أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الشهيد كسيلة - لم نخترع إلا العشيرة والأنبياء














المزيد.....

لم نخترع إلا العشيرة والأنبياء


الشهيد كسيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 01:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نكبات العالم العربي كثيرة ومتعددة ومتنوعة إلى درجة أن كل من يريد زرع الاضطراب لإيقاف عجلة التطوّر التي هي بدورها شبه متوقفة لن يتعب كثيرا ، فالأرضية ملائمة وهي تعج بالتناقضات والاختلافات في مجتمعات لم تدخل العصر بفكرها وعقلها ظنا منها أن امتلاك السيارة رباعية الدفع وارتداء اللباس الخواجاتي وتشييد ملاعب رياضية ... كاف لإعلان الدخول إلى العصر وفي العصر.
يبدو أنه ليس في ذهن الأغلبية الساحقة إلا الأنا الفردي الشخصي الذي حتى وإن اتسع قليلا لن يتجاوز الانتماء إلى القبيلة وهنا بيت القصيد حيث يعشش فايروس الروح القبلية في الجسد المجتمعي مما جعل كيان الدولة الوطنية التي أسستها طلائع التحرير من الاستعمار يتلاشى تدريجيا تحت وطأة طرفي كماشة هما الانتماء إلى القبيلة والانتماء إلى الأمة "الإسلامية" والانتماءان كلاهما يلغيان الوطن والوطنية والمواطنة ... فالانتماء القبلي يلغي الجغرافيا لأن القبيلة جسم متحرك تسوقه رياح الأمطار ويستوعبه بساط الكلأ ظرفيا ولذلك تراه في تنقل دائم ... والانتماء إلى الأمة الذي يفترض أن يكون روحيا يريد له الإسلام السياسي أن يتحول إلى إمبراطورية ممتدّة على قارّات مما يتنافى ومفهوم الوطن والدولة الوطنية ... فالأمّة بالمعنى السياسي الاصطلاحي الحديث يفترض أن تكون في مقابل اللفظة اللاتينية Nation وليس ِ Communauté = Communauty ولذلك ترى العالم العربي في الأمم المتحدة أمما وهو فعلا كذلك ولكن في أدبيات النخب المؤدلجة يختزل هذا العالم العربي - الممتدّ في قارتين بل كاد أن يمتدّ في ثلاث – في "وطن" - ويرى في عبارة "عالم عربي" خطرا يهدد وحدة وكيان الأمة- مما يدلّ على أن العقل القبَلي لا يتسع لهذا العالم العربي الشاسع لان ذلك العقل لا يمكن أن يتجاوز خطّ انتجاع القبيلة ! وله الولاء المطلق للفقيه الذي أخذ لقب "داعية" وشيخ عشيرة استحدث له لقب "رئيس جمـــ(زمرة)ـــهورية" انقلابية وستظل العلمانية والديمقراطية كفر بواح عند الأول وغزو ثقافي يستهدف أصالتنا وعراقتنا ....عند الثاني ....
الأخطر من هذا كله هو عدم الاكتفاء بالكيان القبلي فتمّ دعمه بمذاهب دينية لتحويل القبيلة إلى طائفة مبالغة في الانغلاق والانكفاء على الذات ومن ثمّ كراهية الآخر ورفض الانسجام معه وإذا كانت الحضارات الأخرى قد اخترعت الديمقراطية (الإغريق) والتشريع (الرومان) مثلا فإننا في العالم العربي اخترعنا القبيلة والأنبياء لنظل في احتراب دائم يكفر بعضنا بغضا ويغزو بعضنا بعضا فلا عجب أن نرى في القرن العشرين إعادة إنتاج الأديان والقبائل، فجنوب العراق قبيلة بواجهة مذهبية وقبيلة الساحل السوري قبيلة بواجهة مذهبية ... والمناطق الأخرى التي ليس فيها طوائف يسعى الإسلام السياسي جاهدا لتأسيس طوائف بها وهو ما تفعله جماعات الإخوان في مصر وشمال أفريقيا وعندما تصبح كل قبيلة طائفة دينية سيتكرر ما يحدث في سوريا حاليا وتشتعل نار تحرق الأخضر واليابس... ويومئذ تفرح إسرائيل بنصر من "يهوه" إنه على كل شيء قدير !



#الشهيد_كسيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعريب في بلدان شمال افريقيا (2)
- التعريب في بلدان شمال افريقيا
- شهادة اسمها -الجنوب-
- الاستعمار الديني (..........) حلقات استعمار لا نهاية له
- الطغمة البعثية - الوهابية والأديب العالمي كاتب ياسين
- التميمي والامازيغية
- صدى البرباغاندا المخزنية
- حقيقة بني هلال في شمال افريقيا
- كلمة -جنرالات- في البروباغاندا المخزنية
- وداعا كرنفال الفاتح سبتمبر... وأهلا بالأفراح الشعبية


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الشهيد كسيلة - لم نخترع إلا العشيرة والأنبياء