نعم نحن منشغلين ومنتقدين للدين

سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 19:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الكثيرين يسألوني ما هو سبب انشغالي ونقدي للدين في ما اكتب وهل انتهت مشاكل ومأسي وتعقيدات الحياه في مجتمعاتنا العربيه ولم يبقى من مواضيع للمناقشه والحوار والبحث والنقد سوى الدين.
ماذا عن قضايا مساواة وحقوق المرأه وماذا عن السياسه والاقتصاد والعداله الاجتماعيه والحريه الاقليات, الحروب والادب والفن والترفيهه العلوم والطب وهذا وذاك و و و.
اجيب ببساطه نعم هناك الكثير من المواضيع والقضايا. كتبت وسأكتب عنها طالما استطعت وحييت كتبت عنها مسبقا وسأكتب لاحقا لكن في كل ما اكتب من مواضيع ونقد وايجاب وسلب يبقى الدين حاضرا فيها حتى وان ابتعدنا عنه الا انه لا يبتعد عنا هو حاضرا في كل مفاصل حياتنا العامه والخاصه.
الدين اقحم في مجتمعاتنا في السياسه وسيس والاسلام السياسي حاضر في كل اقطارنا العربيه ان ابتعدنا عنه هو لا يبتعد.كل شئ مربوط ومتصل وملتصق ومفسر ومبرر ومشرع او محرم دينيا.لا يوجد دين في العالم متطفل وفارض نفسه على اتباعه ومقيدهم وقامع حرياتهم ومسيرهم مثل الدين الاسلامي.
الاقتصاد يجب ان يكون اسلامي أي البنوك وتعاملها وتجاراتها وارباحها . كما نعلم الاقتصاد متصل وملتصق في السياسه,حقوق المرأه والطفل والمساواه الدين حاضرا فيها.مكانة المرأه هي ادنى من الرجل وهي عوره وناقصه عقل ودين ومنقوصة الحقوق من وراثه وشهاده ,الزواج والطلاق , وحتى من مكانها في الصلاه.
ابتعد عن كل هذه المقدمه النظريه وسحاول الخوص في ما يواجهه المسلم والمسلمه في الحياه العامه.عدا عن استعلائه وشعوره انه الافضل مكانه على الارض لانه من خير امه اخرجت للناس ولا اجد تبرير لذلك وعلى أي اساس.
القتال والحروب والثورات والانتفاضات الدين مقحم فيها .الاقصاء والتغيب والصراع اليوم على اساس ديني.
كل محاولات الافرد الابتعاد عن الدين مستحيله ولا مجال لذلك .دستور البلدان والتشريعات هي اسلاميه وليست كما هي متبعه في كافة بقاع الارض حسب قوانين حقوق الانسان. العادات والتقاليد والاعراف متأثره بالدين.
ماذا يواجهه الفرد في مجتمعاتنا ولا يوجهها في أي مجتمع غربي او شرقي المهم غير اسلامي . الكثير الكثير ..
هل من المعقول وفاة فتاه تعرضت لنوبه قلبيه وذلك منعا للاختلاط بين الرجال والنساء او ان تحرق مجموعه من الفتيات عندما شب حريقا في السكن وذلك ايضا منعا للاختلاط ومحرم شرعا كما حدث ويحدث في السعوديه.
هل من المعقول ان يسجن او يجلد فرد من المجتمع لانه افطر او جاهر في ذلك خلال شهر رمضان كما يحدث في الاقطار العربيه والاسلاميه.
جرائم ختان الاناث في مصر واليمن والسودان وباكستان وغيرها من المجتمعات الاسلاميه تمارس بتأثير وتعاليم الدين.
اكراه المرأه على الزواج والحجاب وطلاقها من حيث لا تدري وكل ما يمارس بحقها من ظلم ومهانه واذلال وضرب و و و بتشريعات وقبول وسماح وفرض وطاعه دينيه. حتى الاجانب يفرض عليهم الحجاب في بعض الاقطار والمجتمعات الاسلاميه ايران والسعوديه مثلا.
تحريم الفن والمسرح والسينما والغناء والرسم والنحت لانه حرام دينيا.( محمد عساف يمنع من الغناء في غزه من قبل حماس لانه هناك خلاف في وجهات النظر ومواقفه السياسيه ام ان الدين لا يسمح وحرام او لربما ملابسه فاضحه وقصيره ويمكن تخدش الحياء العام او انه يفتن النساء).
منع الاختلاط بين الذكور والاناث ابتداء من المدارس والجامعات وحتى الاعراس والاحتفالات وصولا الى الصلاه.
قائمة الممنوعات والممارسات بسب الدين طويله ويكاد المرء ان لا يجد مظهر اجتماعي او سياسي او ثقافي او علمي طبيي حتى رياضي ولا يرى تأثير وضوابط وقناعات تنفصل عن الدين .
حتى الاكل والشرب وممارسة الجنس والترفيه والانتماء كله له تأثير ديني.
عندما يتوقف هوس وجنون وهاجز مجتمعاتنا للدين سنتوقف النقد والانشغال بأمور الدين.
عندما نمارس الحريه والعداله الاجتماعيه بعيدا عن الدين عنها سنكون على الطريق الصحيح.
المتتبع لمقالاتي يلمس اني لا ادعو مطلقا الابتعاد عن الدين لكني اطالب فقط بتحيده.ان يكون منطقي عقلاني انساني.
اختصارا لكل ما ذكرت لو اقمت في أي بلد غربي يتقيد ويمارس حقوق الانسان وعلماني هل كنت سأفكر او اتطرق للدين وتأثيره وتداخله على كل مفاصل الحياه قطعا لا لان هذا المجتمع لن يحرمني من حقي في ما ادين او لا ادين.
ان التزمت الديني وعدم تحديث الدين لاجل مواكبة العصر هو ما ادخلنا لما يجري من احداث في مجتمعاتنا العربيه الاقصاء والتغيب على الهويه الدينيه.واننا الاخيار وبقية العالم والاديان هم الاشرار وان الدين الحق والاوحد هو الاسلام
العالم اليوم هو قريه كونيه يحيا عليها البشر بمعاير انسانيه وليست دينيه

#سناء_بدري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات