|
ان المعلم والطبيب كلاهما لا ينفعان ان لم يكرما
احمد وتوت
الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 14:10
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
ان المعلم والطبيب كلاهما لا ينفعان ان لم يكرما
استنكرنا عندما بدأ خطف الاطباء ومطالبة اهاليهم بدفع الفدية اذا ارادوا ان يعاد المخطوف حيا ”الكثير من الاطباء وجدوا انفسهم في قبضة عصابات تقوم بعملياتها جهرا” وامام الناس دون ان يجرؤ احد على التدخل ،وقد اكد العديد من الضحايا ان خاطفيهم كانوا يرتدون ملابس رجال الشرطة ويقودون سيارات الشرطة ، وعادة ما كان المخطوف يتعرض الى الضرب المبرح كي يقر بما يمتلكه من اموال، ولم يقتصر ذلك على الاطباء بل بدأ يشمل الطبيبات ايضا” في انحطاط اخلاقي لم يشهده البلد سابقا.
انحني متصاغرا امام ما تقدمه الكوادر الطبية من خدمات كبيرة لأبناء المحافظة واتذكر دائما قول الائمة المعصومين (عليهم السلام ) خير الناس انفعهم للناس ... ان المرجعية اليوم عندما تطالب في تحسين معيشة الكوادر الطبية للبلد ليس سوى ان الناس والمرجعية تطلب بذلك لمعرفتهم بعوزهم للتطور لخدمة الصالح العام والوطن. ان في اصلاح الكوادر الطبية واعدادها بصورة صحيحة وتوفير احتياجاتها مطلب وطني وذلك لاستمرارهم في معالجة الشعب وهم عصب الحياة للوطن وعصب التقدم والازدهار. عند قراءتي للائحة حقوق المريض ازدت يقينا باتجاه هذا القطاع المهم للعراق في الصورة الصحيحة فللمريض الحق في المعرفة والعلاج والحق في اتخاذ القرار والخصوصية والتي رافقتها بعض الفقرات التي تعتبر مسؤوليات والتزامات المريض ولا ننسى ان للطبيب حقوقا وحق المؤسسة التي يعمل بها.
هل تثق في الطبيب في مستشفياتنا ومركزنا الصحية ؟
سؤال ؟ هل من حق المريض على الطبيب التعامل معه بشكل إنساني واحترام أدميته ... ؟ لقد غابت الرقابة والمفتشية فارتفعت (اسعار الكشفية) واهمل المريض في المستشفيات والمستوصفات تصور أن يقوم ... الطبيب ينظر إلى مستقبله في بناء الفلل والقصور متناسيا الحالة الإنسانية للناس؟ كل هذا يمر علينا لأننا بحاجة الى المعونة الطبية لا يعاملونا كبشر فقط كنقود...
إلى الدكتور ... ربما غاب عنك ان المرضى الذين يأتون الى المستشفى او المستوصف لإجراء الفحوصات هم ابناء هذا البلد وعند معالجتهم في مستشفيات الدولة ينبغي ان تكون هناك معاملة إنسانية من قبل الأطباء وباقي الكوادر الطبية والإدارية حيث ان التعامل الإنساني هو جزء مهم من العلاج فلا عذر للطبيب ان تعامل بشكل غير انساني مع المريض ان كان المريض قرويا بسيطا ربما لا يقرأ ولا يكتب او رجلا مثقفا مطلعا له من الأبناء والبنات يفتخر بتحصيلهم العلمي والأخلاقي فكما للمريض حقوق وواجبات ولك ايضا حقوق وعليك واجبات وللمؤسسة العامة هي الارضية المشتركة في التعامل بنيكما كما اقرتها القوانين ولثقة الشعب بمؤسساته الوطنية جاء اليك ليس هناك من احد متفضل على الناس عند تقديم الرعاية الصحية فهذا واجب الدولة تجاه أبناءها ولنا ثقة كبيرة في ذلك. نحن لا ننكر ان حق الطبيب والكوادر مغبونة في النظام لكن هذا يجيز الخروج عن مبدأ العمل الانساني " الرزق على الله". كنا (نحن أبناء المحافظات ) في السابق وفي عهد الطاغية الملعون تتم معاملتنا بنظرة الفوقية والتسلطية وحتى العنصرية ، ان هذا الزمن قد ولى فهذه المحافظات أنجبت وتنجب الكوادر والكفاءات تلو الكفاءات والمواهب. لقد أديت قسما غليظا عند تخرجك من كلية الطب بان تتعامل مع مرضاك بمنتهى الإنسانية ولكن يبدو إن هذا لم يحدث على ارض الواقع عندما أصبحت طبيبا. من المعيب ما نشهده اليوم من تراجع الجانب الانساني للكثير من اطبائنا في المحافظات والعراق عموما لصالح الجوانب والاهتمامات الربحية والتجارية البحتة وان اجلى صور هذا التراجع ما نشهده من ممارسات معيبة ومهينة لهؤلاء الاطباء والتي تمثلت بالمظاهر التالية: - الكثير من اطباء يصرون على البقاء في عيادات قذرة ومقرفه بحيث نجد البعض منهم وقد رضي لنفسه ان يتخذ غرفة بحجم الحمام للكشف والفحص دون اي احترام لقامته الطبية الفارعة باعتباره من الاطباء الحذقين في مجال تخصصهم. -اصرار اكثر الاطباء على فحص ومعاينة اكثر من خمس مرضى في ذات الوقت وفي غرفة واحدة مما يعكس قلة احترام وذوق في تجاهل حق المريض باحترام خصوصيته . -ارتفاع اجور الكشف من جهة والتحالفات الربحية بين الطبيب والصيدلاني من جهة اخرى صورة واضحة من مظاهر الجشع الربحي المتبادل بين الطرفين (البعض من الاطباء والصيادلة). اليوم عندما ذهب لأتطبب من عملية اجرها لي الدكتور في عيادته الخاصة لعدم وجوده في ردهة الطوارئ لليلة السابقة، صرخ في الطبيب الاستشاري في مستشفى الديوانية التعليمي وقال انا لا ارى مريض لدكتور اخر؟! هل يا ترى عندما يموت المريض لعدم وجود الطبيب لانه لم يزره في العيادة الخاصة! ولم يشرف عليه؟
فكما تدين تدان فان تحول الطبيب الى محل لبيع سلعة الطب هذا ما جرى له من خطف وعدم احترام الناس له ونفروهم من اسم الطبيب وحتى تسمع الدعاء " اللهم ابعدنا عن الاطباء" ليس سوى دليل على عدم ثقة الناس فيكم.
احمد وتوت https://www.facebook.com/alwitwity
#احمد_وتوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امرأة كسرت هيبة القاعدة
-
لقائي مع جلال طالباني اليوم 12-11-2013
-
رسالة الى الله
-
لي الحق في التصويت ضد المرشحين
-
رسالة الى الرئيس العراقي القادم
-
خبر عاجل
-
للبقال هوية
-
الشرف
-
تبديل الادوار
المزيد.....
-
تفاعل على ترحيب أصالة بأحلام في جلسات موسم الرياض ورحيل صادم
...
-
النرويج تقفل تحقيقها بشأن أجهزة -بيجر حزب الله- التي انفجرت
...
-
-سي إن إن-: الحكومة الإسرائيلية ستصوت على اتفاق وقف إطلاق ال
...
-
برلماني روسي: -أوريشنيك- أظهر حتمية اقتصاص روسيا ممن يعتدي ع
...
-
وزير الخارجية الإيطالي: إيطاليا لن ترسل عسكريا واحدا إلى أوك
...
-
المتحدث باسم ترامب: إسقاط القضايا الفيدرالية ضد الرئيس بمثاب
...
-
شولتس بعد ترشيحه رسميا: هدفنا تصدر المشهد وأن نصبح الحزب الأ
...
-
حرب غزة.. أول إبادة جماعية بالبث المباشر
-
أفرزتها حرب مدمرة.. غزة تحت وطأة مجاعة وأمراض وحصار لا هوادة
...
-
خبراء أمميون: إسرائيل مسؤولة عن سلامة مصور الجزيرة فادي الوح
...
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|