نورالدين المباركي
الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 11:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العمليات الارهابية في تونس تأخذ في كل مرة شكلا جديدا ، لكن التعاطي معها أمنيا و سياسيا وإعلاميا يتم بالوسائل و الخطاب ذاته ، حتى أصبح من الممكن من الآن تقدير ردود الفعل حول العملية القادمة.
المسألة ليست مرتبطة فقط بنقص الخبرة و التجربة في التعاطي مع ملف الارهاب عندما يأخذ شكلا متصاعدا ، إنما بسوء تقدير حقيقة انتشار و تمركز هذا السرطان في تونس مثل الاعتقاد ان الاصرار لفظيا على مقاومة الارهاب و اصدار البيانات المنددة به واستدعاء المحللين والخبراء على "البلاتوات" التلفزية ليكرروا في كل مرة الاسطونة ذاتها ، هو كفيل بمقاومته .
الارهاب في تونس لم يعد فقط حقيقة موضوعية بل تجاوز ذلك الى التمركز الميداني بما يمكن هذه الجماعات من التخطيط و التنفيذ و المناورة و الانسحاب الى ملاذات آمنة ، وهذه خطوة متقدمة في أي عمل تنظيمي ولا يمكن أن تتم دون توفر غطاء سياسي و أمني.
جغرافيا ضرب الارهاب في أغلب مناطق البلاد ( بئر علي بن خليفة " صفاقس" ، سليانة ، باجة ، سيدي بوزيد ، القصرين ، جندوبة ، سوسة ، العاصمة ، بنزرت ...الخ) ، أما من ناحية الأشكال فقد اعتمدت هذه الجماعات ،الاغتيال السياسي والعبوات الناسفة و العمليات الانتحارية ، والكمين والكمين المموه و تلغيم السيارات ، أي تقريبا أغلب الاشكال التي يمكن ان يعتمدها الارهابيون.
يتم هذا في رقعة جغرافية صغيرة ( مقارنة بليبيا و الجزائر ) و في عدد سكان محدود.
"الفوضى الأمنية" وخصوصيات المراحل الانتقالية لا يمكن وحدها أن تفسر هذا الانتشار و التمركز وهذه المرونة في التحرك ، ثمة غطاء سياسي و أمني ساهم في مساعدة هذه الجماعات على انجاز أولى خططها في التمركز ، وإذا عدنا الى تصريحات عدد من المسؤولين السياسيين و الامنيين سنتي 2011 و 2012 ، سنقف على حقيقة هي أن التقليل من خطورة الارهاب و اعتباره فزاعة الاعلاميين ، كان احد جوانب الغطاء السياسي و الأمني الذي تمتعت به هذه الجماعات للتمركز.
لا يمكن مقاومة الارهاب اليوم دون الكشف عن كل من تورط في توفير هذا الغطاء السياسي و الأمني و ساعد الارهاب على التمركز ليصل الى هذه الخطورة في تونس
#نورالدين_المباركي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟