الأتاسي أم العظم ايهما رئيس أول برلمان في الشام

شمس الدين العجلاني

الحوار المتمدن-العدد: 1241 - 2005 / 6 / 27 - 05:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

تشير وثائق مجلس الشعب السوري أن أول برلمان سوري انشأ عام 1919 وكان رئيسه المرحوم هاشم الاتاسي , حيث يذكر موقع مجلس الشعب على شبكة الانترنيت ما يلي :
اسم المجلس رئيسه مدة الرئاسة التاريخ
المؤتمر السوري هاشم الاتاسي 12/11 /1919 -17/7/1920 1919

كما يتصدر قاعه الشهداء ( قاعه استراحة النواب) في مجلس الشعب صور السادة رؤساء البرلمان السوري منذ عام 1919 حتى الآن ويغيب عن هذه الصور صورة المرحوم محمد فوزي العظم والشيخ محمد رشيد رضا 00 ؟ وأيضا الكتب والمطبوعات الأخرى الصادر عن مجلس الشعب تختصر رئاسة أول برلمان سوري بالمرحوم هاشم الاتاسي , فهل كان المرحوم هاشم الاتاسي هو رئيس البرلمان السوري الأول والمسمى المؤتمر السوري 00 ؟ أم أن هنالك رؤساء آخرون لهذا المؤتمر 00 ؟ وتم تغيبهم 00 ؟
وللحقيقة نقول 00 وللحفاظ على تاريخنا نقول 00 ولإعطاء كل ذي حق حقه نقول : إن ما ورد في وثائق مجلس الشعب خطأ 00؟ والصحيح أنه : تعاقب على رئاسة المؤتمر السوري ثلاثة رؤساء هم:

1- محمد فوزي العظم
2- هاشم الأتاسي
3- محمد رشيد رضا

محمد فوزي العظم :
هو السياسي السوري العريق الملقب أبو الدستور السوري , و والد رئيس وزراء سوريا الأسبق خالد العظم,ولد في دمشق عام 1891, درس في دمشق والمعهد الملكي العالي في الآستانة (اسطنبول) كان ضابطاً في الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى عمل أميناً لسر وزارة الداخلية في الحكومة العربية في دمشق عام1920 عمل بالتدريس في كلية الحقوق وكان معارضاً للفرنسيين فسجن ونفي إلى جزيرة أرواد انتخب رئيساً لأول برلمان في بلاد الشام عام 1919 وانتخب نائباً عن دمشق عام 1928 وكان له الدور الكبير في صياغة دستور البلاد حيث وضع الدستور خلال أسبوعين وأقره مجلس النواب في 4تموز 1928لذا لقب أبو الدستور توفي مسموما عام 1929 00
وحين قامت حكومة رضا باشا الركابي والتي تشكلت يوم 30 ايلول 1918 بدعوة أعضاء المجلس العمومي في كل من ولايتي دمشق وحلب، المنتخبين على مقتضى القانون العثماني ليكونوا أعضاء في المؤتمر السوري, انتخبوا بعد تلبيتهم الدعوة وقبل انعقاد المؤتمر، السيد محمد فوزي لعظم رئيساً، والسيد عبد الرحمن اليوسف نائباً للرئيس والسيدين فائز الشهابي وعزة دروزة كاتبين ودعا السيد العظم إلى قصره في دمشق من كان قد وصل لدمشق من المندوبين المنتخبين من بلاد الشام وتبادلوا بحث الفكرة الوطنية بصورة عامة من استقلال ووحدة واتحاد، وتكرر مثل هذا الاجتماع في منزل عطا البكري وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السوري والتي عقدت في النادي العربي بدمشق تم تثبيت انتخاب العظم واليوسف، ويقول منير المالكي بهذا الصدد: ( وتذاكر الأعضاء ملياً، ثم انتخبوا فوزي باشا العظم رئيساً للمؤتمر، والسيدين فائز الشهابي وعزة دروزة كاتبين).
وظلالمرحوم العظم رئيساً للمؤتمر السوري الأول ( العام ) إلى تاريخ انعقاد الدورة الثانية للمؤتمر في تشرين الثاني من عام 1919 والتي ترأسها السيد عبد الرحمن اليوسف نظراً لوفاة رئيس المؤتمر العظم 0
هاشم الأتاسي:
هو هاشم بن خالد بن محمد بن عبد الستار الأتاسي ولد في حمص عام 1875 في بيئة دينية علمية وتلقى علومه الابتدائية والثانوية فيها ثم في المدرسة الملكية بالآستانة ونال إجازة في الإدارة وتدرج في مناصب الادارة في العهد العثماني إذ عين مأمورا بمعية والي بيروت عام 1894 ثم قائم مقام عام 1897 ثم صار متصرفا عام 1913 وعين في حماه وعكا والأناضول ويذكر أنه كان منتسبا للجمعية العربية للفتاة لمناهضة أعمال التتريك للعرب.
في العهد الفيصلي انتخب عضوا في المؤتمر السوري الأول عام 1919 ثم انتخب رئيسا له تولى رئاسة الوزراء مدة قصيرة أواخر أيام فيصل 30/5/1920 فكانت في أيامه معركة ميسلون حيث دخل الفرنسيون دمشق فاستقال هاشم الأتاسي وعاد إلى حمص وفي 25/أيار من العام نفسه اعتقله الفرنسيون لمدة أربعة اشهر في جزيرة أرواد ثم أطلقوا سراحه .
انتخب المرحوم هاشم الأتاسي رئيساً للكتلة الوطنية لدى تشكيلها عام 1927 , كما انتخب نائبا عن حمص في الجمعية التأسيسية (المجلس التأسيسي) ثم رئيسا لها وهي التي صاغت دستورا عطل الانتداب الفرنسي أهم مواده بالمادة الملحقة (116)
وانتخب المجلس النيابي هاشم الأتاسي رئيساَ للجمهورية في كانون الأول عام 1936 وذلك بعد استقالة الرئيس محمد علي العابد وبقي في منصبه حتى استقالته في تموز عام 1939 عندما نقض الفرنسيون المعاهدة وأبطلوا النظام الجمهوري .
تولى هاشم الأتاسي حكومة انتقالية لإعادة الأوضاع الدستورية والاستقرار في البلاد بعد الانقلاب الثاني الذي قام به الزعيم سامي الحناوي في 14 آب 1949 وأعيد انتخاب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية عام 1950, إلا أنه استقال احتجاجا على تدخل أديب الشيشكلي في شؤون الدولة وعارض حكمه وبعد الإطاحة بحكم الشيشكلي اسندت رئاسة الجمهورية إلى هاشم الأتاسي لاستكمال مدته الدستورية فأستمر حتى انتهت مدة ولايته في أيلول 1955 فأعتكف في داره بحمص إلى أن توفى في 6/12/1960 ودفن في حمص.
هذا وقد انتخب السيد هاشم الأتاسي لرئاسة المؤتمر السوري خلال الدورة الثالثة في الجلسة التي انعقدت بعد ظهر يوم الأحد 3آذار 1920,بعد وفاة محمد فوزي العظم ,ونال 55 صوتاً وظل رئيساً للمؤتمر السوري لغاية تكليفه برئاسة الوزراء بتاريخ 3/أيار/1920.

محمد رشيد رضا:
وبعد تكليف المرحوم الأتاسي برئاسة الحكومة السورية بتاريخ 3/أيار/1920 تم انتخاب المرحوم الشيخ محمد رشيد رضا لرئاسة المؤتمر السوري ( العام ) وظل رئيساً للمؤتمر حتى بعد تعليق جلساته إثر دخول القوات الفرنسية المغتصبة إلى البلاد بعد معركة ميسلون 24 تموز 1920 وخروج الملك فيصل من البلاد حيث كان ينسق مع أعضاء المؤتمر السوري ويمثلهم وقدشارك في فعاليات المؤتمر السوري الفلسطيني الذي انعقد في جنيف من 25 آب- 21 أيلول 1921 بصفته رئيسا للمؤتمر السوري ( بدمشق ) ونائب رئيس الاتحاد السوري ومندوبة.
و محمدرشيد رضا ولد في قرية القلمون التابعة لمدينة طرابلس في لبنان في 23 من ايلول عام1865م ودرس في لبنان وانتخب مندوبا عن طرابلس للمؤتمر السوري 1919 ,وكانت سياسة الشيخ رضا في المؤتمر السوري حسبما يرويها بنفسه في كتاب رحلتا إلى سورية (ولما صرت رئيساً للمؤتمر وجب علي أن أساوي بين الحزبين ) (والمقصود حزب التقدم وحزب الاعتدال) في كل شيء يتعلق به وفي احترام افرادهما حتى في خارجه وإعطاء كل ذي حقه
وكان للشيخ رضا روابط قوية بالمملكة العربية السعودية فسافر إليها بالسيارة فلم يتحمل جسده الواهن مشقة الطريق فأصابه دوار من ارتجاج السيارة ثم لم يلبث أن خرجت روحه الطاهرة في يوم الخميس الموافق 22 آب 1935م.
وأخيرا :
وأخيرا نتساءل لماذا تم تغيب رجلين من رجالات بلاد سورية الطبيعية في وثائق مجلس الشعب السوري 00؟ قد يكون لدي جواب 00؟ ولكن ذلك لايعني شيئا 00؟ فالمطلوب تصحيح الخطأ لأنه يمس تاريخا , يمس تاريخ رجالات بلادي , ان اختلفنا معهم او اتفقنا معهم فلا يمكننا ان نغيبهم عن اول برلمان في بلاد الشام فكما اعترفنا بأن المرحوم أنور السادات كان رئيسا للبرلمان السوري وتم وضع صورته في قاعه الشهداء في مجلس الشعب ومثله ايضا فلان وفلان لابد من القول وبالفم الملآن ان محمد فوزي العظم من دمشق ورشيد رضا من طرابلس كانا على سده الرئاسة لأول برلمان في سورية الطبيعية0000
ملاحظه : لمن أراد المزيد من التوسع أو التأكد مما ورد من معلومات أعلاه يرجى مراجعه موقع مجلس الشعب على شبكه الانترنيت ومنشورات مجلس الشعب الصادرة حتى تاريخه ليتبين الخطأ , ومراجعه مذكرات خالد العظم , كتاب يوسف الحكيم سورية والعهد الفيصلي,كتاب من ميسلون إلى الجلاء لمنير المالكي , المجالس التشريعية في سوريةالصادر عن مركز المعلومات القومي , كتاب رحلتان إلى سوريه للشيخ محمد رشيد رضا , كتاب الحكومة العربية في دمشق لخيرية قاسمية, ذكرى استقلال سورية طباعة مصر 1920و00 ليتبين الصواب
----------------------------
صحفي وكاتب

#شمس_الدين_العجلاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات