|
الإنتخابات .. إذا جَرَتْ
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 18:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
موقع " الحوار المُتمدن " يطلق بين الحين والحين ، حملات متنوعة ، ولقد إستغربتُ قبل أيام ، عندما رأيتُ على الصفحة الرئيسية للموقع ، حملَتَين في نفس الوقت ، الأولى ، تدعو للمُشاركة الفعالة في الإنتخابات المُزمَع إجراءها في العشرين من نيسان 2014 وتُرّوِج لقائمة التيار المدني ، والثانية ، دعوة الى مُقاطعة الإنتخابات . وللوهلة الاولى ، شعرتُ بالإستياء من الحملة الثانية ، على إعتبار ان المُشاركة الكثيفة في التصويت ، إذا ترافقَتْ مع قليلٍ من الوعي ، فرُبما تُؤدي الى تغييرٍ ، قد يُصّحح من العملية السياسية العرجاء . لكن بعد التأمُل فيما يجري على الساحة السياسية العراقية ، والتدهور المُضطرد في كافة المجالات ، وإصرار مجلس النواب ، على تشريع قوانين تخدم مصالح النواب أنفسهم والطبقة العُليا الحاكمة ، فقط .. مُثبتين إنغماسهم المُزري في الفساد والنهب المُنّظَم للأموال العامة .. ضاربين بعرض الحائط ، بكُل المُطالبات الجماهيرية ، فاقدينَ للقليل القليل المُتبقي لديهم من شَرف المهنة ، حانثين بالقَسَم الذي حلفوا به .. فمن المَنطقي بالفعل ، أن تُطلَق دَعوات لمُقاطعة الإنتخابات القادمة . لاسيما عندما تكون نفس الأحزاب الفاشلة هي التي تتصدر المَشهَد ، ونفس الكيانات الرديئة الفاسدة ، هي المُتحكمة بِكُل مُجرَيات الأمور ، والمُسيطِرة على كافة مُفردات العملية الإنتخابية .. ففي هذه الحالة ، ستبقى نفس القيادات وتفوز نفس الكيانات والأحزاب ، مُعتمدةً على الطائفة والعشيرة والقومية .. وسيمتلئ مجلس النواب ، بنفس " الحبربشية " سيئي الأداء والسلوك .. قد يصبح رئيس مجلس النواب الحالي ، رئيساً للجمهورية ، او يتقلد كُردي منصب رئيس البرلمان ، ويبقى " القائد " المالكي رئيساً للوزراء ... نعم قد تتبدل مواقع بعض قطع الشطرنج ، لكنهم هُم أنفسهم سيحتلون مساحة الرُقعة في كُل الاحوال ! .. أفليسَ من المعقول أن نُقاطع إنتخابات نيسان 2014 ؟ طبعاً ، هذا الإقتراح ، سيكون ذو جدوى ، فقط في حالة ، حدوث مُقاطعة واسعة النطاق ، بحيث تفشل الإنتخابات وتسقط العملية السياسية الحالية ، موقِعَةً معها ، الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة .. فالمطلوب ، ان تُقاطع ( الكتلة الكبيرة الرئيسية من الناس ) الإنتخابات ، بحيث تكون نسبة المُصوتين 10-15% فقط ، وبذلك ستفقد شرعيتها دولياً ومَحلياَ . ولكن على أرض الواقع ، هل ذاك السيناريو وارد ؟ .. أعتقدُ ان ذلك غير مُمكن .. فلا زالتْ نسبة الأُمِية الأبجدية أكثر من 20% ، والأُمِية السياسية والثقافية تفوق ال 50% .. ولا زالتْ الطائفة والمذهب والعشيرة والقومية ، أهمُ وأكثر تأثيراً من المُواطَنة .. وأستطيع المُجازفة بالقول ، ان الإسلام السياسي الحاكِم والأحزاب القومية الحاكمة ، رغم فشلها الذريع في إدارة البلد ، وتسبُبها أيضاً ، بِتراجع ، ليسَ فقط ، الأمن والخدمات ، بل بتراجع الأخلاق والثقافة والوعي والقِيَم المجتمعية أيضاً .. رغم كل المآسي التي أنتجَتْها الطبقة السياسية الحاكمة ، خلال أكثر من عشرة سنوات .. فسيُعيد الناس إنتخاب الكثير منهم ، مرةً أخرى ! . ............................ الأجدى .. أن نذهب ، نحنُ المؤيدين للتوجهات المدنية ، الى الإنتخابات [ إذا جرتْ في موعدها ، إذ ان أحداث الأنبار وتداعياتها المُحتمَلة ، قد تؤدي الى تأجيلها ] والمُشاركة الفعالة وبكثافة .. وان لانترك الساحة للإسلام السياسي والقوميين ، لوحدهم .. نعم لن نستطيع الفوز بمقاعد كثيرة ولن ننجح في إحداث تغييرٍ كبير .. ولكن على الأقل سنكسر إحتكارهم ونمنع إنفرادهم " وكانتْ تجربة إنتخابات مجالس المحافظات الأخيرة خير شاهد " ، ونثبت لهم وللجميع ، بأن هنالك ناسٌ شُجعان نزيهين عابرين للولاءات الفرعية الفجّة .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على هامش الأزمة المالية في الأقليم
-
همومٌ كُردستانية
-
أوضاعنا المُتأزمة
-
مَنْ س ( يلوكِلْنا ) بعد إنتخابات نيسان 2014 ؟
-
- لعبة - تشكيل حكومة الأقليم
-
- حركة التغيير - بحاجة الى بعض التغيير
-
أينَ حّقي ؟
-
هل هنالك أمل ؟
-
بين هَورامي والشهرستاني ، ضاعتْ الأماني
-
الأزمة المالية في الأقليم .. حّلها سَهل
-
حَج أنقرة وعُمْرة طهران
-
المواطن العادي .. ومَلف النفط
-
إحذروا من -داعش- يا أهلنا في الموصل
-
في دهوك : علامات وشواخِص
-
حركة التغيير .. في الفَخ
-
- سيد صادق - تصنع مجدها
-
سوران وبهدينان ... إقترابات
-
يحدث في العراق
-
مهرجان -الرومي- والوضع العراقي
-
الفاسدين لايحبونَ الإحصاء
المزيد.....
-
أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة
...
-
إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات
...
-
الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة
...
-
فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع
...
-
بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه
...
-
عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع
...
-
رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير
...
-
رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
-
بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري
...
-
بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|