ـ
1. الدرجة أو الرتبة في الكنيسة ليست درجة أرضية وظيفية ,, ولا درجة سمائية وتذكية لدخول الملكوت ,, ولكنها درجات جهادية يختبر عمل كل واحد فيها كما الذهب في النار كما أوضح معلمنا بولس الرسول 1 كو 3 : 9 – 14 بقوله ( 9- فاننا نحن عاملان مع الله و انتم فلاحة الله بناء الله. 10- حسب نعمة الله المعطاة لي كبناء حكيم قد وضعت اساسا و اخر يبني عليه و لكن فلينظر كل واحد كيف يبني عليه. 11- فانه لا يستطيع احد ان يضع اساسا اخر غير الذي وضع الذي هو يسوع المسيح. 12- و لكن ان كان احد يبني على هذا الاساس ذهبا فضة حجارة كريمة خشبا عشبا قشا. 13- فعمل كل واحد سيصير ظاهرا لان اليوم سيبينه لانه بنار يستعلن و ستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. 14- ان بقي عمل احد قد بناه عليه فسياخذ اجرة) .
2. الدرجة أو الرتبة في طبيعتها الجهادية تحقق أهداف سمائية وتعطي فرصة للمشاركة في الجهاد ونوال نعمة الاتصاف بخدام المسيح يقول عنهم الكتاب " ان كان احد يخدمني فليتبعني و حيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي و ان كان احد يخدمني يكرمه الاب (يو 12 : 26) وهنا تكمن الرغبة أو الدافع لنوال الدرجة أو الرتبة وليس السعي إليها , لكن نفرح ونعتز لنوالها.
3. هذا بالإضافة على السلوك للاكليروس الذي لابد أن يلتزم بالضوابط والقيود التي تتناسب مع الدرجة أو الرتبة التي اقتنيتها , أي الضوابط التي تحفظ بهاء الاكليروس.
بهاء الاكليروس:ـ
وهو استقامة السلوك العفيف الذي لابد أن يتمتع به كل الدرجات الثلاثة وينقسم إلى عنصريين مهمين :ـ
1. بهاء خارجي وهي تعبير عن السلوك الخارجي للخادم في الدرجات الثلاثة , يقول معلمنا بولس الرسول (عالما هذا ان الناموس لم يوضع للبار بل للاثمة و المتمردين للفجار و الخطاة للدنسين و المستبيحين لقاتلي الاباء و قاتلي الامهات لقاتلي الناس (1تي 1 : 9) إذاً الذي يسلك بتدقيق في حياته الروحية يكون قدوة للشعب وللرتب الأصغر , ومن يسلك عكس هذا تطبق عليه القوانين الكنسية , ليس فقط لصون كرامة الدرجة أو الرتبة ولكن لخلاص نفس الخادم المتجاوز.
2. بهاء داخلي وهذا ما يطلق عليه خلاص النفس أو عذرية الخادم ,اي يقدم روحه عذراء عفيفة للمسيح ومنها:ـ
• يجب على الخادم ان يسلك بالفضائل الداخلية ( مجد ابنة الملك من الداخل ) والتي هي عنوان مظهره الخارجي , والعكس رياء.
• يجب على الخادم ان يجاهد الجهاد القانوني كما يقول معلمنا بولس الرسول (و كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء اما اولئك فلكي ياخذوا اكليلا يفنى و اما نحن فاكليلا لا يفنى (1كو 9 : 25) ويقول أيضاً (و ايضا ان كان احد يجاهد لا يكلل ان لم يجاهد قانونيا (2تي 2 : 5)
• الخدمة الكنيسة خدمة روحية تلزمنا أن نعرف أننا نخدم خدمة عهد جديد وليس كما كان ايام الكهنة والفريسيين في العهد القديم فنحن لسنا نسلك بالحرف وإطاعة الجسديات ولكن يجب ان نسلك بالروح في المسيح يسوع ربنا لهذا وجب علينا أن نحترس لنصل إلى الملكوت , ولا نكون عثرة لأحد كما اوضح معلمنا بولس الرسول بقوله ( 1- و اما راس الكلام فهو ان لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات. 2- خادما للاقداس و المسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا انسان. 3- لان كل رئيس كهنة يقام لكي يقدم قرابين و ذبائح فمن ثم يلزم ان يكون لهذا ايضا شيء يقدمه. 4- فانه لو كان على الارض لما كان كاهنا اذ يوجد الكهنة الذين يقدمون قرابين حسب الناموس. 5- الذين يخدمون شبه السماويات و ظلها كما اوحي الى موسى و هو مزمع ان يصنع المسكن لانه قال انظر ان تصنع كل شيء حسب المثال الذي اظهر لك في الجبل. 6- و لكنه الان قد حصل على خدمة افضل بمقدار ما هو وسيط ايضا لعهد اعظم قد تثبت على مواعيد افضل ( عب 8 : 1-6 ).
نشأت المصري
#نشأت_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟